أعظم إنجازات الإمام المهدي
ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره
السيد عباس نورالدين
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الأسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.
صحيحٌ أنّ كل مخلوق هو بنحوٍ ما مظهرٍ لهذه الصّفات (وكيف لا يكون كذلك وكل مخلوق هو عمل الله وفعله، وكل أفعال الله مظاهر صفاته)، لكن قدرة المخلوقات على إظهار وعكس هذه المظهريّة ليست على نحوٍ واحد. فالإنسان الكامل يتمتّع بهذه الميزة التي تجعله قادرًا على تحقيق تجربة خاصّة في تفاعل البشر مع الله تعالى؛ وذلك يرجع إلى قوّة حضور الله في نفسه.
وبالرغم من معايشة البشريّة لمثل هذه التجربة منذ آدم صفيّ الله وإلى خاتم النبيّين حبيب الله، إلّا أنّ ردّة فعلها لم تكن متناسبة معها، حيث تنكّرت لثمارها ومفاعيلها، فجحدت واتّهمت أصحابها بالجنون تارة، والسحر أخرى، وفي العديد من الحالات نهضت لمواجهتهم.
إنّه لأمرٌ يدعو إلى التأمّل العميق. فنحن نتصوّر أنّنا لو حضرنا تلك المشاهد العظيمة، مثل مشهد شقّ البحر أو إحياء الموتى أو إخراج الناقة من صخور الجبل لصُعقنا من جمالها وروعتها. فلماذا كانت البشريّة تجحد وتتنكّر وتكفر، ما خلا عددٌ قليل في كلّ مجتمع؟
يمكن أن يعزو البعض هذا الفشل إلى نقصٍ فادحٍ في النضج البشريّ. فمجتمعات تلك الأزمنة لم تكن مهيّئة للتفاعل المناسب مع تلك المعجزات والقدرات، ربما لغلبة البعد المادّيّ والحسّي على تفكيرها. لكن يبدو أنّ القضية أعمق من ذلك قليلًا. فنحن هنا أمام حالة جمعيّة لا فرديّة. لأنّ الإنسان كان وما زال هو الإنسان. والمؤمنون في تلك العصور لم يكونوا حالة غريبة عن الإنسانيّة؛ أي أنّ الاستعداد الفطريّ لتقبّل هذه التجربة الإلهيّة كان موجودًا، ولولا ذلك لما جرت. ولكن ما كان ينقص هذه البشريّة هو ما يمكن أن نعبّر عنه بالتفاعل الجمعيّ أو الاجتماعيّ، والذي كان أحد أهم مقاصد بعث الأنبياء. فالأنبياء لم يُرسلوا إلى الناس من أجل تغيير الأفراد فحسب، بل أرادوا بناء مجتمعات توحيدية قائمة على تقدير موقعيّة الإنسان الكامل. وهذا ما كان ناقصًا في واقع البشريّة وتطوّراتها.
إنّ أعظم إنجاز للمهديّ المنتظر سيكون في إقامة مجتمعٍ بشريّ حول محور الإنسان الكامل. ولا شك بأنّ تحقيق هذا الهدف سيتطلّب تفاعلًا مميّزًا مع حضور هذا الإنسان. فإذا كان التفاعل سيؤدّي إلى الجحود والإنكار، فهو فشل. وإذا كان التفاعل سيؤدّي إلى تأليه هذا الإنسان فهو فشلٌ أيضًا. فيجب أن تتعرّف البشريّة عندئذٍ، على هذا المقام الأسنى وتراه مظهرًا تامًّا لحضور الله من دون أن تعرض عنه أو تنفي به هذا الحضور.
لقد تفاعل بنو إسرائيل مع معاجز موسى بنحوٍ أوصلهم إلى أن يطلبوا منه أن يجعل لهم إلهًا مثل آلهة الناس؛ وتمادوا في ذلك فطلبوا منه أن يريهم الله جهرةً، ثمّ تعالوا واستكبروا فقالوا له: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}.[1]ولعلّ موسى كان من أكثر الأنبياء الذين ظهرت على أيديهم المعاجز والقدرات.
لكي يكون التفاعل سليمًا ينبغي أن ينسجم مع روح الدعوة النبويّة والرسالة السماوية، وهو توجيه المجتمع البشريّ نحو الله في خضوعٍ وخشوعٍ وطاعة وعبادة. وفي ظلّ هذا التوجّه تتحرّك قافلة البشريّة نحو الله في رحلة تبلغ بها أعلى مراتب الكمال، ويكون الإنسان الكامل غاية سيرها.
لم يأتِ الأنبياء من أجل إظهار حضور الله، بقدر ما كانوا يريدون تحقيق هذه النتيجة التربوية. فما لم يتأسّس المجتمع المتكامل الذي يجعل الوصول إلى الكمال المطلق غاية أنشطته وفعاليّاته، لن تكون دعوة الأنبياء قد حقّقت هدفها الأسمى. ولهذا، فإنّ المشكلة لم تكن في التنكّر فحسب، بل في عدم وجود الاستعداد الاجتماعيّ العام لهذا السلوك التكامليّ.
لقد سادت نزعات حبّ الدنيا الممتزجة بسوء الظنّ بالله على هذه المجتمعات، إلى الدرجة التي اختفت معها تلك القيم المطلوبة للحركة التكاملية والسير في ميادين الفضيلة والكمال. وما سيتحقّق في عصر المهدي المنتظر هو أن هذا الإمام سيتمكّن لأوّل مرّة من بناء هذا المجتمع بعد أن يثبّت فيه تلك القيم اللازمة للتفاعل المطلوب؛ وحينها فإنّ إظهاره لجميع مقامات الإنسان الكامل سيكون عاملًا أساسيًّا في النجاح المطلوب. وهذا ما سيشكل منعطفًا جوهريًّا في مسيرة البشريّة إلى يوم القيامة.
من هنا، يدرك الممهدون أصحاب البصيرة أنّ أحد مقوّمات التمهيد الواقعيّ تعتمد على تبشير المجتمعات الإنسانية بحقيقة الإنسان الكامل والدعوة إليه باعتبار أنّه إنسان قام بتفعيل استعداداته والحفاظ عليها في أشدّ الظروف قسوةً ووخامة؛ وأنّ هذه الحقيقة تشملهم جميعًا. ففي الوقت الذي سيرون فيه ما لا يخطر على بالهم من كرامات ومعجزات، فإنّهم لن يشعروا بأنّهم مستبعدون عن هذه القضية، بل ستتوفّر تلك البيئة اللازمة لحركات بشريّة عامّة نحو الكمال لم يعرف لها التاريخ مثيلًا.
[1]. سورة المائدة، الآية 24.
كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
خطة الإسلام 2
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم وللبشرية والمصير.. فكيف كانت هذه الخطة تطبق على يد الأنبياء منذ بداية عصور الرسالة، وإلى أين وصلت مع مجيء خاتم الأنبياء وبعثته. وماذا حل بهذه الخطة بعد وفاته وإلى يومنا هذا.. هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب ويضعنا أمام سياق تاريخي مفعم بالأمل. خطة الإسلام 2 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 144 صفحة الطبعة الأولى، 2011م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
الامتحان الأخير
بحث شيّق يتناول أهم الفتن التي سيواجهها المؤمنون في عصر ظهور الحجة المنتظر والامتحانات التي سيتعرضون لها في تلك المرحلة. الامتحان الأخير إعداد: مركز باء للدراساتالناشر: الدار الإسلاميةحجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 96 صفحةالطبعة الأولى، 2001م ISBN: 9953-22-027 السعر القائم: 4 $ سعر المبيع على حسم 50% (على سعر صرف 4000 ل.ل.) = 8000 ل.ل.
خطة الإسلام 1
يهدف هذا الكتاب إلى عرض الدين كما جاء به رسول الله (ص) : خطة إلهية محكمة تهدف إلى تغيير العالم وتبديل الأرض وإيصال الناس إلى سعادتهم المطلقة.. فكيف يمكن أن تظهر هذه الخطة الإلهية في الاسلام. خطة الإسلام 1 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 40 صفحة الطبعة الأولى، 2009م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
خطة الإسلام 3
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم، فما هي مبادئ هذه الخطة وأصولها؟ وكيف يمكن لنا أن نكتشف التفاصيل المهمة التي ترتبط بتطبيقها في زماننا وفي كل زمان.. كتاب يعمّق الوعي بشأن أعظم قضية في الحياة. خطة الإسلام 3 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 208 صفحات الطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$
ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!
العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.
قريبًا سيخرج السفياني! ماذا نعرف عن علامات الظهور؟
أيّ مؤمن يسمع بهذا الخبر سيمتلئ قلبه بالبُشرى، رغم ما يمثّله السفياني في الأحاديث المتداولة من إجرام وبشاعة وأحداث مأساوية.. لماذا؟ لأنّ الشائع هو أنّ من أهم علامات ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو خروج رجل قبله بعدّة أشهر، يُدعى السفياني ـ أو يُعرف بانتمائه إلى بني سفيان. ولكن ما الذي يم
من هو المنتظِر الواقعي للإمام؟
إنّ انتظار الفرج ليس مجرّد شعور وإحساس، بل هو أحد الأعمال الكبرى كما يظهر من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. ولكي يكون عملٌ ما من أفضل الأعمال لا بدّ أن يتفوّق على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والصدقة بأنواعها وغيرها من الأعمال الاجتماعيّة، التي ندب إليها الإسلام وفرضها على المسلمين. لهذا يجب أوّلًا أن نفهم المعنى الدقيق لانتظار الفرج حتى ندرك السرّ في كونه أفضل أعمال الأمّة.
أي إنسان هذا الذي يُصلح العالم؟
ما نعرفه ونؤمن به أن وعد الله لا بد أن يتحقق يومًا فتشرق الأرض بنور ربّها ويرثها عباد الله الصالحون. كل ذلك بعد القضاء على المتكبّرين الظالمين وتتبير العتاة الطواغيت المفسدين.
ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟
انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.
كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟
ما معنى أن نزور أولياء الله؟
أن تزور النبيّ أو الإمام المعصوم يعني أن تنحرف عمّن سواه إليه. فالزّور هو الانحراف عن الشّيء إلى شيءٍ آخر؛ وحين ترى الشّمس تزاورعن كهفهم،[1] فهي لا تقترب إليهم وإن كانت تشعّ على غيرهم.
صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.
عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.
في شهر رمضان نتعلّم التمهيد... كيف يساهم صومنا في تعجيل الفرج؟
التأمّل العميق في معاني وأسرار هذه ليلة يكشف لنا عن كونها ليلة استفاضة خليفة الله من علم الله. إنّها الليلة التي يتعرّف فيها ولّي الله الموكل بقيادة رسالة الله إلى ما ينبغي أن يقوم به في العام القابل. إنّها ليلة تلقّي ورقة المهمّات المرتبطة بدوره الكبير في هداية العالم.
دور القرآن في ظهور الإمام
إنّ إقامة القرآن في الحياة تعني تطبيق خطّة الله التي تهدف إلى إيصال البشريّة إلى مقام القرب والكمال. فقد احتوى كتاب الله العزيز على كلّ البرامج الاجتماعيّة والفرديّة التي تحقّق السّعادة في الدارين، إلّا أنّ التّعامل الناقص معه جعل هذه البرامج تختفي أمام الأنظار، ليتحوّل هذا الكتاب المجيد إلى مجرّد وسيلة لتحصيل الأجر والثواب في التلاوة.
الشرط الأعلى لظهور الإمام
تحفل أدبيّات الثّقافة المهدويّة بالحديث عن عوامل وشروط خروج الإمام المهديّ وظهوره العلنيّ الذي سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسير البشريّة. وبالرغم من سيطرة فكرة العوامل الخارجيّة على المهتمّين بهذه القضيّة الكبرى في الأزمنة الماضية، إلّا أنّ تطوّرًا ملحوظًا قد طرأ على تفكير المعاصرين، حيث بتنا نشهد تحليلات رصينة وعميقة تلتقي مع السّنن الإلهيّة الحاكمة على حركة المجتمعات البشريّة.
ماذا نعرف عن محبّة أهل البيت (ع)؟
ليست محبّة أهل البيت عليهم السلام أمرًا مغايرًا لأي حب نشعر به أو نعيشه تجاه أي شخص، لكنها درجة عالية من المحبّة لأنها محبّة متحررّة من جميع قيود الأنا والشهوة والمصلحة الشخصية.
لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟
كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...