10 عوامل تعجّل ظهور الإمام
السيد عباس نورالدين
الإمام المهدي هو الإنسان الذي جمع أعظم القيم الإنسانية والمعنوية في شخصيته. لهذا فإنّ انتظاره هو انتظار لتحقّق هذه القيم في الحياة الاجتماعية. وحين يدرك المسلمون أهمية هذه القيم في حياتهم ويبدأون بالمطالبة بها، فهذا يعني أنّهم قد حقّقوا الشرط الأوّل للتغيير وهو تغيير ما بالنفوس، وحينها سيحصلون على الجزاء وهو تغيير الله ما بهم.
هذا التغيير الأنفسيّ يظهر في 10 أمور أساسية، وبتحقّقها في واقعنا الثقافي والاجتماعي علينا أن نتوقّع الظهور صباحًا ومساءً.
- فهم الدور الحقيقيّ للإمام المهديّ
صحيح أنّ قيادة الإمام للمسلمين ستؤدّي إلى القضاء على الظلم وإحلال العدل ونشر القسط، إلّا أنّ هذه الإنجازات هي مقدّمة للدور الأساسيّ والمغزى الحقيقيّ من وجود الإمام؛ وهو كونه مربّيًا للنفوس ومفجّرًا للاستعدادات والطّاقات الكامنة في البشر. وما لم يحصل مثل هذا التوجّه المعنويّ إلى الإمام باعتبار أنّه المربّي، فمن المستبعد أن نقترب نحو الظهور المبارك.
التوجّه المعنويّ يتجلّى بإدراك أهمية تهذيب النفس والأخلاق والمعنويّات في الحدّ الأدنى، ومعرفة دورها المحوريّ في حلّ المشاكل والتقدّم بالمجتمع.
- وحدة الصفوف
نظرة سريعة إلى محبّي الإمام والتائقين إلى ظهوره، تبيّن لنا مدى تشتّتهم وتفرّقهم. فلا يكفي أن تكون عاشقًا لطلّة صاحب الزمان حتى تنضوي في سلك الممهّدين له، بل ينبغي أن تعلم أنّ نبذ الخلافات والصراعات الداخلية شرطٌ أساسيّ لقبولك في صفّه.
تهيمن على ساحات المحبّين أفكار عجيبة تؤدّي إلى تغليب نزعة التفرّد والتشتّت. ولهذا، يجب محاربة هذه الأفكار والتأسيس لمبدأ الوحدة الذي يصل إلى مصافّ التوحيد. كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه بُني الإسلام على كلمتين: كلمة التوحيد ووحدة الكلمة.
- الاعتراف بالخطأ التاريخي
يشعر منتظرو الإمام في قرارة أنفسهم أنّهم مسؤولون عن تأخّر الظهور المبارك؛ لكنّهم قد لا يدركون مكمن الخطأ أو التقصير. وفي لحظة ما تختفي أخطاء التاريخ ليتحوّل إلى تاريخ مشرق مليء بالمفاخر، ويظهر الأعداء كسببٍ وحيد لغيبة الإمام المهدي.
هذه القراءة الناقصة للتاريخ لن تساعدنا على اكتشاف المشكلة التي ما زلنا نحملها على أكتافنا منذ مئات السنين.
يجب العودة إلى بدايات إقصاء الإمامة عن متن الحياة الاجتماعية والتفكير العميق والصريح بأسباب ما حصل. فإلقاء اللائمة على الآخر لا يساعدنا على إدراك نقائصنا الواقعية.
- الاستفادة من الإنجازات التاريخيّة
لقد تفاعل عدد مهم من الموالين مع غيبة الإمام بطريقة مسؤولة وعملوا على رأب الصدع وتقليل مدّة غياب الإمام. وبهذه الطريقة تركوا مجموعة من الإنجازات المهمّة التي سطعت في سماء الغيبة الحالكة. وعلى رأس هذه الإنجازات التاريخيّة كانت ثورة الإمام الخمينيّ، التي أعادت المسيرة إلى طريقها الصحيح بعد أن ضلّت طريقها ردحًا طويلًا من الزمن.
فما لم نستفد من هذا التحوّل النوعيّ الذي أنجزه الإمام الخميني في السعي لإقامة الحكومة الإسلامية، وما لم نتعرّف إلى موقع هذه الثورة على طريق التمهيد، فمن الصعب أن ننضم إلى قافلة الممهّدين الواقعيّين.
لقد أضاء هذا الإمام سبل العمل الجاد والقويّ لتعجيل الفرج، ولا يتنكّب عنها إلا من عمي قلبه وبصره.
- إدراك الموقعيّة الكبرى لولاية الفقيه
من إنجازات الإمام الخمينيّ الكبرى إعادة الدور المحوريّ للفقيه في حياة الأمّة. هذا الدور الذي يقرّبنا من فهم موقعية الولاية والفقاهة في الحياة، فيجعلنا أكثر استعدادًا لتقبّل ظهور الإمام. لأنّ هذا الإمام سيحكم بشريعة الله ويثبت مدى قدرة الإسلام في إقامة المجتمع العادل.
وفي هذا المجال، يطرح الإمام الخامنئيّ مشروعًا من خمس مراحل للسير نحو الهدف المنشود. وقد تحقّقت مرحلتان من هذا المشروع، والعمل جارٍ على المرحلة الثالثة.
إنّها الرؤية الوحيدة الجادّة والعقلانية التي تبيّن للممهّدين الخطوات اللازمة لظهور الإمام وخروجه للناس.
- توجيه الحركة العلميّة نحو الإمام
لقد قامت الحركة العلمية الدينية في أهم أبعادها على قاعدة استطالة ظهور الإمام؛ وذلك لأنّ الموالين اعتادوا على فكرة قيام الإمام بكلّ شيء. وربما وجد روّاد هذه الحركة ضرورة في إحداث صدمة لهذا الوجدان الاتّكالي. لكن يبدو أنّ هذه الصدمة كانت أقوى وأشد ممّا هو مطلوب. فتحرّكت الجهود العلميّة بمعظمها على قاعدة الاستغناء عن وجود الإمام. وهكذا، لم يعد للإمام المهدي الوجود المحوريّ الذي ينبغي أن يكون له في كل تحرّكات الموالين؛ والتي يقف على رأسها النشاطات العلمية.
- القضاء على الاتّكالية
لاحظنا أنّ حضور فكرة ظهور الإمام يؤدّي عادة إلى نوع من الاتّكالية وتناقص الهمم. فلماذا يجب أن نبذل كل هذا الجهد والتّضحيات طالما أنّ الإمام سيأتي ويغيّر كل هذه الأوضاع بضربةٍ واحدة؟!
لقد غفل هؤلاء عن شرطٍ أساسيّ للظهور والحركة المهدويّة وهو أنّ الإمام عليه السلام سيقود قافلة المجاهدين المضحّين العاملين. وما لم يكن المؤمن مجاهدًا بالمعنى الواقعيّ للكلمة فمن الصعب أن يتقبّل ما سيكلّفه به الإمام حين ظهوره.
إنّ حجم المسؤوليّة والأعباء والأعمال التي سيطلبها الإمام من أتباعه وأنصاره، يفوق بدرجات ما هو مطلوبٌ منهم اليوم. فلا ننسى أنّ الإمام سيأتي لتغيير العالم وفتح عهد جديد من الكدح إلى الله تعالى.
- إدراك البعد الأساسي للتمهيد
صحيح أنّ الإمام سيقود قافلة المجاهدين المقاتلين في سبيل العدالة والمحاربين للطاغوت والظالمين، إلّا أنّ هذا الجهاد لن ينحصر بالسيف والقتل. بل إنّ العامل الأكبر في التأثير والتغيير سيتجلّى في دعوة الناس وإقناعهم للانضمام إلى صفوف الإمام.
من خلال التأمّل في الروايات التي يمكن الركون إليها في مجال علامات الظهور، لا يبدو أنّ العمل الوحيد الذي سيقوم به الإمام هو القتل والقتال. وإنّما سيسير على سنّة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله في نبذ الحروب والدعوة إلى السلام. وهو بهذه الطريقة يهيّئ الفرصة المناسبة لكي تستمع الشعوب إلى كلمة الحقّ وتدرك حجم الجهل والخداع الذي وقعت فيه.
إحدى العلامات الكبرى للظهور تكمن في إتمام الحجّة على أهل العالم. وهذا لا يتحقّق إلا من خلال جهادٍ علميّ وتبليغيّ واسع.
- تشخيص العدوّ الأكبر
تعاني ذاكرتنا التاريخية من فهمٍ ناقص ومشوب لحقيقة ما جرى عبر التاريخ. وتعمل ذهنيّتنا التسطيحيّة على تبسيط الأمور إلى الدرجة التي نعجز معها عن إدراك حقيقة النوايا وطبيعة الأهداف والمآرب التي ميّزت العدوّ الواقعيّ. باختصار، نجد عجزًا واضحًا عن إدراك التحوّلات التاريخية الكبرى، بسبب العجز عن تشخيص الطبيعة الشرّيرة للمعسكر المعادي للإمام.
بالرغم من أنّ أئمّتنا الأطهار عليهم السلام قد صرّحوا مرارًا بأنّ أعداءهم قد حاربوهم لأجل الدنيا والمصالح المادّية، فإنّ قسمًا كبيرًا من الموالين لا يلتفتون اليوم إلى من يتميّز بهذه الصفات ومن الذي يتبع من.
كأنّ الحاجة إلى تبسيط الأمور وصلت إلى الحد الذي أصبحنا معه متمسّكين بالتسميات لكيلا نحيد عن التراث. - الدعاء والتضرع
يقول الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}، [الأعراف، 9]
إنّ من أهم أسباب البلاءات أن يرجع الناس إلى الله تعالى ويكتشفوا حقيقة الرابطة الإلهيّة. ولم يكشف الله تعالى بلاءً عن قوم من دون دعائهم، إلا ليكون ذلك نقمة عليهم. فما فائدة انكشاف البلاء إن لم يكن رجوعًا إلى الله تعالى. والدعاء هو أفضل تعبير عن هذا الرجوع.
معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:
خطة الإسلام 1
يهدف هذا الكتاب إلى عرض الدين كما جاء به رسول الله (ص) : خطة إلهية محكمة تهدف إلى تغيير العالم وتبديل الأرض وإيصال الناس إلى سعادتهم المطلقة.. فكيف يمكن أن تظهر هذه الخطة الإلهية في الاسلام. خطة الإسلام 1 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 40 صفحة الطبعة الأولى، 2009م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
خطة الإسلام 2
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم وللبشرية والمصير.. فكيف كانت هذه الخطة تطبق على يد الأنبياء منذ بداية عصور الرسالة، وإلى أين وصلت مع مجيء خاتم الأنبياء وبعثته. وماذا حل بهذه الخطة بعد وفاته وإلى يومنا هذا.. هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب ويضعنا أمام سياق تاريخي مفعم بالأمل. خطة الإسلام 2 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 144 صفحة الطبعة الأولى، 2011م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
الامتحان الأخير
بحث شيّق يتناول أهم الفتن التي سيواجهها المؤمنون في عصر ظهور الحجة المنتظر والامتحانات التي سيتعرضون لها في تلك المرحلة. الامتحان الأخير إعداد: مركز باء للدراساتالناشر: الدار الإسلاميةحجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 96 صفحةالطبعة الأولى، 2001م ISBN: 9953-22-027 السعر القائم: 4 $ سعر المبيع على حسم 50% (على سعر صرف 4000 ل.ل.) = 8000 ل.ل.
المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$
كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان
يستخرج هذا الكتاب من خلال الأحاديث الشريفة لأهل البيت(ع) دور ومسؤولية الإنسان المؤمن في عصر الغيبة وواجباته تجاه الإمام المهدي وكيفية التمهيد والإنتظار الحقيقي للظهور الشريف. مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 88 صفحةالطبعة الثانية، 2008مالسعر: 4$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
خطة الإسلام 3
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم، فما هي مبادئ هذه الخطة وأصولها؟ وكيف يمكن لنا أن نكتشف التفاصيل المهمة التي ترتبط بتطبيقها في زماننا وفي كل زمان.. كتاب يعمّق الوعي بشأن أعظم قضية في الحياة. خطة الإسلام 3 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 208 صفحات الطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!
تعالوا نجتمع على مشروع تغيير العالم
بالنسبة للمهتمّين بمصير مجتمعهم، والعارفين بما يعنيه مصطلح السّير الاجتماعيّ التّقدّمي، لا شك بأنّ وجود أطروحة شاملة هو العنصر الأوّل عندهم. أن تصبح مهتمًّا بمصير مجتمعك، فهذا دليل على وجود نوع راقٍ للحياة التي تسري فيك؛ هذا يعني أنّ عقلك يفكّر بما هو أوسع من ذاتك وشؤونك المحدودة؛ هذا يعني أنّك تبحث عن الأسباب؛ هذا يعني أنّك إنسان منطقيّ عقلانيّ. هنيئًا لك!
كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟
ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟
انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.
الشرط الأعلى لظهور الإمام
تحفل أدبيّات الثّقافة المهدويّة بالحديث عن عوامل وشروط خروج الإمام المهديّ وظهوره العلنيّ الذي سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسير البشريّة. وبالرغم من سيطرة فكرة العوامل الخارجيّة على المهتمّين بهذه القضيّة الكبرى في الأزمنة الماضية، إلّا أنّ تطوّرًا ملحوظًا قد طرأ على تفكير المعاصرين، حيث بتنا نشهد تحليلات رصينة وعميقة تلتقي مع السّنن الإلهيّة الحاكمة على حركة المجتمعات البشريّة.
عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.
أي إنسان هذا الذي يُصلح العالم؟
ما نعرفه ونؤمن به أن وعد الله لا بد أن يتحقق يومًا فتشرق الأرض بنور ربّها ويرثها عباد الله الصالحون. كل ذلك بعد القضاء على المتكبّرين الظالمين وتتبير العتاة الطواغيت المفسدين.
من هو المنتظِر الواقعي للإمام؟
إنّ انتظار الفرج ليس مجرّد شعور وإحساس، بل هو أحد الأعمال الكبرى كما يظهر من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. ولكي يكون عملٌ ما من أفضل الأعمال لا بدّ أن يتفوّق على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والصدقة بأنواعها وغيرها من الأعمال الاجتماعيّة، التي ندب إليها الإسلام وفرضها على المسلمين. لهذا يجب أوّلًا أن نفهم المعنى الدقيق لانتظار الفرج حتى ندرك السرّ في كونه أفضل أعمال الأمّة.
ما معنى أن نزور أولياء الله؟
أن تزور النبيّ أو الإمام المعصوم يعني أن تنحرف عمّن سواه إليه. فالزّور هو الانحراف عن الشّيء إلى شيءٍ آخر؛ وحين ترى الشّمس تزاورعن كهفهم،[1] فهي لا تقترب إليهم وإن كانت تشعّ على غيرهم.
صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.
دور القرآن في ظهور الإمام
إنّ إقامة القرآن في الحياة تعني تطبيق خطّة الله التي تهدف إلى إيصال البشريّة إلى مقام القرب والكمال. فقد احتوى كتاب الله العزيز على كلّ البرامج الاجتماعيّة والفرديّة التي تحقّق السّعادة في الدارين، إلّا أنّ التّعامل الناقص معه جعل هذه البرامج تختفي أمام الأنظار، ليتحوّل هذا الكتاب المجيد إلى مجرّد وسيلة لتحصيل الأجر والثواب في التلاوة.
ماذا نعرف عن محبّة أهل البيت (ع)؟
ليست محبّة أهل البيت عليهم السلام أمرًا مغايرًا لأي حب نشعر به أو نعيشه تجاه أي شخص، لكنها درجة عالية من المحبّة لأنها محبّة متحررّة من جميع قيود الأنا والشهوة والمصلحة الشخصية.
كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...