
غيرتنا حين تقضي على زواجنا
هل غيرة الرجل إيمان دومًا
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب الزواج في مدرسة الإيمان
لو كانت غيرة الرجل إيمانًا كما جاء في بيان أمير البيان عليه السلام، لما قال هذا الإمام نفسه ناصحًا إياك وكثرة التغاير، وحذر من مغبة ذلك في إفساد المرأة وتدميرها.
إذًا بعض الغيرة ينطلق من الدوافع الغريزية لحماية العرض والناموس. لكن بعضها الآخر يؤدي إلى عكس الغرض تمامًا. ففي كثير من الحالات، حين يتم تلقين الآخر بأنه إنسان سيئ فسوف يتحول إلى إنسان سيئ. قوة التلقين تصل إلى حد إزهاق الأرواح أيضًا.
لا شيء يمكن أن يؤثر في المرأة مثل نظرة زوجها لها. وحين تتجاوز المرأة هذه النظرة من أجل الاستقلالية، فإنها تخسر عنصرًا محوريًا في حياتها.
تقوم الحياة الزوجية على تبادل التقويم بين الطرفين. إن كان تقييم الطرف الآخر لنا سلبيًا أو يشي بالسلبية، فإنه يدفعنا في حالات الضعف إلى ما كان يُحذر منه.
كل رجل يجب أن يمتلك رؤية واضحة لمستوى غيرته. الأمر ليس سهلًا في المجتمعات المتفلتة أو التي تتداخل فيها العلاقات كثيرًا، بين الروحي الإنساني والشهواني النفسي.
حين تكون أوجه العلاقات بين الجنسين محددة بدقة في المجتمع، يسهل على الرجل أن يكتشف درجة غيرته وحسنها. ويُتوقع أن يكون الإفراط والتفريط في الغيرة مصيبة.
إنّ ضعف غيرة الرجل تحرم الزوجة من أحد دروع الحصانة. لا ترغب أي امرأة طبيعية بأن يكون زوجها قليل الغيرة، حتى لو كانت واثقة تمامًا من نفسها. بعض الغيرة التي تطلبها مثل هذه الزوجة العفيفة يرجع إلى نظرتها المرتبطة برجولية زوجها لا أكثر.
إنّ شدة التغاير أو الإفراط في الغيرة يبقي المرأة حائرة بشأن ما يحمله زوجها من أفكار وظنون تجاهها. قد يدفعها ذلك إلى التصديق بأنها سيئة حقًا وأنها مهما فعلت فهي امرأة ساقطة مثلًا أو شيء من هذا القبيل.
يجب أن تبقى الرسائل التي يبثها الزوجان عبر أثير علاقتهما مفعمة بالثقة وحسن الظن. وفي الوقت الذي ينبغي للزوج أن يحمي زوجته من التهديدات الخارجية المختلفة، عليه أن يخفي الكثير من هذه التهديدات ويحجبها عن ساحة فكر وتصور زوجته.
إن إشعار الزوجة بالأمان هو جزء مهم من مسؤوليات الزوج. ولا شيء يمكن أن يخيف المرأة مثل شعورها بأنها مهددة من أي رجل في أي لحظة.
الإجراءات الفيزيائية كبناء الأسوار وتسميك الجدران لم يعد ناجعًا في عصر الإنترنت ووسائط التواصل. كلما رفعنا جدارًا أو أضفنا على أبوابنا قفلًا، ازدادت رغبة النفوس بتجاوزه وعبوره.
كيف يمكن للزوج أن يصور لزوجته مستوى المخاطر وطبيعة التهديدات التي تنبع من ضعف النفس البشرية والحاجة إلى الجنس الآخر وعجائب الانحرافات دون أن يظهر بمظهر المبالغ في الغيرة؟
يعتمد قسم مهم من هذه العملية على إرساء قواعد التفاهم بين الزوجين على مبدأ أساسي وهو كون الطبيعة الذكورية ميالة جدًا للحماية. في مثل هذه الحالة قد تغفر الزوجة ما يمكن أن يظهر بصورة سوء الظن.
إنّ تفهّم الزوجة لضغط التهديدات وصعوبة تحديد مخاطرها من قبل الزوج يساعد كثيرًا على تجاوز مصاعب الاعتدال وصعوبة تحقيق التوازن بين الإفراط والتفريط في الغيرة.
إنّ إدراك طبيعة العصر ومقتضيات الزمان التي باتت تلقي بثقلها على نظرة المرأة لهويتها وشخصيتها ودورها يحتم على رجال اليوم أن يعرفوا على أي زواج هم مقبلون. وبعبارة أخرى، نساء اليوم يرين أن جمالهن يعتمد على مشاركتهن في الحياة الاجتماعية بكل أبعادها. وحين تريد أن تسلبها هذا الدور فكأنك تأخذ منها شيئًا من جمالها. تنشأ فتيات هذا العصر على أهمية التعلم والاختصاص العلمي والمهنة والاستقلال المادي. ليس من السهل عزلهن عن هذه التنشئة أو طلب الخروج منها بلمح البصر.
إن كنت تريد أن تغار على زوجتك لم يعد يكفيك تلك الغريزة التي توارثها الرجال على مدى العصور، فهذه الغريزة قد أصبحت مهددة في جانبي الإفراط والتفريط، ولا ينجيها سوى العقل.

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف نفسر الحديث كُتب الجهاد على رجال أمتي والغيرة على نسائها؟
كيف نفسر هذا الحديث: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: كُتِبَ الْجِهَادُ عَلَى رِجَالِ أُمَّتِي وَالْغَيْرَةُ عَلَى نِسَائِهَا فَمَنْ صَبَرَتْ مِنْهُنَّ وَاحْتَسَبَتْ أَعْطَاهَا اللَّهُ أَجْرَ شَهِيد، على ضوء الحديث السابق بأنّ الله أكرم أن يبتليهن بالغيرة؟

هل انزعاجي القلبي من الزواج الثاني يعد من الغيرة الحرام!
هل مجرد المضايقة القلبية تعدّ من الغيرة الحرام بالنسبة للمرأة حتى لو لم يترتب عليها شيء في الخارج؟ وبشكل أوضح؛ امرأة اقتنعت عقلياً بزواج زوجها من أخرى اي لا تعترض ابدا على هذا الأمر. ولكن لا يخلو قلبها من بعض الوجع. هل هذا من الحسد أيضا؟ وماذا تنصحون الزوجة الأولى من جهة علاقتها بالثانية، هل تتقرب منها وتفتح باب الصداقة معها مثلاً او لا الأفضل لنفسيتها ان تبقى بعيدة عنها؟

غيرة النساء سبيل الشهادة
ورد في كتاب مستدرك الوسائل عن رسول الله (ص) أنّه قال: "كُتِبَ الْجِهَادُ عَلَىرِجَالِ أُمَّتِي وَالْغَيْرَةُ عَلَى نِسَائِهَا، فَمَنْ صَبَرَتْ مِنْهُنَّ وَاحْتَسَبَتْ أَعْطَاهَا اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ".[1]الجهاد عظيم عند الله لما فيه من تضحية وفداء وصبر وتحمل، وأهم ما فيه أنّ الإنسان يواجه كل تلك المخاوف والمكاره ويُقدِم، فيفوز بالتالي بمقام الشهادة الأعظم. فكيف يمكن أن تكون غيرة النساء سببًا للوصول إلى ذلك المقام العظيم للشهادة؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...