

حين نعاني من طباع شريك حياتنا... فلنبدّل الاختلاف إلى متعة
نحن البشر نكره الطباع السيئة؛ ببساطة لأنها مزعجة. يصبح الأمر أكثر إزعاجًا حين يكون شريك حياتنا مطبعًا، أي صاحب طبع سيئ لا ينفك عن الظهور بكل المناسبات. الانزعاج سيظهر على لساننا وتصرفاتنا، فتتولد المشكلة ويبدأ الشجار. الشجار يكبر ويحتد ويُمكن أن يؤدي إلى قطيعة.

ظاهرة الشذوذ الجنسي.. كيف نتعامل مع عواصفها القادمة؟
منذ سنوات ونحن نستشرف هبوب عاصفة جديدة من جانب الغرب (كالعادة)، ستعمل على اقتلاع كل ما يمكنها من مظاهر الحياة الدينية والروح المعنوية التي نتمتع بها في ظلّ ديننا الحنيف.. وسواء كانت هذه الظاهرة ناشئة من السياق الطبيعي للثقافة الغربية المادية أو من أجندات مؤسّسات القرار الخفية أو منهما معًا، فإنّ تعارضها مع روح الدين هو أمرٌ لا ينبغي أن نشك فيه لحظة، مهما كان الغطاء الذي تتستر به جميلًا أو جذابًا.

المفكر العظيم الآتي... ثلاثة شروط لنجاح المفكر وانتشار فكره
لا يمكن لأي مجتمع أن يستغني أبناؤه عن الفكر والاهتمام بالأفكار، لكن المصيبة تكمن في أن يكون زادهم الفكر الضال والأفكار العبثية.

الحسين يحفظ قيمة الحياة الحقيقية... حين تصبح الشهادة حياة الأمّة
تقديم النفس في سبيل الله لا يعني تحقيرها والاستخفاف بها أبدًا. قد يشعر المؤمن بالحقارة الذاتية حين يغلب عليه النّظر إلى تقصيره وأخطائه، لكنّه لا يمكن أن يستخف بنفسه التي هي أعظم أمانة بين يديه. وفي قوانين العشق، العاشق لا يُقدّم لمعشوقه إلا أغلى ما لديه وأنفس وأجمل. أي شيء أقل يعني عدم وجود العشق الحقيقي. ولذلك حين نطل على مدرسة العشق التي تجلّت في أعلى مظاهرها في عاشوراء، نجد الإمام الحسين (ع) وأصحابه، وفي الوقت الذي كانوا فيه مقبلين على الموت، بل ويتسابقون إليه، إلّا إنّهم سعوا حتى الرّمق الأخير لبذل كل ما يمكن أن يبذله الإنسان في الحياة من جهد وتدبير ونفس.

في البحث عن قيادة سيد الشهداء(ع)
حين نقول إنّ عاشوراء قد كانت تدبيرًا إلهيًّا خالصًا ـ تشهد عليه عشرات النصوص المعتبرة ـ فذلك لا يعني أنّ الإمام الحسين (ع) قد خسر فرصة الظهور بمظهر القائد المُحنّك، بل القائد الاستراتيجي الذي ينظر في حركته إلى القرون الآتية.

ملحق: البكاء على الحسين ودوره في إحياء الأمة
مثلما تستمر رسالة عاشوراء بقيمها التي على رأسها الاستشهاد في سبيل الدين ورفض الذلّة التي يريد الأعداء أن يفرضوها على الأمّة؛ فإنّ إظهار كل أشكال الحزن يؤكّد على أنّها ما زالت حاضرة في النفوس والوجدان، وأنّه لتفاعلٌ طبيعي أن يبلغ الحزن بالعاشق للإنسان الكامل والولي الأعظم مبلغًا لا يطيق معه العيش أبدًا.

الحسين يعالج الأمّة من أكبر أمراضها
إذا استطعنا أن نُعيد رسم المشهد العاشورائي بسياقاته التاريخية، بدءًا من آدم الذي كان أول البكّائين على الحسين، ومرورًا بعيسى الذي ندبه أمام حواريه، ووصولًا إلى محمد الخاتم الذي نعاه وذرف الدموع عليه، سيتجلّى الحسين وتظهر عاشوراؤه كأكبر قضية يمكن أن تتعرّف إليها البشرية بمُختلف أديانها ومذاهبها.

حول جماعة القربان.. والظواهر الخطيرة
حين تكون الانفعالية هي السمة البارزة لحركاتنا الفكرية والتبليغية، فهذا يعني أنّنا نعاني من أزمة كبرى. الطبيعة النورية للتعاليم والقيم الدينية تعني أنّها تنتشر دومًا وتتقدم ولا تنتظر حلول الظلام حتى تسلخه. هذا ما نعبر عنه بضرورة ممارسة الهجوم الثقافي بدل الدفاع. ولأنّ الحق يدمغ الباطل ويزهقه أينما تواجها، فإنّ انتشار الباطل يدل على شيء واحد وهو انسحاب الحق من الميدان. الحق والباطل في الحياة البشرية يتمثلان ويتصارعان عبر البشر.

حول أهداف النهضة الحسينية.. تشكيل الأمّة الحسينية الواحدة
نؤمن بأنّ الحسين بن علي وفاطمة، سبط النبي الأكرم خاتم النبيين (ص)، هو في نهجه وسيرته ودوره وإنجازاته استمرارٌ لنهج جدّه الرسول الأعظم، بل تجسيدٌ كامل له مع اختلاف ظروف الزمان والمكان. فالحسين كقائد وإمام وخليفة الله في أرضه وعباده، هو محمد بن عبدالله في زمانه؛ أو قل إنّ محمدًا المبعوث رحمةً للعالمين قد تجسّد مرة أخرى في الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

في البحث عن قيادة الإمام الحسين
عاشوراء رائعة الإمام الحسين وموقفه الأكبر الذي لخّص لنا تلك الخطة، التي تمنع تمزيق الأمة وتحفظ قداسة القرآن، فاستطعنا أن نتعرّف على أعظم قياده في التاريخ؛ قيادة واجهت أسوأ واقعٍ اجتماعي وأكبر تهديدٍ يُمكن أن يُحيق بالمشروع الإلهيّ.

عاشوراء الحسين وانبعاث التأويل
جرت عمليّة تأسيس المجتمع المسلم والأمّة الواحدة على يد القرآن الكريم. منذ اللحظة الأولى التي بدأ النبي الأكرم(ص) يتلو على الناس آياته، انطلق زلزالٌ اجتماعيٌّ كبير أطاح بالنظام الجاهلي إلى غير رجعة، ولم يتوقف هذا الزلزال إلى يومنا هذا... فبالقرآن مضت عملية التغيير والتأسيس والبناء للأمة الإسلامية، وذلك أولًا عبر إسقاط النظام الجاهلي الوثني بمعارف التوحيد، وبتغيير وجهة الحياة من الدنيا إلى الآخرة ثانيًا، وتوجيه الجهود والمساعي من القبيلة والعشيرة والأنا إلى البشرية والناس كافة.

الإمام الحسين يُحدّد الخطر الأكبر
الذين آمنوا بالبعد القيمي المعنوي لنهضة الإمام الحسين، يعلمون أنّ هذا البعد هو المقصود بالذات، وأنّ تلك الأبعاد السياسية الاجتماعية هي المقصودة بالتبع. وباستحضار المواجهة القيمية سيكون النفاق أسوأ القيم وأخبثها، وسيتوجّب على الإمام أن يبذُل أقصى ما يُمكن أن يبذله وليّ في هذا العالم من أجل القضاء عليه.

القيادة السماويّة للإمام الحسين(ع)
عاشوراء ليست حدثًا نُحيي ذكراه عسى أن تشملنا رحمةٌ وشفاعة ومغفرة (رغم عظمة هذه الأمور)، بل هي مشروع انطلق قبل مئات السنين ليستمر ويُطبَّق حتى تحقيق كافة أهدافه.

هل ستزول هوليوود عمّا قريب.. فلنغتنم هذه الفرصة قبل فوات الأوان
الشاشة هي المصدر الأول للأفكار التي تصل إلى عقول البشر. والدراما هي الأسلوب الأقوى تأثيرًا في عالم الشاشة. وحيث إنّ هوليوود كانت وما زالت تستحوذ على النسبة الأكبر من الإنتاج الدرامي العالمي، فقد كان لمنطقها وثقافتها الهيمنة والغلبة على عالم الأفكار والتوجُّهات.

العالم كما نراه... وتأثير هذه الرؤية على نفوسنا
ينسحب معظم الناس من متابعة الحياة الاجتماعية ومواكبة أحداثها حتى لو كانت بمستوى التهديد بوقوع حرب نووية، لأنّهم يفرّون من ذلك الكدر والمرارة. يصعُب أن تجد مواكبًا لنشرات الأخبار العالمية غير سيئ المزاج. البشارات القرآنية بمستقبلٍ واعدٍ وغدٍ مشرقٍ ومصيرٍ طيّب للصالحين وعاقبة سيئة للمجرمين المُفسدين، وذكر الوقائع التفصيلية لما جرى ويجري على كلا الطائفتين يورِّطنا في أحداث العالم ويدفعُنا نحو مواكبةٍ يومية مُستفيضة. لكن صعوبة رؤية تلك البشارات القرآنية في الواقع قد تجلب لنا المرارة أيضًا.. بشارات الأمل هنا هل ستكون قادرة على إحباط الأخبار المؤلمة التي تنهال عليه من كل حدب وصوب؟!

في البحث عن أسباب انحراف الأبناء.. فتشوا عن عدم الاحترام
يختزن الكبار الكثير من الحكم المفيدة التي تعين الشباب والصغار أيضًا على تجنب العديد من الأخطاء المؤلمة. لا يريدون لأبنائهم أن يقاسوا ويعانوا من هذه الأخطاء التي تترك فجوات عميقة في شخصيتهم. يشاهدون الشباب وهم يتجهون نحو الهاوية أحيانًا دون أن يقدروا على فعل شيء. كل كلامهم النافع ونصائحهم المفيدة تتبخر في الهواء... لماذا يحصل ذلك؟

إنتاج العلم.. شرط بناء الحضارة أين نحن منه؟
لدى المسلمين اليوم نوعان من العلوم: علوم مستوردة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التبعية والاستيراد من الآخر؛ وعلوم نابعة من ثقافتهم وتاريخهم، ميّزتهم على مدى القرون عن غيرهم من الحضارات ومنحتهم قوّة حفظ الهوية التي هي أكبر مُستهدف في صراع الحضارات وتفاعلاتها. وما لم يتحقّق الاستقلال العلمي في النوع الأول، يبدو أنّ هذه العلوم لن تزيد المسلمين إلا تبعية للآخر المهيمن المتفوق في مجالاتها.

القاعدة الذهبية للفتوحات العلمية الكبرى.. حول إخلاص العالِم وما ينجم عنه
كل طالب علم أو باحث وعالم يتمنّى لو أنّ الله يهبه العلم الكثير ويجعل قلمه ولسانه وسيلةً لهداية البشر. هل يوجد طريقة ما لتحقيق هذه الأُمنية الرائعة؟ ولماذا يتخلّى الكثيرون من أهل العلم عن هذا الحلم بعد مدة؟

بحثًا عن الزواج الأعلى.. حين تتلاقى الأنوثة والذكورة في أعلى مراتبهما
كما تبحث الأرواح عن أصلها ومنشئها، فإن الطبيعة البشرية تبحث عن نصفها الآخر. لا تهنأ روح البشر ولا تستقر إلا بعد اتصالها بالجوهر والأصل الذي تنزلت منه. أي شيء يحجبها عنه يؤدي إلى عذابها وتألمها. يوجد سر عميق هنا يرتبط بحقيقة الروح.

أكبر فتنة يواجهها الإيمان.. كيف يفسر المؤمنون حضور الله في الحياة؟
ينقسم المؤمنون بالله في هذا العالم إلى فئتين: فئة ترى أنّ الله سبحانه قد وضعنا في هذا العالم ليمتحن صبرنا في مواجهة أنواع المصائب والبلاءات؛ وفئة ترى أنّ لهذا العالم مستقبلًا واعدًا يجب أن نتحرّك باتجاهه من خلال السعي الجهادي في سبيل الله، والذي يُفترض أن يتكلّل بالنصر والعاقبة الجميلة...الاختلاف الجوهري بينهما يدور حول فهم كل طائفة لكيفية تدبير الله لهذا العالم

حول عداء الغرب للمسلمين هل اتفقنا على أخطر القضايا التي تواجهنا؟
هناك حقيقة كبرى ثابتة وراء كل الرطانة الإعلامية واللغة الدبلوماسية لبلدان الغرب الأوروبي الأمريكي وهي تلك المتعلقة بالالتزام المُطلق بدعم الكيان الصهيوني وحمايته والحفاظ عليه. إن لم يكن مثل هذا الدعم والتأييد لكيانٍ ارتكب أبشع الجرائم بحق المسلمين ومقدساتهم عداءً سافرًا للمسلمين، فماذا يمكن أن يكون؟!

السلاح الاستراتيجي الذي سيغيّر مصير شعوبنا.. وما هي الطريقة لصناعته؟
المجتمع المقاوم هو الذي يكون جميع أفراده في أزمنة الرخاء والهدنة متوجهين بالكامل إلى وقت المواجهة الكبرى مع العدو المتربص والمحتل، حيث يعمل الجميع (أو الأكثرية) على الإعداد والاستعداد لهذه الأيام بكل ما يمكنهم من طاقة وجهد؛ فإن لم يحصل مثل هذا التوجه، فهذا المجتمع لن يكون مجتمعًا مقاومًا بالحقيقة، وسوف يقع كل الجهد والعناء على فئة قليلة منه حين اشتعال الحروب.

حول قصف المدنيين العُزّل (2)
اخترتُ لكم هذا المقطع من كتاب روتغر برجمان "الإنسانية، تاريخ مليء بالأمل" لما فيه من شواهد تاريخية مهمّة على فشل وإخفاق تكتيك حملات قصف المدنيّين العزل وتدمير بيوتهم على رؤوسهم. ما يبدو في غزة أنّه عبارة عن تكتيكٍ عسكريّ لا يعدو أن يكون حملة انتقام لإشفاء الغيظ وطمأنة المستعمرين اليهود بأنّ فلسطين يمكن أن ترجع بلدًا آمنًا لهم. إلى أي مدى ستستمر هذه الكذبة؟

أهم آثار الحصار والتهديد بالإبادة الجماعية ما الذي يجتنيه المؤمنون حين يجتمع العالم كله ضدّهم؟
قال الله تعالى: {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ}.[1]

لماذا يُعد قصف المدنيين العُزّل نقطة عطف كبرى؟ وعلى ماذا يدل؟
إنّ ما نُشاهده اليوم هو أخطر ممّا جرى في حفلات الجنون الهمجية في الحرب العالمية الثانية، لأنّ أمريكا تُريد أن تجعل من إبادة المدنيين العُزّل حقًّا مشروعًا فتسنّ بذلك سُنّةً سيعمل بها الآخرون في أيّ مكانٍ في العالم حين تقتضي مصالحهم القيام بهذا النوع من الجرائم الحربية السافرة.

لماذا تأخر النصر في فلسطين؟
نحن هنا نضع احتمالات من أجل استحضار بعض السنن الإلهية الاجتماعية وتسليط الضوء على الواقع والأحداث من أجل الوصول إلى إجابة مقنعة عن سؤال يقض مضاجع الجميع: لماذا تأخر النصر هكذا؟

ما يمكن أن نفعله في المواجهة الإعلامية.. أهم عوامل سقوط الكيان الصهيوني الغاصب
كل العالم ينظر إلى أحداث فلسطين ويشاهد حربًا مهولة هي أقرب ما تكون إلى فجائع الحرب العالمية الثانية.. إذا استطاع المقاومون أن ينتصروا في هذه المواجهة الإعلامية في أزمنة السلم أو الهدنة فإنّهم بذلك يحققون واحدة من أكبر الضربات التي تمثل مجموعة مهمة من المسامير التي تدق في نعش هذا الكيان الغاصب.