
حول قصف المدنيين العُزّل (2)
"اقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر" [الإمام الخميني]
اخترتُ لكم هذا المقطع من كتاب روتغر برجمان "الإنسانية، تاريخ مليء بالأمل" لما فيه من شواهد تاريخية مهمّة على فشل وإخفاق تكتيك حملات قصف المدنيّين العزل وتدمير بيوتهم على رؤوسهم. ما يبدو في غزة أنّه عبارة عن تكتيكٍ عسكريّ لا يعدو أن يكون حملة انتقام لإشفاء الغيظ وطمأنة المستعمرين اليهود بأنّ فلسطين يمكن أن ترجع بلدًا آمنًا لهم. إلى أي مدى ستستمر هذه الكذبة؟ الأيام الآتية ستكشف، لكن التاريخ يحكي أيضًا. إليكم هذا النص مترجمًا عن الكتاب المنشور باللغة الإنكليزية والصادر عن دار ليتل براون، والذي ينضح بالأمل؛ الأمل الذي سيتضاعف كثيرًا عندكم حين تتعرّفون إلى المنطلق الذي تنبعث منه قوة إيمان الغزاويين.
السيد عباس نورالدين
.. في 19 أكتوبر 1939، قام هتلر بإطلاع جنرالاته على الخطة الألمانية للهجوم؛ قال: "الاستخدام العنيف للقوات الجوية الموجّهة إلى عمق المقاومة البريطانية ممكن وسوف يأتي في اللحظة المناسبة".
كان الجميع في بريطانيا يشعرون بأنّ نقطة الصفر قد اقتربت. تم التفكير في خطة يائسة لحفر شبكة من الملاجئ تحت الأرض في لندن، ولكن تم التخلي عنها في النهاية بسبب مخاوف من أن الجماهير، التي تملّكها الخوف، لن تعاود الظهور مرةً أخرى. في اللحظة الأخيرة، تم بناء بعض المستشفيات النفسية الميدانية خارج المدينة للعناية بالموجة الأولى من الضحايا.
في السابع من أيلول من عام 1940، عبرت القناة 348 طائرة ألمانية قاذفة. الطقس الجميل كان قد جذب العديد من سكان لندن للخروج إلى الهواء الطلق، لذا حين دوّت صفّارات الإنذار في الساعة 4:43 مساءً، توجهت الأعين إلى السماء.
عُرف ذاك اليوم من أيلول في التاريخ باسم السبت الأسود، وما تلاه عُرف بالـ "بليتز" والتي تعني بالألمانية الحرب الخاطفة. ففي التسعة أشهر التي تلت، تم إلقاء أكثر من 80,000 قنبلة على لندن وحدها. دُمرت أحياءٌ بأكملها. أكثر من مليون مبنًى في العاصمة إمّا تضرّر أو دُمّر، وفقد أكثر من 40,000 شخص حياتهم في المملكة المتحدة.
إذًا، كيف ردّ البريطانيون؟ ماذا حدث حين تعرّضت البلاد للقصف لمدة شهور متواصلة؟ فهل أُصيب الناس بالهستيريا؟ هل تصرفوا كالوحوش؟
فلنبدأ بالقصة التي رواها طبيب نفسٍ كندي والذي كان شاهد عيان:
في تشرين الأول من عام 1940، قاد الدكتور جون ماك كُوردي سيارته عبر جنوب شرق لندن لزيارة حي فقير كان قد تعرَّض لقصفٍ شديد. كل ما تبقى منه كان عبارة عن مجموعة من الحفر والمباني المتهالكة. إذا كان هناك مكان في حالة من الفوضى والهرج والمرج فهو هذا المكان.
إذًا، ما الذي وجده الطبيب بعد لحظات من إطلاق صفارات الإنذار؟
" كان هناك مجموعة من الصبية الصغار الذين كانوا يُكملون اللعب على الأرصفة، ومتسوقون يقومون بالمساومة على سعر البضائع، وشرطي سير يوجّه حركة المرور في حالة من الرتابة المهيبة، وسائقو درّاجات يتحدون الموت وقوانين المرور. وبالقدر الذي تسنى لي ملاحظته، لم يبدُ لي أنّ أحدًا كلّف نفسه حتى النظر إلى السماء."
في الواقع، إذا كان هناك شيءٌ مشترك في جميع القصص التي رُويت حول البليتز، فكان هذا الوصف للسكينة الغريبة التي خيّمت على لندن في تلك الأشهر. لاحظ صحفي أمريكي أثناء إجرائه لمقابلة مع زوجين بريطانيين في مطبخهما كيف أنهما كانا يستمتعان بشرب الشاي بينما كانت نوافذ المطبخ تهتزّ. ألم يكونا يشعران بالخوف؟! أراد الصحفي أن يعرف. كان الجواب: "آه، كلا. إذا خفنا، ما هي الفائدة التي سنجنيها؟
من الواضح أنّ هتلر قد نسي أن يأخذ في الحسبان الطبع البريطاني النموذجي. المحافظة على رباطة الجأش. الفُكاهة الساخرة، كما عبَّر عنها أصحاب المحلات الذين نشروا لافتات أمام محلاتهم المدمَّرة تحمل هذه العبارة: "المحل مفتوح أكثر من المعتاد"، أو صاحب حانة علّق وسط كل هذا الدمار لافتة تقول: "نوافذنا قد زالت، لكن روحنا ممتازة. تفضّلوا بالدخول وجربوها".
لقد تحمّل الشعب البريطاني الهجمات الجوية الألمانية تمامًا كما لو أنّهم كانوا يتحمّلون تأخُّر القطار عن موعده، الذي هو مزعج بالتأكيد لكنّه قابل للتحمّل عمومًا. خدمة القطارات كذلك لم تتوقف، بل استمرت طيلة فترة البليتز. وعليه فإنّ تكتيكات هتلر بالكاد تركت خدشًا صغيرًا في الاقتصاد المحلي. ما كان مؤذيًا أكثر بالنسبة لآلة الحرب البريطانية هو يوم الاثنين من نيسان 1941 والذي صادف يوم الفصح، حيث كان الجميع في عطلة.
في غضون أسابيع من بدء إطلاق الألمانيين لحملتهم هذه، أضحت أخبار تطوّرات الأحداث تُنقل كما لو أنّها كانت أخبار النشرة الجويّة: "كانت هذه الليلة ليلة بليتيزيّة بامتياز". وفقًا لمراقب أمريكي، "يشعر الإنجليز بالملل بسرعة أكثر من أي شيء آخر. ولم يعد أحدٌ منهم يتلطّى".
وماذا عن الدمار النفسي في تلك الفترة؟ ماذا عن ملايين الضحايا الذين حذر الخبراء من إصابتهم بمشاكل نفسيّة؟ من الغرابة بمكان أنّه لم يكن يُرى لهم أثر. بالتأكيد، كان هناك حزن وغضبٌ عارم، وكان هناك تألّم شديد على أحبائهم الذين فقدوهم، إلا إنّ أقسام الصحة النفسية في المستشفيات بقيت خالية، لا بل إنّ الصحة النفسية قد تحسّنت بشكلٍ عام. فقد انخفض عدد مدمني الكحول، كما تقلّصت حالات الانتحار عما كانت عليه في وقت السّلم. بعد انتهاء الحرب، كان الكثير من البريطانيين يتوقون إلى أيام البليتز، حيث كان الجميع يساعدون بعضهم بعضًا، ولم يكن أحد ليهتم إلى أي حزبٍ سياسيٍّ تنتمي أو ما إذا كنت فقيرًا أو غنيًّا".
"أصبح المجتمع البريطاني في العديد من الجوانب أكثر قوّة بفعل البليتز،" كما كتب أحد المؤرخين البريطانيين لاحقًا. "وكان تأثير ذلك على هتلر محبطًا."
حين أُخضعت نظريات العالم الفرنسي الشهير غوستاف لو بون للاختبار، فإنّها بالكاد كانت دقيقة وصحيحة. فهذه الأزمة لم تُخرج أسوأ ما في الناس، بل أفضل ما لديهم. فإذا كان هناك شيء قد حققته هذه الأزمة فإنّها ارتقت بالبريطانيين بضع درجات في سلّم الحضارة. "الشجاعة والفكاهة واللطف الذي كان سائدًا بين عامة الناس"، ذكرت صحفية أمريكية في يومياتها، "ما زالت تثير علامات الدهشة والاستهجان في ظلّ ظروفٍ كانت أشبه ما تكون بالكوابيس."
الآثار غير المتوقعة نتيجة القصف الألماني أثارت جدلًا حول الاستراتيجية في بريطانيا. فبينما كان سلاح الجو الملكي مستعدًّا لنشر أسطوله الخاص من القاذفات ضد العدو، كان السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكن القيام بذلك بطريقة تكون الأكثر فعالية.
رغم كل الدلائل التي ظهرت، وما كان يثير الفضول هو أنّ خبراء الجيش في بريطانيا كانوا ما زالوا يتبنون فكرة إمكانية تحطيم معنويات الشعوب بواسطة القنابل. نعم هذه الفكرة لا تصدق على البريطانيين، إلا إنّ المنطق هذا استمر عند هؤلاء الجنرالات تحت حجة أنّ البريطانيين يمثلون حالة خاصة وشاذة عن القاعدة. فما من شعبٍ على وجه البسيطة كان ليضاهي ما يتمتع به البريطانيّون من اتّزان ورباطة جأش، هكذا كانوا يقولون؛ بالطبع، ولا حتى الألمان، الذي يدل افتقارهم إلى النسيج الأخلاقي على أنّهم لن يتحملوا ربع القصف الذي تحمّله البريطانيون.
من بين الذين يتبنّون هذا الرأي كان صديق تشرشل المُقرّب فريدريك ليندمان، والمعروف أيضًا بلورد شيرويل. هناك صورة نادرة له، رجل طويل مع عصا، يعتمر قبّعة ومعالم وجهه تحمل تعابير قاسية. في الجدل الذي كان محتدمًا بشأن استراتيجية القصف الجوي، بقي ليندمان ثابتًا: القصف يؤدي إلى نتيجة. على غرار غوستاف لو بون، كان لديه رأيٌ سلبيّ حيال الشعوب، حيث كان يراهم جبناء ويمكن جعلهم يفزعون بسهولة.
لإثبات وجهة نظره، أرسل ليندمان فريقًا من الأطباء النفسيين إلى برمنغهام وهال ـ مدينتين تسبب القصف الألماني بالكثير من الدمار والأذى والخسائر فيهما. حيث قام هذا الفريق بمقابلة مئات الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا منازلهم أثناء البليتز، واستفسر عن أدق التفاصيل ـ وصولًا إلى عدد الليترات التي تم شربها وكمية الأسبيرين التي تم شراءها من الصيادلة.
أرسل الفريق تقريرًا إلى ليندمان بعد مضي عدة أشهر. وقد كتب في صفحته الأولى وبالخط العريض:
"لا توجد أدلة على تدهور الروح المعنوية".
إذًا، ماذا فعل فريدريك ليندمان بهذا الاستنتاج الواضح؟ فقد تجاهله. لقد قرر ليندمان بالفعل أن القصف الاستراتيجي لا يمكن أن يخفق أبدًا، ومجرد وقائع بسيطة لن تغيّر رأيه.
وهكذا قال ليندمان في المذكرة التي أرسلها إلى تشرشل: "يبدو أنّ التحقيق يشير إلى أن تدمير منزل المرء هو الأكثر خطورةً على روحه المعنوية. يبدو أنّ الناس يهتمّون لذلك أكثر من فقدانهم لأصدقائهم أو حتى أقاربهم. كانت علامات التوتر في مدينة هال رغم أنّ عشرة بالمئة فقط من البيوت قد تم تدميرها. بناءً على الأرقام أعلاه، يمكننا أن نتسبب بالضرر الكبير لكلٍّ من المناطق الألمانية الـ 58. لا يوجد من شك في أن هذا سيحطّم روحيّة الشعب الألماني".
وبهذا الكلام أنهى تشرشل الجدل حول مدى فعالية القصف. فكل هذا المسلسل، كما وصفه أحد المؤرخين لاحقًا، كانت تنبعث منه رائحة المؤامرة. لقد نُعت العلماء أصحاب الضمير الذين عارضوا استراتيجية استهداف المدنيين الألمان بأنهم جبناء بل خونة.
المؤيدّون للقصف كانوا في الأثناء يشعرون بأنّ العدو يحتاج لأن تُوجّه إليه ضربة أكثر قسوة. فما إن أعطى تشرشل الإشارة حتى غرقت ألمانيا في جحيم. بعد أن انتهى القصف أخيرًا، كانت حصيلة الضحايا قد بلغت عشر مرات ما بلغته ما بعد بليتز. في ليلة واحدة في دريسدن، قُتل من الرجال والنساء والأطفال أكثر مما قُتل في كل مدة الحرب التي شُنّت على لندن. دُمر أكثر من نصف مدن وبلدات ألمانيا. أصبح البلد بأكمله عبارة عن كومة من الركام والجمر تحت الأنقاض.
بينما كانت جماعة صغيرة فقط من القوات الجوية للحلفاء تستهدف حقيقةً أهدافًا استراتيجية كالمصانع والجسور. وحتى الأشهر الأخيرة، كان تشرشل يصر إلى أنّ الوسيلة الوحيدة المضمونة للفوز في الحرب هي إلقاء القنابل على المدنيين لتحطيم الروح الوطنية لديهم. وفي كانون الثاني من عام 1944، أكّدت مذكرة من القوات الجوية الملكية هذا الرأي بشيء من الرضا: "كلما قصفنا أكثر، كانت النتيجة مرضية أكثر".
لقد سطّر رئيس الوزراء تحت هذه الكلمات مُستخدمًا قلمه الأحمر الشهير.
فهل كان للقصف تأثيره المطلوب؟
دعوني أبدأ مرةً أخرى بالقصة المروية عن أحد الأطباء النفسيين المحترمين والذي كان شاهد عيان. فما بين أيّار وتموز من عام 1945، قام الدكتور فريدريك بانس بمقابلة ما يقارب مائة ألماني قد دُمرت منازلهم. "بعد ذلك" قال أحدهم، "كنت مليئًا بالحماس وأشعلت سيجارة." وقال آخر "إنّ المزاج العام بعد الهجوم كان يُشعر بالنشوة، كنشوة الانتصار في الحرب".
لم يكن هناك أي علامات تدل على جو عام من الهستيريا، بل على العكس، في الأماكن التي تعرضت للهجوم مؤخرًا، كان السكان يشعرون بالراحة. والجيران كانوا يتساعدون بطريقة رائعة"، سجّل بانس. "بالنظر إلى حدّة القلق والتوتر، الموقف العام كان ثابتًا ومتماسكًا بشكل ملحوظ".
تقارير الـ ـ Sicherheitsdienst، الذي كان يراقب السكان الألمان بعناية، تنقل صورة مشابهة. بعد الهجمات، ساعد الناس بعضهم بعضًا، وقاموا بسحب الضحايا من تحت الأنقاض، وأخمدوا الحرائق. توجه صبيان هتلر الشباب إلى مساعدة المشردين والمصابين. أما بخصوص البقال، فقام بتعليق لافتة من باب الفكاهة أمام محله: "تُباع لدينا زبدة الكارثة!"
(حسنًا، الفكاهة البريطانية كانت أفضل بالتأكيد)
بعد مدة قصيرة من استسلام ألمانيا في أيار من عام 1945، زار فريق من الاقتصاديين التابعين لقوات التحالف هذه الدولة المهزومة ـ مكلفين من قبل وزارة الدفاع الأمريكية ـ لدراسة تأثيرات القصف. أراد الأمريكيون أن يعلموا ما إذا كانت هذه الاستراتيجية وسيلة جيدة للفوز في الحروب.
نتائج الباحثين كانت جليّة: القصف المدني كان فشلًا ذريعًا. في الواقع، يبدو أنه قد قوّى اقتصاد ألمانيا أثناء الحرب، ما أدى إلى أن تطول الحرب. بين عامي1940 و1944، اكتشفوا أن إنتاج الدبابات الألمانية قد ازداد تسعة أضعاف، وإنتاج مقاتلات الطائرات أربعة عشر ضعفًا.
فريق من الاقتصاديين البريطانيين كان قد توصّل إلى هذه النتيجة نفسها. في البلدات والمدن الواحدة والعشرين التي تم تدميرها والتي قاموا بالتحقيق فيها، زاد الإنتاج فيها بسرعة أكبر من تلك المجموعة التي تضم أربع عشرة مدينة لم تتعرض للقصف. اعترف أحد الاقتصاديين الأمريكيين، "كنّا بدأنا نرى أننّا نواجه واحدًا من أكثر الحسابات الخاطئة للحرب".
أكثر ما يُدهشني في هذه المأساة بأكملها هو أنّ الشخصيّات الرئيسية الفاعلة على الساحة قد وقعت في الفخ نفسه.
هتلر وتشرشل وروزفلت وليندمان ـ جميعهم وقّعوا على ادعاء عالم النفس غوستاف لو بون بأنّ وضعنا الحضاري لا يتجاوز السطح. كانوا على يقين من أنّ الهجمات الجوية ستفجر هذا الغطاء الهش إلى شتات. ولكن كلما قصفوا أكثر، كان يزداد سماكة. يبدو أنه لم يكن غشاءً رقيقًا على الإطلاق، بل كان عبارة عن طبقة سميكة.
الخبراء العسكريون، وللأسف، كانوا بطيئين في فهم الأمور. بعد خمسة وعشرين عامًا، قامت القوات الأمريكية بإلقاء قوة نارية على فيتنام ثلاثة أضعاف ما ألقته خلال الحرب العالمية الثانية بأكملها. وقد فشلت هذه المرة حتى على نطاق أوسع. حتى حين تكون الأدلة موجودة أمامنا مباشرةً، نبقى قادرين على إنكارها. وحتى اليوم، ما زال العديد مقتنعين بأن الصمود الذي أظهره الشعب البريطاني خلال البليتز يرجع إلى صفة مختصّة بالبريطانيين فقط.
لكنّها ليست صفة مختصّة بالبريطانيين، بل هي صفة إنسانية عالمية.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

ما يمكن أن نفعله في المواجهة الإعلامية.. أهم عوامل سقوط الكيان الصهيوني الغاصب
كل العالم ينظر إلى أحداث فلسطين ويشاهد حربًا مهولة هي أقرب ما تكون إلى فجائع الحرب العالمية الثانية.. إذا استطاع المقاومون أن ينتصروا في هذه المواجهة الإعلامية في أزمنة السلم أو الهدنة فإنّهم بذلك يحققون واحدة من أكبر الضربات التي تمثل مجموعة مهمة من المسامير التي تدق في نعش هذا الكيان الغاصب.

لماذا تأخر النصر في فلسطين؟
نحن هنا نضع احتمالات من أجل استحضار بعض السنن الإلهية الاجتماعية وتسليط الضوء على الواقع والأحداث من أجل الوصول إلى إجابة مقنعة عن سؤال يقض مضاجع الجميع: لماذا تأخر النصر هكذا؟

أهم آثار الحصار والتهديد بالإبادة الجماعية ما الذي يجتنيه المؤمنون حين يجتمع العالم كله ضدّهم؟
قال الله تعالى: {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ}.[1]

من يصنع الرأي العام العالمي... حول مسؤولياتنا الإعلامية حيال ما يجري
لا شك بأنّ شعوب العالم إذا عرفت حقيقة ما يجري في فلسطين فسوف يواجه الكيان الغاصب مأزقًا... ولكن هل يمكن التفوُّق على القدرة الإعلامية للكيان والغرب، خصوصًا مع وجود كل تلك التعبئة النفسية والفكرية ضد المسلمين والتي ترجع إلى أكثر من ألف سنة؟

لماذا يُعد قصف المدنيين العُزّل نقطة عطف كبرى؟ وعلى ماذا يدل؟
إنّ ما نُشاهده اليوم هو أخطر ممّا جرى في حفلات الجنون الهمجية في الحرب العالمية الثانية، لأنّ أمريكا تُريد أن تجعل من إبادة المدنيين العُزّل حقًّا مشروعًا فتسنّ بذلك سُنّةً سيعمل بها الآخرون في أيّ مكانٍ في العالم حين تقتضي مصالحهم القيام بهذا النوع من الجرائم الحربية السافرة.

عوامل تقوية الوعي السياسي... متابعة مواقف الفاعلين في صناعة الواقع السياسيّ
يمكن تقسيم الناشطين في المجال السياسي إلى فئتين أساسيتين: 1- الفئة الأولى: الفاعلة 2- والفئة الثانية: المنفعلة. أما الفاعل فهو الذي يمتلك هدفًا ويسعى لتحقيقه.وأمّا المنفعل فهو ذاك الذي ينفعل تجاه فاعلية الأول، فهو لا يملك هدفًا، وإن كان يمتلك رغبات أو طموحات أو أماني ووضعها في قالب الأهداف، فإنّه لا يسعى لتحقيقها بل يكون منفعلًا وشهوانيًا وغضوبًا، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. بالطبع، هناك فئة ثالثة لا تدخل ضمن النشاط السياسي، وهي الفئة التي ارتضت لنفسها أن تكون منقادة ومنساقة وغافلة وغير مكترثة.الفئة التي تهمنا هي الفئة الفاعلة التي تنطلق من أهداف كبيرة واستراتيجية، ومن رؤى وأطروحات تعمل على تطبيقها، لأنّها فاعلة لا مجرّد منظّرة، أي إنّها تمتلك أدوات وطاقات وإمكانات تستعملها في مجال الوصول إلى تلك الأهداف. هذه الفئة يمكن أن تكون بعملها وأدائها صانعةً للواقع السياسي؛ وحين تتحرّك نحو تلك الأهداف، فسوف تمتلك الوعي السياسي وتكتشف القوانين والسنن الحاكمة على حياة البشر والمجتمعات والتاريخ. لذلك أعتقد أنّ مواكبة ومتابعة هذه الفئة في مواقفها وتصريحاتها وفي دروسها وشروحاتها هذه، يعطينا وعيًا سياسيًا مميزًا.

1- الوعي السياسي... لماذا؟
ما هي ضرورة الوعي السياسي؟وما هي عواقب الغفلة السياسيّة؟ما هي أهداف البصيرة السياسية؟وإلى ماذا نحتاج لنكتسب الوعي السياسي؟

عوامل تقوية الوعي السياسي.. امتلاك الرؤية الكونية الصحيحة
ما هو دور معرفة الرؤية الكونية الصحيحة في الوعي السياسي؟ كيف نتعرّف على السنن والقوانين الاجتماعية ونطبّقها على واقعنا الحالي؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...