
مقابلة مع الكاتب: الدكتور نبيل عبد الحميد
حول كتابه: "أهل البيت المطهّرون... أين الحقيقة؟"
أجراها معه موقع "إسلامنا"
كتاب يحاول إبراز الحقيقة التي غابت عن الكثير من المسلمين بأسلوبٍ سهل وهادئ وعقلاني لتصحيح الصورة التي وصلت إلينا معكوسة فيما يتعلق بأهل البيت عليهم السلام.
فهو يسلّط الضوء على هؤلاء الأطهار ويبيّن بالدليل القاطع والحجة الساطعة مَن هؤلاء الذين يعنيهم الله تعالى في قوله: "إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
ويبرز أيضًا ضرورة التمسك بأهل البيت واتّخاذهم أئمة وقادة عملًا بوصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.
ويوضح الكتاب كذلك بعضًا من الظلم والاضطهاد والتعتيم الذي تعرض له طريق أهل البيت عليهم السلام، وخطة البعض لصرف المسلمين عنهم إلى غيرهم، على الرغم من أنّ هذا الطريق هو التجسيد الحقيقي للإسلام الذي سينتصر تحت رايته بقيادة الإمام المهدي عليه السلام.
- وحول تجربته طرحنا على الكاتب الأسئلة التالية:
1. ما هي الطريقة التي توصلت بها إلى المعلومات والدلائل التي طرحتها في الكتاب؟
قبل الحديث عن الطريقة التى توصلت بها إلى المعلومات والدلائل، ينبغي الإشارة أولاً إلى العون والتوفيق الالهي، والذي بدونه لا أستطيع فعل أي شيء. لما كان هدفي من هذا الكتاب التوجه فى الأساس إلى الذين لا يعرفون طريق أهل البيت عليهم السلام، وإلى أولئك الذين يعادونهم فقد تعمدت أن تكون مصادري من أهل السنة حتى تكون لها القابلية عندهم؛ ولذلك لجأت إلى كتب التفسير والحديث والسيرة الخاصة بهم وكنت أحاول التدبر فى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأتفكر فيها حتى أستخرج بعون الله ما يساعدني على إقناع الآخرين، وحاولت أن يكون الأسلوب هادئًا، وأيضًا حرصت على عدم التعرض إلى مقدسات الآخرين حتى لا نثير ردود فعل سلبية؛ لعل العقول تنفتح لتقبل ما جاء في الكتاب.
وهناك نقطة هامة وهي أنني تعمدت أيضًا ألا أستخدم لفظ الشيعة فى الكتاب، واستخدمت لفظ أتباع أهل البيت عليهم السلام بدلًا منه لأني أعرف وقع لفظ الشيعة على الكثيرين ممّا يصدهم عن القراءة أو تقبل ما جاء فى الكتاب؛ فعلت ذلك حرصًا لأن يعرف هؤلاء الحقيقة ويبتعدون عن الكذب والتزوير والخداع الذى وقعوا ضحية له.
2. إلى أي مدى ترى تجاوب الناس مع كتابك؟
على نطاق الذين وصل إليهم الكتاب وقرأوه، وهم من فئات مختلفة ومستوى علمي وثقافي مختلف، كان هناك تجاوبًا كبيرًا والحمدلله؛ حيث أبدى الكثير الإشادة والإعجاب بالكتاب وتمنوا أن يقرأه الكثيرون، وهناك من وصفه بأنّه رائع وممتاز وهذا من فضل الله تعالى.
3. ما هي أهم العقبات التي تواجه كتابًا مثل كتابك؟
أهم العقبات هو رفض معظم دور الطباعة والنشر طباعة مثل هذا الكتاب، ثم هناك صعوبة القيام بالدعاية اللازمة وصعوبة نشره وتوزيعه والتضييق على ذلك أيضًا، هناك التحريض من قبل الجماعات السلفية والوهابية والإخوانية على مقاطعة مثل هذا الكتاب والتحذير من قراءته بالإضافة إلى الضغوط الكثيرة من جهات مختلفة.
4. ما هي أهم العوامل التي تعمل على تأجيج العصبية في مصر اليوم؟
أهم العوامل تتمثل فى الجهل والانغلاق الفكري وعدم الانفتاح على الآخر بل ومحاولة مصادرته وإلغائه. للمال السعودي دورٌ كبير فى هذا المجال حيث اشترى الكثير من رجال الإعلام ورجال الدين؛ فقامت وسائل الإعلام ببث السموم والأكاذيب والافتراءات والتحريض المباشر والصريح ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، وقام رجال الدين والخطباء بدور كبير وملحوظ فى هذا الأمر خدمةً لمن يغدقون عليهم الأموال؛ حيث قاموا ببث الفكر الوهابي التكفيري الذي يكفّر كل من سواه ويستحل دماءهم وأموالهم وأعراضهم. ونظرًا للجهل وضحالة الفكر والثقافة، فإنّ الكثيرين يثقون بشيوخ السلفية والوهابية، الذين يخدعونهم بشعارات التوحيد والتمسك بالكتاب والسنة ومحاربة البدع، وبالتالي يصدقونهم في كل ما يقولون ويتبعونهم في كل شيء سواء كان حقًّا أم باطلًا، ويتوجهون حيثما يوجهونهم فهم يتعاملون معهم بقدسية وكأنّهم لا يخطئون. وهناك أيضًا حالة من تقديس الموروثات والتراث تجعل من يحاول الاقتراب منها بالنقد أو التصحيح معرّضًا للاتّهام بالكفر والفسوق.
هناك أيضًا المتاجرون بالدين والذين يستفيدون من هذه العصبية في الحفاظ على مكانتهم ومصالحهم الشخصية والمادية وبالتالي يقومون بتأجيج العصبية.
وللإنصاف، ينبغي ألا نستبعد دور بعض الشيعة فى تأجيج العصبية سواء من كان منهم خارج مصر أو في داخلها. فهناك بعض القنوات الفضائية الشيعية تبث موادًا تستفز الآخرين وتثير لديهم العصبية والعداوة والكراهية لأنّها تنال من رموز أهل السنة بطريقة استفزازية تفتقد الصواب والحكمة فيتلقف خصوم أهل البيت عليهم السلام هذه الأشياء وينشرونها على أوسع نطاق فى وسائل إعلامهم الكثيرة والمنتشرة، والتي يتابعها الكثيرون ويقولون هؤلاء هم الشيعة وبالتالي نتحمل نحن أتباع أهل البيت عليهم السلام فى مصر أخطاء الآخرين؛ وهناك بعض المرجعيات التى تنتهج أسلوب إثارة العصبية ومهاجمة مقدسات الآخرين بطريقة مستفزة للغاية تقضي على كل محاولة للحوار والتفاهم. أيضًا هناك بعض الممارسات الخاطئة التى يقوم بها الشيعة في الخارج والتي تشوّه صورة أتباع أهل البيت عليهم السلام وتخلق لهم المشكلات. ولا نعفي بعض الموالين المصريين من تأجيج العصبية، فالبعض منهم يتبع تلك المرجعيات المثيرة للعصبية، والبعض الآخر طيبون ولكنّهم تعرضوا لصدمة عنيفة هزت كيانهم لما عرفوا طريق أهل البيت عليهم السلام وانكشفت لهم الحقيقة وشعروا بأنّهم كانوا ضحية الخداع والكذب والتزوير، فقاموا بردود فعل شديدة ولم يتمكنوا من السيطرة على أنفسهم ربما يكون ذلك لأنّهم افتقدوا البيئة العلمية والتربوية الصالحة والرشيدة التي تأخذ بأيديهم وترشدهم.
5. ما هو العمل التالي الذي تفكر في إنجازه بعد هذا الكتاب؟
فى الحقيقة بدأت الكتابة فى عدة عناوين، ولكن العمل الذي أفكر فى إنجازه بعد هذا الكتاب يتعلق بموضوع النهضة الحسينية المباركة حيث أرغب في تناول بعض المواقف فيها بالدراسة والتحليل، وأنا أعلم أنّ كثيراً من العلماء الأفاضل كتبوا فى هذا الموضوع ولكن بالرغم من كل ما كُتب فلا يمكن أن تُعطى تلك النهضة المقدسة حقها ولا يمكن الإحاطة بها؛ فأحببت أن أساهم ولو بأقل القليل فى خدمة تلك النهضة متوكلًا على الله تعالى ومستعينًا به على الرغم من ضعف بضاعتي وإمكانياتي عسى أن يرزقني الله تعالى شفاعة الإمام الحسين عليه السلام يوم الورود.