
تعرف إلى رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)
شروحات وانطباعات بأقلام العلماء
رسم الإمام علي زين العابدين (ع) بنفسٍ إيماني وروحي عميق وبعبارات بليغة وموجزة معالم طريق الآداب الاجتماعية والأخلاق الإسلامية في رسالته المعروفة برسالة الحقوق، فذكر خمسين حقًّا شكلوا أركان اعتدال الشخصية الإسلامية وتناسقها في علاقة الإنسان مع ربه ونفسه والطبيعة والآخرين. وقد عرف علماء الإسلام ما تكتنزه معارف هذه الرسالة فسعوا في شرحها وتبيينها كخارطة طريق وكحق لله علينا في تأدية شكر كل نعمه المحيطة بنا، فكان لا بدّ من رعاية حقوقها والعمل في تأديتها بمعونة الله. ولمزيد من التبحر في المعاني المنطوية ما بين سطور رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع)، نذكر بعضًا من الكتب التي شرحتها وغاصت في استخراج لآلئها لتضيء على حياتنا في تقوية مكامن ضعفنا وشدّ نقاط قوّتنا.
- القانون الأخلاقي في رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)
تأليف: قدرت الله مشايخي
ترجمة: كمال السيد
مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر
الطبعة الأولى، 2011 م
672 صفحة من الحجم الكبير
جاء في مقدمة الكتاب: "إنّ قيمة الرسالة الحقوقية تكمن في أنّها صادرة من نفس إنسانية بلغت من مراتب السمو والكمال ما كتب لها الخلود المقرون بالإجلال والاحترام؛ من نفس تشعر بامتداداتها في جذور الأول إلى الأبد. فجاءت شمولية في الزمان والمكان والإنسان، وهو إحساس يشعرك بوشائج الكون والطبيعة والمجتمعات البشرية وتلك الحقوق المتبادلة بين عناصر العالم بأسره. كما أنّ قوتها أيضًا صدرت في وقت كانت فيه الخيول العربية قد ارتدت لتسحق كرامة الإنسان العربي المسلم وتدوس على حقوقه، في كل مكان يرتفع فيه صوت، غير صوت التسبيح بمجد السلطان".
- رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)
شرح السيد عباس علي الموسوي
دار المرتضى
الطبعة التاسعة، 2010 م
255 صفحة من الحجم الكبير
مما ذُكر في مقدمة الكتاب: "رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) تتضمن برنامجًا إسلاميًّا، على أساسه يستطيع كل فرد أن يعرف مقدار التزامه وطاعته ومقدار عصيانه وتمرده... رسالة رسم الإمام فيها معالم الشخصية الصالحة التي ينشدها الإسلام ويتبناها... رسالة لا تخرج منها في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها والعمل في تأديتها والاستعانة بالله جل ثناؤه على ذلك كما يقول الإمام في نهايتها".
- شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)
الشيخ نعيم قاسم
دار الهادي
الطبعة الأولى ـ 2004 م
7 أجزاء من الحجم الكبير:
حقوق الجوارح، 121 صفحة
حقوق الوالدين والولد، 127 صفحة
حقوق الأفعال 111 صفحة
حقوق الزوج والزوجة 127 صفحة
حقوق المعلم والمتعلم 128 صفحة
حقوق الثلاثة (حق الله، حق النفس، حق الناس) 152 صفحة
حقوق الناس في 136 صفحة
ذكر الكاتب في مقدمتها: "هي رسالة غير متداولة في الأوساط العامة، وفيها من الغنى الإيماني والفكري والتربوي والأخلاقي والاجتماعي ما يشكل دستورًا سلوكيًّا هامًّا في حياة الأفراد والمجتمع". - شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)
السيد حسن القبانجي
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة الأولى ـ 2002 م
مجلدان من الحجم الكبير: الأول 482 صفحة، والثاني 464 صفحة
مما أورده الكاتب في المقدمة: "رسالة الحقوق للإمام علي زين العابدين (ع) يفيض بها الوجدان روعة وجلالًا، ويمتلئ بها القلب طمأنينة وإيمانًا وتثير في الأسماع بهجة ورضًا، وتحرك في النفوس عواطف وأحاسيس، وهي لعمري رائد الفكر الإنساني، وسجل المعرفة. وفوق ذلك كله، إنها الوسيلة لفهم الإنسان نفسه وما فُطرت عليه من مواهب ونزعات. وهي كذلك مقومة للأخلاق ومقدرة القيم، والمشرف الأعلى على جميع منازع الناس وتطوراتهم في علومهم ومعارفهم وسلوكهم وسائر اتجاهاتهم العقلية والسياسية والاجتماعية.
إنها رسالة تهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله".
فيما يلي نماذج من الكتب الأربعة المذكورة أعلاه تشرح "حق المعلم"، نوردها ليتسنى للقارئ المقارنة بين شرح الكتب الأربعة والاختيار فيما بينها بما يتلائم وذوقه ومستوى تعمقه:
نموذج من شرح الأستاذ قدرت الله مشايخي (ص 340-341)
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {فلينظر الإنسان إلى طعامه * إنّا صببنا الماء صبّا * ثمّ شققنا الأرض شقّا * فأنبتنا فيها حبّا}.
ويبدو من ظاهر الآيات أنّ الإنسان ينبغي أن ينظر إلى طعامه، فثمّة حديث عن انصباب الماء، ثمّ انشقاق الأرض وخروج النباتات منها غير أنّ علماء الوحي الإلهي فسّروا ذلك أيضًا بالغذاء الروحيّ.
فقد جاء في تفسير الصافي عن الفيض الكاشاني هذه الرواية: "عن الإمام الباقر(ع): أنّه قيل له في قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه}، ما طعامه؟ قال: علمه الذي يأخذه عمّن يأخذه".
وحينئذٍ يقول الفيض في هذا الموضوع أنّ الطعام قسمان: جسماني وروحاني، ولأنّ الإنسان مركّب من جسم وروح، فكما أنّه بحاجة إلى غذاء جسماني فهو كذلك بحاجة إلى غذاء روحي، وكما أنّ عليه أن ينظر إلى طعامه كيف ينزل المطر من السماء وكيف تنبت الزروع والأشجار في الأرض، فكذلك عليه أن ينظر إلى غذائه من علوم يتلقاها ومعارف يطلبها، وكيف ينزل الوحي من السماء على أرض النبوّة وقلب النبي الأكرم وأرواح من لديهم قابلية الاستفادة من غيث الوحي؛ والمقصود من هذا الغذاء أخذ العلم عن أهل البيت (ع).
ومن الواضح أنّ للغذاء المسموم تأثيره السلبي على جسم الإنسان وقد يودي بحياته، وكذلك فإنّ للأفكار الضالّة المنحرفة تأثيرها السلبي على روح الإنسان وقد تدمّر صرح سعادته وتكوينه الآدمي الإنساني وتؤدي به إلى خراب الدنيا والآخرة.
نموذج من شرح السيد عباس علي الموسوي (ص 99-100)
المعلم في نظر الإسلام له حقوق كثيرة وخصوصًا على طلابه وتلامذته.
كيف يجب أن يكون التلميذ أمام أستاذه في درسه؟ وفي خارجه؟ في حضوره وفي غيابه؟
كيف يخاطبه؟ كيف يستفهم منه؟ كيف يصوغ الإشكال على مطلبه؟ كيف يعامله؟
المعلم قدوة وصاحب فضل يجب توقيره وتعظيمه كما يقول الإمام زين العابدين في رسالته... وقد أتى شيخنا الشهيد الثاني في كتابه الفذ المسمى "منية المريد في آداب المفيد والمستفيد" على كل جوانب هذه المسائل التربوية بحيث لم يترك جانبًا إلّا وفصّله وبحثه ودرسه دراسة وافية، وأنا أقتصر على بعض هذه الجوانب التي جرى بها قلمه الشريف (قده) في ذكر الآداب المختصة بالمتعلم مع شيخه (أستاذه)، يقول:
الأمر الأول: وهو أهمها، أن يقدّم النظر فيمن يأخذ عنه العلم ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه، فإنّ تربية الشيخ لتلميذه ونسبة إخراجه لأخلاقه الذميمة وجعل مكانها خلقًا حسنًا كفعل الفلاح الذي يقلع الشوك من الأرض ويخرج منها النباتات الخبيثة من بين الزرع ليحسن نباته ويكمل ريعه...
فليختر من كمُلت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته وعُرفت عفته، واشتهرت صيانته وسيادته وظهرت مروته...
الأمر الثاني: أن يعتقد في شيخه أنه الأب الحقيقي والوالد الروحاني وهو أعظم من الوالد الجسماني فيبالغ بعد الأب في حقّه.
الأمر الثالث: ...
نموذج من شرح الشيخ نعيم قاسم (ص 29-31)
لا يمكن تحقيق تعليم فاعل ونافع إن لم يكن المتعلم مقبلًا على معلّمه، معترفًا بفضله، ومقدّرًا لعطائه، إذ مع النظرة السلبية للمعلم وعدم الاحترام المناسب له، يخسر المتعلم الكثير من إمكانات المعلم على خدمته. وقد ذكر الإمام زين العابدين (ع) بعض الآداب التي تُعتبر حقًّا للسائس بالعلم أي المعلِّم، منها: "التعظيم له" من خلال طريقة التصرف معه، بإبراز الاحترام له، واستخدام العبارات المناسبة لمقامه أثناء مخاطبته، والوقوف له عند حضوره، والإفساح له في المكان لجلوسه، وحسن ذكره بصفاته الحميدة في غيابه، والقيام بكل سلوك من شأنه توقيره وتبجيله. "والتوقير لمجلسه" بما يحيط فيه من هدوء وسكون، سواء أكان اللقاء ثنائيًّا أو مع مجموعة من التلامذة، وذلك لتوفير الجو الملائم للاستفادة من علمه، فالمجلس الذي يغلب عليه الوقار تتحقق فيه الفوائد الكثيرة وتنزل عليه بركات السماء. عن أمير المؤمنين علي (ع): "إنّ حق المعلم أن لا تُكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعًا وخصّه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينك، ولا تُشر بيدك، ولا تُكثر من القول: قال فلان خلافًا لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنّما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شيء. والعالم أعظم أجرًا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله"...
فالقاعدة الأساس أنّك أمام ثروة ومخزون مفيد لا تعلم ما سينالك منه وفي أي محطة من الدرس تحصل منه على فوائد جمة، فمحافظتك على وقار المجلس من منطلق رغبتك بكسب الأجر وتحقيق الفائدة يمنحك فرصًا عدة لجني الثمار من مصدرها الوفير.
نموذج من شرح السيد حسن القبانجي (ج1، ص 308-309)
المعلم أب روحي يعطينا غذاءً روحيًا فكريًّا ثمينًا، فيجب تعظيمه وتوقيره واحترامه، والتعاون معه في سبيل التعلم، لأنّ التعليم والتعلم عملية تعاون بين المعلم والمتعلم، فيجب على المتعلم أن يحسن الإصغاء والاستماع والإقبال على المعلم بكل نفسه، ففي ذلك تعظيم وتوقير وإجلال لمقام المعلم وشأنه. ويضيف الإمام السجاد (ع) إلى هذا كله أن نؤدي عن المعلم فنحسن الأداء، ولا ننقص ولا نزيد على ما قال. ويريد (ع) بالتعظيم والتوقير أن تكون عند معلمك كما تكون بين يدي أبويك. يجب عليك أن لا ترفع صوتك فوق صوته وأن تدفع عنه كل ما يمسه بسوء في حال حضوره وغيبته، وأن تظهر ما تعرف له من فضل، وتنشر بين الناس ما لمست منه من معروف، وأن تخفي عن الناس ما اطلعت على بعض مكنوناته مما لا يحسن أن يطلع عليها أحد.
وبديهي أنّ للمعلم شأنًا عظيمًا ومقامًا محمودًا في المجتمع الذي يقدّر مهمة التعليم حق قدرها. فالشعوب المتمدنة تقدس معلميها وتحلهم الموقع الأسمى اللائق بهم، اعترافًا بصنيعهم وتقديرًا لخدماتهم التي يؤدونها إلى أمتهم إبان قيامهم بوظائفهم التعليمية. فالإجلال للمعلمين يتمشى معهم أينما ساروا وحيثما حلوا، لما لهم من الأيادي البيضاء في تثقيف العقول وتهذيب الأخلاق والأفكار، ومن التأثير في إعلاء مستوى الشعوب إلى ما يؤهلها لرفع مكانها بين الأمم الحية لتسير في مضمار الحياة وتقابل كل حادثة وكارثة برباطة جأش وقوة إيمان.
لا تتخلص الشعوب من غياهب الجهل، ولا تتقدم في معارج الحياة التقدم المنشود، بل لا تكون ذات قوة وسلطان ومنزلة عليا، ما لم يكن فيها معلمون ذوو اختصاص يدربونها فيصلون بها إلى حياة العلم الصحيح، حياة العز والسؤدد. فإذا وجدت شعبًا يتقدم نحو الكمال بخطوات رصينة أيقنت أن وراءه مرشدين ينتشلونه من حضيض الجهل والهوان، إلى ذروة العلم والمجد، فبهذا الاعتبار لزم أن يكون المعلم محترم الجانب عزيز الكرامة.

التراث الأخلاقي الإسلامي
لمن يريد أن يتصل بالتراث الأخلاقي الروحي الغني الواسع المتشعب دون أن يغرق فيه.ولمن يحب مطالعة موضوعات محددة ولا يعرف كيف يصل إليها.ولمن يريد أن يكتب أو يحقق أو يعد بحثًا في أي موضوع أخلاقي أو سلوكي.هذا الكتاب هو وسيلتك التراث الأخلاقي الإسلامي إعداد: مركز باء للدراساتالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 17*24غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2006م

مشروع خدمة التراث الأخلاقي
كل من يتعرف إلى القيم الدينية وأخلاق الإسلام فإنّه يلاحظ البون الشاسع ما بين هذه القيم من جهة وواقع المسلمين من جهة أخرى.