
القوة العجيبة للمرأة المتحررة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
ليس عجيبًا أن يتقارن تحرير المرأة مع الثورة الجنسية! ولهذا قصة شهدها الغرب ولم يعتبر منها الشرق.
المقصود من الثورة الجنسية أولًا هو إطلاق العنان للنزعات الجنسية دون حد أو قيد. أن يعيش مجتمع ما ثورة جنسية يعني فقدان الضوابط، ويعني أيضًا شيوع وهم سهولة الجنس وكثرة الفرص وزوال العقد النفسية. وبمعزل عن الأسباب التي شكلت هذا التراكم العجيب للعقد الجنسية في المجتمعات المسيحية عمومًا (الأمر الذي صار ظاهرة لفتت نظر سيغموند فرويد وأتباعه)، فإن تجربة الغرب في الثورة الجنسية تستحق الدراسة. ولكن يغيب عن نظر الباحثين وربما عن تعمد وتغافل مدى الارتباط بين تحرير المرأة وهذه الثورة.
الأسباب التي أدت إلى حركة تحرير المرأة عديدة، ولكن على رأسها كانت الحاجة الماسة إلى عمالتها في مصانع الحرب العالمية ومؤسساتها. انشغال مئات ملايين الرجال في مهمات حربية بحتة، ونشوء صناعة ضخمة غير مسبوقة تحت عنوان صناعة الحرب، حتّم على المجتمعات الغربية تشجيع النساء للتخلي عن دورهن التقليدي في المنزل. كانت عمالة المرأة موجودة قبل الحرب، لكن لم تكن أبدًا بهذا المستوى والحجم. نتحدث عن ملايين النساء اللاتي دُعين إلى مكان العمل دفعة واحدة. الأمر لم يكن ممكنًا دون دعاية واسعة. والدعاية يجب أن تكون قائمة على قيم. الحرية ستكون على رأس هذه القيم.
لا يمكن استقطاب المرأة لتعمل في مصانع السلاح، مثلًا، وهي التي كانت حكرًا على الرجال الأشداء، دون ضخ الكثير من الذكورية في هذا الاستقطاب. أضحت القوة عنوان التحرر. المرأة القوية هي الأفضل. خمدت الحرب وعاد ملايين الرجال إلى المجتمع باحثين عن عمل. لم تعد المرأة قادرة على المنافسة. لكن فكرة المرأة القوية لم تخمد.
الرجال متعطشون للجنس بصورة غير مسبوقة؛ فظاعات الحرب دمرت فيهم الكثير من قيم الأسرة والنبالة. يمكن للمرأة أن تشكل صناعة جديدة غير صناعة الحرب. وهكذا، أصبح الجنس أحد أهم ما تقدمه المرأة في سوق سريعة الانتشار والتمدد. اكتشفت هذه المرأة أن لديها موهبة وقوة أهم من صنع القنابل والطائرات.
ليس غريبًا على أي مجتمع يمجد القوة أن يتنافس فيه الجميع على المزيد من القوة. حين تكتشف المرأة في مثل هذا المجتمع مدى تأثير جاذبيتها الجنسية، فلماذا لا تستخدمها إلى أقصى حد؟! العقل الرأسمالي المبدع جاهز لتحويل هذه القوة إلى أعمال مربحة جدًّا.
على المستوى الفردي، لا يختلف الأمر كثيرًا. لا يصعب على نساء اليوم اكتشاف هذا البعد الجنسي في وجودهن. العجيب ربما هو ما نشاهده من صراحة في التعبير عن ذلك. ما كان مخفيًّا في الأزمنة القديمة تحت ستار من الحياء، أصبح علنيًّا يُتجاهر به اليوم. ها هي المرأة تتفاخر بقوة مفاتنها وبالحاجة إلى جسدها وجنوستها. الأمر يصبح عالميًّا، ويُعاد تشكيل هوية المرأة دون حياء. حركات التحرر التي اعترضت على جعل المرأة سلعة، ربما كانت تخدم ما اعترضت عليه أكثر من أي وقت مضى. الأمر ليس مختصًّا بالمرأة. إنّه الإنسان الذي يتحرك بحسب القيم السائدة. لم يكن المطلوب هنا سوى استبدال قيم بقيم.
لا شك بأن منافسة النساء للرجال انطلقت وقتها في ميادين أخرى. في العلم والفنون والتجارة وغيرها. لكنها لم تكن منافسة عادلة البتة. أسباب ذلك عديدة، منها ما يرجع إلى طبيعة هذه الميادين وتشكلها على مدى العصور على أيدي الذكور. ومنها ما يرتبط بالتكوين. مرة أخرى وفي قلب هذه الميادين تكتشف المرأة قوة غير تنافسية. تسارع المرأة إلى استخدامها، يشجعها رجال متعطشون للجنس وصناعة يبلغ حجم إيراداتها مئات المليارات. هذا هو الغرب دون قناع.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

كيف نفسر ظاهرة الشذوذ الجنسي؟
كيف نفسر نشوء حالات المثليين، كيف بدأت تاريخيًا وكيف تطورت؟

كيف نحفظ الأنوثة من الآفات
بالرغم من أنّ الأنوثة تتعرّض اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى عمليات تشويه ومسخ وانتقاص، إلا إنّ الطبيعة ما زالت تقدّم نماذج للأنوثة تجعلنا ندرك مدى جمالها وروعتها وأهميتها.

تجنيس المرأة أو تنجيسها؟ أي فاجعة يرتكبها الغرب بحق الأنوثة
تحت عنوان تمكين المرأة وتقويتها، يشهد عصرنا أوسع عمليات تفعيل القوة الجنسية للمرأة، مستغلًّا الاحتياج الشديد لهذه السلعة من قبل الرجال؛ وهذه العملية، كغيرها من المساعي الغربية الطائشة، كانت وستتحول إلى أهم سبب لإضعاف المرأة واستعبادها واستغلالها، بصورة لم يسبق لها مثيل. وكل من تأمل في أي مجتمع جعل الجنس محورًا والمرأة مصدره، علم أنّ هذا لن يؤدي إلا إلى إضعاف الأمرين معاً!
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...