
حين تكون مشكلتنا السياسية في السفاهة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}[1]
من معاني تسفيه النفس أن لا يحتكم المرء إلى العقل بل يتجاوزه ويتخطاه؛ بذلك يسوق نفسه نحو الهلاك المبين. هذا التسفيه، الذي يجعل صاحبه مع الوقت سفيهًا والسفاهة شخصيته، قد يحصل في كل مجالات الحياة، ومنها المجال السياسي وما أكثره. فما هي السفاهة السياسية يا تُرى؟
يُقدّم لنا العقل معطيات واضحة فيما يتعلق بالحياة السياسية، ويكشف لنا عن جانب مهم من طبيعة الصراعات والتجاذبات التي تدور بين القوى الدولية وحتى المحلية. ونستطيع بفضله، وبسهولة، أن نميّز الظالم من المظلوم والمستبد الخبيث من المضطهد الطيب.
صحيح أنّ هناك قوى لا يمكن تصنيفها تحت هذه العناوين، وذلك لكونها ظالمة ومظلومة في آن. لكن إذا حصلت المواجهة واشتد الصراع، فسوف يحصل الاصطفاف ويتميز الخبيث من الطيب.
السفيه يصل إلى مرحلة يُعجز نفسه عن التمييز بين الظالم والمظلوم، ثم يتمادى بعدها إلى حدّ اتّهام المظلوم ومعاداته والغفلة عن الظالم، بل ومحاباته! هل سمعت عن مثل هؤلاء السفهاء؟ لقد شاهدت الكثير منهم في حياتي، وكانت الساحة الإيرانية وتفاعلاتها فرصة لظهور العديد منهم، وللأسف الشديد.
السبب هو أن هذه الساحة توفر لنا فرصة مهمة لمشاهدة الصراعات على كافة المستويات؛ فهي ساحة شديدة الأهمية نظرًا لطبيعة الحراك الذي نشأ فيها في الثورة.
وفي غمرة هذه الصراعات تجلّت كل مظاهر الظلم والمظلومية، وتحدّدت المعسكرات، وتبلورت الاصطفافات بين الحق والباطل والاستبداد والتحرر.
فكم يحتاج المرء بعدها لكي يدرك أنّ الشعب الإيراني لا يمكن أن يُصنَّف ضمن معسكر المستبدين العالميين والظالمين الدوليين، وهناك أكثر من خمسة عقود من المواجهة المستميتة بينه وبين المستعمرين الخبثاء الأوروبيين والأمريكيين، الذين لا يخجلون من الاعتراف باستعلائهم واستكبارهم واضطهادهم للشعوب؟ ومهما كانت الأخطاء التي نراها بين أفراد هذا الشعب على مستوى الأداء الاجتماعي والإداري أو السلوك الأخلاقي، ولكن هذا لا يمكن أن يحمل العقل على تشبيهه بالشعوب الأوروبية أو الشعب الأمريكي، الذي ما فتئ منذ عشرات السنين يزوّد حكوماته ورؤساءه بالإمكانات والثروات والأدمغة والطاقات، والتي استُخدمت لاضطهاد قسمٍ كبير من شعوب العالم، وللإمعان في الأرض خرابًا وفسادًا وظلمًا واستكبارا.
حديثنا هنا ليس عن مقارنة بين سلوكيات أفراد عند الشعوب. حديثنا عن المحصلة والناتج العام لنشاط ومسيرة شعب بأسره. ربما يمكننا أن نقبل بأن يكون عدد الصالحين أو الخلوقين في الشعب الأمريكي أكثر منهم في الشعب الإيراني. قد نجد الكذب وخُلف الوعد وسوء الخُلُق في الأخير أكثر من الأول، لكن أن نساوي بينهما في المحصلة والنتاج فيما يخص قضية الظلم، ونحن نرى الفارق النوعي بين الظالم والمظلوم، لهو غاية في السفاهة.
من الذي يساوي بين الظالم والمظلوم أو يتردد في ذلك، سوى من سفِه نفسه؟
هل نحتاج إلى أدلة على وجود صراع وجودي بين إيران الثورة، وأمريكا المستكبرة؟
هل نحتاج إلى أدلة على وجود عداء كبير بين الحكومتين؟
هل نحتاج إلى شواهد تدل على مدى هيمنة وظلم وبطش واستبداد أمريكا في العالم كله؟
إذا كنت تحتاج إلى مثل هذه الأدلة والشواهد، فلا شك أنك لا تعيش في هذا العالم ولم تسمع عنه شيئا!
حتى أولئك الذين يعيشون في ظل أشد الأنظمة قمعيةً وتعتيما ـ كما هو حال معظم الدول العربية ـ فإنهم يستطيعون أن يعرفوا هذه الحقيقة ويفهموها.
السفاهة في عدم إدراك أن هناك شعبًا يريد الحق والعدالة والحرية والسلام، وفي المقابل هناك شعب خائف مرجف مضطرب مستعد في لحظة ترهيب إعلامي أن يقف وراء رئيس يقتل مئات آلاف الأبرياء، ويجيّش الجيوش لاحتلال الشعوب المستضعفة.
السفاهة هي أن يغفل الإنسان عن هذه الحقيقة الكبرى، ثم يتذرع بممارسات لا أخلاقية لمسؤولين وأفراد ليحكم على شعبهم بأنه ظالم أو يساوي بينه وبين ذاك الشعب الظالم.
حين يضيع معيار الحق في المقارنة بين الشعوب، يلجأ السفهاء إلى معايير لا تزيدهم إلا ضلالة.
[1]. سورة البقرة، الآية 130.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

هل يوجد مؤامرة بين الصين وأمريكا للخروج بحكومة عالمية جديدة؟
هل هناك صفقات خفية بين الدول بمعنى أنّ هناك وجودًا لحكومة عالمية جديدة تدير المؤسسة العالمية من تحت الطاولة تمهيدًا لإخراجها إلى العلن... وتكون الصين هي حصان طروادة في ذلك، بمعنى أنّ الصين على تواطؤ خفي مع أميركا وهناك عصابة واحدة تتقاسم الأدوار؟وهل ستعترف الدول الأوروبية ـ كونها براغماتية نوعًا ما ـ بريادة الصين كما فعلت مع أمريكا عام 1945؟

هل السفر إلى أمريكا يُعد تأييدًا لنظامها؟
أنا احب ان أسافر و أزور بلدان العالم المختلفة و من ضمنها أمريكا و لكن أسمع الكثير من العلماء الثوريين يقولون انهم من المستحيل ان يزوروا أمريكا او "لو أعطوني الدنيا كلها لا أذهب إليها" و لكن لا أفهم لماذا هذا الموقف المتشدد و السلبي من أمريكا و هل يعد سفري إليها او السكن فيها تأييدا لنظام الحكم فيها؟

لماذا نخاف من أمريكا؟ ماذا عن حسن منهاج واللغة الإنكليزية
إنّ ما يهدد النظام الإسلامي في إيران ـ التي تُعد أهم قوة معارضة لأمريكا في العالم ـ ليس ما يمكن أن ينجم عن حربٍ عسكرية مع أمريكا أو حتى عن حصارٍ اقتصادي لا سابقة له، وإنّما هو تلك الشريحة من الشباب الإيراني، التي تتزايد باستمرار، وتنشأ على الاعتقاد بجمالية نمط العيش الأمريكي، فلا ترى بعدها من مشكلة في إقامة علاقات ودية مع هذه الدولة، التي لم تترك وسيلة للقضاء على ذلك النظام إلا واستخدمتها.ولكن، لماذا لم يتم حسم أمر هذه الشريحة لحدّ الآن رغم كل ما جرى؟ ولماذا تطل هذه الفئة برأسها من حينٍ إلى آخر وتهدد بقاء النظام؟ هل تتصورون أنّ قلق قادة النظام الإيراني من أحداث الشغب الأخيرة كان ناشئًا من تلك الجماعات التخريبية التي لم يبلغ تعداد أفرادها سوى بضعة آلاف؟ وهل يمكن لهذه النسبة الضئيلة من المشاغبين، الذين لا يمتلكون وسائل إعلام ودعاية داخلية، أن تسقط نظامًا قام على مئات آلاف الشهداء، وما لا يُحصى من الجرحى، وتضحيات ونضالات لا يعلم حجمها إلا الله؟

هزيمة أمريكا الآتية في لبنان
شهد تاريخ لبنان الحديث تدخلات أمريكية متنوعة، لكن معظم هذه التدخلات، أو كلّها، كانت تحدث عبر الوكلاء (الاجتياحات والحروب الإسرائيلية مثلًا)، أو لا تلامس حياة اللبنانيين بالصورة التي تحدث اليوم عبر شيء اسمه الاقتصاد والمعيشة.

لماذا ستهزم أمريكا مرة أخرى
بكل بساطة لأنّها تُهزم دائمًا! لكنّ اعتياد أمريكا على الهزائم ليس هو السبب وراء ذلك؛ بل لأنّها دولة قامت على أسس لا يمكن أن تحقق النجاح أبدًا. أعلم جيدًا أنّ هناك من سيحمل لائحة طويلة من الانتصارات الأمريكية المزعومة ويرميها بوجوهنا، ليثبت أنّ هذه الدولة لها تاريخ عريق من الانتصارات بدءًا من الحرب الإسبانية ووصولًا إلى حرب العراق وإسقاط صدام مرورًا بالحرب العالمية الثانية المدوّية. لكن هذه الانتصارات لم تكن يومًا بسبب قوّة أمريكا بقدر ما كانت بسبب ضعف الطرف الآخر وخوائه.

لماذا لا يمكن إصلاح أمريكا؟
حين نقول إنّ أمريكا دولة لا يمكنها إلا أن تفعل الشر، فذلك إنّما يعود إلى طبيعة نظامها السياسي الذي قام على استخراج كل شر ممكن من البشر! نتساءل أنّه ورغم تداول السلطة المستمر ـ وما يعنيه ذلك من إضعاف مفترض للعلاقة بين السلطة والمصلحة الشخصية ـ لماذا لا تنتج أمريكا رئيسًا واحدًا يمكن أن يخالف السياسات القائمة على التسلط والهيمنة على الشعوب؟

عوامل تقوية الوعي السياسي.. امتلاك الرؤية الكونية الصحيحة
ما هو دور معرفة الرؤية الكونية الصحيحة في الوعي السياسي؟ كيف نتعرّف على السنن والقوانين الاجتماعية ونطبّقها على واقعنا الحالي؟

1- الوعي السياسي... لماذا؟
ما هي ضرورة الوعي السياسي؟وما هي عواقب الغفلة السياسيّة؟ما هي أهداف البصيرة السياسية؟وإلى ماذا نحتاج لنكتسب الوعي السياسي؟

عوامل تقوية الوعي السياسي... متابعة مواقف الفاعلين في صناعة الواقع السياسيّ
يمكن تقسيم الناشطين في المجال السياسي إلى فئتين أساسيتين: 1- الفئة الأولى: الفاعلة 2- والفئة الثانية: المنفعلة. أما الفاعل فهو الذي يمتلك هدفًا ويسعى لتحقيقه.وأمّا المنفعل فهو ذاك الذي ينفعل تجاه فاعلية الأول، فهو لا يملك هدفًا، وإن كان يمتلك رغبات أو طموحات أو أماني ووضعها في قالب الأهداف، فإنّه لا يسعى لتحقيقها بل يكون منفعلًا وشهوانيًا وغضوبًا، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. بالطبع، هناك فئة ثالثة لا تدخل ضمن النشاط السياسي، وهي الفئة التي ارتضت لنفسها أن تكون منقادة ومنساقة وغافلة وغير مكترثة.الفئة التي تهمنا هي الفئة الفاعلة التي تنطلق من أهداف كبيرة واستراتيجية، ومن رؤى وأطروحات تعمل على تطبيقها، لأنّها فاعلة لا مجرّد منظّرة، أي إنّها تمتلك أدوات وطاقات وإمكانات تستعملها في مجال الوصول إلى تلك الأهداف. هذه الفئة يمكن أن تكون بعملها وأدائها صانعةً للواقع السياسي؛ وحين تتحرّك نحو تلك الأهداف، فسوف تمتلك الوعي السياسي وتكتشف القوانين والسنن الحاكمة على حياة البشر والمجتمعات والتاريخ. لذلك أعتقد أنّ مواكبة ومتابعة هذه الفئة في مواقفها وتصريحاتها وفي دروسها وشروحاتها هذه، يعطينا وعيًا سياسيًا مميزًا.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى