
ما معنى "حب نفسك"
متى يكون حب النفس مفيدًا؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب فعل طاقاتك الكامنة
تنتشر على نطاق واسع الدعوة إلى حب الذات، حيث يُقال إنّ أساس المشاكل النفسية والأزمات التي يعاني منها الإنسان إنما ترجع إلى عدم حب الإنسان لنفسه.. كثيرًا ما نسمع مثل هذا الكلام دون أن نعرف ما هو هذا الحب بالذات.
من جانب آخر، نقرأ عن كبار العارفين والأولياء ما يشير بوضوح إلى ذم حب النفس واعتباره أساس جميع المهلكات، وكون حب الدنيا ـ الذي هو رأس كل خطيئة ـ إنما ينبع من حب النفس.
فهل هناك تعارض وتنافر بين الدعوتين؟ أو أن الأمر يرجع إلى الاختلاف في مصطلح النفس والحب؟
الداعون إلى حب النفس نظروا فشاهدوا أن إنسان اليوم "ماقتٌ لنفسه"، يعيش الإحباط واليأس والكآبة؛ وكل ذلك لأنه لم يعُد يرى لنفسه أي قيمة، وقد اتجه نحو العبثية والهذيان والانتحار. وما ذلك إلا بسبب ما كابده وقاساه ممّن حوله من الأهل والمعارف والزملاء. الاعتماد على الآخرين للوصول إلى السعادة هو الذي أدى إلى خيبات الأمل هذه، وذلك حيث تنعدم الثقة وتسود المصالح الشخصية ويغلب الاستغلال على العلاقات. فلو أحب الإنسان نفسه فقط، ولم يتوقع من الآخرين شيئًا، لسعد واطمأن، ولم تؤثر فيه خيانات المقربين!
بحسب هذه الدعوة، نفهم أن حب الآخرين أو التعلق بهم هو الذي يصبح منشأ الصدمات العاطفية والنفسية. ولو أحب المرء نفسه، فإنّه لن يبحث عن الحب عند الآخرين ولن يتعلق بهم وتكبر لديه التوقعات التي لن تتحقق. أما النفس فليس من المتوقع أن تخون صاحبها وتخذله.
الذين لا يعرفون السياقات الاجتماعية لتشكل الأفكار والرؤى لن يلتفتوا إلى منطلقات هذه الدعوة، وما يصاحبها من فرضيات وأطروحات تتشكل عبرها برامج تنمية الذات ومكاتب الاستشارة والتدريب والتوجيه، حيث تتحول بسرعة إلى موضة عالمية (ترند). بالنسبة لنا، لا نتفاجأ أبدًا حين نرى ببغاواتنا المحليين يرددونها دون وعي منهم للظروف والبيئات التي تشكلت فيها وانبعثت.
تكشف الدراسات المختلفة عن تدنٍّ مريع في معدلات الثقة في المجتمعات المادية، وخصوصًا على صعيد العلاقات العاطفية. ونحن هنا لسنا بحاجة إلى الأرقام والإحصاءات، لأن النزوع نحو تغليب المصلحة الشخصية والتركيز على محورية الذات، لم يكن سوى نتاج طبيعي لهيمنة ثقافة الشهوة والمادية والأنانية.
من المفارقات في هذا المجال أن الدعوة إلى حب الذات من أجل حماية الفرد من صدمات العلاقات، هي نفسها العامل الأول وراء كثرة الصدمات العاطفية. الأمر هنا يشبه تلك الدائرة الخبيثة التي يعلق فيها الجميع. ولنا أن نسأل: ما هو الشيء الذي يؤدي إلى كل هذه الصدمات، سوى تلك الخيانات والاستغلاليات التي بدورها تنشأ من نزعة حب النفس هذه؟!
ما هو حب النفس المذموم؟
وفي المقابل فإنّ الدعوة إلى ترك حب النفس ونبذ الأنانية التي هي أكبر موانع سير الإنسان التكاملي باتت هي الأخرى بحاجة إلى توضيح، في زمنٍ كثر التساؤل حول الهوية والأنا.
إن ما يقصده أهل المعنويات الإسلامية من حب النفس المذموم، هو أن من يحب نفسه لن يتمكن من حب غيره. وسيكون هذا الحب عاملًا لتقوقع الإنسان داخل ذاته، حيث لن يصل بعدها إلى حب الله، الذي يُعدّ هدفًا عظيمًا للسلوك الروحاني.
أما لو كان حب النفس بمعنى حبها كآية إلهية أو لكونها من شؤون الحق تعالى ومن مخلوقاته التي ما أوجدها إلا لأنه يحبها، فلا شك بأن هذا الحب ليس مذمومًا، بل هو مطلوب وممدوح. وعلامة هذا الحب هي أن يحب الإنسان جميع المخلوقات بهذا الاعتبار نفسه، وهو أنها آيات الحق تعالى. ففي مثل هذه الحالة لن يكون هناك فارق بين هذا المخلوق وذاك المخلوق، إن كان الكل محبوبًا عند الله وآية له سبحانه!
وهكذا فلن يكون حب الإنسان لنفسه باعتبار انتسابها إلى الله وتعلقها به، مانعًا من تفاعل المرء مع كل الكائنات والاستفادة من وجودها ورؤيتها نعمة كبرى له، فلا يخسر فرص الحياة المثالية. فحب البشر مقدمة لتحصيل الكمالات الروحية كافة.
وحيث إنّ حب النفس والأنانية في غير حالة الآية والمظهرية سيكون تعلّقًا بشيءٍ بعيدٍ عن حقيقة النفس، فمن المُتوقع أن يتجه الإنسان هنا نحو فخ الأوهام والأباطيل. ولا شيء يمكن أن يمنع الإنسان من الوصول إلى كماله مثل الوهم والغفلة عن الحقيقة. فحقيقة كل نفس هي في كونها لله تعالى، وآية ومظهرًا لعظمته وقدرته.
وحين يبتعد الإنسان عن حقيقة ذاته، فسوف يملأ ذهنه وتصوره عن نفسه بتلك الاعتبارات السائدة في المجتمع حول قيمة الإنسان وهويته. وأشهر هذه القيم الغنى المادي والمالي والانتماء الحسبي والنسبي والمظهر الجسماني.. فإن أحب نفسه داخل هذه المنظومة القيمية المادية، فهو في الواقع يحب المال والجاه والأشياء الخارجة عن ذاته في الحقيقة. ومن يحب نفسه على هذا النحو، لا يكون محبًّا لنفسه في الحقيقة! ولذلك كان من اللازم قبل الدعوة إلى حب النفس البدء بتعريف النفس، والإشارة إلى طريق معرفتها الحقيقية.
كل إنسان في أعماق ذاته وفطرته عاشق للكمال المطلق، ومنه ينبع عشق أي كمال. فإذا أدرك الإنسان حقيقة ذاته وأنها مظهر عظمة الله ونفخ روحه الذي هو جامع الفيض المطلق {وَنَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي}، فسوف يكون حبه لنفسه حبًّا للكمال المطلق الذي ينبع من عند الله تعالى، لأنه الأصل والحقيقة.
إن الدعوة إلى ترك الأنانية ونبذ حب النفس والتخلّص من هذا التعلق دون هذا التوضيح، قد يوقعنا في الالتباس. وإنما أطلق هؤلاء تلك الدعوة لأن الغالب على البشر حب النفس الموهومة، الذي يظهر في حب الدنيا وشؤونها. وحيث إنّ الغفلة عن الحقيقة هي حال معظم الناس، جرت الدعوة إلى ترك حب النفس مطلقًا.
إن من أهم علائم هذا الحب المذموم الذي يشكل مانعًا كبيرًا أمام شهود الحقيقة والوصول إلى الكمال المطلوب هو حب الدنيا من جاه ورئاسة ومال وزخارف ومراكب وشهوات وكثرة وشهرة وأمثالها. ومن النادر أن نجد من يحب نفسه بعيدًا عن حب الدنيا.

إشراقات الروح
لقاء الله هو الغاية القصوى من حركة الكائنات. لقاء الله هو الوجه الأبرز للمعاد الذي يعني العود إلى المبدأ. لقاء الله هو الحقيقة الكبرى التي ستتجلّى يوم القيامة.لقاء الله هو الهدف الأسمى لسير السالكين ورحلة العابدين ووجود المسلمين.فكيف سيكون هذا اللقاء؟ وكيف ينبغي أن نستعد له؟ إشراقات الروح الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 160 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-036-1 السعر: 10$

سفر إلى الملكوت
المبادئ الأساسيّة لبناء حياة معنويّة رائعة.كتاب يتحدّى تفكيرنا ويحثّنا على إعادة النظر بما كنا نعتبره من المسلّمات أو الأمور التي لا تحتاج إلى تعمّق وتدبّر. سفر إلى الملكوت الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 406 صفحاتالطبعة الرابعة، 2017مالسعر: 10$ تعرّف أكثر إلى الكتاب من خلال الكاتب يمكنكم شراء الكتاب عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فعّل طاقاتك الكامنة
ما يسعى اليه هذا الكتاب هو ان يكون دليلاً مرشداً للانطلاق في الآفاق الواسعة لمعرفة النفس وتفعيل قواها فعّل طاقاتك الكامنة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 368 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ما معنى موت النفس؟
ما معنى موت النفس؟ لماذا نقول تارة تزكية النفس وإصلاحها وتارة أخرى موتها؟ حين نقول "أعدى عدوك نفسك" يعني العدو ينبغي أن يموت أو يصلح؟

كيف يساهم التفكّر في تهذيب النفس؟
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:«كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ»

ما الفرق بين العجب والثقة بالنفس؟
ما الفرق بين العجب والثقة بالنفس؟ فالعجب مرض أخلاقي وعواقبه وخيمة، والثقة بالنفس يحث عليها العلماء العظام كالإمام الخميني (رض) حيث يقول ما مضمونه "أزيلوا كلمة لا استطيع من حياتكم". وهل الثقة بالنفس تؤدي إلى العجب ومن ثم إلى التكبر؟

هل الخبائث أكثر ترسخًا في النفس من الفطرة؟
في حديث الإمام عن الابتلاء يتكلم عن ملكات النفس الموجودة بالقوة وأنها شيئًا فشيئًا تتحول من القوة إلى الفعل، ويتابع الحديث أنه لو لم تتفجر طاقات الخير لانتصرت الخبائث، هل نفهم من هذا الكلام أن الخبائث أكثر ترسخًا في النفس من الفطرة، أوليس من المفروض أن تكون الفطرة أشد وأقوى؟

هل يصح تمني هلاك النفس لما شهده منها من قبح وطول عصيان؟
ماذا يفعل الإنسان إذا كره نفسه بشدة وتمنى هلاكها لقبح صحيفة أعماله وطول العصيان وتمنى لو كان نسيًا منسيا خاصة بعد عجزه عن الاستقامة وتحمل تبعات تصحيح الذنوب بعد الإقرار بها والندم عليها

استحقار النفس أو تكريمها.. ما هو المطلوب؟
كيف نجمع ما بين هاتين الحالتين: الإزراء بالنفس أي تحقيرها واعتبارها أنّها لا تساوي شيئًا، وبين خطورة ووخامة هوان نفس الإنسان عليه؟

أعاني من الوسوسة بسبب سوء الظن بالنفس
حين أقرأ للإمام أجد أنّه يشدد كثيرًا على مسألة سوء الظن بالنفس، وأن الإنسان محجوب عن عيوبه لشدة حبه لنفسه، إلا أنّ هذه المسألة قد تسبب وسوسة لدى الإنسان، ويعيش بحال من القلق الدائم أثناء أي عمل يقوم به، حتى تدخل تسويلات الشيطان بمنعه من إنجاز بعض الأمور في بعض الأحيان. فكيف السبيل للنجاة؟

كيف يميز السالك إذا كان سلوكه صحيحًا أو إلى بيت النفس والشيطان
كيف يميز الإنسان إذا كان سالكًا بشكل صحيح؟ وكيف يحترز من أن يكون سيره نحو بيت النفس والشيطان؟

حين يتحول تهذيب النفس إلى هوس، ما العمل؟
صديقتي تهتم بتهذيب نفسها والتحلي بمكارم الأخلاق، ولكن تحول الأمر عندها إلى نوع من الهوس بحيث لو رأت أي عيب في شخص آخر تخشى أن تكون مُصابة به أو أن تُبتلى به.. ماذا يمكن أن يكون العلاج؟

ما معنى الصبر إذا كان الإنسان هو السبب في آلامه النفسية؟
هل أنّ الآلام النفسية يكون الإنسان دائمًا سببها؟ وإلا لن يكون للصبر والتحمل والجلد معنى! فكيف يمكن الخروج من الآلام النفسية؟

لماذا تتدهور أوضاعنا النفسية؟ وكيف نتجنّب ذلك قبل وقوعه؟
كل إنسان طالما أنّه موجود في هذا العالم فسوف يتعرض لامتحانات واختبارات تقلب أحواله النفسية. وهذا ما يعبر عنه بفتنة الحياة الدنيا. فالفتنة بحسب السياق القرآني هي أي حادثة أو تغيير يطرأ على حياتنا فيهزّ أعماقنا ويظهر بواطننا ويعلن خفايا سرائرنا.. والفتنة جزءٌ من نظام هذا العالم الذي جعله الله تعالى مهد تربيتنا وتكميلنا. فلكي نتكامل ينبغي أن نتعرّف إلى حقيقة أنفسنا، وبذلك تجري عملية الإصلاح والتغيير. وهنا يأتي دور الفتنة والاختبار.

أجمل حالات النفس، ماذا يحصل حين نروّض أنفسنا؟
تقتضي المحطة الأولى من السفر إلى الكمال أن يروض المرء نفسه ويجعلها منسجمة مع عزمه على هذا السفر الذي ينتهي إلى الله. وقد عرضنا في مقال سابق لأهم الشروط التي ينبغي أن يلتزم بها من يريد إزالة العقبات والموانع، والتي تجعل نفسه متوافقة مع قلبه التائق للعروج والقيام لله تعالى.

قرأت لك: النفس المطمئنة
مراتب النفس موضوع طالما يطالعنا في الكتب الأخلاقية. وقد تعرض له الشهيد دستغيب بأسلوب خال من التعقيد، ممثلًا بالشواهد، ومطعمًا بالقصص.

استحقار النفس أو تكريمها.. ما هو المطلوب؟
كيف نجمع ما بين هاتين الحالتين: الإزراء بالنفس أي تحقيرها واعتبارها أنّها لا تساوي شيئًا، وبين خطورة ووخامة هوان نفس الإنسان عليه؟

كتابات في معرفة النفس
يُبتنى صرح الأخلاق والكمالات المعنوية والحياة الروحية للإنسان على قاعدة أساسية هي معرفة النفس. فبدون هذه المعرفة تتزلزل أصول هذه المعارف وتتصدع برامجها ولا تؤتي ثمارها. وقد حفلت الكتب الأخلاقية المختلفة بإشارات مهمة حول النفس الإنسانية، لكن تأليف كتب مستقلة حول هذا الموضوع الحساس كان محدودًا ونادرًا. ولهذا يضطر أكثر الباحثين حول النفس إلى مراجعة الكتب الفلسفية المعمقة التي يغلب عليها جانب الاستدلال وإثبات تجرد النفس.

الصحة النفسية 22: بين حب النفس وحب الآخر
هل صحيح انك لن تحب ما لم تحب نفسك؟لماذا نحب ونبقى تعساء؟هل يتعارض حب النفس مع حب الآخر؟

الصحة النفسية 23: العلاجات النفسية حين تُبعدنا عن الدين
متى نلجأ إلى العقاقير لعلاج الأمراض النفسية؟ وهل هناك مشاكل نفسية لا يمكن معالجتها بالإيمان؟ وما هي الشروط الأساسية لنجاح العلاج الديني؟

الصحة النفسية 28: متى يكون الحزن مدمرًا؟
متى يكون الحزن مرضا نفسيًا يجب معالجته؟ ومتى يكون الحزن عاملًا ايجابيًّا؟ كيف نميز الحزن السلبي من الإيجابي؟

الصحة النفسية 29: العلاج الأول للمشاكل النفسية
كيف يكون الإيمان بالحياة بعد الموت علاجًا لكل المشاكل النفسية؟ ولماذا يختلف البشر كثيرًا حين يؤمنون بالحياة الأبدية؟ ما الذي تتضمنه عقيدة المعاد حتى صارت علاجا فعالًا؟

الصحة النفسية 31: أفضل طريقة لاكتشاف ومعالجة الأزمات النفسية
ما هو السبب الرئيسي لمشاكلنا النفسية؟ كيف نكتشف طبيعة الأزمة النفسية التي نمر بها؟ وما هو العلاج الحتمي لكل مشاكلنا النفسية؟

الصحة النفسية 32: ما هي قصة الهموم الدفينة؟ وهل يصح إثارتها؟
هل يوجد نوعان من الهموم؟ وهل تساهم بعض الهموم في سعادتنا؟ أي هموم يجب أن نجتنبها ونمنع بروزها؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...