
بحثًا عن الزواج الأعلى
حين تتلاقى الأنوثة والذكورة في أعلى مراتبهما
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب الزواج في مدرسة الإيمان & وكتاب شركاء الحياة
كما تبحث الأرواح عن أصلها ومنشئها، فإن الطبيعة البشرية تبحث عن نصفها الآخر. لا تهنأ روح البشر ولا تستقر إلا بعد اتصالها بالجوهر والأصل الذي تنزلت منه. أي شيء يحجبها عنه يؤدي إلى عذابها وتألمها. يوجد سر عميق هنا يرتبط بحقيقة الروح.
الطبيعة البشرية انقسمت في الدنيا إلى ذكر وأنثى؛ لكن استقرارها وتوازنها يعتمد على تزاوج هذين القسمين بحيث يُكمل كل واحد الآخر. أي عبث أو نقص أو نقض لهذا التزاوج سيجعل هذه الطبيعة مضطربة، ضعيفة، ومريضة.
لكي يحصل هذا التزاوج بين طرفي الطبيعة الواحدة، يجب أن يتمتع كل طرف بكامل طبيعته، وإلا حصل التنافر؛ مثل شحنتي الإيجاب والسلب في الكهرباء، لا يجتمع الذكر مع الذكر ولا الأنثى مع الأنثى في انسجامٍ تام وانصهارٍ يُحقق الطبيعة الكاملة. لكي يستمتع الذكر بالطبيعة الكاملة بما تحويه من عناصر الكمال يجب أن يتزاوج مع الأنثى. وكلما كانت طبيعة الذكورة فيه أصفى وأنقى، وكانت الأنثى كذلك، تحقق لهما الاستمتاع بتلك الطبيعة الكاملة.
الأنثى الكاملة حين تجد الذكر الكامل تصل إلى تلك الطبيعة الكاملة المنشودة، وهكذا الذكر.
الطبيعة البشرية شاملة لكل المشاعر والأحاسيس التي تنشأ من استعمال هذا الجسد بحواسه وأعضائه. حتى الأذن التي قد لا يبدو أنها مرتبطة بالذكورة والأنوثة هي كذلك. السمع يرتقي بحصول هذا التزاوج. حين يصل الذكر إلى أُنثاه التي تُمثل للوهلة الأولى ضده الطبيعي التام يحصل لديه انجذاب يؤدي إلى تفعيل جميع قواه الطبيعية بصورة غير مسبوقة. وهذا ما يحصل للأنثى بالطبع.
أحد أسرار عدم الانجذاب للجنس الآخر أو ضعفه يرجع إلى وجود خلل في الطبيعتين. قد يكون الجانب الأنثوي طاغيًا على الذكر حين اللقاء بالأنثى، فيؤدي إلى نفورها بدل انجذابها. الذكر الذي يقابل ذكورة طاغية في الأنثى ينفر كذلك. كلما تمكن الطرفان من كبت الجانب الآخر فيهما، يضمنان حين اللقاء أعلى مستوى من الانجذاب.
الطبائع البشرية تنحرف وتتشوه، لأسباب عديدة، نفسية وبيولوجية. الأنظمة الغذائية والتربية والبيئة والعادات والتقاليد والممارسات والمهن والتحديات والأنشطة والتوجهات والأفكار والميول، كلها تجتمع على الإنسان وتؤثر في طبيعته. بعض هذه العوامل قد يؤدي إلى شذوذ تام، وإن كان بالإمكان السيطرة عليه بالمجاهدة والرياضة.
من عوامل اختلال الذكورة والأنوثة نظرة كل طرف إلى ذاته وإلى الآخر. حين لا يرى الذكر في الأنثى مكملًا له، يمكن أن ينحرف إلى الحد الذي يصبح شاذًّا تمامًا. حين ترى الأنثى أنّ عليها تقليد الذكور لحفظ الوجود، يحصل الأمر نفسه. يعتمد حفظ الذكورة والأنوثة على تلك النظرة الإيجابية التي تقوم على الحاجة الماسة للآخر؛ الحاجة التي تصل إلى حد الشعور بموت الطبيعة دونه.
يبدو الأمر كمفارقة أو تناقض، كيف يكون حفظ الذكورة مشروطًا بتقدير الأنوثة؟ لكن هذه هي الحقيقة. طبيعة الذكورة لا تكتمل إلا بالاتصال التام بالأنوثة. معظم أمراض الطبيعة البشرية تنشأ من اختلال هذه العلاقة.
نلاحظ ذلك بوضوح في الإناث اللواتي يتعرضن في سنٍّ مبكر إلى ضغط هائل من المجتمع والأسرة والمدرسة لمنافسة الذكور واحتلال موقعيتهم. الفتاة التي تنشأ في بيئة تنفر من الأنوثة ولا تُقدرها قد تتعرض لاختلالات هرمونية شديدة.
في عالم المنامات الناشئة من الطبيعة المُستقرّة، يحلم الذكر بأنثى والأنثى بذكر في لقاء تكاملي اتحادي؛ إنه جريان الطبيعة على منوالها الأصلي.
قد تضغط بعض أنماط الحياة الزوجية على كلٍّ من الذكر والأنثى ليتنازل الذكر عن بعض الذكورة وتتنازل الأنثى عن بعض الأنوثة؛ يكون الخاسر في النهاية الزواج نفسه مع ما يمثله من متعة وبهجة واستقرار لا مثيل لها. الأنوثة درجات وكذلك الذكورة. يتمتع كل إنسان بدرجة من هذه الدرجات قد تزيد أو تنقص بحسب سلوكه. للوهم والاعتقاد أكبر الأثر في توجه الإنسان نحو زيادة طبيعته أو الانتقاص منها.
في عصرنا هذا تلعب الثقافة دورًا بارزًا في تصوير المُتع التي تنشأ من الاتصال بالجنس الآخر والجنس المماثل. إذا انحصر الاستمتاع بالآخر في جانب الشهوة الجنسية، أصبح الآخر بمثابة الأداة البحتة. ثم يأتي اختراع وصناعة الأدوات والوسائل التي تُحقق درجة أعلى من الاستمتاع الشهواني. ولا يطول الأمر حتى يتقبل المرء فكرة الاستمتاع بالجنس المماثل كونه قد يُمثل آلة أقوى.
حين نحصر الجنس الآخر بالجسد ونتصور أنّ الطبيعة التي نطلبها فيه هي هذه التقاسيم الجسمانية، سرعان ما نختصر هذه الطبيعة بعضو خاص، ثم يصبح الأمر في الوهم والتصوُّر عبارة عن أداة وآلة بحتة. الآلات يمكن تقليدها وتطويرها وتمثيلها. هكذا تبدأ القطيعة بين الجنسين.
الذكورة والأنوثة أمران أكبر وأعمق من الجسد، وإن كانت الأجساد تُعبر عنهما. الطبيعة أمر متّصل بالأجساد وتنشأ منها، لكنّها أكبر وأعقد. تتأثر الطبائع الذكورية والأنوثية بحالات الجسد وتتفاعل معه وتؤثر فيه بعمق، لكنّها أمر يتوسط بين عالم الروح والمادة. فإذا بلغت هذه الطبيعة كمالها أضحت أفضل قاعدة لاستقبال الروح والانطلاق نحوها. وإذا هبطت وتسافلت كانت حجابًا مانعًا من اختبارها ومعايشتها.
لكل ثقافة نظرتها إلى الأنوثة والذكورة. بعض الثقافات تمتلك الشجاعة الكافية لمناقشة هذه القضية الحساسة، في حين تُحجم ثقافات أخرى عن تناولها. لكن لا يمكن لأي ثقافة إلا أن تعيش هذه القضية في عاداتها وتقاليدها ونمط عيشها وأفكارها ومظاهرها.
بيد أنّ التقاء الثقافات قد يُمثل خطورة كبرى على الثقافة التي لا تجرؤ على طرح قضية الجنوسة وفهمها بعين الآخر أيضًا. ماذا لو نجحت ثقافة ما في تصوير الأنوثة وعرضها بأجمل صورة ومظهر؟! من الطبيعي أن يتأثر ذكور الثقافات الأخرى الأضعف في العرض والتصوير بهذه الصورة النمطية الجريئة. لن يميل هؤلاء الذكور إلى الإناث اللواتي لا يظهرن بهذا المظهر. وإن حصل هذا الميل فلاعتبارات أخرى.
تكون الأنثى الأعلى في الغرب، والمرأة العفيفة في الشرق. يتخذ الذكور إناث مجتمعهم كزوجات للتوالد، وتكون أعينهم متجهة نحو إناث الغرب للاستمتاع والحلم. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد. المصيبة ستحصل حين تصدق المرأة في الشرق أنّها كذلك. تظن أنّها لم تعُد بحاجة للأنوثة طالما أنّها لم تعُد مطلوبة. والبقية معروفة.

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0

لا أشعر بالانجذاب تجاه زوجتي!
انا شاب كنت احب فتاة ولكن كان لديها ظروف منعتها من الارتباط بي. وتزوجت اعلى امل انا هذا الزواج سوف ينسيني إياها. ولكن في زواجي لم يكن هناك انسجام مع زوجتي والكثير من المشاكل واكثر من مرة وصلنا للطلاق ولكن بسبب تدخل اهلي لم أطلق. فأنا لم أنسَ الفتاة التي كنت أحبها والتي لم تتزوج لأنها تحبني؛ حتى انني حرمت زوجتي الكثير من كلمات الحب لأنني لا استطيع ان أقول هذه الكلمات، وزوجتي تطالبني بذلك. من جديد أعطيت وعود كثيرة للفتاة التي احبها ولكن تدخل اهلي منعني من الطلاق واهل الفتاة لا يقبلون بفكرة الزواج الثاني. فماذا يجب ان افعل لأنني اشعر بضياع شديد حتى انني اعاني من نفور مع زوجتي حتى الحقوق الزوجية أقوم بها مجبرا نفسي ومعظم الأوقات يخيل الي ان زوجتي عي الفتاة التي احبها يعني أراها شخصا اخر. وهل الطلاق يُعتبر ظلمًا لزوجتي علما بأنني حاولت ان احبها ولكنني لم استطع وكنت دائما اطلب من الله ان يزرع في قلبي شعورا تجاهها.

كيف نحفظ الأنوثة من الآفات
بالرغم من أنّ الأنوثة تتعرّض اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى عمليات تشويه ومسخ وانتقاص، إلا إنّ الطبيعة ما زالت تقدّم نماذج للأنوثة تجعلنا ندرك مدى جمالها وروعتها وأهميتها.

تجنيس المرأة أو تنجيسها؟ أي فاجعة يرتكبها الغرب بحق الأنوثة
تحت عنوان تمكين المرأة وتقويتها، يشهد عصرنا أوسع عمليات تفعيل القوة الجنسية للمرأة، مستغلًّا الاحتياج الشديد لهذه السلعة من قبل الرجال؛ وهذه العملية، كغيرها من المساعي الغربية الطائشة، كانت وستتحول إلى أهم سبب لإضعاف المرأة واستعبادها واستغلالها، بصورة لم يسبق لها مثيل. وكل من تأمل في أي مجتمع جعل الجنس محورًا والمرأة مصدره، علم أنّ هذا لن يؤدي إلا إلى إضعاف الأمرين معاً!
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...