
الإمام الحسين يُحدّد الخطر الأكبر
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب لماذا استشهد الحسين سبط الرسول(ص)
عن الإمام الصادق(ع): لَمَّا ضُرِبَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (ع) بِالسَّيْفِ فَسَقَطَ رَأْسُهُ ثُمَّ ابْتُدِرَ لِيُقْطَعَ رَأْسُهُ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ الضَّالَّةُ بَعْدَ نَبِيِّهَا لَا وَفَّقَكُمُ اللَّهُ لِأَضْحًى وَلَا لِفِطْر؛ٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): فَلَا جَرَمَ وَاللَّهِ مَا وُفِّقُوا وَلَا يُوَفَّقُونَ حَتَّى يَثْأَرَ ثَائِرُ الْحُسَيْنِ (ع).[1]
إذا كانت مُهمّة الإمام الأساسية تثبيت منهاج القرآن في حياة الأُمّة، لكي تتجه نحو التحقّق بهويّتها الإلهيّة، فإنّ هذه المُهمّة لن تتم بمعزل عن رسوخ معاني الإمامة الربّانيّة في حياة الأمّة أيضًا. ويبدو أنّ المهمّة المُتعلّقة بالإمامة يجب أن تسبق تلك المُتعلّقة بالقرآن الكريم، رغم أنّ القرآن نفسه سيكون الوسيلة الأولى والمصدر الأول لإنجاز مهمّة الإمامة. فالإمام يستمدّ من القرآن لإظهار موقعيته ومنزلته وإثبات خصائصه، وبذلك تتبلور أبعاد إعجازية لهذا الكتاب الشريف.
|| إنّ قسمًا مهمًّا من إثبات كون القرآن من عند الله هو ما يرتبط بعجز الناس، بل الإنس والجن كافّة عن أن أي يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، هذا ما كان في مرحلة الإنزال والتثبيت، وفي المرحلة التي تلت ارتبط هذا الانتساب بعجزهم عن أن يفسّروه كلّه. والقسم الذي سيعجز الناس عن تفسيره وبيانه هو الذي سيكون دليلًا على إمامة الإمام المعصوم حين لا يُفسّره غيره. وهذا ما تشير إليه مجموعة من أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام:
· عن الإمام الصادق (ع): {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، قَالَ: يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ.[1]
· عَنِ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: مَا مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَلَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، قَالَ: ظَهْرُهُ [تَنْزِيلُهُ] وَبَطْنُهُ تَأْوِيلُهُ وَمِنْهُ مَا قَدْ مَضَى وَمِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَجْرِي كَمَا تَجْرِي الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، كُلَّ مَا جَاءَ تَأْوِيلُ شَيْءٍ يَكُونُ عَلَى الْأَمْوَاتِ كَمَا يَكُونُ عَلَى الْأَحْيَاءِ، قَالَ اللَّهُ {وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، نَحْنُ نَعْلَمُهُ.[2]
· عن الإمام علي (عليه السلام): بِهِمْ [أولياء الله] عُلِمَ الْكِتَابُ وَبِهِ [عُلِمُوا] عَلِمُوا، وَبِهِمْ قَامَ [كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى] الْكِتَاب.[3]
· عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: مَثَلُنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ مِشْكَاةٍ، فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ وَالْمِشْكَاةُ الْكُوَّةُ. {فِيها مِصْباحٌ وَالْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ} وَالزُّجَاجَةُ مُحَمَّدٌ (ص)، كَأَنَّهُ {كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ} قَالَ عَلِيٌّ (ع)، {زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ} الْقُرْآنُ، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ} يَهْدِي لِوَلَايَتِنَا مَنْ أَحَب.[4]
· قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى... اخْتَارَ مِنَ الْحُسَيْنِ الْأَوْصِيَاءَ مِنْ وُلْدِهِ يَنْفُونَ عَنِ التَّنْزِيلِ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْمُضِلِّينَ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ وَهُوَ ظَاهِرُهُمْ وَهُوَ بَاطِنُهُمْ.[5]
بيد أنّ هذا العجز الثاني لن يكون جليًّا واضحًا كما العجز الأول، لأنّ عامّة المفسّرين ما تركوا آية إلا وكان لهم فيها رأي، بل آراء. فكيف سيظهر هذا العجز الذي هو أحد أهم دلائل الإمامة وشواهدها؟!
هنا، نأتي إلى هذا البُعد المرتبط بتطبيق القرآن وإقامته في الحياة حيث ستظهر الحاجة الماسّة إلى معارف وعلوم، بدونها تتوقف الأمّة عن المضيّ قُدُمًا على طريق السعادة والعزة والازدهار. إنّ شعور الأمّة بهذه الحاجة موقوفٌ على استشعارها لواقعها بين الأمم وهي تقرأ كتاب الله، والله يصفها بأنّها خير أمّة اُخرجت للناس. فهل تجتمع هذه الأفضلية مع كل هذا الانحطاط والوهن والتبعية والتمزّق؟!
هكذا يمكن لهذه الأمّة أن تسلُك الطريق الصحيح في البحث عن سبيل الخلاص والنجاة، وهكذا تصل سريعًا إلى الإمام العادل المنصوب من الله.
|| وقد أراد الإمام الحسين(ع) إحداث أكبر هزّة ممكنة في وجدان المسلمين، ليس في زمانه فحسب، بل في كل الأزمنة التي سيُلاقي فيها هؤلاء المسلمون الويلات والمصائب جرّاء نسيانهم وابتعادهم عن هويتهم التي عيّنها الله لهم.
في الوقت الذي ننظر إلى عاشوراء كأكبر فاجعة في التاريخ، فإنّنا نراها أيضًا أعظم فعل يمكن أن يقوم به قائد لإصلاح أمّته وإيقاظها؛ وذلك من خلال بعث وتنشيط التفكّر الصحيح في واقعها من أجل اكتشاف هذا الواقع ومعرفة أسبابه وسبل الخروج منه. وسوف نرى أنّ ما جرى على مدى العصور التي تلت واقعة عاشوراء إنّما كان في جزءٍ منه سعيًا حثيثًا من قبل الشياطين والمنافقين لسدّ هذا الطريق الذي شقّه الإمام الحسين؛ الأمر الذي أدّى إلى أعجب ظاهرة يُمكن أن تصل إليها أمّة حيث تعجز تمامًا عن تحليل واقعها وفهم أسباب مصائبها، فضلًا عن معرفة سبل الخلاص والنجاة.
إنّ القدرات العظيمة التي يقدمها الدين الإسلامي لأتباعه إن هم أرادوا الحياة الكريمة والاقتدار والتقدّم والازدهار، قد اختفت معالمها بالكامل وراء هذا الحجاب الصفيق الذي أُسدل على بصيرة الأمّة التي أصرّت على التعامي عمّا حدث في عاشوراء. ولا يبدو أنّه يوجد في العالم كلّه أمّة تعيش مثل هذا العجز الذهني والفكري، حتى لو كانت أكثر الأمم جهلًا وتخلّفًا. فتحقيق العدالة النسبية أضحى نصيب جميع الأمم ما خلا أمم وشعوب المسلمين من أندونيسيا وحتى المغرب ممن نشأوا على التغاضي عن دراسة تاريخهم وتحليله انطلاقًا من تسليط الضوء على أكبر وأخطر حادثة وواقعة حصلت فيه بعد البعثة النبوية الشريفة.
|| لقد أراد الإمام الحسين بفعله الاستشهادي هذا أن يضع بين أيدينا القدرة اللازمة لفهم تاريخ الرسالة وحركة الأمّة، لا لنستغرق في الماضي ونندب مصائبنا، بل لنستشرف المستقبل ونصنعه بالبناء على دروس التاريخ الكبرى، وقد كانت عاشوراء الدرس الأكبر؛ بل يمكن القول إنّ التاريخ الإسلامي يصبح فاقدًا للدروس والعبر حين ننتزع منه قصة عاشوراء.
فاستشعار الواقع المرير مقدمة للبحث عن سبل النجاة، وسبيل النجاة غير مُيسّر دون تعاليم القرآن، وتعاليم القرآن المُنجية لا توجد إلّا عند الإمام. وهكذا نعلم لماذا أصبح كل شيء موقوفًا على تحليل التاريخ وفهمه انطلاقًا من فهم قضية عاشوراء.
عاشوراء هي ذروة المواجهة بين المشروع الرسالي وكل التيارات التي وقفت بوجهه منذ اللحظة الأولى لانبعاثه، أرادها الإمام الحسين أن تكون تجلّيًا تامًّا لهذا الصراع، حيث يستحضر الجميع كل ما لديهم من قدرة ويستنفدون ما عندهم من وسائل. أمّا من جهة معسكر الحسين وجبهة الحق، فقد أعلن هذا الإمام شيئًا يدلّ على أنّه لم يبقَ من ناصرٍ للحق خارج كربلاء، في مقولته المشهورة: "مَنْ لَحِقَ بِي مِنْكُمْ اسْتُشْهِدَ مَعِي وَمَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يَبْلُغِ الْفَتْح"،[6] والمقولة الأخرى: "مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ لَمْ يُجِبْنَا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم".[7] فما قعد عن نصرته إلا مريضٌ أو سجين ممّن كان جديرًا بأن يكون مسلمًا.
وأمّا من جهة مُعسكر الباطل، فقد كان أكبر حشد شهده العالم الإسلامي حتى ذلك الوقت، حيث اجتمع ولأوّل مرّة جيش العراق وجيش الشام ضدّ هذا الإمام الهمّام. ويؤكّد هذا التوصيفَ ما نزل على كل قاعد أو متخاذل من ألوان العذاب والهوان في الدنيا فيما بعد.
فكانت عاشوراء تُمثّل مواجهة بين أحط وأخبث تجمُّعٍ يمكن أن يتحقق في عالم الوجود وبين أشرف وأنبل تجمُّعٍ يمكن أن يتشكّل فيه. وما قول الإمام الحسين(ع) بشأن أصحابه حين قال: "فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَصْحَابًا أَوْفَى وَلَا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِي"،[8] سوى إشارةً إلى هذه الحقيقة.
لقد تقدّم في حياة المسلمين شاهدٌ عتيد على تألُّق المواجهة بين المعسكرين حين قال النبيّ الأكرم(ص): "بَرَزَ الْإِيمَانُ كُلُّهُ إِلَى الشِّرْكِ كُلِّه"؛[9] ولم تكن المبارزة سوى بين علي وابن عبد وُد. ولكن لأنّ هذه المواجهة كانت ستُحدّد مُستقبل الدعوة الإسلاميّة كلّها، فإنّ عليًّا عليه السلام كان ممثّلًا تامًّا للحق والإيمان كله، مثلما توقّف مصير الكفر والشرك على ابن عبد وُد. ولما انتهت المبارزة بمصرع ابن عبد وُد كبّر المسلمون وانهارت دعائم الكفر، ولم تكن سوى مسألة وقت حتى يقطف المسلمون ثمار هذه المواجهة.
لكن مواجهة الإمام الحسين في عاشوراء كانت أشد وأعتى، لأنّ الذي برز له هو النفاق كلّه. ومن الذي لا يعلم خطورة النفاق مقارنةً بالكفر، والقرآن الكريم حافل بالتصريح بذلك؟!
بيد أنّ الكفر يُقتلع بالقتل والسحق، أما النفاق فلا يُفتضح إلا بالاستشهاد. حتى إنّنا نستطيع أن نقول بأنّه لو قُيّض للإمام الحسين(ع) أن ينتصر في عاشوراء ويكسر شوكة المنافقين، لعادوا وتفرّقوا في بلاد المسلمين يُمعنون فسادًا كما فعلوا بالحسن وأبيه من قبل.
|| إنّ فهمنا لواقع النفاق في الأمة الإسلامية ودوره وأفعاله وتأثيراته هو الشرط الأول لفهم إنجاز عاشوراء الاستشهادي الكبير، حيث لم يكن بالإمكان الشروع بإنهاء فساد النفاق وخطره على الدين والأمة ـ والذي سيطول كثيرًا ـ سوى بهذا النوع من المواجهة وما أسفرت عنه.
أمّا طول عمر النفاق فهو أمرٌ يرتبط بمستوى استجابة الأمّة لنداء عاشوراء واستيعابها لدروسها، وهو أمرٌ يكشف عن سبب محورية الحسين ومصيبته في نهج الإمامة فيما بعد، حيث أُعدّ لهذه القضية كل ما يمكن في السماء والأرض من أجل تسهيل الاستجابة لها. لقد أضحى الحسين وكربلاء وعاشوراء وكل ما يمت بصلة إلى هذه القضية، منشأً لبركاتٍ عجيبة لا يمكن للعقول تصوّرها؛ من تربةٍ شافية وسجدةٍ خارقة للسماوات إلى شفاعةٍ كبرى إلى بعث الهمم في ثوراتٍ، إلى حضورٍ عجيب للملائكة، إلى ما لا يسعه وهمي ووهمك...
هكذا استحضر هذا الإمام كل إمكانات السماء التي تجاوزت ملكوتها، فاستنزل منها ملائكة دائمة الحضور في مرقده وفنائه، تنتظر الأخذ بثاره. وهل لحضور الملائكة على الأرض سوى دورٌ واحد وهو تغيير مُلكها إلى ملكوتها؟! وهل سيُحرم أنصار الحسين عليه السلام وأتباع نهجه على مدى العصور من هذه النصرة الملكوتية فيما لو أرادوا أن يُكملوا مسيرته في مُحاربة النّفاق للقضاء عليه؟!
وأغلب الظن أنّ ضعف الاستجابة للنداء العاشورائي إنّما يرجع بالدرجة الأولى إلى الابتعاد عن فهم طبيعة المواجهة وحقيقتها، حيث غفلنا عن قضية النفاق وأبعادها ومظاهرها الاجتماعية السياسية، كما غفل الذين من قبلنا، حين تناسوا تمامًا كيف يمكن لأربعة آلاف منافق كانوا في المدينة أن يتبخّروا بين عشيةِ وفاة النبي الأعظم(ص) وضُحاها.
إنّ الاستغراق في الحزن العميق على فاجعة بهذا الحجم لا ينبغي أن يمنعنا من البدء في تحليل مُعمّق لحيثيّاتها من أجل إسقاط نتائجها ودروسها على واقعنا، حيث نُعلن وبكل وضوح تبرُؤنا من كل أشكال النفاق، فنعمل على إيجاد القواعد اللازمة لمنع تغلغله في صفوفنا.
كم هو غريب أن نتوهّم أنّ كل هذا التركيز على تيّار النفاق في كتاب الله العزيز إنّما كان لمرحلة زمنية انقضت لأمّةٍ مضت، والرسول(ص) يُحذّرنا ويُعلن عن أشد مخاوفه على الأمّة الإسلامية من المنافقين حتى آخر الزمان!
الذين آمنوا بالبعد القيمي المعنوي لنهضة الإمام الحسين، يعلمون أنّ هذا البعد هو المقصود بالذات، وأنّ تلك الأبعاد السياسية الاجتماعية هي المقصودة بالتبع. وباستحضار المواجهة القيمية سيكون النفاق أسوأ القيم وأخبثها، وسيتوجّب على الإمام أن يبذُل أقصى ما يُمكن أن يبذله وليّ في هذا العالم من أجل القضاء عليه.
|| ما زال النفاق ينخر في جسد هذه الأمُة متستّرًا بأنواع المذاهب والمشارب، بل إنّه من شدّة تستّره صار خافيًا على أهله، ولا يمكن استفزازه من جديد وإخراجه إلى العلن إلا بمواجهة شبيهة بمواجهة عاشوراء؛ لكن هذه المواجهة ستكون هذه المرة حاسمة لأنّها لن تكون سوى امتداد لثورة عاشوراء نهج الحسين. فما أقدم هذا القائد العظيم على مثل هذه المواجهة إلا ليُمهّد الطريق لمن يسلك دربه ويتّبع نهجه للقضاء على أخطر ظاهرة عرفتها البشريّة.
[1]. الكافي، ج4، ص170.
[2]. الكليني، الكافي، ج1، ص 216.
[3]. نهج البلاغة، ص 552
[4]. بحار الأنوار، ج23، ص 311.
[5]. بحار الأنوار، ج36، ص256.
[6]. بحار الأنوار، ج42، ص81.
[7]. الأمالي الصدوق، ص 155.
[8]. بحار الأنوار، ج44، ص392.
[9]. بحار الأنوار، ج20، ص215.[1]. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج27، ص 196.

لماذا استشهد الحسين سبط الرسول؟
حقائق مذهلة حول عاشوراء..ما الذي ميّز نهضة الإمام الحسين(ع) عن غيره من الأئمة(ع) رغم أنّ هدفهم واحد وقضيّتهم واحدة؟لماذا كل هذا التأكيد على زيارة الإمام الحسين(ع) في جميع المناسبات، وهذا الثواب العظيم للبكاء عليه؟ماذا يعني شعار: "كل يوم عاشوراء، كلّ أرضٍ كربلاء"؟ وكيف يمكن أن نطبّق هذا الشعار في حياتنا، فنتصل بعاشوراء ونكون حسينيّين؟ما الجديد الذي يقدّمه لنا هذا الكتاب؟ لماذا استشهد الحسين(ع) سبط الرسول(ص)؟ الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2018م السعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي: القرّاء ككل شيء جميل يمضي تاركًا فينا أثرًا، كان هذا الكتاب..ترددت قبل قرأتي لهذا الكتاب فعلى غلافه الخلفي دُوّن أنه "للشباب من 14 إلى 18 "ولكل من فاتته فرصة الشباب"، فقلت في نفسي أصبح عمري 23 عامًا لقد أصبحت كبيرا على هذا الكتاب، ولكنّي قرأته بعد تشجيع أحد الأصدقاء وأدركت حينها أنّي ممن فاتته فرصة الشباب، وأدركت أني لا أعرف شيئا عن جوهر عاشوراء ومعانيها العميقة. ولعل أكثر فكرة رسخت في عقلي هي المقطع الأخير عن إتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وضرورة عدم الإبتعاد عن قضايا الحياة الكبرى وعدم التلكؤ أو التقاعس. ع. مكّي

رسالة عاشوراء الكبرى
يفتح التأمل في واقعة عاشوراء أبوابًا عديدة تطل على قضايا الإنسانية في جميع أحوالها. ففي هذه الواقعة الكبرى، أخرج الإنسان كل ما فيه من خير وشر، فكان معسكر الإمام الحسين مظهر الخير المطلق في الإنسان، وكان معسكر يزيد بن معاوية مظهر الشر المطلق فيه. شاء الله تعالى أن يباهي ملائكته بعظمة الإنسانية وسموّها واستحقاقها لمقام الخلافة العظمى، وأراد إبليس أن يثبت انحطاط الإنسان وبشاعته وفساده لكي يؤكد مقولة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟ ومنذ ذلك الزمن والصراع مستمر بين النموذجين: نموذج يستلهم من الحسين وأصحابه، فيقدّم أروع صور الإنسانية في بطولتها. ونموذج يستمر على نهج يزيد، فيقدّم أبشع صور الشر والانحطاط. وإذا أردنا لعاشوراء أن تنتصر، ينبغي أن نعمل على أن ينتصر الخير في الإنسان، وذلك إنّما يتحقّق حين تصبح أمة النبي المصطفى خير أمة أُخرجت للناس، تستلهم من نهضة الحسين وشهادته لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. إنّ التأمّل في واقع الأكثرية الساحقة من هذه الأمة اليوم يبين أنّ هذه الأمة الأفضل لم تتحقق بعد؛ ولأجل ذلك فما زال أمام عاشوراء الكثير الكثير ممّا تقوله.

حول أهداف النهضة الحسينية.. تشكيل الأمّة الحسينية الواحدة
نؤمن بأنّ الحسين بن علي وفاطمة، سبط النبي الأكرم خاتم النبيين (ص)، هو في نهجه وسيرته ودوره وإنجازاته استمرارٌ لنهج جدّه الرسول الأعظم، بل تجسيدٌ كامل له مع اختلاف ظروف الزمان والمكان. فالحسين كقائد وإمام وخليفة الله في أرضه وعباده، هو محمد بن عبدالله في زمانه؛ أو قل إنّ محمدًا المبعوث رحمةً للعالمين قد تجسّد مرة أخرى في الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

عاشوراء الحسين وانبعاث التأويل
جرت عمليّة تأسيس المجتمع المسلم والأمّة الواحدة على يد القرآن الكريم. منذ اللحظة الأولى التي بدأ النبي الأكرم(ص) يتلو على الناس آياته، انطلق زلزالٌ اجتماعيٌّ كبير أطاح بالنظام الجاهلي إلى غير رجعة، ولم يتوقف هذا الزلزال إلى يومنا هذا... فبالقرآن مضت عملية التغيير والتأسيس والبناء للأمة الإسلامية، وذلك أولًا عبر إسقاط النظام الجاهلي الوثني بمعارف التوحيد، وبتغيير وجهة الحياة من الدنيا إلى الآخرة ثانيًا، وتوجيه الجهود والمساعي من القبيلة والعشيرة والأنا إلى البشرية والناس كافة.

في البحث عن قيادة الإمام الحسين
عاشوراء رائعة الإمام الحسين وموقفه الأكبر الذي لخّص لنا تلك الخطة، التي تمنع تمزيق الأمة وتحفظ قداسة القرآن، فاستطعنا أن نتعرّف على أعظم قياده في التاريخ؛ قيادة واجهت أسوأ واقعٍ اجتماعي وأكبر تهديدٍ يُمكن أن يُحيق بالمشروع الإلهيّ.

عاشوراء تحيي الأمم وتنقذ المجتمعات
إنّّ قيمة وقدرة كل مجتمع في هذا العالم تكمن بالدرجة الأساسية فيما يختزنه من قيمٍ ايجابية. وإحدى أهم هذه القيم التي يحتاج إليها المجتمع في حركته التقدميّة هي قيمة الاصلاح، أي أن يكون الناس مندفعين لإصلاح ما فسد، سواء على مستوى البيئة أو الطبيعة أو الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو.. فقيمة الإصلاح في الحياة الاجتماعية، هي الجهاز المناعي الأول لأي مجتمع، إذا عرض عليه أي شيء من الخارج أو من الداخل فإنّ أبناءه يسرعون إلى الإصلاح والمواجهة والتغيير والتبديل. حين نقف عند ثورة الإمام الحسين (ع) سنجد أنّ هذا الشعار الذي أطلقه الإمام قائلًا:"إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله" هو في الواقع قد حقّق العنصر الأساسي في حياة الأمة، لذا، اذا عزلنا الإمام الحسين (ع) والثورة الكربلائية عن متن حياة المسلمين سنجد أنّ هذه الأمة ستفقد أهم عنصر في جهازها المناعي.

لماذا غفل الناس عن الآثار العجيبة لعاشوراء
من شأن عاشوراء أن تصنع المجتمع المثالي الذي يتوق إليه كل العالم فكيف تعاملنا مع نتائجها؟ للكاتب والمفكر السيد عباس نورالدين مؤلف كتاب خطة الإسلام2
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...