
النّظام الصحّي الإسلامي
كيف يرتبط العلاج بنمط العيش
السيد عباس نورالدين
الاهتمام بالجسد والحفاظ عليه وتقويته، كل هذا يُعدّ من المسؤوليّات الأساسية في حياة الإنسان؛ وأي إخلال وإهمال وإضرار بهذه البنية الربّانية يؤدّي إلى عواقب وخيمة على مستوى الدنيا والآخرة وعلى صعيد البدن والروح.
وفي الوقت نفسه، فإنّ عملية رعاية البدن بما يتناسب مع الدور الكبير للإنسان والموقعيّة الإلهية لهذا الكائن المحوريّ، تُعتبر من أهم عوامل النموّ الرّوحيّ والنفسيّ والعقليّ ومن أهم أسباب التكامل.
أبداننا تحمل الكثير من الأسرار، التي لا يمكن اكتشافها إلّا في ظلّ هذه التجربة المسؤولة الواعية المبنيّة على الوعي التام بحقيقة الدور والمكانة الوجوديّة. وهذه الأسرار ليست سوى تجلٍّ لحقائق كبرى ترتبط بعظمة الخالق وحضوره وتدبيره. فالرابطة بين العبد والمعبود الواحد سبحانه، لا تنحصر في طريق الروح كما يظنّ الكثيرون؛ هذا فضلًا عن أنّ البدن في حقيقة أمره ليس سوى تنزّلٍ وتجلٍّ للروح وعملها وأدائها. فمن عرف بدنه، فُتح له بابٌ واسع لمعرفة نفسه وروحه.
لا شك بأنّ إحدى أهم المسؤوليات المرتبطة برعاية الجسد تتمثّل في صيانته ووقايته من الآفات، ومعالجته من الأمراض، التي هي بدورها ذات ارتباط وثيق بما يجري في الحياة والبيئة ونمط العيش والأوضاع العامّة. ففي مثل هذا التفاعل يمكن للإنسان أن يتعرّف على الكثير من أسرار الحياة والكون أيضًا. وعلى الإنسان أن ينخرط في هذا التفاعل بوعيٍ تام، ولا يعتبر مثل هذه الحوادث والآفات أمورًا طارئة أو هامشيّة.
إنّ أنظمتنا الصحيّة أو رؤيتنا للعلاج والوقاية تنبع من تراكمٍ تاريخيّ، يرتبط بنمط عيشنا، الذي يتضمّن كيفيّة التعامل مع الجسد من ناحية الغذاء والممارسات المختلفة والنظافة واللباس؛ مثلما أنّه يرتبط بالواقع البيئيّ، الذي تفرضه الجغرافيا وغيرها من العوامل المستجدّة. وإنّ قسمًا مهمًّا من قدراتنا المناعيّة قد تشكّلت داخل أبداننا بفعل هذا التراكم التاريخيّ والوراثيّ. لهذا، فإنّنا إذا استوردنا أنظمة صحية مبنية على تجارب تاريخية مختلفة، يمكن أن نعرّض أبداننا لما يمكن أن يشبه الصدمة، التي تؤدّي إلى الإخلال بأهم عنصر في الصحّة وهو جهاز المناعة.
أجهزتنا المناعيّة ليست متشابهة ولا متساوية من ناحية القدرة. فهي أشبه بالعضلات التي تنمو بفعل الرياضة والتمرين ضمن ظروفٍ خاصّة. والمفروض أن نراعي طبيعة المناعة، التي تكوّنت لدينا بفعل ذلك السياق التاريخيّ المتعدّد الأبعاد.
يشير أحد المستشرقين، الذي زار مناطق المسلمين في القرون الماضية، إلى الوضع الصحّيّ المميّز للمسلمين مقارنةً بالأوروبيين. فهم لا يعانون من الأوبئة التي كانت تفتك بتلك القارّة وتبيد أعدادًا كبيرة من سكّانها كل فترة، ولديهم معدّلات عمرية أعلى (كان متوسّط عمر الفرد الإنكليزي في ذلك الوقت لا يتجاوز الخمس والثلاثين). ومن الواضح أنّ مقارنة بسيطة بين نمطي العيش السائدين والمختلفين من جهاتٍ كثيرة، كانت كفيلة بالاهتداء إلى السبب:
فالمسلمون يعتبرون النظافة وظيفة دينية ولديهم مجموعة من الطقوس والتشريعات، التي تفرض عليهم الغسل والاستحمام والختان وغيرها من العادات الصحية، في حين كان الشائع في أوروبا أنّ الاهتمام بالجسد مخالفٌ لروحانية المسيحية الأصيلة، التي تعتبره محلًّا للخطيئة (ذكر التاريخ أنّ ملك فرنسا لم يستحم طيلة عشر سنوات).
والمسلمون لا يأكلون لحوم السباع، ولا يتناولون اللحوم إلا بعد تنقيتها من مستويات مهمّة من الدماء.
والمسلمون لا يشربون الخمور، ويجتنبون العديد من القذارات، باعتبار أنّها نجاسات لا يصحّ الصلاة فيها.
لقد انطلقت الكثير من الأساليب والممارسات العلاجية في أوروبا انطلاقًا من هذه الأوضاع الصعبة والمعقّدة، التي لم تكن مورد ابتلاء عند أكثر المسلمين؛ وقد بُني الكثير من الرؤى والتصوّرات حول التعامل مع الأمراض بحسب هذه التجربة العلاجية الخاصّة.
بيد أنّ المصيبة بدأت عند المسلمين، حين أعرضوا عمّا كان بحوزتهم من علوم ومعارف طبيّة، كانت، في مرحلةٍ ما، ناضجةً إلى حدٍّ جيّد، وكفيلةً بمعالجة العديد من مشاكلهم الصحّيّة. ولو أكمل المسلمون مسيرة العلوم الطبيّة وسعوا إلى تكميلها وإشادتها على الأسس النظرية والمبنائية الإسلامية، لما وصلوا إلى زمنٍ يمدّون أيديهم إلى أوروبا من أجل تعلّم فنون الطبّ وأساليبه. إلّا أنّ المصيبة الكبرى ليست في استجداء العلم وتعلّمه من الآخرين، بل في بناء طب على أسس لا ترتبط بنمط العيش ولا تراعي ما عبّرنا عنه بالتراكم التاريخيّ. وهكذا، كان للعلاجات الوافدة من الغرب أكبر الأثر في ضرب أجهزتنا المناعية، التي بدأت تترنّح تحت سطوة التلقيح والعقاقير وغيرها من الأساليب، التي قد تتناسب مع إنسان الغرب ونمط عيشه، لكنّها ولا شك غير مفيدة وغير متناسبة مع الأبدان التي اعتادت على الطهارة بأشكالها المختلفة.
يقول فولتير: "الأطباء هم رجال يصفون أدوية يعلمون عنها القليل؛ ليعالجوا أمراضًا يعرفون عنها الأقل، لبشر لا يعلمون عنهم شيئًا".

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أمتلك جسدًا قويًّا؟
هل عرفت أنّ البدن هو أداة النفس للإرتقاء والتكامل، فإذا كانت هذه الوسيلة والمركبة ضعيفة أو مريضة، فسوف يصعب على النفس تحقيق أهدافها الكبرى والوصول إلى الكمال. ولهذا لا بدّ للإنسان أن يحافط على صحة بدنه وقوته. في هذا الكتاب نتعرّف إلى أهم مبادئ وأسرار القوة والصحة التي قد لا نسمع في اي مكان آخر.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...