
إسرائيل: معجزة الغرب الكبرى
لماذا يصر الغرب على هذا الدعم العجيب؟!
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
{إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُون}[1]
في تاريخ الاستعمار كلّه ربما لن نجد مستعمرة واحدة أنفق عليها المستعمرون مثلما أنفقوا على الكيان الإسرائيلي. لا أدري إن قام أحدٌ لحدّ الآن بإحصاء واستقصاء وجمع كل ما أنفقه الغرب على هذه المستعمرة منذ إنشائها ولحدّ اليوم، لكنّ تأمُّلًا وافيًا فيما يُعبَّر عنه بالمساعدات المباشرة وغير المباشرة يُعطينا رقمًا خياليًّا، بحيث يمكن القول بأنّ الغرب لم يُنفق على أي منطقة في العالم كلّه سواء في مستعمراته أو حتى في بلاده كما أنفق على إسرائيل.
إسرائيل تحصل على كل ما تريد من خدمات استخباراتية ومعلومات من مجموعة كبيرة من الأجهزة الاستخباراتية في العالم، وتحصل على أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا وأبحاثها في كل المجالات العسكرية وغيرها، ويتم الإنفاق على جيشها ليكون الأحدث والأسرع والأقوى في المنطقة، ويجري تدريب جنودها وضبّاطها في أهم معسكرات التدريب في العديد من الدول، ويتم بناء بُناها التحتية لتصمُد أمام أقوى أنواع الهجمات، ويدفع لها في مجالات الزراعة والصناعة ما لا يدفعه لأي دولة أو ولاية حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، ويتم منحها آلاف المنح العلمية في معُظم دول العالم، ويُدفع لها بالمباشر لاستجداء صانعي القرار في مؤسّسات السياسة الأمريكية، ويُنفق لها في الإعلام ما لا يُنفقه في كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية مجتمعة، و...
ولو أُنفقت هذه المبالغ الفلكية على أي مكان في العالم لأضحى جنةً على الأرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولأصبح أجمل وأروع مكان يمكن أن يزوره أي إنسان، ولعُدّ من قام بهذا الإنجاز الأعظم الذي لا مثيل له، في مصاف الأنبياء والقادة التاريخيين.. لكن لماذا يتصرّف الغرب بهذه الطريقة حيث تدفع بلدانه كل هذه المليارات والإعانات والخدمات والتسهيلات لمجموعة من "اليهود" المجموعين من مختلف أنحاء العالم؟
والجواب يظهر بسهولة في معرفة طبيعة هذا الغرب الثقافية ونظرته إلى السياسة والمجتمع. لقد تأمّلتُ كثيرًا في هذه الظاهرة منذ أكثر من أربعة عقود، ووجدتُ أنّ للغرب نظرته الخاصة للازدهار والنجاح والتفوُّق والبقاء، وهي التي تظهر في طريقة جمعه وإنفاقه للثروات. وهذه الذهنية تؤمن بأنّ الازدهار الواقعي لا يكمن في النزاهة والمُثُل العليا ولا يتحقّق من خلال الإدارة الحكيمة والتوجُّه إلى الخير العام، بل من خلال أمرٍ واحدٍ فقط وهو مبدأ البقاء للأقوى. ولذلك فإنّ هذه العقيدة التي بُنيت على أساس الداروينية الطبيعية تقول بأنّ الحياة البشرية عبارة عن صراعٍ مستمرّ بين مختلف الدول والقوى والأفراد، ولا يمكن لأحد أن يسود أو يبقى إلا عبر الاستقواء على الآخر وسحقه والسيطرة عليه. ولذلك فإنّ العقلانية هنا ستقول أنّه ليس علينا أن نتردّد أبدًا في إنفاق أي مبلغ أو عمل أي شيء مهما كان كبيرًا إن كان سيحقّق لنا هذا الانتصار.
وهكذا كانت إسرائيل منذ البداية أداةً آمَنَ الغربيون بأنّها الوسيلة الوحيدة لمنع قيام المسلمين كأمّة قوية موحّدة، وازدادت قناعتهم بهذا الأمر على مرّ الزمان. وما التصريحات الألمانية الأخيرة الداعمة لحملة الإبادة للفلسطينيين إلا تعبيرًا عن هذه القناعة، حيث صرّح بعض مسؤوليهم قائلًا: "إنّنا إن لم نفعل ذلك في غزة اليوم فسوف نضطر لمحاربتهم في بلادنا غدًا".
كل متمرّس في السياسة الغربيّة يكون في العادة وريث مدرسة عريقة في الصراع الغربي الإسلامي، لأنّ التاريخ الحاضر في تأسيسهم الفكري وتشكيل عقليّتهم يؤّكد لهم بما لا يترك مجالًا للشك بأنّ المسلمين يمكن أن يتشكّلوا كأمّة قوية في أقل من لمح البصر (هذا بالرغم من كل تناقضاتهم واختلافاتهم)، وأنهم بذلك يمثّلون التهديد الأكبر لحضارتهم وما يزعمون أنّه نمط عيشهم. أحيانًا تكون قضية النفط وحدها كافية لقياس مدى ارتهان الغرب لمناطقنا. لكن التاريخ أكبر بكثير من النفط. العقلانية الغربية تعني أنّ الأولوية في مثل هذا الصراع الوجودي تتطلّب أن ينفق المرء كل ما أمكنه من أجل حفظ بقائه؛ ولذلك كانت إسرائيل بالنسبة لهؤلاء قضية وجود وبقاء أكثر من أي شيء آخر (هكذا أقنعوا أنفسهم أو أقنعهم من يهمّه استغلال تلك اللحظة التاريخية المشؤومة).
ومن المؤكَّد أنّ الذي يُنفق على الشر والقتل والدَّمار لن يجني في النهاية سوى الخيبة؛ أمّا أن يُقال: "إنّ كل هذا الانفاق إنّما كان فعلًا ذكيًّا يُعبّر عن رؤية بعيدة المدى" فهو أبعد ما يكون عن الذكاء، لأنّ الشعوب المُسلمة كانت ولا شك بحاجة إلى مثل هذه الصدمة والنكبة لكي تبدأ عملية النهوض والالتحاق بركب التاريخ مجدّدًا بعد أن أفقدها حكم العثمانيين على مدى القرون كل ما يمكن أن تتمسّك به لأجل أن تكون عزيزة مقتدرة.
نعم كانت نكبة فظيعة، وما زالت كذلك، لأنّ المسلمين لم يتمكّنوا لحد الآن من الخروج منها؛ وما زال عليهم أن يتحمّلوا الكثير من المصائب لكي يستفيدوا بالشكل المطلوب؛ لكن ذلك سيحدث ولا شك، وربما سيكتب التاريخ أنّ هذه القضية كانت نقطة عطف كبرى في حياة المسلمين ويقظتهم.
[1]. سورة الأنفال، الآية 36.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

هل يوجد مؤامرة بين الصين وأمريكا للخروج بحكومة عالمية جديدة؟
هل هناك صفقات خفية بين الدول بمعنى أنّ هناك وجودًا لحكومة عالمية جديدة تدير المؤسسة العالمية من تحت الطاولة تمهيدًا لإخراجها إلى العلن... وتكون الصين هي حصان طروادة في ذلك، بمعنى أنّ الصين على تواطؤ خفي مع أميركا وهناك عصابة واحدة تتقاسم الأدوار؟وهل ستعترف الدول الأوروبية ـ كونها براغماتية نوعًا ما ـ بريادة الصين كما فعلت مع أمريكا عام 1945؟

الشرط الأول للانتصار على إسرائيل.. لماذا يجب أن نعيد النظر في خطابنا السياسي؟
إنّ القوّة الهائلة المندفعة للحضارة الغربية هي أكبر عامل لتخريب الأرض وإفسادها. لا نحتاج هنا إلى شواهد كثيرة لإثبات هذا الأمر، فقد ملأ فسادهم البر والبحر والهواء، حتى وصل إلى الفضاء. هذه الحضارة التي قامت على الاندفاع المحموم نحو السيطرة والنهب وتكديس الثروات والتوسع وأكل العالم، تؤدي حتمًا إلى تخريب الأرض وتهديم كل ما يرتبط بالحياة الإنسانية الطيبة.

عوامل تقوية الوعي السياسي... متابعة مواقف الفاعلين في صناعة الواقع السياسيّ
يمكن تقسيم الناشطين في المجال السياسي إلى فئتين أساسيتين: 1- الفئة الأولى: الفاعلة 2- والفئة الثانية: المنفعلة. أما الفاعل فهو الذي يمتلك هدفًا ويسعى لتحقيقه.وأمّا المنفعل فهو ذاك الذي ينفعل تجاه فاعلية الأول، فهو لا يملك هدفًا، وإن كان يمتلك رغبات أو طموحات أو أماني ووضعها في قالب الأهداف، فإنّه لا يسعى لتحقيقها بل يكون منفعلًا وشهوانيًا وغضوبًا، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. بالطبع، هناك فئة ثالثة لا تدخل ضمن النشاط السياسي، وهي الفئة التي ارتضت لنفسها أن تكون منقادة ومنساقة وغافلة وغير مكترثة.الفئة التي تهمنا هي الفئة الفاعلة التي تنطلق من أهداف كبيرة واستراتيجية، ومن رؤى وأطروحات تعمل على تطبيقها، لأنّها فاعلة لا مجرّد منظّرة، أي إنّها تمتلك أدوات وطاقات وإمكانات تستعملها في مجال الوصول إلى تلك الأهداف. هذه الفئة يمكن أن تكون بعملها وأدائها صانعةً للواقع السياسي؛ وحين تتحرّك نحو تلك الأهداف، فسوف تمتلك الوعي السياسي وتكتشف القوانين والسنن الحاكمة على حياة البشر والمجتمعات والتاريخ. لذلك أعتقد أنّ مواكبة ومتابعة هذه الفئة في مواقفها وتصريحاتها وفي دروسها وشروحاتها هذه، يعطينا وعيًا سياسيًا مميزًا.

هل ستنجح أمريكا في فرض سياستها على العالم؟
الدرس الثاني عشر من الدورة الأولى في "أصول ومبادئ الوعي السياسي".

لماذا مصلحة إسرائيل في استمرار الحروب؟
من أهم عوامل تقهقر وتخلف المجتمعات أن تُبتلى بالحروب وتبقى في حال اضطراب وعدم استقرار أمنيأعداء الأمة يعلمون أن هذه الشعوب تمتلك استعدادات عظيمة إذا أتيح لها فرصة تفعيلها واستخراجها ستتمكن من امتلاك القدرات اللازمة لحماية استقرارها وثباتها. وهذا ما يعتبره المستعمر خطًا أحمر

1- الوعي السياسي... لماذا؟
ما هي ضرورة الوعي السياسي؟وما هي عواقب الغفلة السياسيّة؟ما هي أهداف البصيرة السياسية؟وإلى ماذا نحتاج لنكتسب الوعي السياسي؟

عوامل تقوية الوعي السياسي.. امتلاك الرؤية الكونية الصحيحة
ما هو دور معرفة الرؤية الكونية الصحيحة في الوعي السياسي؟ كيف نتعرّف على السنن والقوانين الاجتماعية ونطبّقها على واقعنا الحالي؟

هل تريد أمريكا لبنان ديمقراطي؟
❓❓إذا سألنا: ما هو الحاكم على السياسات الأمريكية في العالم كله منذ أن أُنشئت وإلى يومنا هذا؟ 👈يوجد شيء معروف اسمه المصالح القومية أو الاستراتيجية، هذه هي القاعدة الأساسية التي ينظرون من خلالها إلى الديمقراطية والدكتاتورية والأنظمة والفساد والصراعات في العالم. أمريكا بُنيت على أساس المصلحة. طالما أن مصلحتهم تكمن في هذه القضية فإنّهم يدفعون باتجاهها، والديمقراطية هي من هذا القبيل. لذلك تجدون أن أمريكا أكثر نظام في العالم ادّعى أنّه مدافع عن الديمقراطية وحامٍ لها، وأكثر نظام قام بإسقاط ديمقراطيات حقيقية في العالم، أي عمل على إسقاط أنظمة وأحزاب وتيارات وصلت إلى السلطة بطريقة ديمقراطية؛ تارة عن طريق التدخل المباشر من خلال الانقلابات العسكرية كما حدث في بوليفيا، وأخرى من خلال مؤامرات، وأحيانًا من خلال تحريك الشارع وهذا الأكثر شيوعًا حاليًا. 🔦النظام مهما كان فاسدًا، إذا كان ناشئًا من عملية ديمقراطية فهذه العملية الديمقراطية هي أساس الإصلاح. فلو أردتم القضاء على الديمقراطية من أجل أن تصلحوا ستأتون بنظام أفسد من الأول. ⚠️التفتوا الديمقراطية هي الحد الأدنى، أنا لا أقول أن الديمقراطية هي أفضل نظام في العالم، ولكن حين يشارك الناس في الانتخابات، فمعنى ذلك يوجد إمكانية لأن يرتقوا بمشاركتهم السياسية للقضاء على الفساد. ⚠️يا حراك... حين نسألكم كيف ستديرون النظام تحت أي عقلية، وتقولون "كلن يعني كلن"، أي إسقاط الجميع، فماذا يعني ذلك؟ أنتم بذلك تقولون لا نريد ديمقراطية، وسنبقى نحرق دواليب ونقفل الطرقات حتى تهرب الأكثرية من البلد أو لا يعود لها مشاركة، هذه لا تُسمى ديمقراطية. 👈إذا أردنا أن نحقق إصلاحًا حقيقيًّا في أي بلد، ينبغي أن نعلم أن هناك قاعدة أساسية للإصلاح هي أن يكون هناك أكثرية واسعة تشارك في هذا الحراك. لذا نقول نحن الذين ننادي بإسقاط الفساد والنظام الطائفي، تعالوا لنتناقش معًا بأبسط مفردات الديمقراطية أو العمل السياسي الصحيح، ونتحدث عن هذا الأصل: كيف نعمل معًا لنأتي بحكومات صحيحة!
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...