
بحثًا عن النهج الصحيح لمواجهة الأعداء
ماذا لو كان المطلوب غير الحرب
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
كل عاقل خبير يؤمن بأنّ القضاء على العدو بأقل خسائر ممكنة أفضل بكثير من أي نوع من الخيارات التي تستلزم المزيد من الجهد والدم والعناء والتضحية؛ فكيف إذا كان هذا الهدف ليتحقق بدون أي جهد وعناء؟!
رغم أنّ مواجهة أعداء الله جزء لا ينفك من تحديات الحياة الدنيا وامتحاناتها، لما فيها من اختبار عظيم للنفوس وتثبيت للإيمان واستخراج للطاقات الكامنة وإخراج للضغائن والخبايا، لكن جوهر هذه القضية يكمن في معرفة الله تعالى.
لا يعرف الله حق معرفته من لم يعلم بأنّه تعالى قادرٌ على كل شيء؛ ومن هذه القدرة أنّه يدفع الأعداء ويثبّطهم ويدمرهم بنفسه، أي دون أي ظهور لقدرته في عباده المؤمنين، وكأنّه تعالى في مثل هذا التجلي يجعل المؤمنين بمثابة المتفرّجين من على مقاعد المسرح يشاهدون عظيم قدرته (ولو تأملنا لعلمنا أن هذا التفرّج والمشاهدة من أعظم فرص الحياة وأهم وسائل التوحيد).
صحيح أنّ الله أمرنا أن نقاتل الأعداء ليعذّبهم بأيدينا، {قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْديكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ}،[1] وفي هذا كرامة لنا لنشهد عظمة القدرة بالتجربة لا بالتفرج والنظر الذي هو أقل تأثيرًا. وجعل في قتال أعدائه فرصة كبرى لاكتشاف حقيقة التوحيد ومعايشته، كما قال عز من قائل: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى}،[2] لكنه تعالى يحب لعباده الدعة والعافية أكثر من الشدة والبلاء، ولا يطلب لهم البلاء إلا إذا طلبوه بنفوسهم وأعمالهم: {وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك}.[3] ولا ننسى بأنّ السيئات التي تصيب عباده الصالحين وأولياءه الكاملين إنّما تكون لاتحاد أنفسهم مع أقوامهم الذين ظلموا أنفسهم، وذلك بعد عبورهم السفر الثالث من مراحل السير إلى الله.
وحيث إنّ المؤمن يُحب من الله ما يحبه الله، فلا يزايد على ربّه أبدًا في الحب والعمل، فهو واقف عند ربّه وقوف العبد الخاضع المخبت؛ ولهذا، فهو يطلب العافية والدعة، ويتمناها أكثر مما يتمنى البلاء والصعاب التي من جملتها قتال العدو ومواجهة الحروب والخوض في ميادين المعارك وما فيها من مكروه. وحين يضطر هذا المؤمن إلى الحرب، فسوف يكون أسد الميدان، لأنّه يعلم بأنّها مُراد الله أيضًا.
في المواجهات الحربية، من الطبيعي أن يعلن المؤمنون استعدادهم التام للمواجهة والقتال حتى الرمق الأخير؛ وذلك لردع العدو الذي يعتمد على كسر الإرادات أكثر من التدمير والقتل، ويمارس كل أشكال الحروب النفسية من خلال إلقاء الرعب في النفوس وتثبيط العزائم. هنا، يجب رفع سقف المواجهة إلى أقصى ما يمكن عبر الرد على التهديد بمثله من التهديد وعدم إظهار أي نوع من التردد، فكريًّا ونفسيًّا وعمليًّا. لكن، يبقى المؤمن العارف مدركًا لذلك الأصل، ويطلبه، ويسأل ربّه تعالى أن يدفع عدوه عنه وينتقم منه ويزيله ويبيده قبل أن يمد يد شره إليه؛ وهذا التمني ليس ناشئًا من وهمٍ أو دعابة خيال، بل يحكي عن ذلك الاعتقاد ويترجمه.
ولا شك بأن الدعاء وحده ليس كافيًا هنا، بل يجب أن يتخذ المؤمن الواعي مجموعة من الإجراءات والأفعال؛ منها ـ وعلى رأسها ـ الردع، عبر إعداد ما استطاع من قوة مرهبة، وإعلانه الاستعداد لخوض غمار الحرب إلى آخر نفس؛ ومنها أن يستخدم كل حيلة ممكنة لتفادي المواجهة المباشرة مع السعي لتحقيق الهدف المنشود. فإذا لم يقصد القضاء على العدو وإحباطه أو كبته، فلا تكون حيله وتدابيره إلا ترسيخًا للجبن والخوف الذي سيظهر للعدو قبل الصديق، ويجعله مطمع هذا العدو ومخططاته.
إذًا، هناك فرق واضح بين أن نحتال لتفادي الحرب والقتال جبنًا وخوفًا، وبين أن نفعل ذلك انطلاقًا من ذلك الاعتقاد بقدرة الله التي تتجلى على الأرض بأساليب وطرق مختلفة، كأن يدفع الله العدو بعدو آخر، كما نردد مع الإمام السجاد عليه السلام في دعائه لأهل الثغور: "اللهم اشغَلِ المشرِكينَ بالمشرِكينَ عن تناوُلِ أطرافِ المسلِمينَ، وخُذْهُمْ بالنّقْصِ عن تنَقُّصِهِمْ، وثَبِّطْهُمْ بالفُرْقةِ عنِ الاحتِشادِ عليهِمْ".
وهنا يأتي دور التقية في أكبر مصاديقها وتطبيقاتها، حيث تكون التقية عبارة عن تلك الإجراءات والمواقف التي لا تستفز العدو ليشحن ضدنا كل قدراته وإمكاناته ويفعل كل ما بوسعه ويجنّد كل ما عنده، فيحشد الحشود ويجمع الجموع ويستنهض كل الهمم. بل يجب العمل وفق هذه التقية على التقليل قدر الإمكان من هذا الاستفزاز إلى الحد الذي يجعل العدو غافلًا عن المؤمنين مشغولًا عنهم وعن أذيتهم، في الوقت الذي يكمل هؤلاء المؤمنون أعمالهم للتقدُّم في ميادين الحياة عبر نشر تعاليم الدين والحق وبث الإيمان والمعرفة وترسيخ الفضائل. ذلك لأنّ الهدف الأول لزعيم الكفّار ورئيس الطواغيت وولي الذين كفروا: هو منع تحقُّق هذه الأهداف؛ وليس تحريض أوليائه للسيطرة على أراضي المستضعفين وثرواتهم إلا مقدمة لهذا الهدف أو نتيجة عنه.
المؤمنون الذين عرفوا سر وجودهم في هذا العالم وأدركوا مهمتهم الكبرى، عليهم أن يعملوا بكل وسيلة من أجل أداء هذه المهمة مع أقل شواغل ممكنة. فإذا كانت الحرب ولا بد، جعلوا الحرب وسيلة لتحقيق ذلك الهدف، ولم يغفلوا عن فرصة الحرب وإمكاناتها على صعيد إقامة الدين وترسيخ القيم وتكميلها. فالحرب تكون للشيطان هدفًا من جهة أنّها تشغل المؤمنين عن دورهم، والحرب تكون للمؤمنين من الوسائل والفرص، وربما هي عندهم آخر الوسائل.
وباعتقادي، إنّ ما قام به محمد رسول الله وخاتم النبيين وكذلك الأئمة الأوصياء من ذريته (ص) هو أنّهم أتاحوا الفرصة اللازمة ووسعوا من نطاقها لتسهيل عمل المؤمنين على هذه المهمة، عبر تحقيق مجموعة الإنجازات الملفتة، وإن خفيت على المحللين من المؤرخين وكتّاب السيرة. وهكذا اختفت معالم هذه الإنجازات ومعها أهدافها، رغم أنّ الله تعالى ذكر في محكم كتابه أنه بعث هذا النبي الخاتم لأجل أن يضع عنا أصرنا والأغلال التي كانت علينا ويحلل لنا ما كان قد حرم علينا، {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ}.[4] فهو صلى الله عليه وآله بُعث رحمةً ليخفف عن الأمم كل مصاعب الحياة وشدائدها ويجعل طريق الوصول إلى مقام القرب أيسر وأسهل. وأغلب الظن أنّ هذه الغفلة عن هذا الإنجاز قد نشأت بسبب سيطرة تلك الرؤية الأحادية لنهج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) واعتبار السيف والقتال أساس دعوته.
ولو تأملنا قليلًا لوجدنا أنّ النبي الأكرم كان يسعى كل جهده لتفادي أيّ نوع من القتال وسفك الدماء، لكن بشرط ألّا يكون هذا التفادي على حساب الأهداف وألّا يكون مؤديًا إلى حياة الدعة والكسل والتفرج فيقول المسلمون لمن يأتي من القادة بعده: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُون}.[5]
ومثل هذا الأمر يصبح أكثر إلحاحًا بالنسبة لحديثي العهد بالإيمان والمعارف الإلهية. لأنّ أي جماعة تكون هكذا لا يناسبها سوى السعي الحثيث والكدح الكبير؛ وهذه قاعدة عامة تجري حين يدور الأمر عند قوم بين القعود والجهاد، وبين الترف والكدح وبين البلاء والغفلة. لكن من كان في سبيل الله مجاهدًا ولنصرة دينه ساهرًا ويوصل ليله بنهاره من أجل إعلاء كلمته وإقامة دينه ويتحمل من أجل ذلك كل أنواع المرارات والتضحيات والمؤامرات والتضييقات من الصديق قبل العدو، فلا شك بأنّه لن يحتاج بعدها إلى مواجهة العدو وقتاله من أجل معرفة ربّه والتكامل على طريقه.
اعتقد أنّ النبي الأكرم وأهل بيته الأئمة قد نجحوا في هذه المهمة على أتم ما يكون، ووفروا للمؤمنين فرصة استخدام التقية في كل مكان وزمان، حتى أضحت التقية نهجًا عامًا يصدق عليه الحديث القائل عن الإمام الصادق(ع): "إِنَّ التَّقِيَّةَ دِينِي وَدِينُ آبَائِي وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَه".[6]
وحين لا يدرك المؤمنون هذا النهج، فلن يؤمنوا به ولن يبحثوا عن تطبيقاته، وخصوصًا إذا لم يعلموا بأنّ التقية قد كانت في الأساس أسلوبًا في المواجهة وإقامة الدين لا لحفظ النفس والمال كما يظن من يظن. وحين يعتقد هؤلاء المؤمنون بهذا المنهاج، فسوف يبحثون عن تطبيقاته، فينشأ في نفوسهم عقل المواجهة وهو الذكاء الخاص الذي لا يُعطى إلا لمن شاء الله من عباده القادة وأوليائه السادة، حتى يظن الجاهل والساذج أنّهم يفعلون ذلك من الخوف والجبن، فيسلّم عليهم قائلًا "السلام عليك يا مذل المؤمنين".
إنّ من أساليب العدو الطاغي استدراج المؤمنين للمواجهة، واستفزازهم لكي يتحركوا قبل الأوان ويستعجلوا ويضطربوا فيتمكن منهم. وبعض استفزازاته تكون عبر أعمال مؤذية ومؤلمة للغاية، مثل ارتكاب بعض المجازر بحق المدنيين الأبرياء أو تدمير بيوتهم أو اغتيال بعض قادتهم. ولا شك بأنّ هذا الاستفزاز يضغط بقوة على القائد الأعلى، لأنّ الضغط هذه المرة سيُمارَس عليه من القواعد الشعبية أو الأتباع أو العسكر الذين لا يعرفون سوى وسيلة واحدة للمواجهة (ولا لوم عليهم هنا ولا تثريب).
لقد تمكّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شق نهج الوصول إلى الأهداف الإلهية للدين من دون الحروب والقتال الدموي أو بأقل ما يمكن من ذلك، وحين الاضطرار على سبيل الدفع والردع عمومًا، لكن الذين لم يعرفوا هذا النهج لم يسلكوا طريقه، واختاروا الحرب والغزو لأنّهم رأوه سهلًا، فقد جعلوا من نهجهم هذا سببًا لخفاء ذلك النهج واضمحلاله. فما أصعب حشد الطاقات حول نهج التقية، وما أسهل استنفار الطاقات للقتال. وذلك لأنّ القتال والمواجهة الحربية قد لا تتطلب أكثر من عدو غاشم لا يعرف سوى القتل والدمار؛ أما التقية التي تعتمد على ذكاء خاص وتدبير خفي فهي من أصعب الأمور وأبعدها عن إدراك العقول المبتدئة، ولذلك لم يتمكن الأئمة الأطهار من تحويلها إلى نهج عام يمشي عليه شيعتهم، رغم كل التصريحات وكل هذه السيرة؛ فوجدنا من لا لياقة له في الاجتهاد يعلن الثورات والانتفاضات ويدق نفير الجهاد والقتال في غير وقته، مع ما نجم عن ذلك من إخفاقات وخيبات سطرها التاريخ على امتداد عصور الأئمة وما بعدهم.
إن لم نفكر اليوم بمثل هذه الخيارات، فمتى سنفكر!
[1]. سورة التوبة، الآية 14.
[2]. سورة الانفال، الآية 17.
[3]. سورة النساء، الآية 79.
[4]. سورة الأعراف، الآية 157.
[5]. سورة المائدة، الآية 24.
[6]. المحاس، ج1، ص255.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

شروط الانتصار في الحرب النّاعمة... كيف نجعل العدوّ يائسًا من الانتصار؟
يشهد مجتمعنا تطوّرًا ملحوظًا في وعيه تجاه إحدى القضايا المصيريّة في حياته، وهي قضيّة الحرب الناعمة. هذه الحرب التي يشنّها الغرب ضدّه بمختلف أنواع الأعيرة، مستهدفًا فيها أسس هويّته وأركان وجوده.

بين القيادة الانفعالية والقيادة الاستراتيجية.. كيف يعمل الأعداء على تشكيل القيادات
منذ زمن بعيد وأنا أدأب على التفكير في كل ما يرتبط بواحدة من أهم قضايا المجتمع وأكثرها خطرًا، وهي قضية القيادة. ووجدت أنّ أكثر ما كان يخشاه المستعمرون ـ الذين غيّروا ألبستهم وبقوا على مخططاتهم ـ وما زالوا هو تبلور قيادة حقيقية في المجتمعات التي يهيمنون عليها؛ قيادة تستطيع توجيه طاقات المجتمع نحو الأهداف الكبرى، تقلب الطاولة عليهم وتبدّل المعادلات الدولية التي تعمل لمصلحتهم.

تحديد العدو شرط انتصار الثورات
أي حراك اجتماعي لا يلتفت إلى بعض المبادئ الأساسية التي ترتبط بالنجاح والانتصار ولم يعتمد على هذه المبادئ فإنّه لن ينتصر. الكثير من الحركات الشعبية في العالم التي لم تلتفت إلى هذه المبادئ لم تنتصر بل أدت إلى الانقلاب على أصحابها.من ضمن المسائل التي ينبغي لمن يتحرك على الأرض أن يعرفها هي أنّ لبنان غير مستثنى من الصراع الموجود في العالم، هناك عوامل ، نفوذ وأشخاص وأحزاب وتيارات ممكن أن تكون ملتقية مع قوة ما وتتفاعل معها، فلا أحد ينكر هذا الأمر! ولكن هل أنّ كل من يعمل على لبنان ويحاول تثبيت نفوذه فيه يريد مصلحته؟!لذلك نقول إنّ واحدًا من أهم شروط الحركات الاجتماعية إذا ما أرادت أن تحدث تغييرًا في النظام ينبغي أن تكوّن من حولها إجماعًا شعبيًّا. وهذا الحراك حتى الآن ليس حراكًا شعبيًا وإن حاول الإعلام يجعله يبدو كذلك!لماذا نحن ننكر أنّه شعبي؟لا من أجل تثبيط العزائم وإنما من أجل استشراف إلى أين نحن ذاهبون في هذا الحراك.طالما أنّ الحراك لم يصبح شعبيًّا لن يحقق أي من المطالب الأساسية كتغيير النظام أو القضاء على الفساد وإن أسقط حكومة هنا أو وزير هناك، لأنه لم يؤمّن القوة اللازمة ليدفع بأجندته نحو الأمام.أهم ما يكتل الناس حول بعضهم بعضا هو الإجماع على الصديق والعدو، فما لم نتفق من هو عدونا الحقيقي وصديقنا الحقيقي فنحن سوف نختلف فيما بيننا لا في الاستحقاقات الكبيرة فحسب، بل في الاستحقاقات الصغيرة أيضًا.لأن هذا الصديق أو العدو أي هذه القوة التي سوف تأتي وتعمل في لبنان سيكون هناك من يساندها ويريدها وهناك من سيراها عدوًا وأنها آتية لتقضي على لبنان، وهكذا من نزلوا إلى الشارع للقضاء على الفساد سيعودون ويختلفون فيما بينهم.نحن نريد أن نتحرك ونغير، حتى نغير نحتاج لأن نتحد، وحتى نتحد نحتاج للاتفاق على من هو العدو الأول للبنان، وكذلك من هم الأصدقاء، لأن الإنسان العاقل لا يلغي الأصدقاء لا يقول "كلن يعني كلن" فهذه حماقة! ليس الكل أعداء. من يشخص أن بعض الناس ممكن أن لا يتفقوا معه، فإنّه لا يعاديهم ويخسر إمكاناتهم، فبعض الناس إذا استملتهم بطريقة ما ممكن أن تستفيد من قوتهم للقضاء على العدو الحقيقي، وإن لم يكن هناك انسجام فيما بينك وبينه.إذًا أي قوة شعبية لا تحدد من هو عدوها الأساسي لن تنجح في تأمين استقلال لبلدها تبني في ظله نظامها السياسي والاقتصادي.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...