
حول أهمية الاعتراف بضعفنا
وما هي خطورة دعوات تمكين المرأة؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
{وخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعيفًا}[1]
ماذا وراء دعوات تمكين المرأة؟ ولماذا تشعر نساء مجتمعنا بأنّ عليهن أن يكنّ أقوياء مقابل الرجال؟
هنا نطل على هذه القضية الحسّاسة انطلاقًا من منظومتنا القيمية التي يؤمن بها من أحكم قواعد التوحيد في عقله وقلبه.
عالمنا لا يرحم الضعفاء. هو عالمٌ يمجد القوة وأصحابها؛ وبتمجيده للقوة يدفع بالضعفاء للتظاهر بالقوة التي لا يمتلكونها. وهنا تكمن المصيبة الكبرى.
ربما لو كان تعامل الناس فيما بينهم على أساس القوة الحقيقية التي يمتلكونها لكان بالإمكان أن تظهر المعادلات جيدًا وعلى ضوئها تستقيم العلاقات. لكن حين نتوهم أنّنا أقوياء ونتصرف على هذا الأساس، فمن الممكن أن نخلق الكثير من المشاكل.
يصرّح القرآن الكريم بأنّ الله قد خلق الإنسان ضعيفًا. هذه هي الحقيقة الإنسانية التي لا تتبدل. الأصل هو أنّنا ضعفاء؛ أمّا القوة فهي أمرٌ عارض علينا. ولأجل ذلك فإنّها تُسلب منّا أحيانًا أو عند نهايات العمر، ومع ذلك لا نخرج عن إنسانيتنا. حين لا يعرف الإنسان هذه الحقيقة أو يتغاضى عنها، فإنّه يخسر جوهر إنسانيته. لا يُفترض له أن يتظاهر بالقوة وهو ضعيف في الأصل؛ ولا ينبغي له أن يتباهى بها أمام أمثاله وأقرانه الضعفاء. نضحك على الفقير المُعدم حين يتظاهر أنّه غني أمام الفقراء أمثاله.
حين يمتلك أحدنا قدرةً ما، فإمّا أن يكون هذا الأمر من باب إعانة الله له لتسخير النعم الإلهية من أجل السير في مراتب الكمال، وإمّا أنّه من باب الابتلاء والفتنة. الأول ينجح حين يستشعر هذه الإعانة الإلهية، وينطلق معتقدًا بأنّه لا حول ولا قوة إلا بالله، والثاني قد يسقط ويضل ضلالًا بعيدًا.
يجب أن ننشأ جميعًا على هذه العقيدة، ويجب أن نرسّخ قيمة الاعتراف بالضعف الذاتي في مجتمعنا رجالًا ونساء، بحيث يُفتضح من يتباهى بها أو يتفاخر على غيره من عباد الله. الشعور بالضعف هو إدراك للحقيقة، وطلب القوة من الله مع هذا الشعور يضيف إلى كمالنا. هذا ما يفسح المجال لنا لكي ننطلق في آفاق الحياة ونحن متحررون من ثقل هذه العقدة.
عقدة الضعف تجعلنا نتظاهر وندّعي ونتجاوز حدودًا فنقع في الهلاك. "رحم الله امرأً عرف قدره ولم يتعدَّ طوره".[2] و"هلك امرؤٌ لم يعرف قدره".[3]
لا يجب أن تُبنى العلاقات بين البشر على أساس القوة لأنّ {الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَميعًا}،[4] بل يجب أن تقوم على قاعدة التقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُم}.[5] لو كنت أنا أمتلك خمسين من القوة وأنت تمتلك عشرين منها، فهذا لا يعني أنّني أفضل منك أو أكرم عند الله. كيفية استفادتي من هذه القوة الممنوحة لي (على نحو الإعارة) هي التي تحدد درجتي ومنزلتي. ولهذا، فإنّني إن وجدت من هو أقدر مني فإنّ الكرامة والتقوى تقضي بأن أُذعن له حين يستخدم قدرته بصورة صحيحة. هنا سيتساوى الضعيف والقوي في الكرامة، حتى لو كان فارق القدرة كبيرًا جدًّا.
في العموم، يمكن القول بأنّ الرجال قد مُنحوا من القدرة ما يزيد على النساء، لكن هذا لا يعني أنّ كل رجل هو أقدر من كل امرأة في العالم. ولهذا، فقد تكون امرأة ما أقدر من عشرات الرجال. وفي هذه الحالة، يجب على هؤلاء الرجال أن يخضعوا لها إن كانت تستخدم قدرتها كما يجب، أو كما يريد الله. بلقيس بقيت ملكة بعد إسلامها.. لكن أن ننطلق من التغاضي عن هذه الحقيقة والتنكُّر لها مطلقًا، فنعتبر أنّ الرجال والنساء متساوون بالقدرة، ولذلك يجب أن يتعاملوا فيما بينهم بالمساواة، فإنّ هذا ليس سوى العصبية العمياء.
قاعدة {الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْض}،[6] والتي تحكي عن هذا التفضيل بالقدرة على نحو العموم، تريد فقط أن توجّهنا إلى مبدأ عام يقضي بضرورة احترام النساء عمومًا، وتقدير احتمال ضعفهن وعدم معاملتهن بالمساواة مع الرجال في المسؤوليات العامة، إلا ما ثبُت بالدليل. إنّه الاحترام العام الذي يزيل العداوة ويساهم في الحنو والعطف والرعاية، ويساعد على وضع برامج عامة صحيحة.
إنّ قولنا بأن النساء أقل قدرة أو بحسب ما جاء في بعض النصوص الدينية، النساء ضعيفات: "فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّكُمْ (ع) أَنْ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ النِّسَاءِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم"،[7] يستلزم عدم تحميلهن ما نحمّله للرجال من مسؤوليات تتطلب قدرات معينة. ومع تقدير الضعف كأصل بشري لن يكون استضعاف النساء (أي اعتبارهن ضعيفات) إهانة لهن أو تحقيرًا، لأنّنا في الوقت نفسه يجب أن نعيش تجاه الرجال عمومًا وتجاه أنفسنا خصوصًا مثل هذه الحالة النفسية الاعتقادية. ففي الموارد التي تصبح العلاقة خاصة ومباشرة، يجب الانتقال من الشعور العام والقاعدة الكبرى إلى تشخيص القدرات بالتفصيل.
إنّ مصيبة التنكُّر لهذه الحقيقة تكمن في فقدان الإمكانية اللازمة لتحديد القدرة الواقعية لكل إنسان نرتبط به، ممّا يؤدي إلى حدوث خللٍ كبير في منظومة العلاقات التي يُفترض أن تُبنى على أساس المسؤوليات، حيث تكون المسؤوليات بدورها قائمةً على القدرات الواقعية.
شعور المرأة بأنّ الضعف أمرٌ قبيح (وكذلك شعور الرجل) وأنّه يجب عليها أن تكون قوية، وإقناعها نفسها بأنّها كذلك سيخلق ذلك الوهم الذي يعمي عن القدرة الواقعية. وكل من يتصرف على أساس الوهم فهو خاسر. لو كان الإنسان يمتلك قدرة خمسين وتوهم أنّه يمتلك مئة، فإنّه لن يقدر على تحديد الخمسين الواقعية فيه.
إن كنتُ عاملًا في مؤسسة تعتمد التراتبية في المسؤوليات، وكانت المسؤوليات مبنية على القدرات والكفاءات الواقعية، ثمّ ادّعيتُ قدرةً أو توهمت كفاءةً ليست لي فإنّ هذا لن يضر بي فحسب، بل سيزعزع أصول هذه المؤسسة. الأمر إذًا لا يتعلق بالنساء دون الرجال. إنّها قضية عقلائية تنهض لمواجهتها موجات النسوية ودعوات تحرير المرأة المشبوهة حين يجري الحديث عن المرأة.
إن استطعنا أن نرسخ في المجتمع أهمية احترام فوارق القوة باعتبار أنّها هبات إلهية وابتلاءات ربانية، ربما سنتمكن من الانتقال بسلاسة للتعامل مع ما يرتبط بالعلاقة بين النساء والرجال. وكما أنّ خضوع الأقل قدرة وكفاءة لمن هو أعلى منه يُعد فضيلة عظيمة، فإنّ هذه الفضيلة لا تنحصر في عمل المؤسسات العامة؛ بل تتعداها إلى كل مؤسسة وعلى رأسها مؤسسة الزواج.
يقول الإمام علي عليه السلام حين بويع بالخلافة: "وإن الله قد ابتلاني بكم وابتلاكم بي"،[8] فهذه القدرة الإضافية التي تندرج تحت عنوان الحكومة، لم تكن بالنسبة لهذا الإمام سوى بلاء واختبار للحاكم والمحكوم. وفي هذه المدرسة العلوية الرفيعة لا نجد أيَّ تباهٍ بالقدرة. وهكذا يكون حال العلويات المؤمنات بهذا النهج الإلهي الحكيم.
[1]. سورة النساء، الآية 28.
[2]. عيون الحكم والمواعظ، ص261.
[3]. نهج البلاغة، ص497.
[4]. سورة البقرة، الآية 165.
[5]. سورة الحجرات، الآية 13.
[6]. سورة النساء، الآية 34.
[7]. الكافي، ج13، ص455.
[8]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج12، ص31.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

أي مجتمع نريد؟
ما هي أهمية البحث عن المدينة الفاضلة؟ وكيف نرتقي بوعينا ومسؤوليتنا الاجتماعية؟ ما هي القضايا التي لا بد من دراستها وفهمها لرسم معالم الطريق الموصل إلى المجتمع الأمثل. وما هي العوائق الكبرى على هذا الطريق.

بحثا عن حضارة جديدة
ماذا يعني أن يؤسس المسلمون حضارة جديدة؟ وما هي أسباب إخفاق حضارتهم الأولى؟ هل كانت قواعد البناء واهنة؟ أم أن المسلمين لم يتمكنوا من إشادة حضارتهم عليها؟ هل نشهد في عصرنا الحالي إمكانية بناء حضارة جديدة وسط كل هذه التحديات التي تمثلها القوى العظمى في العالم؟

لماذا يتكبر الرجل على المرأة حين تهتم به؟
لماذا يتكبر الرجل على المرأة حين تحن عليه وتهتم بأمره. في حين أنه يحب ويركض وراء المرأة التي تتكبر عليه وتتجاهله؟

لماذا نرى أحاديث تحدد شكل المرأة التي ينبغي الزواج منها رغم أن الله خلق الجميع، أين العدل؟
ورد في الحديث: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ النِّكَاحَ فَلْيَتَزَوَّجْ امْرَأَةً قَرِيبَةً مِنَ الْأَرْضِ، بَعِيدَةً مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، سَمْرَاءَ اللَّوْنِ، فَإِنَّ لَمْ يَحْظَ بِهَا فَعَلَيَّ مَهْرُهَا. لماذا ذكر الحديث هذه المواصفات للمرأة؟ أليس الله من خلق السمراء والبيضاء؟ فضلًا عن أن تحديد اللون والشكل يكون تابعًا لعدة عوامل وراثية ومناخية وغيرها، فأين العدل في ذلك؟ هل يمكن لأهل البيت(ع) أن يميزوا بين البشر؟ ولماذا لا يوجد أحاديث تصف شكل الرجل؟

ما هو النشوز؟ وهل ينطبق على المرأة دون الرجل؟
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}، ما هو النشوز؟ لماذا تحدث القرآن الكريم عن نشوز المرأة وما يستلزمه ذلك من تأديب لتقويمها، ولم يتم ذكر نشوز الرجل، ألا يوجد نشوز لدى الرجل؟ أوليس التأديب من أجل حفظ العلاقة الزوجية؟

ما هو سر حجاب المرأة أثناء الصلاة؟
في مسألة حجاب المرأة وحجته الشرعية أبلغ ما نصل اليه أنه للتقوى المجتمعية والذاتية ولصون الأنفس وخاصة ان النفس الانسانية امارة بالسوء فقد وجبت العفة. فما سر حجاب المرأة أثناء الصلاة - فهنا ستزول كل ادعاءات حاجة الحجاب سواء لعفتها او لحفظ المجتمع؟

إلى أي مدى يجب أن تمكّن المرأة خطيبها منها؟
إلى أي مدى يجب للمرأة أن تمكن خطيبها منها أثناء الخطوبة حيث أسمع آراء متفاوتة في هذا المجال، فمنهم من يقول بأنه من الأفضل أن يكون الأمر سطحي ومنهم من يقول لا بأس بوجود علاقة كاملة وإذا لم تقضي له هذه الحاجة فسوف يذهب ليقضيها عند امرأة أخرى

حق المرأة على زوجها أن يشبع بطنها وأن يكسو جثتها، ألا يُعد ذلك انتقاصًا للمرأة؟
إذا قارنا حق المرأة على زوجها بهذا الحديث: "حق المرأة على زوجها أن يشبع بطنها ويكسو جثتها، وإن جهلت غفر لها"، قارنا ذلك مع حق الرجل على زوجته المتعارف عليه، ألا يصبح انتقاص من حق المرأة وتشييئًا للمرأة لتلبية حاجات فقط؟

كيف تتعامل مع المرأة الأنثى؟
فِي رِسَالَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) إِلَى الْحَسَنِ (ع): لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنَ الْأَمْرِ مَا يُجَاوِزُ نَفْسَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا وَأَرْخَى لِبَالِهَا وَأَدْوَمُ لِجَمَالِهَا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ وَلَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَاغْضُضْ بَصَرَهَا بِسِتْرِكَ وَاكْفُفْهَا بِحِجَابِكَ وَلَا تُطْمِعْهَا أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا فَيَمِيلَ عَلَيْكَ مَنْ شَفَعَتْ لَهُ عَلَيْكَ مَعَهَا وَاسْتَبْقِ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً فَإِنَّ إِمْسَاكَكَ نَفْسَكَ عَنْهُنَّ وَهُنَّ يَرَيْنَ أَنَّكَ ذُو اقْتِدَارٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَرَيْنَ مِنْكَ حَالًا عَلَى انْكِسَار. الكافي ج: 5 ص: 510 ❓❓هل تكرمتم بشرح هذا الحديث وتبيان أمثلة تطبيقية عليه؟

أليس جهاد المرأة أصعب من جهاد الرجل؟
أليس جهاد المرأة أصعب من جهاد الرجل؟ حيث نجد الرجال يقصدون الجبهة بكل لهفة وشوق وحب وتمني للشهادة، بينما تكون المراة في بيتها ومع زوجها واولادها في عناء وتعب مصاحب للمكاره الذي يفقدها الروحية المبهجة؟

حين تستغني المرأة
ما نشهده اليوم من تصاعد ملحوظ في حالات الطلاق العلني والعاطفي بين الأزواج بعد مرور عقود على الزواج يمكن أن يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة.

حين تصبح المرأة المثيرة هي القدوة.. ما الذي جرى وكيف تُصنع الهوية؟
على مدى عصور المسيحية يبدو أنّ الكنيسة عجزت عن تقديم نموذجٍ واضحٍ محبَّب للمرأة يمكن أن يمثّل قدوة للنساء في المجتمعات التي تتبع السلطة البابوية بالحد الأدنى. رغم اعتبار مريم العذراء "أم الرب" ـ وفي الشرق العربي يُقال "أمّ الله". فإنّ هذا المقام الرفيع والقداسة المهولة لمريم المرأة لم يكن بالإمكان تنزيله إلى مستوى القدوة لنساء المسيحية، بل بقيت المرأة مع ذلك نموذجًا للشر باعتبار أنّ ما فيها من إغواء وشهوة يمثّل أشد فتنة للإنسان. النموذج الرفيع عجز عن التحوُّل إلى قدوة بفعل هذا اللاهوت القوي للكنيسة. لكي نفهم هذا الجدل الذي دار حول المرأة نحتاج إلى فهم ما يُمثّله الجنس وشهوته في الرؤية المسيحية التقليدية

حين يكون الرجل عقدة المرأة الكبرى
يحضر الرجل عند المرأة والمرأة عند الرجل في عمق كيانهما. الحاجة إلى الآخر أمر مغروز في كل خلايا الجسد وذرات النفس. أي سعي للاستغناء التام وعدم الاكتراث يكون بمثابة التخلي عن جزء مهم من ذواتنا. بالتخلي عن الجنس الآخر نخسر جانبًا مهمًّا من بناء شخصيتنا.

متى تُخفق المرأة؟
حين يغفل أي مسلم عن المهمّة الأولى لدينه، فلا يُتوقّع أن يدرك روح الإسلام في حياته. ولهذا، فإنّ استحضار الموضوع التربويّ في الإسلام والشّعور الدائم بوجود هدفٍ تكميليّ من وراء جميع أحكامه وفرائضه يمّثل الفرصة الكبرى لكلّ مسلم يريد أن يعيش روح الإسلام.

تجنيس المرأة أو تنجيسها؟ أي فاجعة يرتكبها الغرب بحق الأنوثة
تحت عنوان تمكين المرأة وتقويتها، يشهد عصرنا أوسع عمليات تفعيل القوة الجنسية للمرأة، مستغلًّا الاحتياج الشديد لهذه السلعة من قبل الرجال؛ وهذه العملية، كغيرها من المساعي الغربية الطائشة، كانت وستتحول إلى أهم سبب لإضعاف المرأة واستعبادها واستغلالها، بصورة لم يسبق لها مثيل. وكل من تأمل في أي مجتمع جعل الجنس محورًا والمرأة مصدره، علم أنّ هذا لن يؤدي إلا إلى إضعاف الأمرين معاً!

المرأة المسجونة
نتوقف عند الثقافة التي تم الترويج لها في #يوم_المرأة_العالمي عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة.. فنجد أنّ كثيرًا منها يعكس أفكارًا تسيء في الحقيقة إلى المرأة وتضر بها أكثر مما تخدمها وتخدم قضيتها. ⚠️وأخطر ما في هذه الأفكار هو ذاك الشيء الذي تصر عليه معظم حركات تحرير المرأة في العالم، وهو جعل مشكلة المرأة كامنةً في علاقتها مع الرجل وأنّ تحريرها لا يكون إلا بالتحرر منه ومنافسته!!

زيف الغرب في الدفاع عن المرأة
يُطرح هذه الأيام الكثير من الإشكالات حول أحكام الإسلام فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل. نعلم جميعًا أنّ قضية المساواة بين المرأة والرجل هي قضيّة أساسيّة في الغرب، ومنطلقات هذه الحضارة وتلك الثقافة تختلف تمامًا عن منطلقات الإسلام ورؤيته الكونيّة ونظرته للحياة. لكن الغربيين بفعل ما يمتلكونه من أدوات ضغط وقوّة ونفوذ يصرّون أن يملوا علينا ما يفهمونه حول هذه القضيّة، بل يشكلون على أساسها مواقف دولية تصل إلى حد الضغوط السياسية والاقتصاديّة. نحن إذا أردنا أن نفهم هذه القضيّة جيدًا، علينا أن نلتفت أن نظام التشريعات الإسلامي يقوم على نظامٍ قيميّ.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل