جامعاتنا المنفعلة وغياب الدور
متى تدرك الجامعة مسؤوليتها الأساسية؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب بحثًا عن حضارة جديدة
تمثل الشريحة المتعلمة من خرّيجي الجامعات الفئة التي يُتوقع منها قيادة البلاد. معظم القادة والمسؤولين ينطلقون من تجارب عملية وإدارية وفّرتها لهم مؤهلاتهم التعليمية. غالبًا ما يخوض خرّيجو الجامعات تجارب أكثر سعةً وعمقًا من غيرهم. في ظل هذه التجارب يُفترض أن تتبلور معالم الشخصية القيادية. ولذلك يجب أن نتطلع إلى الجامعات إن كنّا نفكر ونخطط لمستقبلٍ مشرق لمجتمعنا.
كلما كان الإعداد الجامعي أعمق وأثرى كانت مُخرجاته أنضج وأكثر قدرة. يلحق الجامعيون بمن سبقهم في ميادين العمل المختلفة، وسرعان ما يتفوقون عليهم. وبعض هذه الميادين تكون حكرًا عليهم خاصة.
بعض الاختصاصات التي تُمثل أركانًا مهمة في المؤسسات الرئيسية وفي صناعة القرار لا توجد سوى في الجامعات. تضعف مراكز القيادة حين تفتقد إلى أمثال هؤلاء الاختصاصيين. وعلى رأس هذه الاختصاصات التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد وحتى علم النفس والألسنيات. تبرز الحاجة ويُستشعر الفراغ أكثر حين يتعقد الصراع ويتشعب. يظهر الضعف في التعامل مع العدو حين نفتقد إلى الدراسات الواسعة والدقيقة حول مجتمعه وثقافته. إتقان لغته من قبل عددٍ كبير من الأشخاص يصبح مطلبًا حساسًا وملحًّا للغاية.
على الجامعات تقع مهمة بناء الطاقات التي يُفترض أن تكون في الطليعة. لا يمكن للآباء والأمهات والطلبة والمدارس والأقارب والكشافة أن يضطلعوا بهذه المهمة. الجامعة هي المركز الوحيد الذي يُفترض أن يستجيب لهذه الحاجة الأساسية. لكن إذا كانت الجامعة منفعلة تجاه الواقع الحالي المتشكل من ذهنيات قديمة وسوق عمل يرتبط قسمٌ كبيرٌ منه بالخارج، فكيف يمكنها أن تقوم بهذه المهمة؟!
الجامعة التي لا تقدر على استشراف المستقبل وصياغة الحاجات الأساسية في الصراع والمواجهة والبناء والتقدم ستعجز عن التخطيط اللازم فضلًا عن تطبيقه. هل يُتوقع من الآباء والأمهات تحديد مستقبل البلاد وهم يعيشون عقلية الماضي الذي كانوا عليه؟ وهل يمكن لخريجي الثانويات أن يحددوا احتياجات المجتمع وهم يعيشون في أوهام عالم الخيال الذي نسجته لهم وسائط التواصل الاجتماعي والأفلام؟
سيضغط هؤلاء بكل قوة على الجامعة لقبول أبنائهم أو استقبالهم في اختصاصات الهندسة والبرمجة والإعلام مستخفين غير عابئين باختصاصات التاريخ والألسنيات التي لا يعرفون عنها شيئًا. والجامعة المنفعلة هي التي تضطر للاستجابة تحت وطأة هذه الضغوط، فتتخلى عن دورها الأساسي الذي تقدم ذكره.
رغم أنّ من يمتلك رواية التاريخ وعرضه هو الذي سيكون الأعلى في الثقافة وفي السياسة، إلا إنّ هذا الاختصاص لن تجد له أي حضور في جامعاتنا التي يُتوقع منها القيام بهذه المهمة الكبرى. لو قرأ مسؤولو هذه الجامعات بعضًا من تاريخ الجامعة الأمريكية في بيروت واطلعوا على دور خريجي كليات التاريخ والاجتماع والسياسة وتأثيرهم في صياغة واقع بلادنا، لما ترددوا لحظة واحدة في بذل كل الجهد اللازم لتأسيس مثل هذه الكليات واعتبارها على رأس أعمالهم ومهامهم.
على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$
أي مجتمع نريد؟
ما هي أهمية البحث عن المدينة الفاضلة؟ وكيف نرتقي بوعينا ومسؤوليتنا الاجتماعية؟ ما هي القضايا التي لا بد من دراستها وفهمها لرسم معالم الطريق الموصل إلى المجتمع الأمثل. وما هي العوائق الكبرى على هذا الطريق.
بحثا عن حضارة جديدة
ماذا يعني أن يؤسس المسلمون حضارة جديدة؟ وما هي أسباب إخفاق حضارتهم الأولى؟ هل كانت قواعد البناء واهنة؟ أم أن المسلمين لم يتمكنوا من إشادة حضارتهم عليها؟ هل نشهد في عصرنا الحالي إمكانية بناء حضارة جديدة وسط كل هذه التحديات التي تمثلها القوى العظمى في العالم؟
الدور الأساسي للجامعة في المجتمع
لو أرادت الجامعة أن تؤدي دورها المطلوب على مستوى النهوض بالمجتمع، ينبغي لها أن تكون محلًّا لانطلاق المشاريع وبناء الخطط، شرط أن يكون ذلك قائمًا على أساسين: الأساس الأول: الارتباط الحقيقي بكل الطاقات العلمية المتاحة. والأساس الثاني: تفعيل هذا الارتباط ضمن البيئة الجامعية.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...