
الشباب بين الحاجة إلى الكبار والاستغناء عنهم
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب تربية الأولاد و أولادنا
بين حاجة الشباب إلى المبادرة وإلى الحرية لبناء شخصيتهم المستقلة، وبين حاجتهم للاستفادة من تجارب غيرهم لاجتناب الأخطاء، يوجد خيط رفيع يصعب إدراكه.
كمُربين، نحن نريد لأبنائنا أن يبنوا شخصية واثقة تؤمن بما لديها من إمكانات، لكننا في الوقت نفسه لا نريد لهم أن يرتكبوا بعض الأخطاء المدمرة للشخصية.
يوجد نوعان من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الشباب. أخطاء تصبح عاملًا لاجتناب الأخطاء، وتصقل الشخصية؛ وأخطاء تحفر عميقًا في النفس بطريقة سلبية فتهشّمها. والأخطاء إذا تراكمت بعضها فوق بعض، تكون سبب انحراف صاحبها واعوجاج شخصيته.
لا يمكن للإنسان أن يستفيد من أخطائه ما لم يمتلك الحكمة اللازمة لذلك. الأخطاء وحدها لا تهدي الإنسان ولا تعلّمه. يجب أن نمتلك منهجية سليمة للتعامل مع الأخطاء؛ وعلى رأس هذه المنهجية "عدم الاستخفاف بالأخطاء نفسها". قد يؤدي هذا الاستخفاف إلى الموت والهلاك. كثيرة هي الحوادث المميتة التي تنجم عن تهوُّر الشباب وعدم اكتراثهم لإجراءات السلامة.
يجب أن نكون حذرين من وقوع الأخطاء إلى حدٍّ كبير، لكن ليس إلى حد التأزُّم النفسي المتلازم مع اليأس والرهاب. جزءٌ من عملية بناء الشخصية يحصل في التعامل الصحيح مع الأخطاء. وهذا ما يتطلب العقلانية الكافية لفهم أسبابها وكيفية اجتنابها.
الحماقة تكمن في أن نقع في الخطأ ولا نبالي، ثم نرتكب الخطأ نفسه مرة أخرى. تتأصل الحماقة وتصبح واحدة من سمات الشخصية. رغم أنّ للحماقة جذورًا وراثية، لكنّها أيضًا نتاج سلوك خاطئ.
في الوقت الذي نريد لأبنائنا أن يبنوا شخصيتهم من خلال المعايشة والدخول في التجارب والأفعال الحرة، لكن هذا لا يعني ألّا يكون هناك هداية وإرشاد ومرجعية حكيمة يلجؤون إليها عند الحاجة.. تصبح المشكلة معقدة لأنّ الطبيعة البشرية عند الشباب تميل إلى الاستقلالية وإلى ما يُعبَّر عنه اليوم بإثبات الذات. هل ارتكبنا خطأً ما حين عززنا هذه الطبيعة في أبنائنا في مرحلة سابقة؟
يشكو العديد من المربين استغناء أبنائهم عن هدايتهم وعن حكمتهم وخبرتهم في الحياة. شاهدتُ الكثير من الشباب المتهور وهم أبناء لآباء يتمتعون بالكثير من الخبرة. يُقال إنّ جيل اليوم لم يعُد يرى في الكبار فارقًا نوعيًّا في المعرفة. ربما لأنه يتم التركيز على معارف تُستحدَث يوميًّا. حين يواكب الشباب آخر مستجدات التكنولوجيا، فإنّهم قد يتفوّقون على الكبار في هذا المجال، ممّا يشعرهم بأنّهم أعلم وأخبر وهم بغنًى عنهم.
إن اختصرنا الحياة بمثل هذه الهموم والاهتمامات، فمن الطبيعي أن تكون المعرفة لمصلحة الشباب. هكذا نجد شبابًا مواكبين لكل صيحات العصر، لكنّهم عاجزون تمامًا عن التعامل مع الجنس الآخر وإدارة زواجهم بنجاح.
رغم أنّ وسائل التواصل المختلفة مليئة بالمعلومات التي ترتبط بمعظم جوانب الحياة وشؤونها، لكنّها في معظمها سطحية لا تلامس العمق المطلوب للنجاح. الحكمة التي تناقلتها الأجيال ـ والتي قسمٌ كبير منها ما زال في الكتب ـ مفقودة وسط مستنقع اهتمامات الشباب الحالي.
يجب أن نُبدع في الأساليب التي تشد أبناءنا للتعلُّم من الكبار؛ ويجب ترسيخ قيمة هذا التعلُّم باعتباره أثمن شيء في الحياة.

تربية الأولاد
هذا الكتاب عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.إنه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى. تربية الأولادالكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبالطبعة الأولى، 2019حجم الكتاب: 17*17عدد الصفحات: 396نوع الغلاف: ورقيISBN: 978-614-474-082-8للحصول على الكتاب خارج لبنان، يمكن طلبه عبر جملون على الرابط: https://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/37164097او عبر موقع النيل والفرات على الرابط:https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb321957-312703&search=books

أولادنا..أسئلة حسّاسة، تحدّيات معاصرة
إنّ الهدف الأول .. هو مساعدة المربين على تبيّن المبادئ الأساسية التي تختفي وراء المعالجات المختلفة للمشاكل والأمور التي فرضتها الحياة المعاصرة.. وقد أردنا أن يكون هذا العرض نموذجًا ووسيلة لتعميق مقاربة هذه القضايا من زاوية المبادئ والأصول بدل الاعتباطية والسطحية. وكل رجائنا أن نكون قد ساهمنا في تفعيل الخطاب التربويّ بالاتّجاه الصحيح. الكتاب: أولادناالكاتب: السيد عباس نورالدينبيت الكاتب للطباعة والنشر والتوزيعالطبعة الأولى، 2019الحجم: 17*17عدد الصفحات: 396isbn: 978-614-474-083-5يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

حين تقع المصارحة ضحية الهيبة.. كيف نشجع أولادنا على مصارحتنا؟
إذا وقعنا بين مطرقة حفظ الهيبة وسندان عواقب المصارحة، يجب أن نجد حلًّا. لا ينبغي أن نضحي بأحدهما لحساب الآخر. وهذا ما يتطلب فنًّا خاصًّا.

حول ضعف الدوافع نحو التدين ... لماذا نشاهد ما يشبه الارتداد بين الشباب؟
إذا كان الدافع عند الشباب للتدين بعد الانتصار هو تحقيق ذلك المجتمع الراقي المتفوق، ولم نقدر على تلبية دافعهم هذا، فمن الطبيعي أن يعم الإحباط ويضعف هذا التدين الذي قام على أساس طموحات كبرى.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...