
كيف نساعد أولادنا على رفض ضغوط الموضة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب تربية الأولاد و أولادنا
تأتي ابنتنا من المدرسة وتفاجئنا بأنّها تريد أن تغير تسريحة شعرها لتكون مثل تسريحة المغنية الفلانية، أو يرجع ولدنا من مباراة كرة القدم ويخبرنا بأنّه قرر أن يصبح مثل اللاعب الأرجنتيني الشهير ميسي وهو يقول: لن أقبل بعد اليوم أن أبدل قميص فريق برشلونة حتى لو كان في عرس أختي الكبرى!
نتعجب من إصرار أبنائنا والتزامهم بتقليد شخصيات هي بالنسبة لنا فارغة أو سطحية، ونحن نتمنى لو أنّهم اقتدوا بالإمام عليّ عليه السلام الذي صار مظهر الفتوة في الوجود كله أو بشخصية الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري، ونتساءل فيما بيننا عن الخطأ أو الخلل في تربيتنا! نقول: "نحن لم نكن هكذا حين كنّا في مثل أعمارهم"؛ أو ربما يحلو لنا أن نتذكر أنفسنا هكذا.
لماذا يتأثر أولادنا بشخصيات غير دينية ونحن نسعى جهدنا لجعل بيوتنا مفعمة بالإيمان والنماذج الدينية التقية؟! فما الذي يحدث لولدنا هنا؟! وهل ستنحرف ابنتنا عما قريب وتترك الحجاب؟!
البعض منّا يتساهل مع هذا الأمر الذي يبدو بالنسبة للناشئة والشباب الصغار مصيريًّا، ويعتبر الانجرار وراء الموضة أمرًا طبيعيًّا في هذه المرحلة العمرية. يقول هذا البعض:
"ما من أحد إلا ويسعى للاقتداء بمثلٍ أعلى"، و"ماذا يمكننا أن نفعل والآخرون ناجحون جدًّا في إضفاء جاذبية ساحرة على مشاهيرهم ونماذجهم!".
ويقولون أيضًا: "حين ينضج أبناؤنا وتكتمل حلومهم فإنّهم سيشعرون بسخافة ذلك ويتخلّون عن تلك الشخصية التي كانوا يمجّدونها إلى حدّ العبادة"!
هذه الهواجس والتحليلات سليمة وصحيحة إلى حدٍّ كبير، لكنّها قد تُغفل أمرًا مهمًّا للغاية.
يوجد هنا حدٌّ وسط بين القلق الزائد والتساهل المُفرط؛ الأمر الذي يرتبط ببناء شخصية أولادنا وتكوينهم النفسي أكثر ممّا يرتبط بسلوكياتهم المتعلقة بالمظهر غالبًا.
فأكثر هؤلاء المشاهير يبدون كأبطال خارقين وشخصيات عظيمة مُفعمة بالخير والصلاح مُغلّفة بجاذبية ساحرة. ما أحبه أولادنا في هؤلاء هو ما تعشقه الفطرة السليمة وتميل إليه في الواقع. وعلينا بدل القلق أن نفرح، لأنّ أولادنا ما زالوا يتمتعون بهذه الميزة رغم كل هذه العبثية. لكن..
القصة هنا لا تنحصر في هذا الاقتداء الأعمى، والذي سيزول بمجرّد أن يكبروا ويطّلعوا على حقيقة هذه الشخصيات وهشاشتها؛ بل في الانتباه جيّدًا ونحن نعمل على تنشئة أولادنا ليكوّنوا شخصيات قوية متينة ثابتة.
فالشخصية القوية هي التي تكون منيعة أمام الضغوط التي تريد أن تجعلها تابعة خاضعة منجرّة مستسلمة.
ما يحصل في الغالب من أثرٍ لا يكون في هذا الاقتداء الأعمى، بل في ذلك الشعور بالدونية أمام الزملاء والأقران الذين يمارسون شتى أنواع الضغوط علينا؛ سواء كانت ضغوط الإغراء للانتماء والمقبولية، أو ضغوط التهديد بالعزلة والنبذ.
هذا الخوف من الاستبعاد أو الطمع بالمقبولية هو أمرٌ قلّما ينتبه إليه الآباء والأمهات أو يتمكن الأبناء من فهمه والتعبير عنه، في حين أنّه قد يكون العامل الأول في تشكيل شخصيتهم ويصاحبهم على مدى سنوات الدراسة بدءًا من مراحل الروضات.
ينتشر التنمُّر في المدارس على نطاقٍ واسع، وتعجز الأنظمة التربوية السائدة عن معالجة هذه الظاهرة المدمرة، وذلك بسبب التركيز المفرط على جانب محدَّد في الإعداد والتنشئة. سرعان ما ينقسم التلامذة إلى ضحايا ومستبدين طُغاة، كما يحصل في السجون على مستوى أعلى وأشد خطورة. ثم يترسّخ هذا النظام ويصبح أمرًا عاديًّا حتى حين يدخل أولادنا سوق العمل!
التنمُّر الذي يستخدم السخرية بكل أشكالها، يتحول إلى وسيلة لقمع الشخصية والاستعلاء عليها، في الوقت الذي لا يمتلك الأطفال والأحداث القدرة الكافية على فهم ما يجري وتحليل أسبابه بصورة منطقية قابلة للاستيعاب والإحاطة.. يتسلّل إليهم الشعور بالدونية والذي لا يجدون معه سوى طريقة واحدة لتقليل ضغطه الهائل على نفوسهم وهو القبول بالتبعية والتقليد.
إذاً، ليس كل تقليد لأحد المشاهير ناشئًا من الرغبة والانجذاب إلى المثل الأعلى، بل في كثيرٍ من الأحيان يكون كاشفًا عن تعرُّض أبنائنا لضغوطٍ نفسية كبيرة، لا يجدون معها الدعم الكافي لمواجهته والصمود بوجهه من آبائهم أو أُسرتهم التي تضغط بدورها في الاتجاه الآخر لتجعل المشكلة مضاعفة.
سخريتنا من انجرار أبنائنا وراء الموضة أو استنكارنا لهذا الأمر لا يصل إلى مستوى السخرية التي يتعرّضون لها على مدى ساعات ممتدة من النهار ـ وحتى ما بعد الدوام الدراسي ـ على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها.
لذلك إذا أردنا لأبنائنا أن يحصلوا على دعمنا اللازم لمواجهة هذه الضغوط، علينا أن نوجد الطرق المناسبة والفعّالة للتواصل معهم. ويجب أن نبتكر الطرق والحوارات التي نتمكن معها من جعلهم قادرين على فهم حقيقة مشاعرهم وهواجسهم وما يمكن أن ينجم عنها.
حين يتمكن أبناؤنا من الإفصاح عن عمق مشاعرهم، فهذا يدل على أنّهم وصلوا إلى المرحلة التي نعبّر عنها بتشكُّل الوعي الذاتي الذي يُعتبر العنصر الجوهري الأول في بناء الذات.
وبعبارةٍ أخرى، يجب أن نساعد أبناءنا على التحرُّر من سلطان الوهم الذي يمكن أن يتشكّل بأشكال مختلفة بحسب ظروف ومقتضيات كل مرحلة عمرية.
هيمنة سلطان الوهم على الإنسان أمرٌ شائع جدًّا، إلى الدرجة التي يمكن أن نقول معها إننا في جميع آلامنا وأزماتنا ضحايا هذا السلطان الذي يُعدّ أحد أقوى العوامل المؤثرة في الحياة الدنيوية.
يجب أن نمكّن أبناءنا من إدراك هذه الحقيقة، ومعرفة مدى تأثير التنمُّر والسخرية عليهم، وحجم الكلفة أو الثمن المطلوب دفعه للنجاح والتغلُّب عليه، وهو ثمنٌ قليل جدًّا لكنّه كبير في نظرهم ووهمهم. بهذه الطريقة سيتعلّمون واحدًا من أعظم دروس الحياة عند مواجهة أنواع الظلم والطغيان والشر الذي سيعترض حياتهم ويحدّد مصيرهم، ليس في الدنيا فحسب بل في الآخرة أيضًا.

الأسبوع الذي أصبحتُ فيه مُتنمّرًا
تخيّل أنّك بكبسة زر تتحول من فتى عادي إلى فتى جبار. هذا ما حصل لي عندما قرّر والدايّ أن يدخلاني إلى مخيم المتنمّرين. أصبحت بكبسة زر علاء الفتى الجبّار! لكني احتجت أسبوعًا كاملا لأعرف سرّ القوة الحقيقي، ويا له من اسبوع! إنّه الأسبوع الذي أصبحت فيه متنمّرًا! الأسبوع الذي أصبحتُ فيه مُتّنمّرًا الكاتبة: أمل عبداللهالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 20*20غلاف ورقي: 44 صفحةأعمار: 9+ الطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-011-8السعر: 8$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

أولادنا..أسئلة حسّاسة، تحدّيات معاصرة
إنّ الهدف الأول .. هو مساعدة المربين على تبيّن المبادئ الأساسية التي تختفي وراء المعالجات المختلفة للمشاكل والأمور التي فرضتها الحياة المعاصرة.. وقد أردنا أن يكون هذا العرض نموذجًا ووسيلة لتعميق مقاربة هذه القضايا من زاوية المبادئ والأصول بدل الاعتباطية والسطحية. وكل رجائنا أن نكون قد ساهمنا في تفعيل الخطاب التربويّ بالاتّجاه الصحيح. الكتاب: أولادناالكاتب: السيد عباس نورالدينبيت الكاتب للطباعة والنشر والتوزيعالطبعة الأولى، 2019الحجم: 17*17عدد الصفحات: 396isbn: 978-614-474-083-5يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

تربية الأولاد
هذا الكتاب عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.إنه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى. تربية الأولادالكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبالطبعة الأولى، 2019حجم الكتاب: 17*17عدد الصفحات: 396نوع الغلاف: ورقيISBN: 978-614-474-082-8للحصول على الكتاب خارج لبنان، يمكن طلبه عبر جملون على الرابط: https://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/37164097او عبر موقع النيل والفرات على الرابط:https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb321957-312703&search=books

أعاني من ضعف الشخصية
فتاة في عمر ال ١٧ سنة نتيجة عدم اهتمام والدها بها حين البكاء والحزن أصبح لديها كبت شديد فهي حاليا تعاني من التالي: ١- النفور من الأشخاص الذين يحبونها ويهتمون بها ٢- عدم اللجوء لمعالج نفسي من أجل عدم الشعور بالمسكنة ٣- الغيرة بشكل هستيري على المقربين ٤- عدم القدرة على التعبير عن مشاكلها لأحد أو الحوار معه لحلها ٥- الحساسية الزائدة تجاه أي مشكلة بسيطة ٦- الخوف من فقدان الأصدقاء المقربين جدا

حول قتل الشغف في أبنائنا.. حين نريد مصلحتهم فيحصل العكس
من الطبيعي أن يتمنّى الآباء والأمهات أفضل مستقبلٍ لأبنائهم. ومن الطبيعي أن يحثّوهم ويدفعوهم بالاتجاه الذي يحقق لهم ذلك. لكن هل يمكن أن يكون لهذا الأسلوب التربوي عواقبُ وخيمة وآثارٌ هدامة على صعيد تكوين الشخصية؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...