
ما هي الخطيئة الكبرى؟
في ليلة الغفران ما الذي يمنع التوبة؟
السيد عباس نورالدين
قد تعجب إذا سمعت أنّ هناك سيّئة واحدة تكفي لدخول الإنسان إلى جهنّم وبئس المصير، وأنّ هناك حسنة واحدة كافية لبلوغ الجنّة والرضوان. وهذا يعني أنّه لو قام الإنسان بكلّ أعمال البر ولم يتخلّص من تلك السيّئة، فكأنّه لم يفعل شيئًا؛ وأنّه إذا ارتكب ذنوب الثقلين وأتى بتلك الحسنة، فإنّ الله تعالى سيغفر له ويرحمه!
يبدو هذا الطّرح مخالفًا لكثير ممّا سمعناه حول الآثار الدقيقة للأعمال التي تجري وفق قاعدة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[1].. وقد يتصوّر البعض أنّ مثل هذه القضيّة معارضة للعدل الإلهيّ! فهل يُعقل أن يغفل الله تعالى كلّ الأعمال الصالحة العظيمة بسبب خطيئة واحدة؟ أو أن يقدّم على هذا الشخص من لم يأتِ سوى بحسنةٍ واحدة؟!
أوّل فكرة يجب تصحيحها هنا هي قضيّة العدل هذه. فلو كنّا ملتفتين إلى أساس الحساب ومحوره لما تسرّعنا بطرح قضيّة العدل؛ لأنّ الحساب كلّه يوم القيامة يكون على أساس مخالفة الله تعالى وموافقة إرادته، وليس على أساس المقارنة بين الخلق وبين الأعمال.
والفكرة الثانية التي نحتاج إلى معرفتها جيّدًا ـ وهي التي تُعدّ أساس الحديث هنا ـ هي أنّ لله تعالى إرادة واحدة تتجلّى بـ "الأمر الواحدة"، كما في قوله تعالى: {وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ}.[2]وسرّ ذلك لا يخفى على من عرف الله حقّ المعرفة، وأدرك أنّه لا معنى ولا حاجة لتعدّد الإرادات بالنسبة لله تعالى، وأنّ التكثّر الذي نلحظه في إرادة الله في عالمنا، إنّما هو من حيثيّة نظرنا نحن، ويرتبط بطبيعة وجودنا وحركتنا من النقص إلى الكمال. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
فلا يُعقل أن يكون لمن له هذه القدرة المطلقة والحكمة البالغة عدّة إرادات، وكأنّه مخلوقٌ يسعى لبلوغ غايته بالتدريج، فينشئ إرادة أولى لخلق أو فعل شيء، ثمّ ينشئ إرادة ثانية لتحقيق مُراد آخر، وهكذا.. فما يريده الله تعالى مجتمعٌ كلّه في علمه، ولا يحتاج معه إلى تصوّره وبنائه بالتدريج. وكلّ تدريج وسير وتحوّل إنّما يكون بالنسبة لنا، نحن الذين نسير ونتحوّل في هذا العالم الواحد الذي تحقّق عند الله سبحانه.
إنّ ما أراده الله تعالى قد تحقّق كلمح بالبصر، ولا يوجد عند الله مسار يتدرّج فيه ويقطعه ليصل إلى غايته من الخلق والإيجاد. فنحن الذين نمشي في هذا العالم، كالنمل الذي يسير على سجّادة كبيرة، فيتعرّف كل حين إلى أمرٍ جديد، ويكون لسيره مستقبل وماضٍ وحاضر.
وقد تجلّت إرادة الله تعالى في عالم الوجود بأن يكون له خلفاء في أرضه، يكون لهم مقام ظهور إرادته الواحدة. فهم يعملون بأمره ومتوافقون مع إرادته بحيث لا يمكن أن نجد فيهم ما يخالف هذه الإرادة التكوينيّة الواحدة. أو فقل: إنّ إرادة الله الواحدة قد تجلّت في شخصيّة هؤلاء وسيرتهم وفعلهم وموقعيّتهم، حتّى صارت مخالفتهم هي مخالفة لإرادة الله، وطاعتهم هي طاعة له: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله}.[3]
والأمر الآخر الذي ينبغي الالتفات إليه هو أنّ إرادة الله الواحدة هذه قد ظهرت وتجلّت في إرادتين؛ الأولى: خلق الجنّة، والثانية خلق النار. وهما معًا يحقّقان ويُظهران الإرادة الواحدة التي تجلّت في عالم الوجود بكلّ أركانه (والذي هو متحقّق عند الله حتمًا).
فكما أنّه لا يمكن مخالفة إرادة الله في خلق العالم، لا يمكن مخالفة الله في خلق الجنّة والنار، ومن المستحيل أن نقنع الله تعالى ـ إن صحّ هذا التعبير ـ بالعدول عن خلقهما.
ولأنّ الجنّة بأهلها وناسها، ولأنّ النار كذلك، فلا بدّ من وجود خلق للجنّة، بهم تعمر، وبها يخلدون. وهكذا الأمر بالنسبة لجهنّم، فلا بدّ من أُناس يشعلونها، وتشتعل بهم، وتحرق غيرهم أيضًا. كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْس}.[4]
فالحسنة الكبرى أو الحسنة الواحدة هي: التوافق مع إرادة الله الواحدة التي تجلّت في عمل أوليائه وسيرتهم ودورهم. والسيّئة الكبرى أو الواحدة، التي لا ينفع معها حسنة، هي مخالفة أوليائه فيما لهم. والأمر هنا ليس منحصرًا في عالم التشريع والاعتبار.
فالموافقة أمرٌ وجوديّ، يظهر في حركتنا المتوافقة مع عمل الأولياء. وإذا كانت حركتنا نمط عيشٍ ومسيرة حياة، فهي الحسنة التي لا تضرّ معها سيّئة، لأنّنا جعلنا وجودنا وماهيّتنا متوافقة مع إرادة الله الواحدة. أمّا إذا كان مسار حياتنا مخالفًا لحركة الوليّ ودوره، فهذه هي السيّئة التي لا تنفع معها حسنة؛ وكيف ينفع ما خالف إرادة الله الواحدة (المراد الوحيد لله تعالى).
إنّ أجمل تشبيه وتقريب لهذه القضيّة هو ما ذكره الإمام الصادق(ع) حيث قال: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ بَارَّةً تَقِيَّةً؛ وَلَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً".[5]
وهذا الأمر لا ينحصر بالرابطة العاطفيّة والعُلقة القلبية؛ فمن الممكن أن تكون القلوب مع الوليّ وسيوفها عليه، كما حدث مع أهل الكوفة تجاه الحسين سبط النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله). ورُبّ عاشقٍ لأولياء الله قد يكون مسار حياته مخالفًا لدورهم وإرادتهم الواحدة (وهو ما نعبّر عنه بمشروعهم الكبير الأساسيّ الوحيد)، فلا ينفعه هذا العشق هنا أبدًا، إلّا إذا بدّل مسار حياته. أجل، من الصعب أن لا يؤدّي العشق مثل هذا الدور الإصلاحيّ الكبير.. إلّا أنّ هذا التفكيك ضروريّ لفهم القضيّة؛ وفرض المحال ليس بمُحال. فما لم تتجلَّ العُلقة العاطفيّة بالوليّ في صورة العمل والحركة العامّة الكليّة الموافقة له، فلا ينفعنا ذلك أبدًا، ونكون بذلك قد خسرنا كلّ شيء.
ولا يقدر على إدراك مثل هذه القضيّة إلّا من أحكم معرفة معنى الإرادة الإلهيّة، وهي الكلمات التي تمّت صدقًا وعدلا، ولا مبدّل لها.
وقد أشارت الروايات الشريفة إلى هذه القضية تحت عنوان الولاية، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي حمزة الثمالي قال: "قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام: "أَيُّ الْبِقَاعِ أَفْضَلُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عامًا، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ بِغَيْرِ وَلَايَتِنَا، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ شَيْئًا".[6]
وفي رواية أخرى، عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال: "أَمَا لَوْ أَنَ رَجُلًا قَامَ لَيْلَهُ، وَصَامَ نَهَارَهُ، وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ، وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْ وَلَايَةَ وَلِيِّ اللَّهِ فَيُوَالِيَهُ، فَتَكُونَ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْه،ِ مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَان".[7]
إنّ ولاية أولياء الله ليست سوى ظهور لولاية الله في عالم الطبيعة. وولاية الله هي تدبيره لعالم الوجود وفق إرادته ومشيئته بما يحقّق الغاية منه. وكل من يعمل خلاف هذه الولاية، وتكون حصيلة أعماله مخالفة لها فهو الذي جاء بالسيئة: {وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُون}.[8]
فنحن هنا أمام حصيلة يجب الاعتناء والاهتمام بها أشدّ ما يمكن، لأنّ الأمور تُقاس بحسب الحصيلة النهائيّة.. ولو فرضنا أنّنا قمنا بالكثير من الأعمال الموافقة لما يريده الوليّ طوال حياتنا، لكنّنا خرجنا بحصيلة تُخالف إرادته الواحدة، فهذا يعني أنّنا قد جئنا بتلك السيّئة الواحدة. وبالعكس، إذا قمنا ـ لا سمح الله ـ بالكثير من الأعمال المخالفة لإرادته ودوره، لكنّنا خرجنا بحصيلة موافقة لما يريد، نكون قد جئنا بتلك الحسنة الواحدة.
فافرض أنّك تعمل لدى مهندسٍ في بناءٍ كبير. وافرض أنّك ترتكب الكثير من الأخطاء أثناء عملك، فتوقع الأغراض والمعدّات، وتتلف بعض الحاجيات وتركّب العديد من الأجزاء بطريقة خاطئة، لكنّك في النهاية كنت ممّن ساعد هذا المهندس على إتمام عمله كما اقتضت هندسة البناء (ربما قام غيرك بإصلاح أخطائك تلك)؛ أي أنّ عملك كان في المحصّلة النهائيّة مساهمًا في البناء، ولم يكن كلّه تخريبيًّا؛ فهذا يعني أنّك تستحق الثواب المطلوب. أمّا إذا كنت ممّن يعطّل على هذا المهندس عمله أو أعمال من يساعده، رغم أنّك دقيق في وضع الأشياء وأنت ماهر في حملها ونقلها جيّدًا، لكن ما الفائدة إذا كنت تنقلها إلى مبنًى آخر لا علاقة له بالبناء الذي يعمل عليه المهندس المكلّف من قبل صاحب المشروع؟!
لقد خرجتَ هنا بحصيلة سوداء، ولا ينفعك معها كل أعمالك المرتّبة والجميلة!
هل وجدت في هذا المثال ما يناقض العقل السليم أو الفطرة النقيّة؟
قد تقول: وأين النوايا في هذا الأمر؟ والجواب هو أنّ صلاح النيّة العامّة (النية التي ترسم مسار حياتك، أي نيّتك في النتيجة النهائيّة) لا يمكن أن يجعلك في موضع مخالف لعمل المهندس؛ لأنّ صلاح النيّة الكلّيّة يدلّ على ـ أو يتجلّى في ـ اكتشافك للمهندس ومشروعه. ولهذا نكاد نقطع أنّ من لم يوفّقه الله لهذه المعرفة، فهو سيّئ النيّة في باطنه، وإن كان يريد الكثير من الأشياء الجميلة في حياته.
فطهارة الباطن وصفاء السرّ وصلاحه يتجلّى في معرفة الله والرغبة في الذوبان في إرادته والشوق الأكيد لتحقيق ما يريده. ولأجل ذلك سيكون ثواب مثل هذا الطاهر أن يهديه الله إلى معرفة من هو تجلٍّ ومظهرٍ تامّ لإرادته في هذا العالم. وفي الحديث القدسي الشريف: "فَمَنْ عَمِلَ بِرِضَايَ أُلْزِمُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ أُعَرِّفُهُ شُكْراً لَا يُخَالِطُهُ الْجَهْلُ وَذِكْراً لَا يُخَالِطُهُ النِّسْيَانُ وَمَحَبَّةً لَا يُؤْثِرُ عَلَى مَحَبَّتِي مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا أَحَبَّنِي أَحْبَبْتُهُ؛ وَأَفْتَحُ عَيْنَ قَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي وَلَا أُخْفِي عَلَيْهِ خَاصَّةَ خَلْقِي."[9]
فهل هناك من شرٍّ أشدّ على الإنسان من أن يأتي إلى هذا العالم ولا يعرف ما الذي يريده الله منه؟! وهل هناك من خيرٍ أعلى وأفضل من أن يدرك الإنسان إرادة الله فيه؟!
لقد اقتضت حكمة الله أن يكون وليّ الله على رأس هذه العمليّة البنائيّة. فهو المهندس الرئيس الذي لا يمكن للمشروع أن ينجح دون قيادته له. إنّه العارف به، ولو كان هناك من يعرفه غيره لوجب اتّباعه أيضًا. وهو الأمين عليه لما امتاز به من صفات الكمال. ولو تأمّلنا قليلًا في التاريخ والحاضر، لما وجدنا أنّ المشكلة كانت في تحديد أولياء الله عند المسلمين. فقد كان أولياء الله معروفين بعلمهم وفضائلهم ومشهورين، وإن استتروا أو غُلبوا على أمرهم. ولهذا وجدنا المشكلة دومًا في رغبة الناس باتّباع الأمراء والسلاطين لِما وجدوا عندهم من حظوظ دنيويّة ومتاع زائل. ولكي يبرّروا هذا الاتّباع أضفوا على حياتهم صبغة العبادة والتقوى، وربما أكثروا من الصلاة والصيام، وزايدوا على أئمّة الهدى في قضية الدفاع عن حرمات الله وعن دينه وعن شعائره، لإخفاء جريمتهم الكبرى والتكتّم على تلك السيّئة الواحدة. لكن كانوا أنفسهم يخدعون.
إنّ لهذا المهندس العظيم في كلّ زمانٍ ومكانٍ أولياء وأتباع، يضعهم مواضعهم. وبهذا الوضع والتعيين يتم له مقدّمات المشروع لتنطلق عمليّة البناء. وحين ندفع أي واحد من هؤلاء الأتباع الكفوئين عن موضعه، الذي أراده هذا الإمام له، فهذا يعني أنّنا نخالفه بالمشروع كلّه، ونمنع من قيامه وانطلاقه.. فلكي ينطلق مشروع البناء وتتحقّق الإرادة الواحدة، لا بدّ أن يتم الفريق العامل وأن يكون كلّ واحدٍ في موضعه.
فإذا تنطّح أحدنا واحتلّ موضعًا ليس له (مهما كان حقيرًا بنظره)، فقد منع اكتمال الهيكليّة اللازمة لانطلاقة المشروع الإلهيّ؛ فيكون ممّن عطّل عمل المهندس بالكامل، وهذه هي السيّئة الكبرى التي لا تنفع معها حسنة، حتى لو قمنا بالكثير من الأعمال الجميلة التي تتناسب مع المشروع!
لقد كانت مسيرة الأنبياء والأولياء منذ آدم وإلى يومنا هذا سعيًا نحو تأمين كل مستلزمات المشروع الإلهيّ الواحد. ولم يتم العمل ولم يكتمل لحدّ اليوم. فكل من شارك الأنبياء أو ساهم في هذا السعي فهو صاحب الحسنة، وكل من عثّر سعيهم فهو صاحب تلك السيّئة والخطيئة الكبرى. ولأنّ الله غالبٌ على أمره، فلا بدّ أن يأتي هذا اليوم الذي يكتمل فيه عدد المطلوبين لهذا العمل ونوعيّتهم، ثمّ يتم وضعهم مواضعهم في هذا المشروع الكبير.
ربما شهد التاريخ مثل هذا العدد ومثل تلك النوعيّة اللازمة للنهوض بالمشروع، لكنّ وضع هؤلاء في مواضعهم ضمن الحركة الاجتماعية لم يتحقّق يومًا.
لقد شهد التاريخ وما زال تصدّي الكثيرين لمواضع ليست لهم، فمنعوا من وصول الأكفاء إليها. ولم يكن هناك من خطيئة أعظم من إيقاف المشروع الإلهيّ. فهل علمت لماذا كانت هذه السيّئة أكبر خطيئة.
{رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّار}.[10]
[1]. سورة الزلزلة، الآيات 7-8.
[2]. سورة القمر، الآية 50.
[3]. سورة النساء، الآية 80.
[4]. سورة الأعراف، الآية 179.
[5]. بحار الأنوار، ج65، ص 142.
[6]. الإمام الخميني، معراج السالكين.
[7]. الإمام الخميني، معراج السالكين.
[8]. سورة النمل، الآية 90.
[9]. بحار الأنوار، ج74، ص 28.
[10]. سورة البقرة، الآية 201.

كيف أصبح مخلصًا؟
لو تأمّلت في نفسك وفي حياة غيرك لعلمت أنّ كلّ إنسان يريد الوصول إلى غايةٍ ما ويسعى نحوها؛ والخيار المطروح أمامنا هو في تحديد طريق السفر وغايته وسرعة السير والترحال. على صفحات هذا الكتاب سنحدثك عن رحلة هي أجمل وأعظم رحلة يمكن أن تقوم بها في حياتك؛ إنّها رحلة تعبر بك كل المحطات الجميلة التي تملأ حياتك سرورًا وحبورًا؛ إنّها الرحلة التي تفسّر لك كل شيء، فتجعل كلّ شيء واضحًا ساطعًا؛ إنّها رحلة الإخلاص. كيف أصبح مخلصًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 152 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

خطة الإسلام 3
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم، فما هي مبادئ هذه الخطة وأصولها؟ وكيف يمكن لنا أن نكتشف التفاصيل المهمة التي ترتبط بتطبيقها في زماننا وفي كل زمان.. كتاب يعمّق الوعي بشأن أعظم قضية في الحياة. خطة الإسلام 3 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 208 صفحات الطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

الخامنئي القائد
في هذا الكتاب، تتمثّل لنا تجربة عالمٍ فقيه وهو يقود مشروعًا حضاريًّا كبيرًا فنسعى للبحث في طيّات كلماته ومواقفه عن معالم هذا المشروع ومراحله، وما هي العقبات التي تواجهه والإنجازات التي تحقّقت بفضل الجهاد الكبير. وفي هذا المعترك الواسع، نشاهد هذا القائد وهو يعمل ليل نهار من أجل المحافظة على إنجاز سلفه، الذي تمثّل بإحضار الناس إلى الميادين الاجتماعية، وإقناعهم بأنّهم أصحاب الدولة الواقعيون، وأنّهم قادرون على إنجاز المستحيل. الخامنئي القائد الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 400 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

معراج السالكين
كتاب في السير والسلوك والتوحيد والمعارف العقائدية ومنهج محكم في تهذيب النفوس وباب مهم للدخول إلى عالم العرفان الأصيل يتضمن من المعارف ما يضفي عليه صفة الموسوعية رغم صغر حجمه. يمثل منهاجًا دراسيًّا يكاد يصل إلى حد الاكتفاء الذاتي. فإذا فُهم جيّدًا يصنع الشخصية الإسلامية الواعية العميقة والشاملة الوثيقة.. إنّه باختصار لب مدرسة الإمام وروح نهجه الذي نبحث عنه في عشرات الكتب الأخرى. معراج السالكين الكاتب: الإمام الخميني إعداد: مركز باء للدراسات حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي وكرتوني: 400 صفحة الطبعة الأولى، 2009مالسعر (للغلاف الورقي): 8$السعر (للغلاف الكرتوني): 9$

محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$

سفر إلى الملكوت
المبادئ الأساسيّة لبناء حياة معنويّة رائعة.كتاب يتحدّى تفكيرنا ويحثّنا على إعادة النظر بما كنا نعتبره من المسلّمات أو الأمور التي لا تحتاج إلى تعمّق وتدبّر. سفر إلى الملكوت الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 406 صفحاتالطبعة الرابعة، 2017مالسعر: 10$ تعرّف أكثر إلى الكتاب من خلال الكاتب يمكنكم شراء الكتاب عبر موقع جملون على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

خطة الإسلام 2
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم وللبشرية والمصير.. فكيف كانت هذه الخطة تطبق على يد الأنبياء منذ بداية عصور الرسالة، وإلى أين وصلت مع مجيء خاتم الأنبياء وبعثته. وماذا حل بهذه الخطة بعد وفاته وإلى يومنا هذا.. هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب ويضعنا أمام سياق تاريخي مفعم بالأمل. خطة الإسلام 2 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 144 صفحة الطبعة الأولى، 2011م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

مبادئ العمل الثقافي
الثقافة هي المحرك الأول لكل المجتمعات البشرية؛ وهي تستحق الكثير من الحديث والبحث العلمي. ولأجل ذلك كان هذا الكتاب في سعي للمساهمة في تفعيل الحوار بين المفكرين والمهتمين بهذه القضية الحساسة من أجل الوصول إلى المبادئ الأساسية التي ينبغي أن ينطلق منها كل نشاط ثقافي فعال. مبادئ العمل الثقافي الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 128 صفحةالطبعة الأولى، 2006م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: 1- النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

خطة الإسلام 1
يهدف هذا الكتاب إلى عرض الدين كما جاء به رسول الله (ص) : خطة إلهية محكمة تهدف إلى تغيير العالم وتبديل الأرض وإيصال الناس إلى سعادتهم المطلقة.. فكيف يمكن أن تظهر هذه الخطة الإلهية في الاسلام. خطة الإسلام 1 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 40 صفحة الطبعة الأولى، 2009م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الخميني القائد
البحث عن السيرة القيادية للإمام التي ظهرت في كل أفعاله ومواقفه، وكانت العامل المحوري لجميع إنجازاته ومفاخره. فشكلت أعظم الدروس القيادية التي يمكن تشييد مدرسة كاملة عليها. ما هي أهداف الإمام الخميني وما هي أهم انجازاته وكيف حقق ذلك على مدى عمره وكيف أسس لأعظم انجاز حضاري عرفته البشرية في العصر الحديث.. الخميني القائد الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 448 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

عشر قواعد لحياة روحية عظيمة
عشر قواعد أساسيّة تدلّنا على كيفية الوصول إلى حياة روحانية صاخبة فوّارة طيّبة مفعمة بالنشاط والاندفاع. 10 قواعد لحياة روحية عظيمة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 160 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 7.5$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف نستعدّ لإحياء ليلة القدر؟
هناك مجموعة من المبادىء الأساسية التي نعرفها في ليلة القدر، أحدها هي أنّ هذه الليلة ذات شأن عظيم عند الله وفي الدين والوجود، والآخر هو استحباب أكيد لإحيائها والاستعداد لها استعدادً جيدًا. الأمر الآخر أنّ لهذه الليلة حقائق وجودية، وأنّ السعي لإدراك هذه الحقائق مطلوب أيضًا وأنّ إدراك هذه الحقائق له تأثير كبير على وجود الإنسان. وهنا يتوسّل الإنسان المؤمن بكل طريقٍ ممكن ومستحب للوصول إلى هذه الحقائق. إنّ التأمل في الحوادث الكبرى التي تجري في ليلة القدر يمنحنا الفرصة لمعرفة أسرارها أو حقائقها. . وإنّ فقدان التوجه إلى هذه الحقائق يقلّل كثيرًا من تأثير عملية الاعداد والاستعداد.ومن هذا الحقائق تنزّل القرآن الكريم والروح والملائكة؟ إلى ماذا يشير هذا التنزّل؟ وما هي نتيجته؟

من حسّن خلقه في هذا الشهر..
عن رسول الله (ص) في خطبته المشهورة في استقبال شهر رمضان أنه قال: "ومن حسّن في هذا الشهر الشريف خلقه، كان له على الله أن يثبّت قدميه حين تزل الأقدام". إنّ لتحسين الخلق في هذا الشهر آثار، لعلّها من أروع وأهم الآثار لصيام شهر رمضان، بل يمكن القول أنّ هدف الكثير من الأحكام المتعلقة بهذا الشهر هوإيصالنا إلى مقام حسن الخلق.

أهداف الصوم 8.. الولاية
لقد علمنا أن شهر رمضان له حرمة خاصة بمعزل عن عبادة الصيام الجليلة. إنّ لهذا الشهر منزلة وأفضلية وأوجب فيه الصيام. ويقع فيه مناسبة مهمة وهي بشارة العالم بولادة حفيد المصطفى (ص). هذا الإمام الذي افتخر به رسول الله أمام الجميع، وقال ابني هذا سيصلح به أمّتي. وهذا يدلّ على أنّ ما قام به الإمام الحسن عليه السلام في حياته يمثّل عاملًا استراتيجيا على مستوى حياة الأمة الإسلامية...فسلام الله على الإمام الحسن بن علي، سلام الله على هذا الإمام الصابر المحتسب عند الله، الذي يشعرنا في هذا الشهر المبارك أننا في ضيافة أهل البيت عليهم السلام وأننا ينبغي أن نفهم هذه العبادة الشريفة من منطلق الولاية. والحمد لله في هذه الأيام نجد أن الوعي تجاه العلاقة بين العبادات والولاية يزداد، وهذا من البركات الكبرى لهذا الشهر المبارك الفضيل، أنّ الناس بدؤوا يتفكرون بالعلاقة بين الولاية والصوم ونرجو أن يستمر ذلك على مستوى الحج وغيرها من العبادات حتى يصل على الصلاة حيث يمكن عندئذٍ أن ندرك مدى أهمية صلاتنا في تحقيق هذه الولاية والرابطة الحقيقية بين صلاتنا وولاية أولياء الله

الصوم الهادف6.. شهر رمضان ربيع القرآن
{شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآن} عظمة شهر رمضان وحرمته ليست بالزمان الخاص فيه، هو زمان متنقل عبر أيّام السنة. إنّ عظمته تكمن في نزول القرآن فيه.لنزول القرآن أسرار. بعض الناس يتصوّرون أنّ نزول القرآن كنزول أيّة رسالة من السماء، لكن في الواقع إنّ نزول القرآن لم يكن ليتحقّق لولا العروج المحمدي الأحمدي (ص) إلى قمّة وأوج مقام القرب. ولذلك لا ينبغي أن ننسى أيضًا أنّ هذا الشهر هو شهر رسول الله وشهر الولاية، لأنّ هذا النزول وهذا التنزّل مستمرٌّ دائمٌ ما دامت ليلة القدر.

كيف نحيي ليلة القدر؟
قال الله في كتابه العزيز: {ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر}السعي لإحياء هذه الليلة المباركة هو سعيٌ لإدراك حقيقتها، لأن الآيات الشريفة تحثّنا على التفكر مثل قوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر}، إنّها ليست حقيقة ممنوعة على الخلق، لكنّها حقيقة محتجبة ومستورة ولعلّه لأجل ذلك عُبّر عنها بليلة القدر.إذًا ليلة القدر ليست زمانًا معيّنًا، وإن كان للزمان فيها مدخلية، لكنها حقيقة كونية تشير إلى وقائع عظيمة جدًّا تفوق الزمان الذي نتصوّره، وتريدنا أن نعبر زماننا بقوله تعالى: {خيرٌ من ألف شهر} لنتوجّه إلى المعاني الكامنة فيها، وذلك حين يقول الله سبحانه وتعالى: {تنزّل الملائكة والروح فيها}.

الصوم الهادف 7.. الصبر والعزم
إنّ الفيوضات الإلهية التي تتنزّل في شهر ضيافة الله هي أعظم من أي فيض يمكن أن يتصوّره إنسان، وكفى بذلك أنّ ليلة القدر التي تتنزل فيها الملائكة والروح فيها هي في هذا الشهر، بمعنى أن كل خيرات وبركات وكمالات العوالم العليا تتنزل في هذه الليلة وفي هذا الشهر... فشهر رمضان شهر الاستمداد من الله تعالى ويحصل الاستمداد بواسطة الانقطاع إلى الله؛ حيث إنّ الشهر يمثل بروحه حالة الانقطاع إلى الله حين تصبح أنفاسنا فيه تسبيحاً حين ونومنا فيه عبادة فهذا يعني أنّه يمكننا أن نعيش طيلة 30 يومًا في حالة عبادية مستمرة.ومن أهم الأمور التي ينبغي أن نطلبها في هذا الشهر هو العزم، لأنّه في كثير من الأحيان نتوقع ونرجو ونرغب ونحلم لكننا لا نجد العزم الكافي للسير نحو ما نرجوه ونتمنّاه.ونحن نعلم أن الصيام فيه مشاق عدة ويتطلب تحمّلًا، لكنّه أيضًا من أنواع التربية الإلهية التي تعزّز فينا حالة الصبر فنعتاد بعدها على تحمّل المشقات في شؤون الحياة المختلفة، وبفضل هذا التحمل تقوى النفس ويمكن أن تتشكل فيها حالة العزم الأكيد على القيام بالأعمال الكبيرة والعظيمة التي خلقنا لأجلها.

ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!

الصوم الهادف 3.. شهود القدرة الإلهيّة
في قوله تعالى {واستعينوا بالصبر والصلاة} يقول الإمام الصادق (ع) عن الصبر بأنّه الصوم.شهر الصيام إذن هو شهر الصبر الذي من خلاله نزداد إيمانًا ويقينًا بحضور القدرة الإلهية في حياتنا.إنّ التحمّل الذي يحدث عند الإنسان الصائم بهذه الانضباتية العالية مهما كانت الظروف المناخية يولّد عنده قدرة إضافية، هذه القدرة هي القدرة المعنوية التي هي أعلى بكثير من القدرة المادية وبواسطة هذه القدرة سيتمكن الإنسان من شهود قدرة الله سبحانه وتعالى لأنّ الله أنعم علينا بكل هذه الوسائل لأجل أن نصل إلى قدرته، أن ندرك حضوره لا أن نحتجب بالأسباب عنه سبحانه وتعالى.

الصوم الهادف 4.. تحقيق الإخلاص
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، ألا لله الدين الخالص}.الإخلاص لله سبحانه وتعالى هو شرطٌ أساسي لقبول الأعمال وللقرب منه تعالى، فلا يُتقرّب إلى الله إلا بالاخلاص له، قال الله عز وجل في حديثٍ قدسي: "لا أقبل إلا ما كان لي خالصًا".وقد ورد في الحديث: "الصوم لي". بالتأكيد، كل العبادات هي لله سبحانه وتعالى، لكن كأن هذا الحديث يريد أن يقول لنا أنّنا بالصيام نستطيع بسهولة أن نستشعر حضور الله عز وجل والتوجه إليه وطلبه. فكيف ذلك؟

الصوم الهادف 2... كيف يحقّق الصيام حالة التقوى في النفس؟
أحد الأهداف القريبة للصيام هو الذي عُبّر عنه بالتقوى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} يُستفاد من هذا التعبير الجميل أنّ احتمال حصول التقوى من خلال الصيام هو هدفٌ مهمٌّ جدًّا وأساسي.كيف يحقّق الصيام حالة التقوى في النفس؟

الصوم الهادف 1.. كيف نستعد لشهر الله؟
بعض الناس يصومون فقط لأنّه واجبٌ عليهم، وشيئًا فشيئًا حتى هذا الوجوب يختفي من أذهانهم ومن قلوبهم ويتحوّل إلى نوع من العمل دون الالتفات إلى الآثار والثمار. لذلك فإنّ توجه القلب إلى أهداف الصيام قد يكون عاملًا مهمًّا جدًّا في تفعيل دور الصيام في حياتنا المعنويّة. فما الذي يمكن أن نستفيده من منازل الوحي فيما يتعلّق بأهداف الصيام؟ولماذا كان شهر رمضان معظمًا عند الله سبحانه وتعالى؟ما سرّ عظمة ليلة القدر؟ وكيف نستعدّ لها؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...