
قرأت لك: العارف الكامل ـ آية الله العظمى الميرزا محمد علي الشاه آبادي
إعداد: سوزان فلحة
مؤسسة العلوم والمعارف الإسلامية
ترجمة: كمال السيد – أحمد العبيدي
دار الغدير
الطبعة الأولى ـ 2003 م
247 صفحة من الحجم الوسط
جولة مع علم من أعلام العرفان عبقت مؤلّفات الإمام الخميني بترداد اسمه. فهو أستاذه الذي طالما ذكره معقّبًا :"روحي فداه"
لقد ذكر الإمام في بيان فضل أستاذه وعظمته أجمل المعاني وقد أشار الكتاب إلى بعض ما قاله الإمام في هذا الصدد فنقرأ: "شيخي الكبير هو من أيقظ الروح في وجودي وإنّي لعاجزٌ عن شكره بيد أو لسان".
ويشير في محلٍّ آخر إلى روحه الجهادية قائلًا: "لم يكن الشيخ الشاه آبادي فقيهًا وعارفًا فحسب، وإنّما كان مجاهدًا بكل معنى الكلمة أيضًا".
أتى الفصل الأول تحت عنوان: "قالوا في العارف" وضمّ أقوالًا كان أوردها مجموعة من العلماء في الشاه آبادي أمثال: الإمام الخميني، مرتضى المطهري، هاشم الآملي، هاشمي رفسنجاني، جعفر السبحاني، رضا بهاء الديني وغيرهم..
تحدّث بعضها عن مقدرته العلمية في الفقه والأصول والعرفان، وتعرّض بعضها الآخر لصفاته الأخلاقية وكراماته. وتوقّف قسمٌ منها عند محطّات من حياته تستشف منها روح الشجاعة والمقاومة والجهاد لديه، وتتعرّض لمواقفه السياسية في مواجهة الشاه وجنوده.
لم يكن الشاه آبادي عارفًا معزولًا عن المجتمع، بل كان في قلب المجتمع وفي خضم الحياة السياسية. فنراه يفتي بحرمة التعاون مع رضا خان ويلقّب الشاه بالقاطرجي. كذلك يعتصم أحد عشر شهرًا في حرم السيد عبد العظيم الحسني ضدّ سياسة النظام البهلوي. حتى قال فيه الإمام: "لم يكُ له نظير في الفلسفة والعرفان، ولا حتى في السياسة".
أمّا الفصل الثاني وعنوانه "قبسات عرفانية". هو قبسات من كتب الإمام الخميني: الأربعون حديثًا، تفسير سورة الحمد، آداب الصلاة، شرح دعاء السحر، تعليقة على مصباح الأنس، تعليقة على شرح الفصوص وغيرها..
وهي كما ذُكر شذرات من معارف ذلك العارف وكلماته المبثوثة في كتب الإمام إلى جانب كلمات الإمام نفسه من أجل إلقاء المزيد من الضوء عليها. وهي فقرات متنوعة ومتفرّقة إلا أنّ أغلبها ذو بعد عرفانيّ محض، يحتاج فهمها وإدراكها إلى ذوقٍ خاصّ وإلمام بهذا العلم واطّلاع على مصطلحاته. ومع أنّه لم تُعتمد آلية محدّدة في جمعها واختيارها إلّا أنّ من يتمتّع بالإلمام الكافي فإنّه لا ريب سيأنس بقراءتها وتصفّحها من وقتٍ لآخر؛ فهي كلمات الإمام الغنية بالفائدة والنصائح للسالكين والمليئة بالمعارف التي اطلع عليها أرباب السير.
أتبعها بمختارات من مؤلَّفين للعارف الكامل هما "شذرات المعارف" و "رشحات البحار" وقد تمّ الاقتصار على هذين المؤلّفين لأنّ ما تركه الشاه آبادي من نتاجات علمية كان عرضة للضياع لظروف وعوامل مختلفة كما أشار.
اختتم الكتاب بملاحق صور فوتوغرافية وإجازات مصوّرة في الاجتهاد كان نالها العارف الكامل، هذا بالإضافة إلى نماذج مخطوطة من آثاره العلمية وغيرها من الوثائق.
الكاتب
سوزان فلحة
كاتبة وروائية لبنانية ولدت عام 1974. التحقت بالجامعة اللبنانية عام 1990 ثم تخرجت منها حائزة على شهادة الجدارة في الرياضيات البحتة. شاركت في إعداد وتحرير العديد من الكتب والإصدارات المختلفة قبل ان تتفرغ للكتابة الروائية مطلع عام 2008. صدر لها بالإضافة إلى رواية النغم العاصف رواية الشيفرة الحرجة. ...