
إلى أين يذهب الحب حين يموت؟
الكاتبة أمل عبد الله
إلى أين يذهب الحبّ حين يموت؟ أظنّ أنّه سؤالٌ مشروعٌ خاصّة بالنسبة لنا نحن الذين نؤمن بالحياة بعد الموت وبالجنّة والنار. لكن هل أنّ الحبّ كائنٌ حي حتى نتساءل عن مصيرٍ غير عدميّ له؟
الإجابة البسيطة هي أنّ من يموت لا بد أن يكون في وقتٍ ما من الأحياء، فكيف إن كان في حياته يحيي القلوب ويزرع فيها مشاعر الود تجاه العالم بأسره؟!
إذًا الحب كائنٌ حيّ. وبما أنّه كائن حيّ فهو حتمًا سيموت حين يأتي أجله.
قد توافيه المنيّة في حادث سير على الطريق السريع للعلاقات، وفي لحظة يجد نفسه مُلقى على جانب الطريق لأنّه تجاهل التحذيرات بعدم تجاوز السّرعة المسموح بها، وبالطبع أغفل وضع حزام الأمان.
وقد تكون الوفاة بسبب المرض. ليس بالضرورة ان يكون المرض مستعصيًا، ربما يكون مجرّد عارضٍ صحّيّ بسيط، لكنّه يهمل علاجه لفرط انشغالاته، آملًا ان يزول مع الوقت. لكنّ البسيط يتفاقم الى درجة يصبح فيها العلاج مستحيلًا، ويكون الأوان قد فات. وقد يكون الموت فجائيًّا، ولا أظن أنّ أحدًا استطاع لغاية الآن تحديد أسباب الموت الفجائيّ للحبّ، وإن كان البعض يرجّح أنّ الذي يموت فجأة لم يكن أصلًا حبًّا وإنّما كان شيئًا يشبه الحب يُعرف بالنزوة. لكن هذا الأمر ما يزال قيد البحث.
القتل هو طريقة أخرى؛ فالحبّ قد يموت قتلًا، وغالبًا ما ينفذ القاتل من العقاب لتُقيّد القضيّة ضدّ مجهول.
وبالطبع، قد يموت الحب من "صَيْبة" العين، أو هكذا يظن بعض الذين لا يفوتهم الاستماع إلى طالعهم كلّ صباح.
إذًا هناك أسبابٌ متعدّدة لكن يبقى الموت واحدًا. ما يهمّنا هو ما يحصل بعد الموت.
بعد الموت لا بدّ من دفن الحب. وبما أنّ الحبّ وُلد وعاش ومات في القلب، فحتمًا سيُدفن في القلب.
تُرى كيف ستكون حياته البرزخيّة؟
يُقال أنّ القبر يكون روضةً من رياض الجنّة وقد يتحوّل إلى حفرةٍ من حفر النار، وفقًا للحياة التي عاشها الحب، فكيف سيكون حال القلب الذي تُسارع فيه مشاعرُ اللطف والرأفة والشفقة والتسامح والإلفة لتؤنس وحشة الحب في قبره، المشاعر التي رافقته في حياته أو التي أدخل بها السّرور على قلب المحبوب. بالتأكيد شيء ما سيتبدّل في هذا القلب، لا بد أنّه سيتّسع ويتّسع، وحينها لن يبقى أسير الحدود الضيّقة للأفراد أو الأشخاص، بل سيتجاوزها منطلقًا في آفاق الحياة الرّحبة التي لا تُرتهن لنظرة إعجاب أو كلمة إطراء أو تكشيرة أو إعراض بوجه.
لكن ماذا عن القلب الذي سيعذّب فيه الحبّ، وأيّ شيء فيه عذاب للحبّ كمشاعر المرارة والغضب والرّغبة في الانتقام التي تنهال كالسياط عليه؟ هذا القلب حتمًا سيتبدّل أيضًا. وبما أنّه من الصّعب أن يتّسع قلبٌ يُعذّب فيه الحبّ، فإنّ هذه المشاعر لن تزيده إلا ضيقًا. ومع كلّ لحظة عذاب سيزداد هذا القلب المسكين انكماشًا وقسوة إلى أن يأتي اليوم الذي يعجز فيه عن النبض دون أن يصدر صريرًا مؤلمًا يشوّش على كل الحواس، فيفقد المرء القدرة على استشعار الغنى الذي تزخر به الحياة في كلّ تفاصيلها.
ومع مرور الزمن، سيحلّ اليوم الذي يُطبِق فيه الصمت على كلّ القلوب كما على كل شيء آخر. ثم سيأتي اليوم الذي يُبعث فيه من في القبور وتحين الساعة. عندها سيحين وقت الحساب والمساءلة، وأظنّ أن ما من حبٍّ ستُكتب له الجنّة باستحقاقه. فما من حبٍّ سيستطيع إنكار تهمة خيانة المحبوب، باستثناء سلالة حبٍّ لم تعرف غير الله حبيبًا مُذ وجدت. إنّها السلالة التي بشفاعتها ستُكتب الجنّة لمن شاء الله من حبٍّ.

سر السعادة الزوجية
يقدّم الزواج الكثير من المتع والفوائد والثمار الطيبة. أكثر الذين يُقدِمون على الزواج يبتغون من ورائه مختلف أشكال السعادة واللذة والسرور. المبالغة في توقّعاتنا من الزواج أمرٌ سيئ، والتقليل من رغباتنا منه لا يقل سوءًا.

صيانة الزواج من كل الشوائب
أحد أهم أسرار نجاح الزواج يكمن في أن ينظرالمتزوّجون إلى زواجهم باعتباره هبة إلهيّة وفرصة كبرى ومحلًّا للسعادة. وهذا يعني أن يتعاملوا مع زواجهم على أنّه مجال لكسب الحسنات وتحصيل الكمالات.
الكاتب
أمل عبدالله
دخلت عالم الكتابة في العام 2008 ، بعد سنوات عديدة أمضتها في التعليم والعمل المخبري. أول أعمالها رواية "برج الخديعة" التي تلتها رواية "يوم سقطت طهران". في مجال أدب الطفل، للكاتبة مجموعة متنوعة من القصص صدر منها قصتي "توتة بلا توت" و "الأسبوع الذي أصبحت فيه متنمّرًا". شاهد اللقاء مع الكاتبة حول ...