
أي إنسان هذا الذي يُصلح العالم؟
السيد عباس نورالدين
ما نعرفه ونؤمن به أنّ وعد الله لا بد أن يتحقّق يومًا فتشرق الأرض بنور ربّها ويرثها عباد الله الصالحون. كلّ ذلك بعد القضاء على المتكبّرين الظالمين وتتبير العتاة الطواغيت المفسدين. ولأنّ حكم الطواغيت وسلطانهم لا يقوم إلا بالناس والأتباع، فلا بدّ من الفصل بينهم وإفقادهم أهم عناصر القوّة والبقاء.
إنّ انفضاض الناس عن حكومات الباطل والجور هو المقدّمة الضروريّة لضعفها وسقوطها. لهذا، من المناسب والضروريّ أن نلتفت إلى أسباب تأييد الشّعوب لحكّامها ودعمهم لأنظمتها وعدم الانفضاض عنها وتركها.
هذا التأييد الواسع للحكومات المدّعية للديمقراطية يرجع إلى عوامل عدّة؛ يقف على رأسها الاعتقاد بأنّه لا يوجد نظام أفضل منها؛ وهذا طبعًا بعد أن كان الاعتقاد السائد أنّها النظام الوحيد الصحيح. ولأنّ هذه الشعوب تقيس الأمور بحسب رغباتها وآمالها وتوقعاتها من هذه الحياة الدنيا، ولأنّ كل هذا القياس مبني على رؤية كونيّة ونظرة اعتقادية للكون والوجود والمصير، فما لم تتغيّر هذه الثقافة وتتبدّل قيمها، لا يُتوقع أن تنفض تلك الشعوب عن حكوماتها وتترك دعمها.. وسوف يبقى الدعم المنقطع النظير للكيان الصهيونيّ ولكلّ التحرّكات التي تدمّر العالم الإسلاميّ، وسوف تبقى عقيدة الضربات الاستباقية والهجوم العسكريّ والاحتلال والاستعمار سائدة في أوساطهم؛ لأنّ كل هذه الجرائم ليست سوى أثمان ونتائج لذلك التأييد الشعبيّ.
ولا يبدو أنّ تلك الشعوب ستقلع عن هذه الثقافة إلّا بعد أن تدرك عجز هذه الثقافة عن تحقيق الحدّ الأدنى من الكرامة الدنيويّة لهم. وهذا ما سيتحقّق أوّلًا حين يتم قطع اليد الخشنة والصلبة للحكومات المعادية للمسلمين عن بلدانهم ومصائرهم؛ حيث سيعجز ذلك الجسد الواهي عن الاستمرار في نهب ثروات المسلمين والشّعوب المستضعفة. ولا ينبغي أن يخفى علينا أنّ الكثير من عناصر الازدهار الاقتصاديّ في الغرب ترجع إلى هذا النهب المنظّم الذي بدأ منذ عشرات السّنين.
وهكذا سيجتمع عجز الأطروحة والإدارة مع فقدان القدرة والثروة، فتتهاوى أنظمة الغرب المستكبر وتترنّح على وقع ضربات شعوبها المستفزَّة الساخطة. وربما تعم فوضى لم يعرف لها العالم نظيرًا في تلك البلاد، التي ما فتئت تُعدّ واحات آمنة يستحيل فيها الحروب والفتن بعد الحرب العالمية الثانية.
ما أثبتته التجارب الاقتصاديّة المختلفة هو فشل النّظام الرأسماليّ بما هو نظام اقتصاديّ مستقل. ولولا استمرار نهب الثروات المختلفة لدول الخليج واستغلال الصين والعديد من بلدان العالم، لما استطاع هذا النظام أن يثبُت بعد الانهيار الكبير عام 2008.
فيبقى التحدّي الكبير أمام المسلمين في قطع أيدي الغربيّين الناهبين ومنعهم من نهب ثروات النفط والغاز وغيرها من الثروات غير المباشرة. وهنا يبدو أنّنا سنكون أمام سيناريو مواجهة كبيرة في الأيّام المقبلة، ستنتهي إن شاء الله بقطع العديد من خراطيم ذلك الأخطبوط الخبيث.
لكن ضعف الأنظمة الغربيّة وتهاوي حكوماتها لن يكون سوى مقدّمة للتغيير الكبير والإصلاح الأكبر. فما تحتاج إليه البشرية أكثر من أي شيء، هو ذلك النظام الجامع الذي يتمكّن من إحداث التّغيير الأنفسي عبر طرح طرق الخلاص وحلّ المشكلات الاقتصاديّة والبيئيّة والاجتماعيّة والأمنيّة.
ولا يبدو أنّ هناك مجتمعًا أو تجربة إسلامية قادرة على تقديم مثل هذه الأطروحة. لأنّ استنباط أطروحة الدين وتقديمها يتطلّب نوعين من الجهود المتضافرة. الأول: القدرة العلمية المميزة التي تستطيع أن تستنطق القرآن، فتستخرج منه الأنظمة الاقتصادية والتربوية والتعليمية التقدّمية، وتحقّق نوعًا من الإجماع العلمائي عليه (مثلما حدث على نحوٍ مصغّر في قضيّة ولاية الفقيه). ومثل هذا الإجماع بحدّه الأدنى يفتقد اليوم إلى المقوّمات العلميّة والأصول اللازمة. فقد أثبتت التجربة الاجتهادية الحالية عجزها عن مثل هذا الاستنباط المرتبط بالأحكام العامّة والنظم الاجتماعيّة. ولا يوجد سوى إلماعات وإضاءات تبرز كل حين من هنا أو هناك.
وباعتقادي، إنّ مثل هذا التحوّل والتطوّر الاجتهاديّ غير ممكن في ظلّ التمسّك المبالغ به بالتراث والآليات السابقة. ولا يوجد في الأفق أي إرهاص لمثل هذه الثورة، التي تقدر على حفظ الإنجازات الجميلة والقفز فوقها إلى مستوى التحدّيات الكبرى. ممّا يعني أنّنا أمام عجز لا يخرجنا منه سوى الاعتراف به اعترافًا علميًّا نظريًّا قبل أي شيء، ثم التوجّه الصادق إلى من يمتلك الحل والقدرة العلميّة اللازمة لتقديم أطروحة القرآن في كلّ مجالات الحياة وتحقيق التأيّيد العلمائيّ الواسع.
لهذا، فإنّ أحد أهم مميّزات الإنسان المخلِّص: قوّته العلميّة التي تتجلّى أوّلًا في إقناع العلماء والفقهاء، الذين سيهولهم في البداية ما يرونه من دين جديد لم يعهدوه من قبل. ولا شك بأنّ هذا الدين الجديد لا يمكن أن يكون مقنعًا إلا إذا ارتبط بالقرآن ونبع منه.
من هنا نفهم مثل هذه الروايات التي تبيّن أن إمام الزمان ـ عجل الله فرجه ـ حين يخرج، فسوف يواجه علماء وفقهاء كلٌ يتأوّل عليه بآية من القرآن.
لهذا، فالمتوقع أن يحصل نزاع وحوار ونقاش فكريّ علميّ بين الإمام والعلماء، حيث سينتصر الإمام بقوّة الفكر والعلم لا بقوّة السيف والبطش. فهذه المواجهة رغم ما فيها، هي الفرصة الكبرى التي كان يتطلّع إليها أئمّتنا الأطهار طوال عصور حضورهم في الأمّة.
ومما يؤسف له، إنّ التوجّه العام لتفسير أحداث ما قبل الظهور وما بعد الخروج يتمحور حول قضيّة واحدة، وهي قضية المواجهات العسكريّة والقتال بالسيف. وقد تمسّك العديد من المتخصّصين والمهتمّين بهذا التوجّه لعجزهم عن فهم عناصر القوّة الحقيقيّة في التغيير الاجتماعيّ والكونيّ، وظنّوا أنّ قضية الإمام كانت وما زالت بسبب قلّة الجند والعسكر. في حين أنّنا لو تأمّلنا قليلًا لوجدنا أنّ المشكلة كانت بشكل أساسي ناشئة من ضعف إدراك الأطروحة الإلهيّة الدينية وقلّة العلم بها.
ولو فهم المسلمون الأوائل حقيقة الدين وأطروحته وأهدافه وتطلّعاته وخطّته لما قبلوا بالفصل بين العلم والدولة، ولأصرّوا على الدخول جميعًا إلى مدينة العلم من بابها.
وهكذا، نفتقد اليوم إلى هذا الوعي في أوساط النخب والكوادر تجاه أهم قضية في العالم. فنفقد القدرة على توجيه الجهود بالاتّجاه الصحيح، ونصرّ على اتّباع طريقٍ واحد هو طريق القدرة المادية.

كيف أجعل القرآن قائدي؟
علم الكتاب وسيلة فريدة للاتّصال بالله والوصول إليه. ولن تجد شيئًا يمكن أن يمنح الإنسان مثل هذه الطمأنينة مثل ذكر الله تعالى، كما يقول عز من قائل: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ}. كيف أجعل القرآن قائدي؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

القرآن يتحدث عن الإمام المهدي
عرض للآيات القرآنية الكريمة الخاصة بإمام الزمان عليه السلام مع تأويلها وشرحها من خلال أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام / هذا الكتاب يدهش القارئ بكثرة الآيات التي تناولت موضوع الإمام المهدي والمعاني العميقة الموجودة فيها. القرآن يتحدث عن الإمام المهدي الكاتب: مهدي حسن علاء الدين الناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات) حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 76 صفحة الطبعة الأولى، 2000م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

المعجزة الكبرى: كيف سيكون القرآن منقذ شعوب العالم ومصلح الأرض
إذا كنت تريد أن تتعرف إلى أعظم كتاب في الوجود، وإذا كنت تريد أن تعرف ماذا سيحدث القرآن في حياتك وفي العالم كله، وإذا كنت تريد أن تتعرف على أعظم حقائق القرآن، فاقرأ هذا الكتاب. المعجزة الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-018-7 السعر: 10$

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

الإمام يقود الثورة
يمثّل هذا الكتاب مساهمة أخرى في الكشف عن معالم الفكر السياسي للإمام الخميني "قده" ومراحل حركته الجهادية ضد الشاه ومن خلفه الاستكبار العالمي. هذه الدراسة الممتعة بين يدي القارئ استفادت من كتابي "الحكومة الإسلامية" للإمام الخميني و"الحياة السياسية للإمام الخميني" لمؤلفه حسن رجبي. كي تقدم للمهتمين الدروس السياسية العظيمة من حياة الإمام. الإمام يقود الثورة الكاتب: الإمام الخميني(قده)إعداد: مركز باء للدراساتالناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات) حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 256 صفحةالطبعة الأولى، 2001م ISBN: 9953-22-015للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان
يستخرج هذا الكتاب من خلال الأحاديث الشريفة لأهل البيت(ع) دور ومسؤولية الإنسان المؤمن في عصر الغيبة وواجباته تجاه الإمام المهدي وكيفية التمهيد والإنتظار الحقيقي للظهور الشريف. مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 88 صفحةالطبعة الثانية، 2008مالسعر: 4$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

تعالوا نجتمع على مشروع تغيير العالم
بالنسبة للمهتمّين بمصير مجتمعهم، والعارفين بما يعنيه مصطلح السّير الاجتماعيّ التّقدّمي، لا شك بأنّ وجود أطروحة شاملة هو العنصر الأوّل عندهم. أن تصبح مهتمًّا بمصير مجتمعك، فهذا دليل على وجود نوع راقٍ للحياة التي تسري فيك؛ هذا يعني أنّ عقلك يفكّر بما هو أوسع من ذاتك وشؤونك المحدودة؛ هذا يعني أنّك تبحث عن الأسباب؛ هذا يعني أنّك إنسان منطقيّ عقلانيّ. هنيئًا لك!

عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.

10 عوامل تعجّل ظهور الإمام
الإمام المهدي هو الإنسان الذي جمع أعظم القيم الإنسانية والمعنوية في شخصيته. لهذا فإنّ انتظاره هو انتظار لتحقّق هذه القيم في الحياة الاجتماعية. وحين يدرك المسلمون أهمية هذه القيم في حياتهم ويبدأون بالمطالبة بها، فهذا يعني أنّهم قد حقّقوا الشرط الأوّل للتغيير وهو تغيير ما بالنفوس، وحينها سيحصلون على الجزاء وهو تغيير الله ما بهم.

كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل