
كيف يكسب المعلم احترام تلامذته؟
السيّد عبّاس نورالدين
الاحترام يجلب الأدب، والأدب يجلب الطّاعة، والطّاعة تجلب النّتائج الرّائعة.
إنّه حلم كل معلم على وجه الأرض؛ إلّا أنّ الواقع هو أنّ أكثر المعلّمين يكدحون من أجل تحصيل الحدّ الأدنى من الاحترام. وفي سعيهم هذا، يخسرون عنصرًا جوهريًّا يحتاج إليه كل متعلّم، وهو المحبّة.
إن كان المعلّم بحاجة إلى الاحترام من قِبل تلامذته، فإنّ التلامذة بأمسّ الحاجة إلى الشّعور بمحبة معلّمهم لهم. وبمعزل عن حقّهم في ذلك، فإنّ هذا الشّعور هو المسؤول الأوّل عن اندفاعهم للتعلّم وبذل الجهد والانتباه ـ ولا ننسى الإبداع!
كلّ عاقل لا يتوقّع أن تكون الخطوة الأولى من جانب التّلامذة؛ خصوصًا في ظلّ هذا النّظام المدرسيّ الغربيّ المعتمد على نطاقٍ واسعٍ في بلادنا. هذا النّظام الذي يجعل المدرسة أشبه بالسّجن. غاية الأمر أنّ سجونهم ملوّنة ومُحاطة بالخُضرة، أمّا سجوننا فهي أقرب إلى سجن المُدانين.
في ظلّ هذا الواقع المدرسيّ، الذي يتنافى مع أبسط حقوق الطّفل بالحريّة والانطلاق، لا يمكن أن نتوقّع من التّلميذ أن يشعر بأنّه يتواجد في بيئة تحترمه وتقدّره. فالأصل عنده هو المقاومة والرّفض بكلّ شكلٍ مُتاح، ولو كان برفض الدراسة والتعلّم.
وإذا أردنا أن نبدّل ردّة الفعل الطّبيعيّة هذه، علينا أن نبذل جهدًا مضاعفًا. وأوّل هذا الجهد هو أن لا يتحوّل المعلّم إلى سجّان آخر بنظر المتعلّم، وألّا يكون جزءًا من هذا النّظام المقيِّد.
يمكن لمثل هذا التّدبير البسيط أن يحوّل العلاقة بين التلميذ ومعلّمه إلى تلك العلاقة الحميمة والعميقة التي تنشأ بين المعتقلين أنفسهم. فالمعلّم هنا يعتذر دومًا عن تقييد حرّيّة تلامذته وإجبارهم على القيام بالكثير من الأمور التي لا يقتنعون بضرورة القيام بها. وعلى الأرجح، فهي كل ما يقومون به في المدرسة. فمن هو التلميذ الذي يتمكّن من إدراك فلسفة وجود المدرسة والعلم والتعلّم في سنّ مبكرة؟!
ممّا يؤسَف له أنّ هذا النّوع من التعلّم يستوعب القسم الأكبر من حياة الطّفل، قبل أن يكون هذا الطفل قد كوّن رؤية سليمة عن الحياة والمستقبل ودور العلم فيها. فكيف إذا وجد هذا التلميذ أنّ الكثير ممّا يتعلّمه لا علاقة له بما يحلم به في المستقبل؟!
تصوّر أيّها المعلّم الموقّر تلميذًا حسم خياره المستقبليّ وقرّر أن يصبح إطفائيًّا. وها أنت الآن تطلب منه القيام بالعديد من الأمور التي لا يستطيع أن يربط بينها وبين عمل الإطفاء.
إهمالنا لهذا الرّبط الضروريّ هو الذي يجعل ما نقوم به مشاركة علنيّة بقمع التلميذ وتحويلًا للمعلّم إلى جزءٍ من النّظام القمعيّ.
لا يمكن أن يستشعر التلميذ محبّة معلّمه له، إن لم يتمكّن معلّمه من الرّبط بين ما يقدّمه له (العلم) وما يحلم به (كالرسم مثلًا). وبالتّأكيد، إنّ النّظام المدرسيّ الحاليّ يبدو عاجزًا تمامًا عن تقديم المناهج التي تفعّل أحلام المستقبل بصورة جيّدة وفي سنٍّ مبكر؛ ناهيك عن ربط هذه المناهج بتلك الأحلام والطموحات!
هنا، ينبغي أن نعترف بأنّ مهمة المعلّم ستصبح أكثر صعوبةً؛ لأنّ عليه الآن أن يعطي ويقدّم لتلامذته ما يفوق مقرّرات المنهاج المدرسيّ الموضوع بين يديه. وهذا ما يتطلّب منه أن يبحث عن معرفة خاصّة وأن يُتقن مهارات مميّزة.
ليست المحبّة التي نبثّها في القلوب منفكّة عن عطائنا وتقديماتنا لأصحابها.. فالابتسامة والملاطفة أمران جيّدان، لكنّهما غير كافيين لبناء علاقة وثيقة بين التّلميذ والعلم.
بالنّسبة للتلميذ: المعلّم هو معلّم قبل أي شيء. وما لم يكن ما يقدّمه المعلّم للتلميذ منسجمًا مع قناعته ورؤيته لمستقبله وحياته، فستبقى العلاقة بينهما ملتبسة لا ترقى إلى مستوى عميق الأدب والاحترام اللازم. غاية الأمر أنّ الملاطفة تخفّف من الوطأة قليلًا.
لا شيء أحبّ إلى قلب المعلّم من أن يرى تلامذته مقبلين على علمه، يبذلون كلّ جهدهم لتحصيله وإتقانه. لكنّ السرّ كلّه يكمن في هذه المحبّة التي ينبغي أن تقوم على أساسٍ متين.

6 قواعد للتّعامل مع النّفس
يدرك المؤمن أنّ نفسه كغيرها من مخلوقات العالم هي أمانة إلهيّة، وينبغي أن يرجعها إلى بارئها كما أراد. لهذا، يشعر المؤمن الواقعيّ بالمسؤوليّة الكبرى تجاه نفسه، ويسعى دومًا لتحمّل هذه المسؤولية انطلاقًا من وعيه ومعرفته بمبادئ الدّين وأهدافه. وفيما يلي ست قواعد أساسية للتّعامل مع النّفس وفق ما أراد الله تعالى.

حين تضيع القيَم!
الناس قوافل، تسير على طرق الحياة، وكلٌ سيصل إلى غايته ويلقى مصيره الأبدي. ولكي لا نضيع في دروب الدنيا المتشعّبة، جعل الله لنا علامات هداية على طرقاتها، هي بوصلة سفرنا إلى الغاية المحمودة.

أعظم طريقة لنشر القيم
يحفل تاريخنا الإسلاميّ بشخصيّات عظيمة تجسد تعاليم الإسلام وقيمه وأطروحته الكاملة. وحين نتأمّل في أفضل الطّرق والبرامج المؤثّرة في مجال نشر هذه القيم وترسيخها وتحقيق تلك الأهداف والوصول إليها، لن نجد ما هو أفضل من الشخصيّات المجسّدة لها.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...