بحث: منهاج العقيدة في فكر العلّامة الشّهيد مطهّري

السيّد عبّاس نورالدين

الرّؤية العامّة

يزخر فكر الشّهيد المطهّري بالمعارف المتعلّقة بالرؤية الكونيّة. وهو يصلح لأنّ يشكّل مدرسة فيها العديد من جوانب التّكامل والشّموليّة والأصالة والعمق والسّلاسة والتدّرج. فهذا العلّامة كان قد أخذ على عاتقه مهمّة نشر المعارف الإسلاميّة التي تقدّم للإنسانيّة رؤية واضحة حول سرّ الوجود وغايته، فتجيب بالتالي عن أهم أسئلتها وقضاياها.
وبالرّغم من أنّ الشّهيد المطهّري كان يخوض معركة عقائديّة واضحة في زمان ومكان خاصّين، إلّا أنّ الكثير من الشّبهات الّتي واجهها ما زالت منتشرة، وبقيت معها الأسئلة الكثيرة التي قد يطرحها الشّباب بفعل الاحتكاك المستمرّ مع الغرب وحضارته الماديّة ومع الجّهل وآثاره الوخيمة.
ومن مميّزات فكر هذا العلّامة أنّه سعى لطرح الأمور الاعتقاديّة المرتبطة بالوجود في إطار رؤية كلّيّة، لا في سياق الإجابة عن الأسئلة الفقهيّة المعروفة، مثل: من هو المؤمن، ومن هو المسلم ومن هو الكافر.
فالقضايا الاعتقاديّة تمثّل أصول الدّين وينبغي البدء منها؛ وعليه يجب تحديد الضّابطة الأساسيّة التي تجعل هذه القضيّة عقائديّة، بمعزل عن النّهج الذي يتمّ التحرّي به عنها. وهنا تمّ اعتبار كلّ ما يتمتّع بالكينونة والوجود أمرًا عقائديًّا، وذلك في مقابل "ما ينبغي أن يكون" الذي يندرج في إطار الأخلاق والأحكام.
وعند التأمّل في المسائل الاعتقاديّة، يتبيّن وجود رؤية خاصّة في الدّين الإسلاميّ تميّز بين هذه المسائل وترسم خطوطًا واضحة في العلاقات بينها. فهي رؤية تنطلق من الإجابة عن الأسئلة التي تُعدّ أمّهات المسائل، ومنها تتفرّع كلّ المسائل الأخرى، وهي التي اختصرها الحديث الشّريف "رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين وإلى أين". وهي مسائل المبدأ والمعاد والطّريق بينهما.
ويتّضح عند النّظر في هذه الرؤية أنّ المبدأ هو الله، والمعاد إليه، وهو بأحد المعاني الكبرى الطّريق أيضًا لقوله تعالى، {إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ}. غير أنّ ظهور المعاد في الحياة الآخرة، وظهور الطّريق في الأنبياء والأئمّة جعل القضايا العقائديّة الكبرى تنقسم إلى هذه الأصول الأساسيّة:

• معرفة الله ـ أي المبدأ.
• معرفة المعاد ـ أي الحياة الآخرة.
• معرفة النبوّة
• معرفة الإمامة

ويتفرّع عن معرفة الله، معرفة العدل باعتبار ما جرى حوله من نقاشات وخلافات كاد يطيح بأصل القضيّة.

ومن المتوقّع أن تفتح هذه الأصول الباب على معرفة الإنسان ومعرفة المجتمع؛ الإنسان بما فيه من قابليّات واستعدادات ترسم الطّريق إلى غايته المنشودة. والمجتمع بما فيه من قوانين وسنن إلهيّة تجعل الإنسان في حركة إيجابيّة مع محيطه.
وسوف تتناول الأصول الأولى هذه القضايا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لتتمّ بذلك الدّائرة الكبرى للرؤية الكونيّة الإسلاميّة.

أهداف المنهاج

ينبغي أن يتوجّه المنهاج التعليميّ إلى الأهداف التّالية ويسعى لتحقيقها من خلال حركة علميّة تفاعليّة:

1. تعميق الإيمان بالله وترسيخه.

2. شقّ طريق التّكامل المعرفيّ.

ƒ3. إيجاد فضاء يحثّ على التفكّر في قضايا الوجود.

„4. بناء القاعدة العمليّة المتينة للتّكامل الرّوحيّ.

…5. التوجه الى أسرار الحياة والوجود.

6. امتلاك روحيّة مواجهة الشّبهات والمغالطات.

7. الالتفات إلى بعدي الزّمان والمكان في الفكر العقائديّ.

ˆ8. إدراك عظمة علماء الإسلام في بيان الدّين والذود عنه.

روح المنهاج وطريقته

يمثّل التصوّر في القضايا العقائديّة الرّكن الأساس، الذي يُبنى عليه التّصديق. فلا معنى للتّصديق من دون التصوّر الصّحيح للقضايا. بل يكفي عند أهل الطّهارة والفطرة السّليمة، مجرّد تصوّر هذه القضايا حتّى يحصل التّصديق بها. ويكون دور التّصديق في معظم الحالات متوجّهًا إلى إزالة الكدورات العالقة في النّفس جرّاء الشّبهات. فالتّصديق مطهّر لآثار النّفوس المتكدّرة. وهذه الآثار هي الشّبهات والمغالطات التي تقف سدًّا أمام تحقّق الإيمان.
وهكذا سيكون طرح القضايا العقائديّة في هذا المنهاج على شكل المراحل التالية:

1. التصوّر: عرض القضيّة واستيعابها تصوّرًا.
2. التّصديق: الاستدلال على القضيّة من خلال القياس المنطقيّ.
3. ردّ الشّبهات: الإجابة عن الأسئلة التي تُطرح حول القضيّة.
4. عرض المذاهب: كيف نظرت المذاهب والأديان إلى القضيّة؟

وهكذا يكون الاستاذ أمام خيارات واضحة بحسب مستوى الطلّاب فقد يكتفي بالمرحلة الأولى أو الثانية. وقد يرى ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثالثة. وتكون المرحلة الرّابعة كنوع من التخصّص حيث توجّه إلى طلّاب العلم الذين سيتحملون مسؤوليّة المواجهة الحضاريّة الكبرى.

تراث الشهيد العلّامة المطهّري

            نحو إعداد منهاج دراسيّ متكامل

مراحل الإعداد

1. جمع كامل التّراث

‚2. تبويب التّراث بحسب المنهاج إلى  معرفة الله: المبدأ

                                  معرفة المعاد

                                  معرفة الطّريق(النبوّة والإمامة)

ƒ3. تحديد الموضوعات التّابعة

    مثل معرفة الإنسان ومعرفة العالم ومعرفة المجتمع.

4.„ تحديد الموضوعات المقدّماتيّة

    مثل:  المعرفة: أدوات المعرفة وقيمتها.

          الإيمان: هدف العقيدة.

          مميّزات العقيدة الإسلاميّة.

…5. تحديد عناوين الأبحاث والدّروس بما يتناسب مع طبيعة التّدريس

معرفة الله: المبدأ

المصادر الأساسيّة

• التّوحيد
• أسس الفلسفة ج5
• الرؤية الكونيّة التوحيديّة
• الدوافع نحو الماديّة
• الإنسان والقضاء والقدر
• العدل الإلهيّ
• شرح المنظومة

المصادر الثانويّة

• الإنسان والإيمان
• كلّيات المنطق
• كلّيات الفلسفة
• فلسفة ابن سينا
• دروس الأسفار
• مقالات فلسفيّة
• الفطرة

مصادر تابعة

• الإسلام واحتياجات الزمان
• السير الفلسفيّ في الإسلام
• المجتمع والتّاريخ
• قوانين الإسلام
• معرفة القرآن
• عشرون مقال
• الإمدادات الغيبيّة
• في رحاب نهج البلاغة

معرفة الطّريق

• الوحي والنبوّة
• النبوّة
• الإمامة
• السيرة النبويّة
• جاذبة ودافعة علي
• مشكلات عليّ
• صلح الإمام الحسن
• الإمام الصادق
• الإمام الكاظم
• مسألة الولاية في عهد الإمام الرضا
• العدل الكليّ
• المهدي الموعود
• نهضة المهدي
• النبيّ الأمّيّ
• ختم النبوّة
• الخاتميّة
• الولاء والولاية

المعاد

• المعاد
• الإنسان والمصير
• الحياة الخالدة
• علوم القرآن

المقدّمات والرؤية الكليّة

• الفطرة
• التربية والتعليم
• الإنسان الكامل
• مسألة العلم
• شرح المنظومة
• أسس الفلسفة ج1-2

تراث الشّهيد مطهّري العقائدي