
ستة أمور أفعلها حين أشعر بالكآبة
السيّد عبّاس نورالدين
كلّ واحدٍ منّا قد يشعر من حينٍ إلى آخر بنوع من الحزن الدّفين أو الكآبة. شعور قد لا يعرف منشأه أو سببه. لكن المشكلة تكمن في إطالة مدّة هذا الشّعور، لأنّه قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة، ليس أقلّها الكسل والفتور عن القيام بالواجبات.
إليك ستّة أمور يمكنك القيام بها حين تنتابك أعراض الكآبة:
1. تقرأ القرآن
لا شيء يمكن أن يغيّر روحيّة الإنسان وحالته النّفسيّة مثل الاتّصال بالله تعالى. ولا شيء أعظم من القرآن في ربطنا بالله. فهو كلام الله الذي يحيط بكلّ هذه الدّنيا الفانية، وينقلنا إلى عوالم أعلى وأسمى بكثير، فتصغر عندها كل الأشياء التي تتسبّب لنا بالحزن.
2. تستحضر أيادي الله عندك
بالنّسبة للمؤمن، فإنّ الأيّام الجميلة في الحياة هي أكثر بكثير من الأيّام الصّعبة والمؤلمة. لهذا، فهو يستمد من ذكرى أيادي الله عنده؛ إنّها الأوقات التي أتحفه الله تعالى بنعمته التي جعلت حياته مليئة بالبُشرى. وسرعان ما يتذكّر أنّ الحياة جمال وفرصة عظيمة للكمال.
3. تقرأ في الصّحيفة السجّاديّة
في الصّحيفة السّجّاديّة الكثير من الأدعية التي تنقلنا إلى شجون وهموم أخرى
هي أعلى بكثير ممّا نعيشه في يوميّاتنا. لكن هذه الأدعية هي فرصة أيضًا لنبثّ همومنا
إلى من يسمعنا حين لا يقدر أحد على سماعنا.
ما أجمل أن يتذكّر الإنسان أنّ له ربًّا يراه ويعلم ما يخفيه صدره ويعرف آلامه وأحزانه.
ربع ساعة من المناجاة تكفي لتصلح يومك كلّه.
4. تمشي في الطّبيعة
العديد من آلامنا تنشأ بسبب انفصالنا عن العالم الحقيقيّ واستغراقنا في جزئيّات وتفاصيل هذه المدنيّة الوهميّة التي تشكّلت على أسس غير سليمة. عدّة ساعات في الطّبيعة بعيدًا عن هذه الحضارة المادّيّة تكفي لكي يتذكّر الإنسان أنّ هذا العالم ما زال يحمل الكثير من الحياة الطيّبة.
الطّبيعة هي نداء الله الخفيّ لكلّ إنسان. ويمكنك أن تسمع الكثير فيها.
5. تتذكّر مصاعب من سبقك
غالبًا ما يحدّثنا أهلنا وأجدادنا عن الصّعوبات والمشقّات التي مرّت عليهم، ومع ذلك فها هم بيننا وقد عاشوا حياةً مفعمة بالنّشاط والإنتاجيّة. فالمصاعب تمرّ وتزول ويبقى ما نقدّمه للحياة الآخرة.
هذه هي قيمة حياتنا في هذا العالم، ولا شيء يستحق أن نحزن لأجله فيه. المهم أن نجعل زادنا إلى العالم الآخر مليئًا. وكلّ شيء يهون هنا.
6. تتذكّر كم أنّ هذا العالم كبير
حين يبرّر البعض حياتهم السيّئة بأنّهم أُجبروا على العيش في هذا المكان،
فإنّ الجواب يأتيهم من ملائكة الله: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}. العديد من أسباب شقائنا ينشأ من تواجدنا في مكانٍ واحد مدّة طويلة من الزّمن، فيضيق العيش في أعيننا ونظن أنّ قدرَنا أن نبقى في غمّنا وهمّنا مدى العمر. لكن هذا العالم مليء بالفرص والإمكانات التي تجعل مجتمعك كنقطة في بحر.
ليس بالضّرورة أن تهاجر بجسدك. ففي بعض الأحيان كل ما تحتاج إليه هو أن تجول بفكرك في آفاق هذا العالم لتشعر بمدى سعة العيش وجمال الحياة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...