
كيف تنمو أصول الشجاعة في المجتمع
السيّد عبّاس نورالدين
الجهاد الواعي هو الجهاد الذي تزداد فيه قوّة المجاهد لتبلغ أضعاف قوّة العدوّ. ولهذا أشار الحقّ تعالى في كتابه العزيز بعد بيان {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا}، بأنّ الفارق بين المؤمنين والأعداء هو أنّهم لا يفقهون؛ ويُفهم منه أنّ المؤمنين المجاهدين هنا يفقهون. وحيث جرى الإطلاق فهذا يعني أنّ الفقه الذي يعبّر عنه اليوم بالوعي والمعرفة والفهم هو الذي أعطى للمجاهدين هذه القوّة الكبيرة؛ وإنّ من أفضل مصاديق الوعي والفقه أن يعرف المجاهد حقيقة ما يجري في الجهاد ضدّ أعداء الله والدين بأنّه نوع من القصاص الإلهيّ {قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْديكُمْ}. ولا شكّ بأنّ القصاص في مفهومه الإلهيّ ينبع من إدراك قيمة الحياة الإنسانيّة، بل الحياة ككل في هذا العالم والعالم الآخر. فالمجاهد في الحقيقة هو الذي يقاتل من أجل بقاء الحياة على الأرض بمعناها الإلهيّ الروحانيّ، وبقتاله أعداء الله انطلاقًا من هذا المبدأ، يصبح هو اليد الإلهيّة التي يعاقب الله بها ويعذّب أعداءه في الحياة الدنيا.
- {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى}.[1]
- {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[2]
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُم}.[3]
- عن أمير المؤمنين(ع): زَكَاةُ الشَّجَاعَةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه.[4]
الابتعاد عن مصاحبة الجبناء والخنوعين
لا يخفى على أحد ما للمصاحبة والعشرة من تأثير على النفس. ولهذا ينبغي وضع برامج مراقبة ذاتيّة وتنظيميّة لمثل هذه الصحبة. ربما تندرج تحت عنوان التواصل الإيجابيّ من أجل بيئة أفضل للجهاد.
- عن الإمام علي(ع): مَنْ دَنَتْ هِمَّتُهُ فَلَا تَصْحَبْه.[5]
ضرورة استبعاد الجبناء من ميادين الجهاد الحسّاسة
ومن هذه النصوص استفاد بعض فقهائنا حرمة ذهاب الجبان إلى الغزو لأنّه يضعف غيره.
- {لَوْ خَرَجُوا فيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظَّالِمينَ}.[6]
- عن أمير المؤمنين(ع): ... فَانْهَدْ بِمَنْ أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ، وَاسْتَغْنِ بِمَنِ انْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ تَقَاعَسَ عَنْكَ، فَإِنَّ الْمُتَكَارِهَ مَغِيبُهُ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِهِ وَقُعُودُهُ أَغْنَى مِنْ نُهُوضِه.[7]
مصادقة الشجعان وأولي الهمّة والبأس
هل نقدرعلى تأمين الفرص اللازمة لمن ليس لهم تجربة حيّة في الجهاد أن يلازموا الشجعان وأولي البأس ويتعرّفوا عليهم عن كثب؟
- عن النبي (ص): ... والْصَقْ [بِأَهْلِ الْعِفَّةِ] وَالدِّينِ وَالسَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ بِأَهْلِ الشَّجَاعَةِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ جُمَّاعُ الْكَرَمِ وَشُعْبَةٌ مِنَ الْعِزِّ وَدَلِيلٌ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ وَالْإِيمَانِ بِه.[8]
بثّ روح الانتقام من أعداء الله والدّين
ما هي البرامج المناسبة لرفع روح الانتقام من الأعداء؟ وكيف يمكن أن يعيش المجاهد حالة الحقد على الأعداء التي تصل إلى مستويات الرغبة الشديدة بالانتقام؟
- {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ}.[9]
- {قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْديكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ}.[10]
- {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل}.[11]
- {سَتَجِدُونَ آخَرينَ يُريدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطانًا مُبينًا}.[12]
التعرّف على جرائم العدو أكثر
جرائم العدوّ، التي هي أكثر من أن تُحصى، تولِّد في النفس شعورًا رهيبًا للانتقام، الذي بدوره يبعث الهمّة العالية للسّعي، والذي بدوره يولّد الشجاعة والاستعداد للتّضحية.
الوعي لمؤامرات العدو وكيف يستخف بعقول شعوبنا لتمرير مخطّطاته
من الآثار المباشرة للاطّلاع على مؤامرات أمريكا هو الشعور العميق بالغبن الممتزج بالمقت والاستهزاء بالحياة في ظلّ الظالمين. وهكذا يصبح الموت في سبيل مواجهة التآمر والخداع أمرًا مستساغًا.
رفع مستوى العفّة وغض البصر فإنه أربط للجأش
-
عن الإمام علي (عليه السلام): وَلَا يَحْمِلُ هَذَا الْعَلَمَ إِلَّا أَهْلُ الْبَصَرِ وَالصَّبْرِ وَالْعِلْمِ [بِمَوَاقِعِ] بِمَوَاضِعِ الْحَق.[13]
رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحدقة والناجمة عن إهمال الجهاد والمقاومة
وليس ذلك سوى السقوط طعمة سهلة بأيدي الأعداء الذين سيسوموننا سوء العذاب وخصوصًا بعدما عرفوا منّا الرّفض والمقاومة لهم. ينبغي أن يكون المجاهد ملتفتًا جدًّا إلى الأثر الذي يتركه نكوله في أيّ معركة أو محور على باقي النقاط والمعارك. فربما تؤدّي هزيمة هنا إلى هزائم هناك.
- {الَّذينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ}.[14]
- {قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ}.[22]
- {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمينَ}.[15]
- {وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُون * فَلْيَضْحَكُوا قَليلًا وَلْيَبْكُوا كَثيرًا جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُون}.[16]
- {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أَليمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُم}.[17]
- {وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دينِكُمْ}.[18]
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرينَ يُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ}.[19]
- {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقينَ}.[20]
- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.[21]
- يقول الإمام الخميني في تفسير هذه الآية: "لقد نبّهت إلى أنّ الجهاد يقع على رأس جميع الأحكام وأنّه حافظ جميع الأصول. وذكرت أنّه في حال القعود عن الجهاد فلتنتظروا عواقب ذلك من الذلّة والأسر وزوال القيم الإسلاميّة والإنسانيّة وكل ما كنتم تخشونه من القتل العام، من قتل الصغير والكبير وسبي الأهل والعشيرة. وبديهيّ أنّ كل هذه العواقب هي تبعات ترك الجهاد، خصوصًا الجهاد الدفاعيّ الذي نحن مبتلون به الآن".
- {قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ}.[22]
- عن رسول الله(ص): من مات ولم يغزُ، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من نفاق.[23]
- عن أمير المؤمنين(ع): إِنَّ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ مِنْ جِهَادِ الْمُسْتَحِقِ لِلْجِهَادِ وَالْمُتَوَازِرِينَ عَلَى الضَّلَالِ ضَلَالٌ فِي الدِّينِ وَسَلْبٌ لِلدُّنْيَا مَعَ الذُّلِّ وَالصَّغَارِ وَفِيهِ اسْتِيجَابُ النَّارِ بِالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبار}.[24]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَلْيَعْلَمِ الْمُنْهَزِمُ بِأَنَّهُ مُسْخِطُ رَبِّهِ وَمُوبِقُ نَفْسِهِ؛ إِنَّ فِي الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ اللَّهِ وَالذُّلَّ اللَّازِمَ وَالْعَارَ الْبَاقِيَ وَفَسَادَ الْعَيْشِ عَلَيْهِ.[25]
- عن أمير المؤمنين(ع): فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَفَارَقَ الرِّضَا وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْأَسْدَادِ وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصَف.[26]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَقُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الْأَوْطَان.[27]
- عن الرسول الأكرم(ص): لئن أنتم اتّبعتم أذناب البقر وتبايعتم بالعِينَة وتركتم الجهاد في سبيل الله، ليلزمنّكم الله مذلة في أعناقكم ثم لا تُنزع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه أو تتوبوا إلى الله.[28]
- عن أمير المؤمنين(ع): غُلِبَ وَاللَّهِ الْمُتَخَاذِلُون.[29]
- عن الإمام الرضا(ع): وَحَرَّمَ اللَّهُ الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْوَهْنِ فِي الدِّينِ وَالاسْتِخْفَافِ بِالرُّسُلِ وَالْأَئِمَّةِ الْعَادِلَةِ (ع) وَتَرْكِ نُصْرَتِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَالْعُقُوبَةِ لَهُمْ عَلَى إِنْكَارِ مَا دَعَوْا إِلَيْهِ مِنَ الْإِقْرَارِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَإِظْهَارِ الْعَدْلِ وَتَرْكِ الْجَوْرِ وَإِمَاتَتِهِ وَالْفَسَادِ وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ جُرْأَةِ الْعَدُوِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَمَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ مِنَ السَّبْيِ وَالْقَتْلِ وَإِبْطَالِ حَقِّ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْفَسَادِ.[30]
- عن الإمام الصادق(ع): فَإِنَّ مُجَاهَدَةَ الْعَدُوِّ فَرْضٌ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ وَلَوْ تَرَكُوا الْجِهَادَ لَأَتَاهُمُ الْعَذَاب.[31]
الاستماع إلى اللطميّات الحسينيّة والأناشيد الحماسيّة
فهي كالأذكار التي تبقى آثارها في النفس والعواطف حتى بعد توقّفها عن البثّ.
تعميق الإيمان بالله وحضوره القويّ في كل الميادين
لا يخفى أنّ الإيمان في المدرسة الإلهيّة هو أساس كل الفضائل.
- {... وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرينَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ سَبيلًا}.[37]
- {وَالَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَريمٌ}.[41]
- {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ}.[39]
- عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَشَدُّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ، إِنَّ الْحَدِيدَ إِذَا دَخَلَ النَّارَ لَانَ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ قُتِلَ وَنُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ لَمْ يَتَغَيَّرْ قَلْبُهُ".[32]
- عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "شِدَّةُ الْجُبْنِ مِنْ عَجْزِ النَّفْسِ وَضَعْفِ الْيَقِين".[33]
- عن أمير المؤمنين(ع): فَاصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَاسْأَلُوا النَّصْرَ وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْقِتَالِ وَاتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنون.[34]
- عن أمير المؤمنين (ع): تَزُولُ الْجِبَالُ وَلَا تَزُلْ، عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي الْأَرْضِ قَدَمَكَ، ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ وَغُضَّ بَصَرَكَ وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ.[35]
- عن أمير المؤمنين(ع): أَيُّهَا النَّاسِ اسْتَعِدُّوا لِقِتَالِ عَدُوٍّ فِي جِهَادِهِمُ الْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ، وَدَرْكُ الْوَسِيلَةِ عِنْدَه.[36]
- عن أمير المؤمنين(ع): فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَة.[38]
- قال الإمام الحسين(ع): هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّه.[40]
- عن الإمام الصادق (ع): لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ ص يَوْمَ أُحُدٍ نَادَى رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يُظْهِرَنِي عَلَى الدِّينِ كُلِّه.[42]
- عن الرسول(ص): إنّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ مَجِيءِ الشَّهَوَاتِ وَالْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ نُزُولِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَلَوْ عَلَى تَمَرَاتٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّةٍ.[43]
- عن الرسول (ص): وَلَوْ كَانَتْ الشَّجَاعَةُ تُفْتَعَلُ لَافْتَعَلَهَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَكِنَّهَا طَبَائِعُ بِيَدِ اللَّهِ مُلْكُهَا وَتَقْدِيرُ مَا أَحَبَّ مِنْهَا.[44]
- عن أمير المؤمنين (ع): السَّخَاءُ وَالشَّجَاعَةُ غَرَائِزُ شَرِيفَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِيمَنْ أَحَبَّهُ وَامْتَحَنَهُ.[45]
التعرّف على مظاهر القوّة الخفيّة في معسكر الحقّ وعدم الاكتفاء بالقوّة المادّيّة
عندما يتم التركيز على القوّة المادّيّة في معسكرنا من صواريخ وتجهيزات وعدّة وعتاد فإنّ هذا قد يكون سببًا في الغفلة عن أهم عناصر القوّة المعبّر عنها بجنود السماوات والأرض والملائكة المسوّمين. ما أجمل استحضار مظاهر القدرة الإلهيّة اللامتناهية التي تجعل المجاهد يستخف بكل القوى المادّيّة الطاغوتيّة. وكأنّ المجاهد عندما يذهب إلى ساح الجهاد سيستحضر أنّه يقاتل إلى جانب القوّة المطلقة التي لا تهزم.\
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ}.[46]
- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.[47]
- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِين * وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدام * إِذْ يُوحي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنُوا سَأُلْقي في قُلُوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ}.[48]
- {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ}.[49]
- {وَإِذْ يُريكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ في أَعْيُنِكُمْ قَليلًا وَيُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.[50]
- {هُوَ الَّذي أَخْرَجَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْديهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ}.[51]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)... فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْر.[52]
استصغار الموت في سبيل الله
إذا عرف المجاهد أنّ الموت ليس إلّا قنطرة وجسر يعبر به إلى عالم آخر، صغُر الموت في عينه ولم يعد له الأثر السلبيّ في التراجع عن الشدائد.
السلوك والانتقال إلى العالم الآخر لا بدّ منه قهرًا أو اختيارًا.
- {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَليلًا}.[53]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سُيُوفِ الْعَاجِلَةِ لَا تَسْلَمُونَ مِنْ سُيُوفِ الْآجِلَة.[54]
- عن أمير المؤمنين (ع): رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً وَاسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ إِلَى أَخِيهِ فَيَجْتَمِعَ قِرْنُهُ وقِرْنُ أَخِيهِ فَيَكْتَسِبَ بِذَلِكَ اللَّائِمَةَ وَيَأْتِيَ بِدَنَاءَةٍ وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَهُوَ يُقَاتِلُ الاثْنَيْنِ وَهَذَا مُمْسِكٌ يَدَهُ قَدْ خَلَّى قِرْنَهُ عَلَى أَخِيهِ هَارِبًا مِنْهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهَذَا فَمَنْ يَفْعَلْهُ يَمْقُتْهُ اللَّهُ فَلَا تَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّمَا مَمَرُّكُمْ إِلَى اللَّه.[55]
- عن أمير المؤمنين (ع): إِنَّ الْفَارَّ لَغَيْرُ مَزِيدٍ فِي عُمُرِهِ وَلَا مَحْجُوزٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَوْمِهِ.[56]
- عن أمير المؤمنين (ع): أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمَوْتَ لَا يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ وَلَا يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ لَيْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِيصٌ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ يُقْتَلْ وَإِنَّ أَفْضَلَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى فِرَاشٍ.[57]
الثقة بأنّ الله تعالى هو خليفة المجاهد في أهله وعياله
عندما يستحضر المجاهد أهله وأولاده في ساحة المعركة، فإنّ هذا يضعف من عزيمته. ولهذا كان أمير المؤمنين يوصي جيشه أن يعزبوا عن النساء قبل المعركة. وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يدعو الله تعالى أن ينسي أهل الثغور المجاهدين الأهل والولد عند لقاء العدوّ. لكن لا شكّ أنّ الهمّ الذي قد يعيشه المجاهد تجاه عياله عند غيابه عنهم يؤدّي أيضًا إلى الضعف والوهن.
وما أجمل الحديث القدسي القائل: "إذا خرج الرجل مجاهدًا في سبيلي فأنا كفيل عياله"؛ فما هي البرامج التي يمكن أن تساهم في تقوية هذا المعنى؟
عظمة الشهادة ومقام الشهداء
العامل الأكبر في الجبن والتراجع في ساحة الجهاد هو الخوف من الموت. فإذا صار الموت وسيلة لنيل مقام الشهادة المنيع، فلن يطرق الخوف ساحة المجاهدين. فما هي البرامج التي أعددناها لتقوية روح الشهادة والاستشهاد في سبيل الله تعالى؟ وماذا يعرف إخواننا عن مقام الشهداء؟؟
- {فَلْيُقاتِلْ في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ في سَبيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتيهِ أَجْرًا عَظيمًا}.[59]
- {وَالَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنين}.[62]
- {لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدينَ فيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ}.[63]
- عن رسول الله(ص): لِلْجَنَّةِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ بَابُ الْمُجَاهِدِينَ يَمْضُونَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مَفْتُوحٌ وَهُمْ مُتَقَلِّدُونَ بِسُيُوفِهِمْ وَالْجَمْعُ فِي الْمَوْقِفِ وَالْمَلَائِكَةُ تُرَحِّبُ بِهِم.[60]
- عن رسول الله (ص): الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّة.[61]
- عن أمير المؤمنين(ع): ثُمَّ إِنَّ الْجِهَادَ أَشْرَفُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ وَهُوَ قِوَامُ الدِّينِ وَالْأَجْرُ فِيهِ عَظِيمٌ مَعَ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ وَهُوَ الْكَرَّةُ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَالْبُشْرَى بِالْجَنَّةِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ وَبِالرِّزْقِ غَدًا عِنْدَ الرَّبِّ وَالْكَرَامَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الْآيَة.[58]
- قال رسول الله(ص): فَوْقَ كُلِّ ذِي بِرٍّ بَرٌّ حَتَّى يُقْتَلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ بِر.[64]عن رسول الله(ص): فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى طَرِيقِهِمْ لَتَرَجَّلُوا لَهُمْ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ بَهَائِهِمْ... وَيُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَجِيرَتِهِ، حَتَّى إِنَّ الْجَارَيْنِ يَخْتَصِمَانِ أَيُّهُمَا أَقْرَب.[65]
- عن الإمام الصادق(ع): مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَمْ يُعَرِّفْهُ اللَّهُ شَيْئاً مِنْ سَيِّئَاتِهِ.[66]
الارتباط بالشهداء والأولياء الذين رحلوا من هذا العالم
ما هي البرامج التي يمكن من خلالها إيجاد رابطة معنويّة قويّة بالشهداء العظماء والتي تفتح على المجاهدين أبواب عالم الغيب والآخرة؟
التعرّف على بطولات المجاهدين وتضحياتهم
بالنسبة للقيادة قد تكون هذه البطولات حاضرة في النفس دومًا. لكنّها بالنسبة للكثيرين وخاصّة المبتدئين بالجهاد لها أهمّية فائقة.
تعظيم أداء التكليف كونه طريق الشجاعة
الشجاعة كقيمة إسلاميّة تتميّز عن التهوّر من خلال التكليف الشرعيّ. فالشيء الوحيد الذي يحدّد إذا كان الأمر شجاعة محمودة هو انبعاث المجاهد نحو الأمر الذي يؤمن أنّه تكليفٌ شرعيّ يستعدّ للبذل من أجله. وحين يعظم أداء التكليف في عين المجاهد ويرتفع إلى مستوى المسؤوليّة الكبرى، فإنّ باب الشّجاعة يصبح مفتوحًا على مصراعيه!
- عن الرسول الأكرم(ص): أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ.[67]
- عن الرسول الأكرم(ص): وَمَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ.[68]
الارتباط الدائم بعاشوراء النهضة الحسينيّة ودروسها العظيمة
ألا تكفي تجاربنا الكبرى في إثبات هذا الأصل؟! ألف نعم.. عشق الحسين والارتباط بنهضته الكبرى هو الدم الذي يغلي في شرايين المجاهدين ليكونوا من أنصاره في كل زمان ومكان.
- عن أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِ (ع) حَتَّى كَانَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ اللَّهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى.[69]
الوعي الكبير بأهداف الجهاد وهي إقامة العدل والقسط والقضاء على الظلم والفساد
حين يسعى العدوّ للاستخفاف أو التقليل من قيمة جهادنا بطرح الإشكالات حول الإنجازات المرجوّة، لا ينسى المجاهد الواعي أنّ الهدف لم يتحقّق بعد، وأنّه لا بدّ للجهاد حتى إقامة العدل والقسط في كلّ العالم. فبمعرفة هذا الهدف المقدّس، نسقط من أيدي الأعداء أهم الأسلحة التي قد يستخدمها من أجل تثبيط العزائم.
- {وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصيرًا}.[70]
- {وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمينَ}.[71]
- {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقابِ}.[72]
- {فَقاتِلْ في سَبيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكيلًا}.[73]
- {لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْميزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَديدَ فيهِ بَأْسٌ شَديدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ}.[74]
- يقول الشهيد مطهري في كتاب الجهاد: من الممكن أن لا تتوجّه فئة لحربنا، ولكنّها قد توقع الظلم الشديد بعدد من الناس، في الوقت الذي تكون لدينا القدرة أن ننقذ أولئك الذين تعرّضوا للاعتداء. فإن لم نفعل، نكون في الواقع قد قدّمنا المعونة للظالم. صحيح أنّ أحدًا لم يعتدِ علينا في المكان الذي نتواجد فيه، ولكنّه ضدّ أناس آخرين، قد يكونون من المسلمين. بل إنّ هذا جائز بل هو واجب.
- عن الإمام الخميني(قده): إنّ الأنبياء الذين كانوا يقاتلون أعداء "التوحيد" لم يكن مقصدهم أن يحاربوا ليزيلوا الطرف المقابل من الوجود. لقد كان مقصدهم هو أن ينشروا التوحيد في العالم، أن ينشروا دين الحقّ في العالم، وأولئك كانوا مانعًا أمام ذلك. كان الأنبياء يرون أنّه لا بدّ من إزالة هذا المانع من الوصول إلى الهدف.
- عن الإمام الخميني(قده): نستطيع نحن أن نقاتل قومًا مشركين، لا لأجل أن نفرض عليهم التوحيد والإيمان، إذ أنّ التوحيد والإيمان لا يقبلان الإكراه، نستطيع أن نقاتل المشركين لأجل أن نقتلع جذور الفساد.
قراءة القرآن وخصوصًا آيات الجهاد
عندما يحفظ المجاهد آيات الجهاد فإنّها تتحوّل إلى شعارات تبرز وقت الشدّة لتذكّره بدوره وموقفه بين يديّ الله. فالقرآن هو كلام الله الذي يستحضر وجوده المقدّس. والمجاهد بتلاوته آياته المجيدة يعيش مع الله في أصعب الظروف فيجد الله تعالى حاضرًا عنده.
- إِنَّ عَلِيًّا (ع) قَالَ فِي صِفِّينَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُبْرَمُ مَا نَقَضَ إِلَى أَنْ قَالَ أَلَا إِنَّكُمْ لَآتُو الْعَدُوِّ غَدًا فَأَطِيلُوا اللَّيْلَةَ الْقِيَامَ وَأَكْثِرُوا تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الصَّبْرَ وَالنَّصْرَ وَالْقَوْهُمْ بِالْجِدِّ وَالْحَزْمِ وَكُونُوا صَادِقِين.[75]
حفظ كلمات أهل بيت النبوّة فيما يتعلّق بالجهاد والاستشهاد
ستكون هذه الكلمات بمنزلة الضمير الذي يوجّه قلب المجاهد وعقله من الدّاخل، وخصوصًا حين ينبعث الحبّ والمودّة لأهل بيت العصمة في نفسه. فيرى أحبابه وهم يوجّهونه إلى الجهاد والقتال. ويكون قتاله حبًّا لا تكلّفًا.
حفظ الأدعية الجهاديّة وقراءتها
وهي بدورها تمثّل الذّكر الخفيّ الذي ينبعث في أوقات الشدّة ولقاء العدوّ لتكون الملهم للقوّة والشجاعة.
التفقّه بالدين وخاصّة أحكام الجهاد
كثيرًا ما لاحظنا أنّ جهل المجاهدين لبعض الأحكام في ساحات الجهاد يؤدّي إلى حالات نفسيّة سلبيّة تجعل وضع الجبهات والمحاور واللبث فيها أمرًا صعبًا، بحيث يشتاق المجاهد إلى بيته حيث الراحة والطمأنينة ويصبح لصورة المحور الجهاديّ صورة ظلمانيّة في النفس.
- يقول الإمام الخميني(قده): "لو خيف على حوزة الإسلام من الاستيلاء السياسي والاقتصادي المنجرّ إلى أسرهم السياسي والاقتصادي، ووهن الإسلام والمسلمين وضعفهم، يجب الدفاع بالوسائل المشابهة والمقاومات المنفيّة، كترك شراء أمتعتهم، وترك استعمالها وترك المراودة والمعاملة معهم مطلقًا".
معرفة عظمة الجود والإيثار بالنّفس والمال
الجود والإيثار من أعلى الفضائل التي ينبغي الحثّ عليها، ومن ثمّ إعطاء المثال الأعلى لها وهو الجود بالنفس. فحينها تصغر كل أنواع البذل والتضحيات. وهذه أهم عناصر الشجاعة والإقدام في المعركة.
- {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدينَ عَلَى الْقاعِدينَ أَجْرًا عَظيمًا}.[77]
- {الَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ}.[78]
- {وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}.[79]
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.[80]
- عن الرسول الأكرم(ص) أنَّه قال: مَنْ جَبُنَ مِنَ الْجِهَادِ فَلْيُجَهِّزْ بِالْمَالِ رَجُلًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ جُهِّزَ بِمَالِ غَيْرِهِ فَلَهُ فَضْلُ الْجِهَادِ وَلِمَنْ جَهَّزَهُ فَضْلُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكِلَاهُمَا فَضْلٌ وَالْجُودُ بِالنَّفْسِ أَفْضَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنَ الْجُودِ بِالْمَال.[76]
- وفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ حَرَّضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) النَّاسَ بِصِفِّينَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ دَلَّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ وَتُشْفِي بِكُمْ عَلَى الْخَيْرِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَعَلَ ثَوَابَهُ مَغْفِرَةً لِلذَّنْبِ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوص.[81]
- عن أبي ذر الغفاري أنّه سأل الرسول الأكرم(ص): أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِه.. قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهَرِيقَ دَمُهُ فِي سَبِيلِ اللَّه.[82]
تقوية الصبر
- {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ في سَبيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرينَ}.[88]
- {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ}.[89]
- "الشجاعة صبر ساعة"[83] كما قال مولى الموحدين عليه السلام.
- أجْوِبَةُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) عَنْ مَسَائِلَ سَأَلَهُ عَنْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَوْ غَيْرُهُ فِي مَعَانٍ مُخْتَلِفَة قيل له (ع): فَمَا الشَّجَاعَةُ؟ قَالَ: مُوَاقَفَةُ الْأَقْرَانِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ الطِّعَان.[84]
- عن أمير المؤمنين(ع): فاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصِّدْقِ فَإِنَّمَا يَنْزِلُ النَّصْرُ بَعْدَ الصَّبْرِ فَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه.[85]
- عن أمير المؤمنين(ع): فَاصْبِرُوا نَزَلَتْ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَثَبَّتَكُمُ اللَّهُ بِالْيَقِينِ.[86]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ فَإِنَّ بَعْدَ الصَّبْرِ النَّصْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.[87]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَاسْتَشْعِرُوا الصَّبْرَ فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى النَّصْر.[90]
- عن الرسول الأكرم(ص): من لقى العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره.
الزهد
فمن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. وما الجهاد إلّا دخول في عالم المصائب. فإذا هانت سهل الجهاد وانبعثت الشجاعة.
- عن الإمام علي(ع): مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَعْتَقَ نَفْسَهُ وَأَرْضَى رَبَّه.[91]
- عن الإمام علي(ع): مَعَ الزُّهْدِ تُثْمِرُ الْحِكْمَة.[92]
تعليم الحكمة التي ستقود إلى الخوف من الله الذي يمنع الخوف ممّن سواه
- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".[93] ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء. ومن ذاق حلاوة الخوف من الله لم يخشَ سواه. فهل هذا إلّا الشجاعة!
تعظيم العزّة ورفض المهانة مهما كلّف الأمر
لا شيء يبرز في الحروب كمثل سعي العدو لإذلال المجاهدين وأهلهم. وبأدواتهما الإعلاميّة الهائلة نجد الإسرائيليّ والأمريكيّ يبرزان كعنصرين متفوّقين، ممّا يبعث في نفس المقاتل شعورًا بالدّونيّة التي تستتبع قبول الذلّ. إلّا إذا كانت العزّة بمعناها الواقعيّ قيمة جوهريّة عنده فيصبح الموت حينها عذبًا لأنّه موت في عزّ!
- عن أمير المؤمنين (ع): الشَّجَاعَةُ أَحَدُ الْعِزَّيْن.[94]
- عن أمير المؤمنين (ع): الشَّجَاعَةُ عِزٌّ حَاضِر.[95]
- عن الإمام علي(ع): جُبِلَتِ الشَّجَاعَةُ عَلَى ثَلَاثِ طَبَائِعَ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَضِيلَةٌ لَيْسَتْ لِلْأُخْرَى: السَّخَاءِ بِالنَّفْسِ وَالْأَنَفَةِ مِنَ الذُّلِّ وَطَلَبِ الذِّكْرِ، فَإِنْ تَكَامَلَتْ فِي الشُّجَاعِ كَانَ الْبَطَلَ الَّذِي لَا يُقَامُ لِسَبِيلِهِ وَالْمَوْسُومَ بِالْإِقْدَامِ فِي عَصْرِهِ، وَإِنْ تَفَاضَلَتْ فِيهِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ كَانَتْ شَجَاعَتُهُ فِي ذَلِكَ الَّذِي تَفَاضَلَتْ فِيهِ أَكْثَرَ وَأَشَدَّ إِقْدَاما.[96]
- عن النبي الأكرم(ص): اغْزُوا تُورِثُوا أَبْنَاءَكُمْ مَجْدًا.[97]
- عن الإمام الحسين(ع): وَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَالْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَمًا.[98]
كبر النفس وتعاليها على السفاسف
لا يخفى أنّ الجهاد يتضمّن الكثير من المواقف التي تتطلّب التّعالي على السّخافات والمهاترات. وحين تتعالى النفس عن السفاسف، لا تنشغل فيما لا ينبغي، فتتمركز القوى النفسيّة والبدنيّة باتّجاهٍ واحد وهو الجهاد؛ ممّا يرفع من مستوى الهمّة التي تزيد في الشّجاعة.
- عن أمير المؤمنين(ع): قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ.[99]
- عن أمير المؤمنين(ع): عَلَى قَدْرِ الْهِمَمِ تَكُونُ الْهُمُوم.[100]
- عن أمير المؤمنين(ع): عَلَى قَدْرِ الْهِمَّةِ تَكُونُ الْحَمِيَّةُ.[101]
- عن أمير المؤمنين(ع): مَنْ كَبُرَتْ هِمَّتُهُ كَبُرَ اهْتِمَامُه.[102]
- عن أمير المؤمنين(ع): شَجَاعَةُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ.[103]
تعظيم القيم المعنويّة
كطلب العلم وقيام الليل وتهذيب النفس و.. لأنّها أبواب الغيب وشهوده. وهي خيوط الشهادة التي هي أُمنية كل مجاهد حقيقيّ. فمن اتّصل بالمعنى صارت الشّهادة في الجهاد أغلى أمانيه. وهناك لا معنى للحديث عن الشجاعة، لأنّها تقصر عن وصف السّعي الجديد.
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا لَقيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[107
- عَنْ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع): كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَرْبَ يُوصِي لِلْمُسْلِمِينَ بِكَلِمَاتٍ فَيَقُولُ تَعَاهَدُوا الصَّلَاةَ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَتَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا {كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.[104]
- عن أمير المؤمنين(ع): وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْمُبَارَزَةِ وَالْمُنَازَلَةِ وَالْمُجَادَلَةِ وَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيرًا.[105]
- قال رسول اللَّه (ص): مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوَّ أَنْ يُجَاهِدَهُ فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى.[106]
- عن الإمام علي (عليه السلام): إِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ فِي الْحَرْبِ فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل.[108]
إشاعة الصوم كونه عاملًا أساسيًّا في الصبر
حتى ورد في الأحاديث المفسّرة للصّبر بالقرآن بأنّه الصوم. ولعلّ ذلك لأنّه من أعظم مصاديقه في العبادات.
تقليل النوم الذي ينقض العزائم
- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْم".[109] والعزم هو روح الشجاعة.
- عن أمير المؤمنين(ع): "شَجَاعَةُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ وَغَيْرَتُه عَلَى قَدْرِ حَمِيَّتِه".[110]
- عن أمير المؤمنين(ع): أَصْلُ الْعَزْمِ الْحَزْمُ وَثَمَرَتُهُ الظَّفَر.[111]
التغلّب على الشهوات وخصوصًا شهوة البطن والفرج
لا يخفى ما للبطنة والشهوات المنفلتة والمفرطة من آثار سلبيّة على الهمّة والعزم الذي تستمدّ الشجاعة منه معدنها. وللأسف يُشاع في بعض الأوساط العسكريّة ثقافة: "أكل الرجال على قدر أفعالها"، بخلاف ثقافة:{إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}[112] التي أدّت إلى نتيجة {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّه}.[113]
- {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَليكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَليلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرينَ}.[114]
- عن أمير المؤمنين (ع): مَنْ سَلَا عَنْ مَوَاهِبِ الدُّنْيَا عَزَّ.[115]
البعد عن الملاهي لأنّها تضعف العزم
تأثير اللهو في ميوعة الهمم ممّا لا يخفى. ولو أردنا تعداد الآثار السلبيّة لما توقّفنا.
- {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قيلَ لَكُمُ انْفِرُوا في سَبيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَليلٌ}.[116]
معايشة أجواء حربيّة افتراضيّة قبل الأجواء الواقعيّة
يرى العلماء أنّ من جملة الأسباب التي تؤدّي إلى التراجع والجبن في المعركة هو عنصر المفاجأة. كثير من شبابنا ربما لم يسمعوا الصوت الحقيقيّ لغارة تشنّها طائرة حربيّة. وحين يحصل الأمر قد يكون له أثر الصدمة التي قد تشلّ القوى العصبيّة وتمنع المجاهد من الإقدام المطلوب. مثال نسوقه هنا لأجل الالتفات إلى أهمّيّة وضع المجاهد المبتدئ خصوصًا في أجواء شبيهة جدًّا بالمعركة المقبلة وطبيعة الحروب المستقبليّة.
التنويه بالشجعان في الحروب
وتمييزهم ووضع آليّات التعرّف عليهم في الحروب، فكل ذلك يندرج تحت عنوان: "وَلَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَالْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاء"،[117] لأنّه يقلّل من قيمة الشجاعة في النفوس. بل قد يبعث الشجاع على النكول. لا ينبغي الاستخفاف أبدًا بمشاعر المجاهدين تجاه قيادتهم وتأثير أداء القيادة عليهم. فلا شيء يعظم الشجاعة ويرفع قيمته مثل تقدير أهله والتنويه بهم.
- من كتاب أمير المؤمنين(ع) للأشتر: وَلْيَكُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِي مَعُونَتِهِ... فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ وَوَاصِلْ [مِنْ] فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَتَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ مِنْهُمْ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ [فِعَالِهِمْ] أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَتُحَرِّضُ النَّاكِل.[118]
- عن أمير المؤمنين (ع): وَاخْصُصْ أَهْلَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّجْدَةِ بِكُلِّ عَارِفَةٍ وَامْدُدْ لَهُمْ أَعْيُنَهُمْ إِلَى صُوَرِ عَمِيقَاتِ مَا عِنْدَهُمْ بِالْبَذْلِ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ وَكَثْرَةِ الْمَسْأَلَةِ عَنْهُمْ رَجُلًا رَجُلًا وَمَا أُبْلِيَ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ وَإِظْهَارِ ذَلِكَ مِنْكَ عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَهُزُّ الشُّجَاعَ وَيُحَرِّضُ غَيْرَه.[119]
معرفة مدى اهتمام القيادة وانشغالها في متابعة شؤون المجاهدين وهمومهم وتطلّعاتهم الجهاديّة
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنينَ عَلَى الْقِتال}.[120] أفضل تحريض على الجهاد هو اطّلاع المجاهدين على مدى اهتمام ومتابعة القيادة لأمورهم الجهاديّة وما يرتبط بشؤونهم المختلفة. فما هي البرامج التي يمكن إعدادها في هذا المجال؟
-
عن رسول الله (ص): وَلِّ أَمْرَ جُنُودِكَ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِكَ حِلْمًا وَأَجْمَعَهُمْ لِلْعِلْمِ... ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُهُ الْوَالِدُ مِنْ وُلْدِهِ وَلَا يَعْظُمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ أَعْطَيْتَهُمْ إِيَّاهُ وَلَا تُحَقِّرَنَّ لَهُمْ لُطْفًا تَلْطُفُهُمْ بِهِ فَإِنَّهُ يَرْفُقُ بِهِمْ كُلُّ مَا كَانَ مِنْكَ إِلَيْهِمْ وَإِنْ قَلَّ وَلَا تَدَعَنَّ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى نَظَرِكَ فِي جَسِيمِهَا فَإِنَّ لِلَّطِيفِ مَوْضِعًا يُنْتَفَعُ بِهِ وَلِلْجَسِيمِ مَوْضِعًا لَا يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْهُ... وَأَكْثِرْ إِعْلَامَهُمْ ذَاتَ نَفْسِكَ [لَهُمْ] مِنَ الْأَثَرَةِ وَالْمَكْرُمَةِ وَحُسْنِ الْإِرْضَاءِ وَحَقِّقْ ذَلِكَ بِحُسْنِ الْإِثَارِ فِيهِمْ وَاعْطِفْ عَلَيْكَ قُلُوبَهُمْ بِاللُّطْفِ فَإِنَّ أَفْضَلَ قُرَّةِ أَعْيُنِ الْوُلَاةِ اسْتَفَاضَةُ الْأَمْنِ فِي الْبِلَادِ وَظُهُورُ مَوَدَّةِ الْأَجْنَادِ وَإِذَا كَانُوا كَذَلِكَ سَلِمَتْ صُدُورُهُمْ وَ صَحَّتْ بَصَائِرُهُمْ وَاشْتَدَّتْ حِيطَتُهُمْ مِنْ وَرَاءِ أُمَرَائِهِمْ... لَا تَدَع مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَيْهِمْ عُيُونٌ مِنْ أَهْلِ الْأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ يُحَرِّضُونَهُمْ عِنْدَ اللِّقَاءِ فَيَكْتُبُونَ بَلَاءَ كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ حَتَّى كَأَنَّكَ شَاهَدْتَهُ ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا كَانَ مِنْهُ وَلَا تَجْعَلَنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ مِنْهُمْ لِغَيْرِهِ وَلَا تَقْصُرَنَّ بِهِ دُونَ بَلَائِهِ وَكَافِئْ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ بِقَدْرِ مَا كَانَ مِنْهُ وَاخْصُصْهُ بِكِتَابٍ مِنْكَ تَهُزُّهُ بِهِ وَتُنَبِّؤُهُ بِمَا بَلَغَكَ عَنْهُ... وَإِنْ أُصِيبَ أَحَدٌ مِنْ فُرْسَانِكَ وَأَهْلِ النِّكَايَةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي أَعْدَائِكَ فَاخْلُفْهُ فِي أَهْلِهِ بَأَحْسَنِ مَا يَخْلُفُ بِهِ الْوَصِيُّ الْمَوْثُوقُ بِهِ فِي اللُّطْفِ [بِهِمْ] وَحُسْنِ الْوِلَايَةِ لَهُمْ حَتَّى لَا يُرَى عَلَيْهِمْ أَثَرُ فَقْدِهِ وَلَا يَجِدُوا لِمُصَابِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَعْطِفُ عَلَيْكَ قُلُوبَ فُرْسَانِكَ وَيَزْدَادُونَ بِهِ تَعْظِيمًا لِطَاعَتِكَ [وَتَطِيبَ النُفُوسُ] بالرُّكُوبِ لِمَعَارِيضِ التَّلَفِ فِي تَسْدِيدِ أَمْرِكَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.[121]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حين يتربّى المجاهد على هذه الفريضة يكون كمن "أحدّ سنان الغضب لله" وتكون النتيجة: "قوي على قتال الباطل"، كما قال أمير المؤمنين وقائد المجاهدين. إنّ الأمر بالمعروف يشدّ ظهور المؤمنين، ويعطيهم قوّة عظيمة لأنه انتصار للقيم التي يقاتلون من أجلها وتدعيم للمجتمع الذي ينطلقون منه.
الحثّ على تناول الأطعمة والثمار التي تزيد الشجاعة
تحفل روايات أهل بيت العصمة عليهم السلام بنصائح ووصايا لأطعمة وأغذية تؤثّر على الشجاعة. ولعلّ الترغيب بها يزيد من عنصر الشجاعة في النفس ولو تعبّدًا.
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَكَا نَبِيٌّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جُبْنَ أُمَّتِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مُرْ أُمَّتَكَ تَأْكُلُ الْحَرْمَلَ.[122]
أهمّيّة الصّحة البدنيّة والقوّة
الصّحّة والقوّة البدنيّة من عوامل الثقة بالله تعالى إذا ما كانت نتيجة حتميّة للأكل الحلال والنظام الغذائيّ الشرعيّ.
- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ في سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}.[123]
- عن أبي عبد الله (ع): الثَّوْبُ النَّقِيُّ يَكْبِتُ الْعَدُوَّ.[124]
أهمّيّة الارتباط العميق بأهل البيت
ويندرج هذا الأصل تحت عنوان عالم المعنى الزّاخر الذي يضفي على النفوس قوّة وعظمة فلا ترى من قيمة لهذه الدنيا وطلّابها والمستأثرين بها. وهو الأصل الأول في الجهاد.
- عن رسول الله(ص): مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِيدا.[125]
حضور إمام الزمان
معرفة أنّ إمام الزمان حاضر وشاهد ويتدخّل عند الضرورة من شأنه أن يقوّي من شجاعة وعزم المجاهدين.
- جاء في الدعاء: أشهد أنك ترى مقامي وتسمع دعائي وترد سلامي.
- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاحِيَةِ الْمُقَدَّسَةِ عَلَى يَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَان: وَأَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَيَّبَهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَاب.[126]
- من رسالة الإمام المهدي إلى الشيخ المفيد: نَحْنُ وَإِنْ كُنَّا ثَاوِينَ بِمَكَانِنَا النَّائِي عَنْ مَسَاكِنِ الظَّالِمِينَ حَسَبَ الَّذِي أَرَانَاهُ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا مِنَ الصَّلَاحِ وَلِشِيعَتِنَا الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ مَا دَامَتْ دَوْلَةُ الدُّنْيَا لِلْفَاسِقِينَ فَإِنَّا يُحِيطُ عِلْمُنَا بِأَنْبَائِكُمْ وَلَا يَعْزُبُ عَنَّا شَيْءٌ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَمَعْرِفَتُنَا بِالزَّلَلِ الَّذِي أَصَابَكُمْ مُذْ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعًا وَنَبَذُوا الْعَهْدَ الْمَأْخُوذَ مِنْهُمْ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ وَاصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاء.[127]
- عن الإمام الرضا(ع): إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شِدَّةٌ فَاسْتَعِينُوا بِنَا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها.[128]
- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي طَرِيفٌ أَبُو نَصْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ فَقَالَ: عَلَيَّ بِالصَّنْدَلِ الْأَحْمَرِ، فَأَتَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ أَنَا؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ سَيِّدِي وَابْنُ سَيِّدِي، فَقَالَ: لَيْسَ عَنْ هَذَا سَأَلْتُكَ، قَالَ طَرِيفٌ: فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسِّرْ لِي، قَالَ: أَنَا خَاتِمُ الْأَوْصِيَاءِ وَبِي يَدْفَعُ اللَّهُ الْبَلَاءَ عَنْ أَهْلِي وَشِيعَتِي.[129]
الشجاعة من صفات أنصار إمام الزمان:
ثم وصف هؤلاء القوم المشحوذي العزائم فقال تجلى بصائرهم بالتنزيل أي يكشف الرين والغطاء عن قلوبهم بتلاوة القرآن وإلهامهم تأويله ومعرفة أسراره. ثم صرح بذلك فقال ويرمى بالتفسير في مسامعهم أي يكشف لهم الغطاء وتخلق المعارف في قلوبهم ويلهمون فهم الغوامض والأسرار الباطنة ويغبقون كأس الحكم بعد الصبوح أي لا تزال المعارف الربانية والأسرار الإلهية تفيض عليهم صباحا ومساء فالغبوق كناية عن الفيض الحاصل لهم في الآصال والصبوح كناية عما يحصل لهم منه في الغدوات وهؤلاء هم العارفون الذين جمعوا بين الزهد والحكمة والشجاعة وحقيق بمثلهم أن يكونوا أنصارا لولي الله الذي يجتبيه ويخلقه في آخر أوقات الدنيا فيكون خاتمة أوليائه والذي يلقى عصا التكليف عنده.
[1]. سورة الأنفال، الآية 17.
[2]. سورة البقرة، الآية 179.
[3]. سورة الأنفال، الآية 24.
[4]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 333.
[5]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 418.
[6]. سورة التوبة، الآية 47.
[7]. نهج البلاغة، ص 366.
[8]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 150.
[9]. سورة الأنفال، الآية 65.
[10]. سورة التوبة، الآية 14.
[11]. سورة البقرة، الآية 191.
[12]. سورة النساء، الآية 91.
[13]. نهج البلاغة، ص 248.
[14]. سورة الحج، الآية 40.
[15]. سورة البقرة، الآية 251.
[16]. سورة التوبة، الآيات 81 – 82.
[17]. سورة التوبة، الآية 39.
[18]. سورة البقرة، الآية 217.
[19]. سورة المائدة، الآية 54.
[20]. سورة التوبة، الآية 24.
[21]. سورة البقرة، الآية 216.
[22]. سورة النمل، الآية 34.
[23]. جواهر الكلام، ج21، ص 9.
[24]. الكافي، ج5، ص 38.
[25]. الكافي، ج5، ص 41.
[26]. الكافي، ج5، ص 4.
[27]. الكافي، ج5، ص 5.
[28]. مسند أحمد، ج2، ص 84.
[29]. نهج البلاغة، ص 78.
[30]. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص 565 - 566.
[31]. الكافي، ج5، ص 9.
[32]. بحار الأنوار، ج67، ص 178.
[33]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 263.
[34]. الكافي، ج5، ص 38.
[35]. نهج البلاغة، ص 55.
[36]. بحار الأنوار، ج34، ص 75.
[37]. سورة النساء، الآية 141.
[38]. نهج البلاغة، ص 69.
[39]. سورة آل عمران، الآية 173.
[40]. بحار الأنوار، ج45، ص 46.
[41]. سورة الأنفال، الآية 74.
[42]. بحار الأنوار، ج20، ص 92.
[43]. مستدرك الوسائل، ج8، ص 297.
[44]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 151.
[45]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 375.
[46]. سورة محمد، الآية 7.
[47]. سورة آل عمران، الآيات 123- 126.
[48]. سورة الأنفال، الآيات 9 – 12.
[49]. سورة الصافات، الآيات 171 – 173.
[50]. سورة الأنفال، الآية 44.
[51]. سورة الحشر، الآية 2.
[52]. نهج البلاغة، ص 91 – 92.
[53]. سورة الأحزاب، الآية 16.
[54]. الكافي، ج5، ص 40.
[55]. الكافي، ج5، ص 40.
[56]. الكافي، ج5، ص 41.
[57]. الكافي، ج5، ص 54.
[58]. الكافي، ج5، ص 37 - 38.
[59]. سورة النساء، الآية 74.
[60]. الكافي، ج5، ص 2.
[61]. مستدرك الوسائل، ج11، ص 18.
[62]. سورة العنكبوت، الآية 69.
[63]. سورة التوبة، الآيات 88 – 89.
[64]. الكافي، ج2، ص 348.
[65]. مستدرك الوسائل، ج11، ص 12.
[66]. الكافي، ج5، ص 54.
[67]. مستدرك الوسائل، ج18، ص 209.
[68]. الكافي، ج2، ص 164.
[69]. الكافي، ج1، ص 260.
[70]. سورة النساء، الآية 75.
[71]. سورة البقرة، الآية 193.
[72]. سورة الأنفال، الآية 25.
[73]. سورة النساء، الآية 84.
[74]. سورة الحديد، الآية 25.
[75]. مستدرك الوسائل، ج11، ص 40.
[76]. مستدرك الوسائل، ج11، ص 24.
[77]. سورة النساء، الآية 95.
[78]. سورة التوبة، الآيات 20 – 21.
[79]. سورة التوبة، الآية 121.
[80]. سورة الصف، الآيات 10 – 11.
[81]. الكافي، ج5، ص 39.
[82]. بحار الأنوار، ج74، ص 70 – 71.
[83]. بحار الأنوار، ج75، ص 11.
[84]. بحار الأنوار، ج75، ص 104.
[85]. وسائل الشيعة، ج15، ص 96.
[86]. الكافي، ج5، ص 41.
[87]. الكافي، ج5، ص 41 - 42.
[88]. سورة آل عمران، الآية 146.
[89]. سورة الأنفال، الآية 65.
[90]. نهج البلاغة، ص 68.
[91]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 277.
[92]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 277.
[93]. وسائل الشيعة، ج15، ص 221.
[94]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 259.
[95]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 259.
[96]. بحار الأنوار، ج75، ص 236.
[97]. الكافي، ج5، ص 8.
[98]. بحار الأنوار، ج44، ص 192.
[99]. نهج البلاغة، ص 477.
[100]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 448.
[101]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 448.
[102]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 448.
[103]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 447.
[104]. الكافي، ج5، ص 36.
[105]. الكافي، ج5، ص 41.
[106]. مستدرك الوسائل، ج5، ص 295.
[107]. سورة الأنفال، الآية 45.
[108]. بحار الأنوار، ج90، ص 154.
[109]. نهج البلاغة، ص 359.
[110]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 447 - 448.
[111]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 476.
[112]. سورة البقرة، الآية 249.
[113]. سورة البقرة، الآية 251.
[114]. سورة البقرة، الآية 249.
[115]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 366.
[116]. سورة التوبة، الآية 38.
[117]. نهج البلاغة، ص 430.
[118]. نهج البلاغة، ص 433 – 434.
[119]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 150.
[120]. سورة الأنفال، الآية 65.
[121]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 149 – 151.
[122]. بحار الأنوار، ج59، ص 234.
[123]. سورة الأنفال، الآية 60.
[124]. الكافي، ج6، ص 441.
[125]. بحار الأنوار، ج23، ص 233.
[126]. بحار الأنوار، ج52، ص 92.
[127]. بحار الأنوار، ج53، ص 175.
[128]. مستدرك الوسائل، ج5، ص 230.
[129]. بحار الأنوار، ج52، ص 30.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...