
القناعة سبيل الانعتاق وسبب القوّّة
السيّد عبّاس نورالدين
تدل عشرات الشواهد المقدّسة والمشهودة في حياة الأمم على أنّ من جملة عناصر قوّة أبناء المجتمع انعتاقهم من سلطة الشهوات. ومن المعروف أنّ عصرنا الحالي يتميّز بالتنوّع الهائل لإغراءات الشّهوة التي تُعرض بصورة السلع والبضائع، والتي أحدثت تغييرًا قيميًّا عُرف بثقافة التسوّق والاستهلاك.
يتولّد عن هذه الثّقافة المشاعر الوهميّة المسيطرة، والتي يعيش معها المستهلك احتياجات كاذبة تأسره وتشعره بأنّه ناقص أو ذليل ما لم يحصل على ذلك المنتج أو تلك السلعة. بل وصل الأمر إلى درجة الهوس والأمراض النفسية.
ولا يخفى أنّ الأغلبيّة السّاحقة من البضائع والمنتجات تأتي من الغرب. فيكون ذلك سببًا للمزيد من عناصر قوته وهيمنته. بل يمكن القول أنّ هذا السّلاح هو من أقوى أسلحته. وهكذا ومع انتشار هذه الثقافة تزداد التبعيّة ومعها العبوديّة المقنّعة.
ونظرا لأهميّة هذا الأمر وخطورته على روحيّة أبناء المجتمع، نتقدّم بمجموعة من الأفكار المستنبطة من تراثنا الدّينيّ الغنيّ علّها تكون هادية للعاملين على وضع البرامج الملهمة والمربّية.
عن ابي عبد الله(ع): إنّ صاحب الدّين فكّر فغلبته السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أُعطي وانفرد فكُفي الأحزان، ورفض الشّهوات فصار حرًّا، وخلع الدنيا فتحامى السّرور، وطرح الحسد فظهرت المحبة ولم يخف الناس ولم يخفهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم وسخط نفسه عن كل شيء ففاز واستكمل الفضل وابصر العافية فأمن الندامة.
إنّ من أهم ما ينبغي التركيز عليه بحسب الآيات والروايات هو الثمار الطيّبة للقناعة، وأهمّها:
1 الانعتاق والتحرّر المعنويّ
- لأنّ الطمع واتّباع الشهوات والسّعي لجمع الدّنيا مقدّمة مشهورة للمعاصي
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ. أَلَا تَرَى كَيْفَ أَحَبَّ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ؟ وَأَيُّ خَطِيئَةٍ أَشَدُّ جُرْماً مِنْ هَذَا!
- عن الإمام عليّ (ع): حسن الزهد من أفضل الإيمان و [حسن] الرّغبة في الدنيا تفسد الإيقان.
- عن الإمام عليّ(ع): وَمَنْ لَمْ يَعْدِلْ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ خَاضَ فِي الْحَسَرَات.
- {أضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ}.[سورة مريم، ٥٩]
- عن أبي جعفر(ع): جهنّم محفوفة باللذات والشّهوات، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار.
- أوحى الله إلى داوود: حذر وأنذر أصحابك عن حبّ الشهوات، فإنّ المعلّقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عنّي.
- عن أمير المؤمنين عليه السلام: اهجروا الشّهوات، فإنّها تقودكم إلى ركوب الذّنوب والتهجّم على السيّئات.
- وبالانعتاق من الشّهوات يُفتح طريق الجنّة
- عن أمير المؤمنين: من اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات.
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى (ع): أَنَّ عِبَادِي لَمْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ. قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: يَا مُوسَى، الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا وَالْوَرَعُ عَنِ الْمَعَاصِي وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَتِي. قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ فَمَا لِمَنْ صَنَعَ ذَا؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى! أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا فَفِي الْجَنَّةِ؛ وَأَمَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْيَتِي فَفِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى، لَا يُشَارِكُهُمْ أَحَدٌ؛ وَأَمَّا الْوَرِعُونَ عَنْ مَعَاصِيَّ، فَإِنِّي أُفَتِّشُ النَّاسَ وَلَا أُفَتِّشُهُمْ.
- عن الإمام علي (ع): ثمن الجنّة الزهد في الدنيا.
- عن الإمام علي (ع): من زهد في الدنيا قرّت عينه بجنّة المأوى.
- وتتولّد ملكة نفسانيّة مانعة من طلب الدّنيا جاهًا ومالًا
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ إِيمَانًا ازْدَادَ ضِيقًا فِي مَعِيشَتِهِ.
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): إِنَّ مِنْ أَعْوَنِ الْأَخْلَاقِ عَلَى الدِّينِ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا.
- عن الإمام علي(ع): ثمرة القناعة الإجمال في المكتسب والعزوف عن الطّلب.
- وتقصر الآمال حيث أنّ طول الأمل من أهم أسباب نسيان الآخرة
- عن الإمام عليّ (ع): الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قَصْرُ الْأَمَلِ.
- عن الإمام عليّ (ع): الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قَصْرُ الْأَمَلِ.
2 راحة النفوس والأبدان
- عن الإمام الحسين(ع): القنوع راحة الأبدان.
- بانشراح الصدور
- وادراك النعمة فيتولّد الشكر الذي هو سبب الرضوان والمزيد
- عن الإمام علي(ع): أشكر الناس أقنعهم، وأكفرهم للنعم أجشعهم.
- وتغرس شجرة الحكمة فيسقيها الزهد
- عن رسول الله(ص): نُورُ الْحِكْمَةِ الْجُوعُ، وَالتَّبَاعُدُ مِنَ اللَّهِ الشّبَعُ، وَالْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ حُبُّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوُّ مِنْهُمْ.
- عن الإمام عليّ (ع): مَعَ الزُّهْدِ تُثْمِرُ الحِكْمَةُ.
- عن الإمام عليّ (ع): زين الحكمة الزهد في الدّنيا.
- قَالَ النَّبِيُّ(ص): إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ.
- قال عيسى عليه السلام: بحقّ أقول لكم الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشّهوات أو يدنّسها الطّمع أو يقسها النعيم فسوف تكون أوعية الحكمة.
- عن الإمام الصادق(ع): منْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا، دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا سَالِمًا إِلَى دَارِ السَّلَامِ.
- ويسلم القلب ويمتنع فلا يحزن على ما فاته ولا يفرح بما آتاه
- ويسهل التذلّل للمؤمنين والتّواضع لهم
- ولا يفتقر:
- عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ.
- قَالَ أَبُو الْحَسَنِ(ع): مَا عَالَ امْرُؤٌ فِي اقْتِصَادٍ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ.
- ويصبح التّوكّل على الله سمته وعلامته:
- رُوِيَ عَنْ لُقْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ ذُقْتُ الصَّبْرَ وَأَكَلْتُ لِحَاءَ الشَّجَرِ، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا هُوَ أَمَرُّ مِنَ الْفَقْرِ؛ فَإِنْ بُلِيتَ بِهِ يَوْمًا وَلَا تُظْهِرِ النَّاسَ عَلَيْهِ فَيَسْتَهِينُوكَ وَلَا يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ارْجِعْ إِلَى الَّذِي ابْتَلَاكَ بِهِ، فَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى فَرَجِكَ وَسَلْهُ مَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ.
- عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) فَذَكَرْتُ لَهُ بَعْضَ حَالِي فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِ ذَلِكَ الْكِيسَ هَذِهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ وَصَلَنِي بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ فَخُذْهَا وَتَفَرَّجْ بِهَا. قَالَ: فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذَا دَهْرِي وَ لَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِي قَالَ فَقَالَ إِنِّي سَأَفْعَلُ وَ لَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تُخْبِرَ النَّاسَ بِكُلِّ حَالِكَ فَتَهُونَ عَلَيْهِمْ
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَحَبَّ شَيْئاً لِنَفْسِهِ وَ أَبْغَضَهُ لِخَلْقِهِ، أَبْغَضَ لِخَلْقِهِ الْمَسْأَلَةَ، وَأَحَبَ لِنَفْسِهِ أَنْ يُسْأَلَ؛ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ. فَلَا يَسْتَحْيِي أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ وَلَوْ بِشِسْعِ نَعْلٍ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ(ص) قَالَ: مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ غَيْرِهِ.
- قَالَ سَيِّدُنَا الصَّادِقُ (ع): مَنِ اهْتَمَّ لِرِزْقِهِ كُتِبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ. إِنَّ دَانِيَالَ كَانَ فِي زَمَنِ مَلِكٍ جَبَّارٍ عَاتٍ أَخَذَهُ فَطَرَحَهُ فِي جُبٍّ وَطَرَحَ مَعَهُ السِّبَاعَ، فَلَمْ تَدْنُوا مِنْهُ وَلَمْ تَجْرَحْهُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ أَنِ ائْتِ دَانِيَالَ بِطَعَامٍ. قَالَ: يَا رَبِّ! وَ أَيْنَ دَانِيَالُ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنَ الْقَرْيَةِ فَيَسْتَقْبِلُكَ ضَبُعٌ فَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ يَدُلُّكَ. فَأَتَتْ بِهِ الضَّبُعُ إِلَى ذَلِكَ الْجُبِّ، فَإِذَا فِيهِ دَانِيَالُ، فَأَدْلَى إِلَيْهِ الطَّعَامَ. فَقَالَ دَانِيَالُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُخَيِّبُ مَنْ دَعَاهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ وَثِقَ بِهِ لَمْ يَكِلْهُ إِلَى غَيْرِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَجْزِي بِالْإِحْسَانِ إِحْسَانًا وَبالصَّبْرِ نَجَاتًا. ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ(ع): إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ أَرْزَاقَ الْمُتَّقِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ، وَأَنْ لَا يَقْبَلَ لِأَوْلِيَائِهِ شَهَادَتَهُ فِي دَوْلَةِ الظَّالِمِينَ.
- وينال هناء العيش
- عَنِ الصَّادِقِ(ع): قَالَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّ بِالْعَيْشِ: الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَالْغِنَى وَالْقَنَاعَةُ وَالْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ.
- عن أمير المؤمنين(ع): أعظم الناس سعادة أكثرهم زهادة.
- عن أمير المؤمنين(ع): لمّا سُئل عن قوله تعالى: {فلنحيينه حياةً طيبة}، قال: القناعة.
- عن الإمام علي(ع): أنعم النّاس عيشًا، من منحه الله سبحانه القناعة وأصلح زوجه.
- عن الإمام عليّ (ع): القناعة أهنأ العيش.
3 اللذات الروحية
- وهناك يأنس بالله وذكره ويستعذب طاعته
- وتحسن عبادته
4 الكمالات النّفسيّة
- ينال القَنوع رضا الرّحمن ومحبّته
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَحْزَنُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ إِذَا قَتَّرْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَذَلِكَ أَقْرَبُ لَهُ مِنِّي؛ وَيَفْرَحُ إِذَا بَسَطْتُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ أَبْعَدُ لَهُ مِنِّي؛ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ {بَلْ لا يَشْعُرُونَ} ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ فِتْنَةٌ لَهُم.
- عن رسول الله: أفضلكم منزلة عند الله تعالى أطولكم جوعًا وتفكّرًا.
- من وصيّة رسول الله لعبد الله بن مسعود: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا يَعْنِي الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا؛ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُوسَى: يَا مُوسَى! إِنَّهُ لَنْ يَتَزَيَّنَ الْمُتَزَيِّنُونَ بِزِينَةٍ أَزْيَنَ فِي عَيْنَيَّ مِثْلَ الزُّهْدِ؛ يَا مُوسَى! إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ؛ وَإِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلًا فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ.
يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوابًا وَسُرُرًا عَلَيْها يَتَّكِؤُونَ وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}. وَقَوْلُهُ: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَ مَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}.
يَا ابْنَ مَسْعُودٍ! مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ فِي الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ خَافَ النَّارَ تَرَكَ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ أَعْرَضَ عَنِ اللَّذَّاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ.
يَا ابْنَ مَسْعُودٍ! قَوْلُهُ تَعَالَى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الْآيَةَ.
يَا ابْنَ مَسْعُودٍ! إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلَامِ وَالْمُنَاجَاةِ حِينَ تُرَى خُضْرَةُ الْبَقْلِ مِنْ بَطْنِهِ مِنْ هُزَالِه، وَمَا سَأَلَ مُوسَى حِينَ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ إِلَّا طَعَامًا. - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ( ص): قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ أَوْلِيَائِي عِنْدِي رجل خَفِيفَ الْحَالِ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ بِالْغَيْبِ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ، جُعِلَ رِزْقُهُ كَفَافًا فَصَبَرَ عَلَيْهِ، عَجِلَتْ مَنِيَّتُهُ فَقَلَّ تُرَاثُهُ وَقَلَّتْ بَوَاكِيه.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَنْفَقَ مَا فِي يَدَيْهِ فِي سَبِيلٍ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ، مَا كَانَ أَحْسَنَ وَلَا وُفِّقَ؛ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ يَعْنِي الْمُقْتَصِدِينَ}.
- قَالَ الصَّادِقُ (ع): إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَلْهَمَهُ الطَّاعَةَ وَ أَلْزَمَهُ الْقَنَاعَةَ وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَقَوَّاهُ بِالْيَقِينِ فَاكْتَفَى بِالْكَفَافِ وَاكْتَسَى بِالْعَفَافِ.
- ويصبح عزيزا بين النّاس لأنّ الطّمع رقٌّ مؤبّد
- عن الإمام الكاظم(ع): اليأس ممّا في أيدي الناس عزّ المؤمن في دينه، ومروءته في نفسه، وشرفه في دنياه، وعظمته في أعين الناس، وجلالته في عشيرته، ومهابته عند عياله، وهو أغنى الناس عند نفسه، وعند جميع النّاس.
- عن الإمام الرضا(ع): شرف المؤمن قيام الليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس.
- عن الإمام عليّ(ع): من قنعت نفسه أعانته على النزاهة والعفاف.
- عن الإمام عليّ(ع): من عزّ النفس لزوم القناعة.
- عن الإمام عليّ (ع): ثمرة القناعة العزّ.
- يكون خفيف الحساب
- عن رسول الله(ص): اقتنع بما أوتيته، يخفّ عليك الحساب.
- فيها صلاح النفس
- عن الإمام عليّ (ع): أعون شيء على صلاح النّفس القناعة.
- عن الإمام عليّ (ع): الزهد مفتاح صلاح.
- عن الإمام عليّ (ع): كيف يستطيع صلاح نفسه من لم يقنع بالقليل.
- وينال الغنى الحقيقيّ وهو المال الذي لا ينفد:
- خُطْبَةُ الْوَسِيلَةِ
وَلَا وِقَايَةَ أَمْنَعُ مِنَ السَّلَامَةِ، وَلَا مَالَ أَذْهَبُ بِالْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَنَاعَةِ، وَلَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقُنُوعِ. وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَتَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ. وَالرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ. وَالِاحْتِكَارُ مَطِيَّةُ النَّصَبِ. وَالْحَسَدُ آفَةُ الدِّينِ. وَالْحِرْصُ دَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ، وَهُوَ دَاعِي الْحِرْمَانِ. وَالْبَغْيُ سَائِقٌ إِلَى الْحَيْنِ. وَالشَّرَهُ جَامِعٌ لِمَسَاوِي الْعُيُوبِ. رُبَّ طَمَعٍ خَائِبٍ وَأَمَلٍ كَاذِبٍ وَرَجَاءٍ يُؤَدِّي إِلَى الْحِرْمَانِ وَ ِجَارَةٍ تَئُولُ إِلَى الْخُسْرَانِ. أَلَا وَمَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْضِحَاتِ النَّوَائِبِ وَبِئْسَتِ الْقِلَادَةُ الذَّنْبُ لِلْمُؤْمِنِ.
- عن الإمام الكاظم(ع): من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن واثقًا بما عند الله جلّ وعزّ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ.
- قال الله سبحانه: ارضَ بما آتيتك تكن أغنى الناس.
- عن الإمام علي(ع): القانع غنيّ وإن جاع أو عري.
- عن الإمام عليّ (ع):لا كنز أغنى من القناعة.
- أوحى الله إلى داوود: وضعت الغنى في القناعة وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه.
- عن الإمام عليّ (ع): القناعة رأس الغنى.
- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَوْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ.
- ويرضى الله تعالى منه اليسير من الطّاعة:
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ، رَضِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَمَلِ.
- عَنِ الرِّضَا (ع) قَالَ: مَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ مِنَ الرِّزْقِ إِلَّا الْكَثِيرُ، لَمْ يَكْفِهِ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا الْكَثِيرُ. وَمَنْ كَفَاهُ مِنَ الرِّزْقِ الْقَلِيلُ، فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ مِنَ الْعَمَلِ الْقَلِيلُ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ابْنَ آدَمَ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ. مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ الْقَلِيلَ مِنَ الْعَمَلِ؛ وَمَنْ رَضِيَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْحَلَالِ خَفَّتْ مَئُونَتُهُ وَزَكَتْ مَكْسَبَتُهُ وَخَرَجَ مِنْ حَدِّ الْفُجُورِ.
- ينال خير الدنيا والآخرة:
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهًا بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ وَلَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ. فَمَنْ زَوَّدَ أَحَدًا مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفًا فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا رَبِّ! إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا تَنَافَسُوا فِي دُنْيَاهُمْ فَنَكَحُوا النِّسَاءَ، وَلَبِسُوا الثِّيَابَ اللَّيِّنَةَ، وَوكَلُوا الطَّعَامَ، وَسَكَنُوا الدُّورَ، وَرَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ الدَّوَابِّ، فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ. فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَكَ وَلِكُلِّ عَبْدٍ مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَيْتُ أَهْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلَى أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْيَا سَبْعُونَ ضِعْفًا.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ وَكَانَ مُحْتَاجًا فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، فَرَأَى فِي النَّوْمِ أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ دِرْهَمَانِ مِنْ حِلٍّ أَوْ أَلْفَانِ مِنْ حَرَامٍ؟ فَقَالَ: دِرْهَمَانِ مِنْ حِلٍّ. فَقَالَ: تَحْتَ رَأْسِكَ. فَانْتَبَهَ فَرَأَى الدِّرْهَمَيْنِ تَحْتَ رَأْسِهِ. فَأَخَذَهُمَا وَاشْتَرَى بِدِرْهَمٍ سَمَكَةً. فَأَقْبَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ كَاللَّائِمَةِ وَأَقْسَمَتْ أَنْ لَا تَمَسَّهَا. فَقَامَ الرَّجُلُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا شَقَّ بَطْنَهَا إِذَا بِدُرَّتَيْنِ فَبَاعَهُمَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الدُّنْيَا أَمَرَهَا بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعَتْ رَبَّهَا؛ فَقَالَ لَهَا: خَالِفِي مَنْ طَلَبَكِ وَوَافِقِي مَنْ خَالَفَكِ. وَهِيَ عَلَى مَا عَهِدَ اللَّهُ إِلَيْهَا وَطَبَعَهَا بِهَا.
- عن أمير المؤمنين(ع): من زهد في الدنيا لم تفته.
- عن أمير المؤمنين(ع): إِنَّ عَلَامَةَ الرَّاغِبِ فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ زُهْدُهُ فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا. أَمَا إِنَّ زُهْدَ الزَّاهِدِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَا يَنْقُصُهُ مِمَّا قَسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا، وَإِنْ زَهِدَ؛ وَإِنَّ حِرْصَ الْحَرِيصِ عَلَى عَاجِلِ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَا يَزِيدُهُ فِيهَا وَإِنْ حَرَصَ؛ فَالْمَغْبُونُ مَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْآخِرَةِ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): مَا أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةُ غَنِيٌّ وَلَا فَقِيرٌ إِلَّا يَوَدُّ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ مِنْهَا إِلَّا الْقُوتَ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًا فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سَرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا. يَا ابْنَ جُعْشُمٍ! يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، وَوَارَى عَوْرَتَكَ وَإِنْ يَكُنْ بَيْتٌ يَكُنُّكَ فَذَاكَ، وَإِنْ يَكُنْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخْ بَخْ؛ وَإِلَّا فَالْخُبْزُ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَيْكَ أَوْ عَذَاب.
- وتنمو شجرة المعرفة في قلبه:
- عن الإمام عليّ (ع): من زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَجْزَعْ مِنْ ذُلِّهَا وَلَمْ يُنَافِسْ فِي عِزِّهَا هَدَاهُ اللَّهُ بِغَيْرِ هِدَايَةٍ مِنْ مَخْلُوقٍ، وَعَلَّمَهُ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ وَأَثْبَتَ الحِكْمَةَ فِي صَدْرِهِ وَأَجْرَاهَا عَلَى لِسَانِهِ.
- القناعة هي ثمرة حب الله لعبده:
- قَالَ الصَّادِقُ (ع): إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَلْهَمَهُ الطَّاعَةَ وَأَلْزَمَهُ الْقَنَاعَةَ وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَقَوَّاهُ بِالْيَقِينِ؛ فَاكْتَفَى بِالْكَفَافِ وَاكْتَسَى بِالْعَفَافِ.
- مطردة للفخر
- عن رسول الله (ص): يا أبا ذر! البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكًا.
- عن رسول الله (ص): يا أبا ذر! البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكًا.
5 سلامة البدن
- فلا يجتمع جوع ومرض
- عن الإمام الصادق(ع): الْجُوعُ إِدَامٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَغِذَاءٌ لِلرُّوحِ وَطَعَامٌ لِلْقَلْبِ وَصِحَّةٌ لِلْبَدَن.
- عن الإمام عليّ (ع): لو زهدتم في الشهوات لسلمتم من الآفات.
- ولا تغلبه البطنة
- التحرّر من ربقة الظالمين
- عن الإمام الكاظم (ع): وقوا دينكم بالاستغناء بالله عن طلب الحوائج واعلموا أنّه من خضع لصاحب سلطان جائر أو لمخالف طلبًا لما في يديه من دنياه أهمله الله ومقت عليه ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه نزع الله منه البركة ولم ينفعه بشيء في حجّته ولا غيره من أفعال البر .
- عن الإمام الرضا(ع): القناعة تجتمع إلى صيانة النفس وعزّ القدر، وطرح مؤونة الاستكثار، والتعبّد لأهل الدنيا، ولا يسلك القناعة إلّا رجلان: إمّا متعلّل يريد أجر الآخرة، أو كريم منتزه عن لئام الناس.
عوامل مساعدة في تثبيت القناعة
- معرفة النفس سبيل للقناعة
- عن أمير المؤمنين(ع): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفّة.
- الحثّ على الزّهد لأنّه الوجه الآخر للقناعة
- عن أمير المؤمنين (ع): من زهد في الدنيا استهان بالمصائب.
- عن أمير المؤمنين (ع): من زهد هانت عليه المحن.
- عن أمير المؤمنين (ع): الزهد في الدنيا الراحة العظمى.
- عن أمير المؤمنين (ع): ثمرة الزهد الراحة.
- عن أمير المؤمنين (ع): ومن أحب الراحة فليؤثر الزهد في الدنيا.
- عن أمير المؤمنين (ع): ازهد في الدنيا تنزل عليك الرحمة.
- عن أمير المؤمنين (ع): من زهد في الدنيا حصن دينه.
- إشاعة ثقافة الانفاق والصدقة
- {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين} [سبأ: 39]
- يؤدّي إلى تحريك عجلة الاقتصاد في البلاد
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): الْفَقْرُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْغِنَى إِلَّا مَنْ حَمَلَ كَلًّا وَأَعْطَى فِي نَائِبَةٍ
- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع): أَنَّهُ قَالَ لَمْ يُرْزَقِ الْمَالَ مَنْ لَمْ يُنْفِقْهُ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَا الصُّعْلُوكُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: قِيلَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ؛ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) لَا؛ وَلَكِنَّهُ الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ ضَيَّعَ حَقّاً إِلَّا أَعْطَى فِي بَاطِلٍ مِثْلَهُ؛ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَبْخَلُ بِنَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا فِيمَا يُرْضِي اللَّهَ إِلَّا ابْتُلِيَ أَنْ يُنْفِقَ أَضْعَافًا فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): إِنَّمَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ثَلَاثَ خِلَالٍ: أَنْ يَتَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، أَوْ يَبْتَغُوا زَلَّةَ الْعَالِمِ، أَوْ يَظْهَرَ فِيهِمُ الْمَالُ حَتَّى يَطْغَوْا وَيَبْطَرُوا. وَسَأُنَبِّئُكُمُ الْمَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ: أَمَّا الْقُرْآنُ فَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ؛ وَأَمَّا الْعَالِمُ فَانْتَظِرُوا فَيْئَتَهُ وَلَا تَبْتَغُوا زَلَّتَهُ؛ وَأَمَّا الْمَالُ فَإِنَّ الْمَخْرَجَ مِنْهُ شُكْرُ النِّعْمَةِ وَأَدَاءُ حَقِّهِ.
- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) مِنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنَ الشِّيعَةِ فَكَأَنَّهُ كَرِهَ مَا سَمِعَ مِنَّا فِيهِمْ قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! إِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُ غَنِيًّا رَحِيمًا وَصُولًا لَهُ مَعْرُوفٌ إِلَى أَصْحَابِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مَا يُنْفِقُ فِي الْبِرِّ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ ضِعْفَيْنِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغرفات آمنون}.
- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(ع): يَا مُحَمَّدُ لَوْ يَعْلَمُ السَّائِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَدًا، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُعْطِي مَا فِي الْعَطِيَّةِ مَا رَدَّ أَحَدٌ أَحَدًا.
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ السَّائِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(ع) قَال:َ قُلْتُ لَهُ أَوْصِنِي، فَقَالَ: آمُرُكَ بِتَقْوَى اللَّهِ؛ ثُمَّ سَكَتَ. فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ قِلَّةَ ذَاتِ يَدِي وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَرِيتُ حَتَّى بَلَغَ مِنْ عُرْيَتِي أَنَّ أَبَا فُلَانٍ نَزَعَ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وَكَسَانِيهِمَا. فَقَالَ: صُمْ وَتَصَدَّقْ. قُلْتُ: أَتَصَدَّقُ مِمَّا وَصَلَنِي بِهِ إِخْوَانِي وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا، قَالَ: تَصَدَّقْ بِمَا رَزَقَكَ اللَّهُ وَلَوْ آثَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
- عن أبي عبد الله عليه السلام: قال الله تعالى: إنّما أقبل الصّلاة لمن تواضع لعظمتي، ويكفّ نفسه عن الشّهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المُصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشّمس. أجعل له في الظلمات نورًا، وفي الجهالة حلمًا، أكلؤه بعزّتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبّيه ويسألني فأعطيه. فمثل ذلك عندي كمثل جنّات عدن لا يسمو ثمرها ولا تتغيّر عن حالها.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): الْفَقْرُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْغِنَى إِلَّا مَنْ حَمَلَ كَلًّا وَأَعْطَى فِي نَائِبَةٍ
- محاربة ثقافة اكرام الغني لغناه ومدحه بما عنده
- من دعاء الإمام زين العابدين(ع): واعصمني من أن أظنّ بذي عدمٍ خساسة أو أظنّ بصاحب ثروة فضلًا، فإنّ الشّريف من شرّفته طاعتك، والعزيز من أعزّته عبادتك.
- الارتباط بالفقراء وحبّ المساكين
- من دعاء الإمام زين العابدين(ع): اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ صُحْبَةَ الْفُقَرَاءِ.
- إشاعة ثقافة الصحّة البدنيّة وفق المعايير الإسلاميّة
- تثبيت الاعتقاد بالحكمة الإلهيّة في الرزق
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَخْلِصِ الْمَسْأَلَةَ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَالْإِعْطَاءَ وَالْمَنْعَ وَالصِّلَةَ وَالْحِرْمَانَ. وَقَالَ (ع) فِي هَذِهِ الْوَصِيَّةِ: يَا بُنَيَّ! الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ وَكَفَاكَ كُلَّ يَوْمٍ مَا هُوَ فِيهِ. فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَأْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ بِجَدِيدِ مَا قَسَمَ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِغَمِّ وَهَمِّ مَا لَيْسَ لَكَ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، وَلَنْ يَحْتَجِبَ عَنْكَ مَا قُدِّرَ لَكَ. فَكَمْ رَأَيْتَ مِنْ طَالِبٍ مُتْعِبٍ نَفْسَهُ مُقْتَرٍ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَمُقْتَصِدٍ فِي الطَّلَبِ، قَدْ سَاعَدَتْهُ الْمَقَادِيرُ وَكُلٌّ مَقْرُونٌ بِهِ الْفَنَاءُ الْيَوْمُ لَكَ وَأَنْتَ مِنْ بُلُوغِ غَدٍ عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ وَلَرُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ، وَمَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ قَامَ فِي آخِرِهَا بَوَاكِيهِ، فَلَا يَغُرَّنَّكَ مِنَ اللَّهِ طُولُ حُلُولِ النِّعَمِ وَإِبْطَاءُ مَوَارِدِ النِّقَمِ فَإِنَّهُ لَوْ خَشِيَ الْفَوْتَ عَاجَلَ بِالْعُقُوبَةِ قَبْلَ الْمَوْتِ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: لَيْسَ لِمُصَاصِ شِيعَتِنَا فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلَّا الْقُوتُ. شَرِّقُوا إِنْ شِئْتُمْ أَوْ غَرِّبُوا لَمْ تُرْزَقُوا إِلَّا الْقُوتَ.
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا اعْتِبَاراً وَ لَا زُوِيَ عَنْهُ إِلَّا اخْتِبَاراً
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَال:َ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَيَعْتَذِرُ إِلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ الْمُحْوِجِ فِي الدُّنْيَا كَمَا يَعْتَذِرُ الْأَخُ إِلَى أَخِيهِ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا أَحْوَجْتُكَ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ كَانَ بِكَ عَلَيَّ فَارْفَعْ هَذَا السَّجْفَ فَانْظُرْ إِلَى مَا عَوَّضْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا؛ قَالَ: فَيَرْفَعُ، فَيَقُولُ: مَا ضَرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي مَعَ مَا عَوَّضْتَنِي.
- عَنْ مُبَارَكٍ غُلَامِ شُعَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى (ع) يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُغْنِ الْغَنِيَّ لِكَرَامَةٍ بِهِ عَلَيَّ وَلَمْ أُفْقِرِ الْفَقِيرَ لِهَوَانٍ بِهِ عَلَيَّ وَهُوَ مِمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ الْأَغْنِيَاءَ بِالْفُقَرَاءِ. وَلَوْلَا الْفُقَرَاءُ لَمْ يَسْتَوْجِبِ الْأَغْنِيَاءُ الْجَنَّةَ.
- كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى عِبَادًا يَخُصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ فَيُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.
- قَالَ الإمام عليّ (ع): الْمَقَادِيرُ لَا تُدْفَعُ بِالْمُغَالَبَةِ، وَالْأَرْزَاقُ الْمَكْتُوبَةُ لَا تُنَالُ بِالشَّرَهِ، وَلَا تُدْفَعُ بِالْإِمْسَاكِ عَنْهَا.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ لَنْ يَعْدُوَ امْرُؤٌ مَا قُسِمَ لَهُ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ. وَإِنَّ الْعُمُرَ مَحْدُودٌ لَنْ يَتَجَاوَزَ أَحَدٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، فَبَادِرُوا قَبْلَ نَفَاذِ الْأَجَلِ.
- عَنِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ: إِنْ كَانَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ بِالرِّزْقِ فَاهْتِمَامُكَ لِمَاذَا؟ وَإِنْ كَانَ الرِّزْقُ مَقْسُوماً فَالْحِرْصُ لِمَاذَا؟ وَإِنْ كَانَ الْحِسَابُ حَقّاً فَالْجَمْعُ لِمَاذَا؟ وَإِنْ كَانَ الْخَلَفُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقّاً فَالْبُخْلُ لِمَاذَا؟
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنْ رَبِّي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ فَرِزْقٌ تَطْلُبُونَهُ وَرِزْقٌ يَطْلُبُكُمْ فَاطْلُبُوا أَرْزَاقَكُمْ مِنْ حَلَالٍ فَإِنَّكُمْ آكِلُوهَا حَلَالًا إِنْ طَلَبْتُمُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا وَإِنْ لَمْ تَطْلُبُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا أَكَلْتُمُوهَا حَرَاماً وَهِيَ أَرْزَاقُكُمْ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهَا.
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَانَ فِيمَا وَعَظَ لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لِيَعْتَبِرْ مَنْ قَصَرَ يَقِينُهُ وَضَعُفَ تَعَبُهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ مِنْ أَمْرِهِ وَآتَاهُ رِزْقَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَسْبٌ وَلَا حِيلَةٌ أَنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُهُ فِي الْحَالِ الرَّابِعَةِ.
أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَانَ فِي رَحِمِ أُمِّهِ يَرْزُقُهُ هُنَاكَ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ حَيْثُ لَا بَرْدٌ يُؤْذِيهِ وَلَا حَرٌّ .
ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ وَأَجْرَى لَهُ مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ مَا يُرَبِّيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ بِهِ وَلَا قُوَّةٍ.
ثُمَّ فُطِمَ مِنْ ذَلِكَ فَأَجْرَى لَهُ مِنْ كَسْبِ أَبَوَيْهِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ مِنْ تلويهما [قُلُوبِهِمَا] حَتَّى إِذَا كَبِرَ وَ عَقَلَ وَاكْتَسَبَ لِنَفْسِهِ ضَاقَ بِهِ أَمْرُهُ فَظَنَّ الظُّنُونَ بِرَبِّهِ وَجَحَدَ الْحُقُوقَ فِي مَالِهِ وَقَتَّرَ عَلَى نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ مَخَافَةَ الْفَقْرِ.
- ذكر الموت واليوم الآخر والحساب
- عن أمير المؤمنين(ع): أكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشّهوات وكفى بالموت واعظاً. وكان رسول الله(ص) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات حائلٌ بينكم وبين الشهوات.
- عَنِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ ذِكْرُ الْمَوْتِ، وَأَفْضَلُ التَّفَكُّرِ ذِكْرُ الْمَوْتِ، فَمَنْ أَثْقَلَهُ ذِكْرُ الْمَوْتِ وَجَدَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.
- قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (ع): حَدِّثْنِي بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا.
- بيان حقيقة الدنيا وضعتها وحقارتها:
- فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ (ص) لِعَلِيٍّ (ع): قَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ يَا عَلِيُّ أَوْحَىاللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ.
يَا عَلِيُّ إِنَّ الدُّنْيَا لَوْ عَدَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَى الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ يَا عَلِيُّ مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ إِلَّا وَ هُوَ يَتَمَنَّى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا قُوتاً. - عن أمير المؤمنين(ع): الدُّنْيَا دَارُ مُنِيَ لَهَا الْفَنَاءُ وَلِأَهْلِهَا مِنْهَا الْجَلَاءُ وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عَجِلَتْ لِلطَّالِبِ وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ. فَارْتَحِلُوا عَنْهَا بَأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ وَلَا تَسْأَلُوا فِيهَا فَوْقَ الْكَفَافِ وَلَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْبَلَاغِ.
- عن أمير المؤمنين(ع): الدُّنْيَا دَارٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهَا الْفَنَاءَ وَلِأَهْلِهَا مِنْهَا الْجَلَاءَ. فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقَاءَهَا وَيُعَظِّمُ بِنَاءَهَا. وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَقَدْ عَجِلَتْ لِلطَّالِبِ وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ وَيَضَنُّ ذُو الثَّرْوَةِ الضَّعِيفَ وَيَجْتَوِيهَا الْخَائِفُ الْوَجِلُ.
فَارْتَحِلُوا مِنْهَا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْقَلِيلِ وَلَا تَسْأَلُوا مِنْهَا فَوْقَ الْكَفَافِ، وَارْضَوْا مِنْهَا بِالْيَسِيرِ، وَلَا تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْهَا إِلَى مَا مُتِّعَ الْمُتْرَفُونَ بِهِ. وَاسْتَهِينُوا بِهَا وَلَا تُوَطِّنُوهَا. وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيهَا وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّيَ وَالْفَاكِهَاتِ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ غَفْلَةً وَاغْتِرَاراً، أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَدَاعٍ، أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلَاعٍ؛ أَلَا وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَالسِّبَاقَ غَداً. أَلَا وَإِنَّ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَالْغَايَةَ النَّارُ؛ أَلَا فَلَا تَائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِه! أَلَا عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ! - عن الإمام عَلِيٍّ (ع): إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ مَا أَلْيَنَ مَسَّهَا وَفِي جَوْفِهَا السَّمُّ النَّاقِعُ يَحْذَرُهَا الرَّجُلُ الْعَاقِلُ وَيَهْوِي إِلَيْهَا الصَّبِيُّ الْجَاهِلُ.
- فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ (ص) لِعَلِيٍّ (ع): قَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ يَا عَلِيُّ أَوْحَىاللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ.
- ثقافة "الدنيا ممر ومعبر"
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، إِنَّمَا مَثَلِي كَرَاكِبٍ رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَقَالَ تَحْتَهَا ثُمَّ رَاحَ وَ تَرَكَهَا.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): فِي طَلَبِ الدُّنْيَا إِضْرَارٌ بِالْآخِرَةِ، وَفِي طَلَبِ الْآخِرَةِ إِضْرَارٌ بِالدُّنْيَا، فَأَضِرُّوا بِالدُّنْيَا فَإِنَّهَا أَحَقُّ بِالْإِضْرَارِ.
- عن ابن عمر قال: خطب فينا رسول الله (ص) خطبة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب فكان مما ضبطت منها: أيّها الناس إنّ أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوّة، وحلم عن قدرة؛ ألا وإنّ أفضل الناس عبدٌ أخذ من الدنيا الكفاف وصاحب فيها العفاف وتزوّد للرحيل وتأهّب للمسير؛ ألا وإنّ أعقل الناس عبدٌ عرف ربّه فأطاعه، وعرف عدوّه فعصاه، وعرف دار إقامته فأصلحها، وعرف سرعة رحيله فتزوّد لها؛ ألا وإنّ خير الزّاد ما صحبه التقوى وخير العمل ما تقدّمته النيّة، و أعلى الناس منزلة عند الله أخوفهم منه.
- إشاعة ثقافة المسؤولية الاجتماعية والإنسانية
- الإسراف والتبذير (أسباب):
- بغض الله
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): قَالَ إِنَّ الْقَصْدَ أَمْرٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ السَّرَفَ أَمْرٌ يُبْغِضُهُ اللَّهُ حَتَّى طَرْحَكَ النَّوَاةَ فَإِنَّهَا تَصْلُحُ لِلشَّيْءِ وَحَتَّى صَبَّكَ فَضْلَ شَرَابِكَ.
- قال رسول الله(ص): أبغضكم إلى الله تعالى كل نئوم وأكول وشروب.
- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} [الأعراف: 31]
- مؤاخاة الشياطين
- {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ} [الإسراء:27]
- عدم الايمان
- عن أمير المؤمنين(ع): لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، والصبر على المصائب، وحسن التدبير في المعاش.
- عن الإمام علي (ع): الشبع يفسد الورع.
- ضرر البدن
- قساوة وموت القلب
- قَالَ الصَّادِقُ (ع): لَيْسَ شَيْءٌ أَضَرَّ لِقَلْبِ الْمُؤْمِنِ مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ، وَهِيَ مُورِثَةٌ شَيْئَيْنِ قَسْوَةَ الْقَلْبِ وَهَيَجَانَ الشَّهْوَةِ.
- قالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): لَا تُمِيتُوا الْقُلُوبَ بِكَثْرَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَإِنَّ الْقُلُوبَ تَمُوتُ كَالزُّرُوعِ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهَا الْمَاءُ. وَقَالَ (ص): لَا تَشْبَعُوا فَتَطْفَأَ نُورُ الْمَعْرِفَةِ مِنْ قُلُوبِكُمْ وَمَنْ بَاتَ يُصَلِّي فِي خِفَّةٍ مِنَ الطَّعَامِ بَاتَ الْحُورُ الْعِينُ حَوْلَهُ.
- ضياع الأموال وعدم البركة في الرزق
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ مَعَ الْإِسْرَافِ قِلَّةَ الْبَرَكَة.
- عن أَبُي عَبْدِ اللَّهِ(ع): يَا عُبَيْدُ إِنَّ السَّرَفَ يُورِثُ الْفَقْرَ وَإِنَّ الْقَصْدَ يُورِثُ الْغِنَى.
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً} قَالَ الْإِحْسَارُ الْفَاقَةُ.
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: الْقَصْدُ مَثْرَاةٌ وَالسَّرَفُ مَتْوَاةٌ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ لَهُ.
- عدم استجابة الدعاء:
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): أَرْبَعَةٌ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ أَحَدُهُمْ: كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَفْسَدَهُ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ آمُرْكَ بِالِاقْتِصَادِ.
- السهو والنسيان
- اللهو واللغو
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): إِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. اللَّهُمَّ ارْزُقْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ الْكَفَاف.
- الظلم
- انطفاء نور الحكمة من القلب
- وبال على صاحبه يوم القيامة
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): قَالَ كُلُّ بِنَاءٍ لَيْسَ بِكَفَافٍ فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
- عن رسول الله(ص): مَنْ بَنَى بُنْيَانًا رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ وَهُوَ نَارٌ يَشْتَعِلُ مِنْهُ، ثُمَّ يُطَوَّقُ فِي عُنُقِهِ وَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَلَا يَحْبِسُهُ شَيْءٌ مِنْهَا دُونَ قَعْرِهَا إِلَّا أَنْ يَتُوبَ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَبْنِي رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ: يَبْنِي فَضْلًا عَلَى مَا يَكْفِيهِ اسْتِطَالَةً بِهِ عَلَى جِيرَانِهِ وَمُبَاهَاةً لِإِخْوَانِهِ.
- إشاعة ثقافة التدبير في المصرف ومنهج الاعتدال
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): أَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِنَّا نَكُونُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَنُرِيدُ الْإِحْرَامَ فَنَطَّلِي وَلَا تَكُونُ مَعَنَا نُخَالَةٌ نَتَدَلَّكُ بِهَا مِنَ النُّورَةِ فَنَتَدَلَّكُ بِالدَّقِيقِ وَقَدْ دَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ. فَقَالَ: أَمَخَافَةَ الْإِسْرَافِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَيْسَ فِيمَا أَصْلَحَ الْبَدَنَ إِسْرَافٌ؛ إِنِّي رُبَّمَا أَمَرْتُ بِالنَّقِيِّ فَيُلَتُّ بِالزَّيْتِ فَأَتَدَلَّكُ بِهِ. إِنَّمَا الْإِسْرَافُ فِيمَا أَفْسَدَ الْمَالَ وَأَضَرَّ بِالْبَدَنِ. قُلْتُ: فَمَا الْإِقْتَارُ؟ قَالَ: أَكْلُ الْخُبْزِ وَالْمِلْحِ وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى غَيْرِهِ. قُلْتُ: فَمَا الْقَصْدُ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ وَاللَّبَنُ وَالْخَلُّ وَالسَّمْنُ مَرَّةً هَذَا وَمَرَّةً هَذَا.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: إِذَا جَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْكُمْ فَجُودُوا، وَإِذَا أَمْسَكَ عَنْكُمْ فَأَمْسِكُوا، وَلَا تُجَاوِدُوا اللَّهَ فَهُوَ الْأَجْوَدُ.
- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْوَلِ قَالَ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع) هَذِهِ الْآيَةَ: {وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً} قَالَ: فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ حَصًى وَقَبَضَهَا بِيَدِهِ فَقَالَ: هَذَا الْإِقْتَارُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ؛ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى فَأَرْخَى كَفَّهُ كُلَّهَا ثُمَّ قَالَ: هَذَا الْإِسْرَافُ؛ ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً أُخْرَى فَأَرْخَى بَعْضَهَا وَأَمْسَكَ بَعْضَهَا وَقَالَ: هَذَا الْقَوَامُ.
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ(ع): عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ، فَقَالَ: مَا بَيْنَ الْمَكْرُوهَيْنِ الْإِسْرَافِ وَالْإِقْتَارِ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: رُبَّ فَقِيرٍ هُوَ أَسْرَفُ مِنَ الْغَنِيِّ، إِنَّ الْغَنِيَّ يُنْفِقُ مِمَّا أُوتِيَ وَالْفَقِيرَ يُنْفِقُ مِنْ غَيْرِ مَا أُوتِيَ.
- قَالَ الإمام عليّ (ع): الزُّهْدُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ}، وَمَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى الْمَاضِي وَلَمْ يَفْرَحْ بِالْآتِي فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْه.
- عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنَّى قَال:َ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(ع): عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}؛ فَقَالَ: كَانَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْأَنْصَارِيُّ سَمَّاهُ وَكَانَ لَهُ حَرْثٌ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ يَتَصَدَّقُ بِهِ وَيَبْقَى هُوَ وَعِيَالُهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ سَرَفًا.
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً}، فَبَسَطَ كَفَّهُ وَفَرَّقَ أَصَابِعَهُ وَحَنَاهَا شَيْئاً. وَعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ} فَبَسَطَ رَاحَتَهُ وَقَالَ: هَكَذَا. وَقَالَ: الْقَوَامُ مَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الْأَصَابِعِ وَيَبْقَى فِي الرَّاحَةِ مِنْهُ شَيْءٌ.
- عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): أَدْنَى مَا يَجِيءُ مِنْ حَدِّ الْإِسْرَافِ فَقَالَ: ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ وَإِهْرَاقُكَ فَضْلَ إِنَائِكَ وَأَكْلُكَ التَّمْرَ وَرَمْيَكَ النَّوَى هَاهُنَا وَهَاهُنَا.
- عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(ع): فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً}، قَالَ: الْقَوَامُ هُوَ الْمَعْرُوفُ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ، مَتاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ عَلَى قَدْرِ عِيَالِهِ وَ مَئُونَتِهِمُ الَّتِي هِيَ صَلَاحٌ لَهُ وَلَهُمْ وَلا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا ما آتاها.
- قال عَبْدُ الْأَعْلَى: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ بِالْمَدِينَةِ فَذَكَرُوا الْجُودَ فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُكَنَّى أَبَا دُلَيْنٍ: إِنَّ جَعْفَرًا وَإِنَّهُ لَوْلَا أَنَّهُ ضَمَّ يَدَهُ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): تُجَالِسُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ (ع): فَمَا حُدِّثْتَ بَلِّغْنِي. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ. فَقَالَ عليه السلام: وَيْحَ أَبِي دُلَيْنٍ! إِنَّمَا مَثَلُهُ مَثَلُ الرِّيشَةِ تَمُرُّ بِهَا الرِّيحُ فَتُطَيِّرُهَا.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ ظَهْرِ غِنًى. وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ السُّفْلَى، وَلَا يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ اللَّهَ بِخَيْلٌ وَتَرَوْنَ أَنَّ شَيْئًا أَجْوَدُ مِنَ اللَّهِ؟! إِنَّ الْجَوَادَ السَّيِّدَ مَنْ وَضَعَ حَقَّ اللَّهِ مَوْضِعَه،ُ وَلَيْسَ الْجَوَادُ مَنْ يَأْخُذُ الْمَالَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ وَضَعُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ.
أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَمْ أَتَنَاوَلَ مَا لَا يَحِلُّ بِي وَمَا وَرَدَ عَلَيَّ حَقُّ اللَّهِ إِلَّا أَمْضَيْتُهُ وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ وَلِلَّهِ فِي مَالِي حَقٌّ لَمْ أَرُدَّهُ. - عَنِ الْحُسَيْنِ (ع): أَنَّهُ قَالَ: لِرَجُلٍ يَا هَذَا لَا تُجَاهِدْ فِي الرِّزْقِ جِهَادَ الْغَالِبِ، وَلَا تَتَّكِلْ عَلَى الْقَدَرِ اتِّكَالَ مُسْتَسْلِمٍ، فَإِنَّ اتِّبَاعَ الرِّزْقِ مِنَ السُّنَّةِ وَالْإِجْمَالَ فِي الطَّلَبِ مِنَ الْعِفَّةِ وَلَيْسَ الْعِفَّةُ بِمَانِعَةٍ رِزْقًا.
- عن الصادق(ع): من أنفق شيئًا في غير طاعة الله فهو مبذّر، ومن أنفق شيئًا في سبيل الخير فهو مقتصد.
- قَالَ الصَّادِقُ (ع): الزُّهْدُ مِفْتَاحُ بَابِ الْآخِرَةِ وَالْبَرَاءَةُ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ تَرْكُكَ كُلَّ شَيْءٍ يَشْغَلُكَ عَنِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ تَأَسُّفٍ عَلَى فَوْتِهَا وَلَا إِعْجَابٍ فِي تَرْكِهَا وَلَا انْتِظَارِ فَرَجٍ مِنْهَا وَلَا طَلَبِ مَحْمَدَةٍ عَلَيْهَا وَلَا عِوَضٍ مِنْهَا؛ بَلْ تَرَى فَوْتَهَا رَاحَةً وَكَوْنَهَا آفَةً وَتَكُونُ أَبَداً هَارِباً مِنَ الْآفَةِ مُعْتَصِمًا بِالرَّاحَةِ.
وَالزَّاهِدُ الَّذِي يَخْتَارُ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَالذُّلَّ عَلَى الْعِزِّ، وَالْجَهْدَ عَلَى الرَّاحَةِ، وَالْجُوعَ عَلَى الشِّبَعِ، وَعَاقِبَةَ الْآجِلِ عَلَى مَحَبَّةِ الْعَاجِلِ، وَالذِّكْرَ عَلَى الْغَفْلَةِ، وَيَكُونُ نَفْسُهُ فِي الدُّنْيَا، وَقَلْبُهُ فِي الْآخِرَةِ. - عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(ع): عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}، قَالَ: بَذْلُ الرَّجُلِ مَالَهُ [وَ] يَقْعُدُ لَيْسَ لَهُ مَالٌ، قَالَ: فَيَكُونُ تَبْذِيرٌ فِي حَلَالٍ، قَالَ: نَعَمْ.
- عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): لِلْمُسْرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ: يَأْكُلُ مَا لَيْسَ لَهُ، وَيَلْبَسُ مَا لَيْسَ لَهُ، وَيَشْتَرِي مَا لَيْسَ لَهُ.
- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا؛ قَالَ: لَيْسَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَبْذِيرٌ.
- قَالَ أمير المؤمنين(ع): أَلَا إِنَّ إِعْطَاءَ هَذَا الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ.
- قَالَ أمير المؤمنين(ع): أَفْقَرُ النَّاسِ مِنْ قَتَّرَ عَلَى نَفْسِهِ مَعَ الْغِنَى وَالسَّعَةِ وَخَلَّفَهُ لِغَيْرِهِ.
- قَال أمير المؤمنين(ع): فِي كُلِّ شَيْءٍ يُذَمُّ السَّرَفُ إِلَّا فِي صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمُبَالِغَةِ فِي الطَّاعَةِ.
- قَال أمير المؤمنين(ع): كُلُّ مَا زَادَ عَلَى الِاقْتِصَادِ إِسْرَافٌ.
- قَالَ أمير المؤمنين(ع): مَا فَوْقَ الْكَفَافِ إِسْرَافٌ.
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ جُذَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُسْرِفْ وَلَا تَقْتُرْ وَكُنْ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً إِنَّ التَّبْذِيرَ مِنَ الْإِسْرَافِ.
- عَنِ الصَّادِقِ (ع) فِي بَيَانِ وُجُوهِ إِخْرَاجِ الْأَمْوَالِ وَ إِنْفَاقِهَا قَالَ: وَأَمَّا الْوُجُوهُ الَّتِي فِيهَا إِخْرَاجُ الْأَمْوَالِ فِي جَمِيعِ وُجُوهِ الْحَلَالِ الْمُفْتَرَضِ عَلَيْهِمْ وَوُجُوهِ النَّوَافِلِ كُلِّهَا فَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ وَجْهًا مِنْهَا:
سَبْعَةُ وُجُوهٍ عَلَى خَاصَّةِ نَفْسِهِ، وَخَمْسَةُ وُجُوهٍ عَلَى مَنْ يَلْزَمُهُ نَفْسُهُ، وَثَلَاثَةُ وُجُوهٍ مِمَّا يَلْزَمُهُ فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الدَّيْنِ، وَخَمْسَةُ وُجُوهٍ مِمَّا يَلْزَمُهُ فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الصِّلَاتِ، وَأَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ مِمَّا يَلْزَمُهُ فِيهَا النَّفَقَةُ مِنْ وُجُوهِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ.
فَأَمَّا الْوُجُوهُ الَّتِي يَلْزَمُهُ فِيهَا النَّفَقَةُ عَلَى خَاصَّةِ نَفْسِهِ فَهِيَ مَطْعَمُهُ وَمَشْرَبُهُ وَمَلْبَسُهُ وَمَنْكَحُهُ وَمَخْدَمُهُ وَعَطَاؤُهُ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْإِجْرَاءِ [الْأُجَرَاءِ] عَلَى مَرَمَّةِ مَتَاعِهِ أَوْ حَمْلِهِ أَوْ حِفْظِهِ؛ وَمَعْنَى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَبَيِّنٌ نَحْوُ مَنْزِلِهِ أَوْ آلَةٍ مِنَ الْآلَاتِ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى حَوَائِجِهِ.
وَأَمَّا الْوُجُوهُ الْخَمْسُ الَّتِي يَجِبُ عَلَيْهِ النَّفَقَةُ لِمَنْ يَلْزَمُهُ نَفْسُهُ فَعَلَى وَلَدِهِ وَوَالِدَيْهِ وَامْرَأَتِهِ وَمَمْلُوكِهِ لَازِمٌ لَهُ ذَلِكَ فِي حَالِ الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ.
وَأَمَّا الْوُجُوهُ الثَّلَاثُ الْمَفْرُوضَةُ مِنْ وُجُوهِ الدَّيْنِ فَالزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ الْوَاجِبَةُ فِي كُلِّ عَامٍ وَالْحَجُّ الْمَفْرُوضُ وَالْجِهَادُ فِي إِبَّانِهِ وَزَمَانِهِ.
وَأَمَّا الْوُجُوهُ الْخَمْسُ مِنْ وُجُوهِ الصِّلَاتِ النَّوَافِلِ فَصِلَةُ مَنْ فَوْقَهُ وَصِلَةُ الْقَرَابَةِ وَصِلَةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّنَفُّلُ فِي وُجُوهِ الصَّدَقَةِ وَالْبِرِّ وَالْعِتْقِ.
وَأَمَّا الْوُجُوهُ الْأَرْبَعُ فَقَضَاءُ الدَّيْنِ وَالْعَارِيَّةُ وَالْقَرْضُ وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ وَاجِبَاتٌ فِي السُّنَّةِ. - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا بِإِضَاعَةِ الْمَالِ وَلَا تَحْرِيمِ الْحَلَالِ، بَلِ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
- عن النَّبِيِّ(ص) قَالَ: لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا لُبْسَ الْخَشِنِ وَأَكْلَ الْجَشِبِ، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا قَصْرُ الْأَمَلِ.
- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(ع) أَنَّهُ قَالَ: الزُّهْدُ أَنْ لَا تَطْلُبَ الْمَفْقُودَ حَتَّى يُعْدَمَ الْمَوْجُودُ.
- عَنِ النَّبِيِّ(ص) فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ فَمَا تَفْسِيرُ الزُّهْدِ؟ قَالَ: الزَّاهِدُ يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ خَالِقَهُ، وَيُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُ خَالِقَهُ، وَ َتَحَرَّجُ مِنْ حَلَالِ الدُّنْيَا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى حَرَامِهَا؛ فَإِنَّ حَلَالَهَا حِسَابٌ وَحَرَامَهَا عِقَابٌ. وَيَرْحَمُ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ وَ يَتَحَرَّجُ مِنَ الْكَلَامِ كَمَا يَتَحَرَّجُ مِنَ الْمَيْتَةِ الَّتِي قَدِ اشْتَدَّ نَتْنُهَا وَ يَتَحَرَّجُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا كَمَا يَتَجَنَّبُ النَّارَ أَنْ تَغْشَاهُ وَ أَنْ يُقْصِرَ أَمَلَهُ وَ كَأَنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَجَلَهُ الْخَبَرَ
- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَنَّهُ قَال: الزُّهْدُ قَصْرُ الْأَمَلِ وَتَنْقِيَةُ الْقَلْبِ، وَأَنْ لَا يَفْرَحَ بِالثَّنَاءِ وَلَا يَغْتَمَّ بِالذَّمِّ، وَلَا يَأْكُلَ طَعَامًا، وَلَا يَشْرَبَ شَرَابًا، وَلَا يَلْبَسَ ثَوْبًا حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ أَصْلَهُ طَيِّبٌ، وَأَنْ لَا يَلْتَزِمَ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَعْنِيه، وَأَنْ لَا يَحْسُدَ عَلَى الدُّنْيَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاءَ، وَأَنْ لَا يَطْلُبَ الرِّفْعَةَ وَالشَّرَفَ.
- الصَّادِقُ (ع) عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا قَالَ: الَّذِي يَتْرُكُ حَلَالَهَا مَخَافَةَ حِسَابِهِ وَيَتْرُكُ حَرَامَهَا مَخَافَةَ عَذَابِهِ.
- عن أمير المؤمنين(ع): لا تزهدنّ في شيء حتى تعرفه.
- عن أمير المؤمنين(ع): كن زاهدًا فيما يرغب فيه الجهول.
- عن أمير المؤمنين(ع): ليكن زهدك فيما ينفد ويزول فإنّه لا يبقى لك ولا تبقى له.
- عن أمير المؤمنين(ع): أفضل الزهد إخفاء الزهد.
- الاقتصاد يورث الغنى
- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: لِيُنْفِقِ الرَّجُلُ بِالْقَصْدِ وَ ُلْغَةِ الْكَفَافِ وَيُقَدِّمُ مِنْهُ فَضْلًا لآِخِرَتِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَبْقَى لِلنِّعْمَةِ وَأَقْرَبُ إِلَى الْمَزِيدِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْفَعُ فِي الْعَافِيَةِ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ.
- سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى(ع) يَقُولُ: الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ، وَمَا عَالَ امْرُؤٌ فِي اقْتِصَادِهِ.
- محاربة ثقافة الادّخار
- {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيم} [التوبة: 34]
- {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِل وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيما} [النساء: 61]
- إظهار العلاقة بين القناعة والطمأنينة النفسية
- عن الإمام عليّ (ع): من زهد في الدّنيا استهان بالمصائب.
- عن الإمام عليّ (ع): من زهد هانت عليه المحن.
- عن الإمام عليّ (ع): الزهد في الدنيا الراحة العظمى.
- عن الإمام عليّ (ع): ثمرة الزهد الراحة.
- بيان أهمية السيطرة على الشهوات
- عن امير المؤمنين عليه السلام: طهّروا أنفسكم من دنس الشّهوات، تدركوا رفيع الدرجات.
- عن الإمام عليّ (ع): لو زهدتم في الشّهوات لسلمتم من الآفات.
- ذكر قصص وأحوال الانبياء والأئمّة
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ويَقُولُ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَشْبَعُ يَوْمًا فَأَحْمَدُكَ، وَأَجُوعُ يَوْماً فَأَسْأَلُكَ.
- عَنِ النَّبِيِّ(ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ مُحَمَّدٍ قُوتًا.
- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(ع): إِيَّاكَ أَنْ يَطْمَحَ بَصَرُكَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فَكَفَى بِمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ}، وَقَالَ: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا}، فَإِنْ دَخَلَكَ شَيْءٌ فَاذْكُرْ عَيْشَ رَسُولِ اللَّهِ(ص) فَإِنَّمَا كَانَ قُوتُهُ الشَّعِيرَ وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ وَوَقُودُهُ السَّعَفَ إِذَا وَجَدَهُ.
- عن أمير المؤمنين(ع): لكن اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِ نِيَّاتِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ، مِنْ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غَنَاؤُهُ؛ وَخَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ أَذَاؤُه.
- عن أمير المؤمنين(ع): وإيم الله ـ يميناً أستثني فيها بمشيئة الله لأروضنّ نفسي رياضة تهش معها إلى القرص غذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً.
- عرض أحوال المجتمعات الاستهلاكية ومصيرها
- بيان مساوئ المال
- كثرة المال تنسي الذنوب:
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ (ع) قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مُوسَى ع يَا مُوسَى لَا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَ لَا تَدَعْ ذِكْرِي عَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ تُنْسِي الذُّنُوبَ وَ إِنَّ تَرْكَ ذِكْرِي يُقْسِي الْقُلُوبَ
- المال يحدث المخيلة في نفس الإنسان وقد يؤدّي إلى الظلم والطغيان:
- من دعاء الإمام زين العابدين(ع): وَازْوِ عَنِّي مِنَ الْمَالِ مَا يُحْدِثُ لِي مَخِيلَةً أَوْ تَأَدِّيًا إِلَى بَغْيٍ أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَانًا.
- المال يؤدي إلى اتباع الشهوات:
- عن أمير المؤمنين(ع): الْمَالُ مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ.
- عن اَبَي عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رعَاؤُهَا أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا، بِأَضَرَّ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ ابْنَ آدَمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا أَعْيَاهُ جَثَمَ لَهُ عِنْدَ الْمَالِ فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ.
- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): إِنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَهُمَا مُهْلِكَاكُم.
- الاقتصاد ينجي في الآخرة:
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ ...فَذَكَرَ الثَّالِثُ: الْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ.
ما يجلب القناعة
- الدعاء:
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) قَال:َ أَتَى النَّبِيَّ (ص) رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ نَفْسِي لَا تَشْبَعُ وَلَا تَقْنَعُ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ وَصَبِّرْنِي عَلَى بَلَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي أَقْدَارِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ شَيْءٍ أَخَّرْتَهُ وَلَا أُحِبَّ تَأْخِيرَ شَيْءٍ عَجَّلْتَهُ.
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) قَال:َ أَتَى النَّبِيَّ (ص) رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ نَفْسِي لَا تَشْبَعُ وَلَا تَقْنَعُ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ وَصَبِّرْنِي عَلَى بَلَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي أَقْدَارِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ شَيْءٍ أَخَّرْتَهُ وَلَا أُحِبَّ تَأْخِيرَ شَيْءٍ عَجَّلْتَهُ.
- اتّقاء الحرص
- عن أمير المؤمنين(ع): انزل ساحة القناعة باتّقاء الحرص، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة.
- عن الإمام عليّ عليه السلام: لن توجد القناعة حتى يُفقد الحرص.
- عدم النظر إلى ما في أيدي الناس
- الإمام الصادق(ع): انظر إلى من هو دونك في المقدرة، ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة، فإنّ ذلك أقنع لك بما قسم لك.
- التزهّد
- عن أمير المؤمنين (ع): أوّل الزهد التزهّد،
- عن أمير المؤمنين(ع): التزهّد [النزهد] يؤدي إلى الزّهد.
- العقل
- الإمام علي(ع): من عقل قنع.
- إماتة الشهوة
- عن الإمام علي(ع): كيف يصل إلى حقيقة الزّهد من لم تمت شهوته.
- صفات الزاهدين:
- عن الإمام علي(ع): الزهد سجيّة المخلصين.
- عن الإمام علي(ع): الزهد شيمة المتّقين و سجيّة الأوّابين.
- عن الإمام علي(ع): خير الناس من زهدت نفسه، وقلّت رغبته، وماتت شهوته، وخلص إيمانه، وصدق إيقانه.
- عن الإمام علي(ع): رأس السّخاء الزّهد في الدنيا.
- عن الإمام علي(ع): فضيلة العقل الزّهادة.
آثار عدم القناعة
- الذلّة في الدنيا والآخرة، في النّفس وبين النّاس
- قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(ع): ضَمِنْتُ عَلَى رَبِّي أَنَّهُ لَا يَسْأَلُ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا اضْطَرَّتْهُ الْمَسْأَلَةُ يَوْمًا إِلَى أَنْ يَسْأَلَ مِنْ حَاجَةٍ.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: اتَّبِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ(ص) فَإِنَّهُ قَالَ: مَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ.
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْأَلُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ فَيَمُوتُ، حَتَّى يُحْوِجَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا وَ يُثَبِّتَ اللَّهُ لَهُ بِهَا النَّارَ.
- عن أَبَي عَبْدِ اللَّهِ(ع) يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَ سُؤَالَ النَّاسِ، فَإِنَّهُ ذُلٌّ فِي الدُّنْيَا وَ فَقْرٌ تُعَجِّلُونَهُ وَحِسَابٌ طَوِيلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
- عن الإمام علي(ع): الشّره مذلّة.
- عن الإمام علي(ع): من شرهت نفسه ذلّ موسرًا.
- عن الإمام علي(ع): الحرص والشّره يكسبان الشّقاء والذلّة.
- القلق الدائم
- عدم الشبع
- قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(ع): يَقُولُ ابْنَ آدَمَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ، فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيكَ. وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَا لَا يَكْفِيكَ، فَإِنَّ كُلَّ مَا فِيهَا لَا يَكْفِيكَ.
- قال رَسُولُ اللَّهِ(ص): قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ يُؤْتَى كُلَّ يَوْمٍ بِرِزْقِكَ وَأَنْتَ تَحْزَنُ، وَيَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عُمُرِكَ وَأَنْتَ تَفْرَحُ، أَنْتَ فِيمَا يَكْفِيكَ وَتَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، لَا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ وَلَا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ.
- عن الإمام علي(ع): من لم يقنعه اليسير، لم ينفعه الكثير.
- عن الإمام علي(ع): من كان بيسير الدّنيا لا يقنع، لم يغنه كثيرها ما يجمع.
- عن الإمام الصادق(ع): إقنع بما قسم الله لك، ولا تنظر ما عند غيرك، ولا تتمنَّ ما لست نائله، فإنّه من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظّك من آخرتك.
- عن الإمام الصادق(ع): إنّ فيما نزل به الوحي من السّماء: لو أنّ لابن آدم واديين يسيلان ذهبًا وفضّة لابتغى إليهما ثالثًا.
- التوزيع السيئ للثروات وتشكل الطبقية البغيضة
- الغم الدائم
- عن الإمام الباقر(ع): مثل الحريص على الدّنيا مثل دودة القزّ كلّما ازدادت على نفسها لفًّا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمًّا.
- عن الإمام الصادق(ع): من كثُر اشتباكه بالدّنيا صاحبه هم لا يفارقه أبدًا.
- افتقاد الراحة واليقين
- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع): قَالَ حُرِمَ الْحَرِيصُ خَصْلَتَيْنِ وَلَزِمَتْهُ خَصْلَتَانِ: حُرِمَ الْقَنَاعَةَ فَافْتَقَدَ الرَّاحَةَ، وَحُرِمَ الرِّضَا فَافْتَقَدَ الْيَقِينَ.
- الحسد المميت
- الوقوع في الشرّ
- عن الإمام علي(ع): لكلّ شيء بذر، وبذر الشرّ الشّره.
- عن الإمام علي(ع): الشّره داعية الشرّ.
- عن الإمام علي(ع): إياكم ودناءة الشّره والطّمع؛ فإنه رأس كل شرّ ومزرعة الذلّ،ومهين النّفس، ومتعب الجسد.
- عن الإمام علي(ع): الشّره أسّ كلّ شرّ.
- فساد النفس
- عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: إِيَّاكُمْ وَفُضُولَ المَطْعَمِ فَإِنَّهُ يَسُمُّ الْقَلْبَ بِالْقَسْوَةِ، وَيُبْطِئُ بِالْجَوَارِحِ لِلطَّاعَةِ، وَيُصِمُّ الْهِمَمَ عَنْ سَمَاعِ الْمَوْعِظَةِ. وَإِيَّاكُمْ وَفُضُولَ النَّظَرِ فَإِنَّهُ يَبْذُرُ الْهَوَى وَيُولِدُ الْغَفْلَةَ. وَإِيَّاكُمْ وَاسْتِشْعَارَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ يَشُوبُ الْقَلْبَ شِدَّةَ الْحِرْصِ، وَيَخْتِمُ عَلَى الْقُلُوبِ بِطَابَعِ حُبِّ الدُّنْيَا وَهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ سَيِّئَةٍ وَرَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَسَبَبُ إِحْبَاطِ كُلِّ حَسَنَةٍ.
- الشقاء في الآخرة:
- {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة * الَّذي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَه * يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَه * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَة * وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَة * نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَة * الَّتي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَة * إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة * في عَمَدٍ مُمَدَّدَة} [سورة الهمزة، الآيات ١-٩].
- عن الإمام علي(ع): إيّاك والشّره فإنّه يفسد الورع ويدخل النار.
- عن الإمام علي(ع): كفى بالشره هلكًا.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...