
أعظم امتحانات الحياة
السيّد عبّاس نورالدين
يخطئ من يظن أنّ الأمور في هذا العالم تدور حول الإنسان. إنّه الخطأ الأوّل الذي يرتكبه الإنسان حين يجهل أنّ كل هذا الوجود والكون إنّما يدور حول الله تعالى.
لسنا نحن البشر رغم أهمّية دورنا وموقعيّتنا محور هذا الوجود، بل هو الله تعالى وتقدّس. ومن عرف معنى الألوهيّة يفهم تمامًا، وبالمنطق البشريّ المعروف، أنّ من كان علّة الكون سيكون غايته، لأنّ الغاية هي الرّجوع إلى المبدأ.
حين كان الله ـ بالمعنى الحقيقيّ لا الزّمنيّ ـ ولم يكن معه شيء، كان هو الأصل، ولا يمكن أن يتغيّر هذا الأصل، لأنّه تعالى خلق الأشياء؛ بل يتأكّد معنى كون كلّ شيء مخلوق له سبحانه.
وهكذا تكون الحياة وامتحاناتها، فهي تدور حول الله. فإذا أردنا أن نقرّب الصّورة إلى الأذهان، فإنّ كلّ المواد التي يدرسها الطّالب ينبغي أن تصب في النّهاية في اختبار قدرته على القيام بتخصّصه كما ينبغي. وكذلك هي امتحانات الحياة المختلفة، فهي إعداد ومقدّمات لامتحان واختبار نهائيّ وأساسيّ وهو ما يمكن أن نعبّر عنه باختبار وجود الله.
المؤمن يعرف جيّدًا أنّه لا يوجد في الحياة ما هو أهم من الإيمان، ويعلم أيضًا أنّ كل الفضائل والكمالات والحسنات ينبغي أن تنبع منه وتتّصل به. لكن اختبار الإيمان بالله تعالى غير واضح لأكثر أهل الإيمان والدّين على ما يبدو! فسُرعان ما يظن هؤلاء أنّ المسألة ترتبط بأن لا نعصي الله أو بأن نكون صالحين أو شاكرين.
وهكذا نجد أنفسنا مرّة أخرى، وقد ابتعدنا عن الحقيقة ورجعنا إلى محوريّة البشر والمخلوقات في عالم الوجود. علمًا بأنّ الله تعالى لن تضرّه معصيتنا ولا نقائصنا؛ وكل ما يريده متحقّقٌ بالنسبة له وفي الواقع، مهما فعلنا.
إنّ اختبار الإيمان هو اختبار تصوّرنا لله. وقد يبدو هذا للوهلة الأولى مفاجئًا بالنسبة للعديد من المفكّرين، لأنّ التّصوّر السّائد هو أنّ المشكلة كانت ولا تزال في الإيمان لا في التصوّر، وأنّ التصوّر هو أمرٌ سهل يمكن أن يتحقّق لأي إنسان حتّى الكافر. وهنا يُقال بأنّ الكافر لا ينكر ولا يكفر إلّا بعد التصوّر.
ولكن ماذا لو قلنا بأنّ الإيمان أمرٌ مفروغٌ منه، وأنّ الله تعالى يبثّه في قلوب جميع النّاس دون استثناء؟ وماذا لو قلنا بأنّ استقرار الإيمان في القلب يعتمد على نجاح صاحبه في امتحان تصوّر الله؟ وماذا لو قلنا بأنّ ضعف الإيمان يرجع بالدّرجة الأولى إلى عدم الاعتناء بقضيّة تصوّر الله؟
لقد كانت جميع مصائب الإنسان في علاقته بالله (وهو الامتحان الأكبر والبلاء المحوريّ) ترجع إلى إصراره على قدرته على تصوّر الله تعالى؛ بل وإصراره على فرض هذا التصوّر على نفسه وأحيانًا على الآخرين (حين يتمتّع بسلطة عليا). وإنّما كانت هذه المصيبة العُظمى في الخطأ الأكبر الذي يرتكبه الإنسان حين يظن أنّ مخلوقًا مثله يمكنه أن يتصوّر الله تصوّرًا تامًّا (وهو أحد معاني الإحاطة التي لا يجرؤ على البوح بها). ولو أدركنا عجزنا عن هذا التصوّر وعلمنا أنّ العجز هنا والاعتراف به هو عنوان ارتباطنا بالله تعالى، لانفتح الباب الواسع أمام الإيمان الكامل؛ الإيمان الذي يعني الاعتقاد بوجود الله وبذات الله من دون أي شك أو تردّد رغم العجز التامّ عن التصوّر.
لقد أراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يفتح لنا الباب، لكنّنا أغلقناه في لُجّة استغراقنا بالنّزاعات العلميّة. هذه الصّراعات التي استدعت فينا كل أشكال الاقتدار المزيّف أمام الآخرين من زنادقة ومعتزلة وأشاعرة وأمثالهم.. وذلك حين قال:
"وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ الاْقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِيرَهُ مِنَ الْغيْبِ الْـمَحْجُوبِ، فَمَدَحَ اللهُ تَعَالَى اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْمًا، وَسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ فِيَما لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِهِ رُسُوخًا، فاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَلاَ تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ."[1]
[1]. نهج البلاغة، ص 182.

كيف أزداد إيمانًا؟
إنّ قيمة الإنسان وعظمته تكمن في أنّه يتكامل باختياره. وتأتي وقائع الحياة ومجرياتها لتمنحنا فرصة الشعور بحضور الله والاستفادة من هذا الحضور لأجل تحقيق الكمال المنشود. وهدف هذا الكتاب هو أن يعرّفنا إلى كيفية تحقيق مثل هذه الاستفادة، فنزداد إيمانًا. كيف أزداد إيمانًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

عودة الروح
كثيرًا ما يدور على ألسن الناس الحديث عن الإيمان والمؤمنين، فيقال هذا مؤمن وهذا ليس بمؤمن أو أن المؤمن يفعل كذا ولا يفعل كذا. فما هو الإيمان؟ وكيف يختلف الإيمان الإسلامي عن غيره؟ هل يمكننا التعرف على الإيمان في أنفسنا؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب إلى جانب مسائل أخرى ترتبط بموضوع الإيمان.

كيف أصبح مخلصًا؟
لو تأمّلت في نفسك وفي حياة غيرك لعلمت أنّ كلّ إنسان يريد الوصول إلى غايةٍ ما ويسعى نحوها؛ والخيار المطروح أمامنا هو في تحديد طريق السفر وغايته وسرعة السير والترحال. على صفحات هذا الكتاب سنحدثك عن رحلة هي أجمل وأعظم رحلة يمكن أن تقوم بها في حياتك؛ إنّها رحلة تعبر بك كل المحطات الجميلة التي تملأ حياتك سرورًا وحبورًا؛ إنّها الرحلة التي تفسّر لك كل شيء، فتجعل كلّ شيء واضحًا ساطعًا؛ إنّها رحلة الإخلاص. كيف أصبح مخلصًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 152 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

أفضل معاملة مع الله
يوجد الكثير من المعاملات التي يمكن أن نقوم بها بيننا وبين الله تعالى. وقد سّن الله سبحانه لنا الكثير من الفرائض والأعمال الصالحة التي تتيح لنا تمتين ارتباطنا به وتوجهنا إليه وإقباله علينا بحسن العناية وطيب الرعاية.

5- كيف تحصل معرفة الله؟
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}، إذا كان الهدف من خلق العوالم كلها وخلق الإنسان وبعث الأنبياء ونزول الرسالات هو مرفة الله، فكيف تحصل هذه المعرفة؟

4- لماذا لا يمكن معرفه كنه الله وذاته؟
نحن لا نعرف من الله إلّا تجلّياته في عالم الوجود. هذه التجلّيات ندركها من خلال أفعاله سبحانه وتعالى. ولكن لا يمكن لنا ولا لأيّ موجود في هذا الوجود أن يحيط بالله عزّ وجل. فلماذا ذلك؟

2- ماذا تعني كلمة الله؟
كلمة "الله" هي أروع كلمة يمكن أن يسمعها إنسان! فماذا تعني هذه الكلمة؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...