مسموعات ذات صلة
قال الإمام الصادق (ع): إِنَّ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، فِيهِ خَبَرُكُمْ وَخَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ وَخَبَرُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ. [الكافي، ج2، ص 599]
هناك مجموعة من المبادىء الأساسية التي نعرفها في ليلة القدر، أحدها هي أنّ هذه الليلة ذات شأن عظيم عند الله وفي الدين والوجود، والآخر هو استحباب أكيد لإحيائها والاستعداد لها استعدادً جيدًا. الأمر الآخر أنّ لهذه الليلة حقائق وجودية، وأنّ السعي لإدراك هذه الحقائق مطلوب أيضًا وأنّ إدراك هذه الحقائق له تأثير كبير على وجود الإنسان. وهنا يتوسّل الإنسان المؤمن بكل طريقٍ ممكن ومستحب للوصول إلى هذه الحقائق. إنّ التأمل في الحوادث الكبرى التي تجري في ليلة القدر يمنحنا الفرصة لمعرفة أسرارها أو حقائقها. . وإنّ فقدان التوجه إلى هذه الحقائق يقلّل كثيرًا من تأثير عملية الاعداد والاستعداد.ومن هذا الحقائق تنزّل القرآن الكريم والروح والملائكة؟ إلى ماذا يشير هذا التنزّل؟ وما هي نتيجته؟
قال الله في كتابه العزيز: {ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر}السعي لإحياء هذه الليلة المباركة هو سعيٌ لإدراك حقيقتها، لأن الآيات الشريفة تحثّنا على التفكر مثل قوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر}، إنّها ليست حقيقة ممنوعة على الخلق، لكنّها حقيقة محتجبة ومستورة ولعلّه لأجل ذلك عُبّر عنها بليلة القدر.إذًا ليلة القدر ليست زمانًا معيّنًا، وإن كان للزمان فيها مدخلية، لكنها حقيقة كونية تشير إلى وقائع عظيمة جدًّا تفوق الزمان الذي نتصوّره، وتريدنا أن نعبر زماننا بقوله تعالى: {خيرٌ من ألف شهر} لنتوجّه إلى المعاني الكامنة فيها، وذلك حين يقول الله سبحانه وتعالى: {تنزّل الملائكة والروح فيها}.