الأخبار والحقيقة
نعمل على طرح القضايا الكبرى من أجل استشراف مستقبلنا ومصير مجتمعنا؛ ننطلق من قواعد الرؤية الكونية الإسلامية وفهم التاريخ
نعمل على طرح القضايا الكبرى من أجل استشراف مستقبلنا ومصير مجتمعنا؛ ننطلق من قواعد الرؤية الكونية الإسلامية وفهم التاريخ
لماذا شاء الله أن تجري المواجهة النهائية بين عدو الأمة وأتباع أهل البيت؟ لماذا يتساقط مدعو الإسلام كورق الخريف أمام الصهيونية؟
صعود القوى الكافرة وسيطرتها على العالم فتنة لكل مؤمن فهل سيبقى على إيمانه بأن القوة لله جميعا وهل سيتعرف على مسؤولياته الكبرى هنا؟
أعداء الإسلام كثر وإمكاناتهم عظيمة ومؤامراتهم كبيرة ولكن هل تعلم أن كل هذا هو فرصة عظيمة؟
ما هي طبيعة هذا الصراع؟وما هو المغذي الأساس لهذا الصراع؟
حتى تسقط امبراطورية الشر لا بد من تحقق شرط واحد
إذا أردنا أن نعرف من أين تنبع نزعة الاستعلاء الغربية، فلنتعرف إلى الداورينية والماركسية والآدم سميثية.
إذا تأملتم جيدًا في دعاوى الاشتراكية ودعاوى الديمقراطية يوجد أمر أساسي لديهم وهو تحقيق الرفاهية للإنسان. إذا استطعت أن تقنع المعسكر الآخر بأنّه لا يحقق هذا الأمر وأنّه يعيش أقل منك يمكنك إسقاط نظامه!
يوجد عنصران أساسيان تبلورا في ذهنية الإنسان الغربي تجعله يدعم التحركات المشؤومة لحكوماته:1- يرى حكومته من منظار ما تقدمه له من امتيازات معيشية.2- الصورة التي يحملها عن شيطنة الآخر والتي رسختها وسائل الإعلام والأدبيات والتعليم في ذهنه على مدى سنوات.
حين نتحدث عن الديمقراطية والتجربة الغربية وهذه المواجهة لا نقصد تحديد الأفضل، بل تركيزنا هو على قضية الحق والباطل، سيما أن الغرب صاحب ادّعاء ويوجه تهم، لذلك نحن نفتش عن الحقيقة وسط هذه الادّعاءات!
اعتبر الغربيون أن العالم الديمقراطي لا تقع فيه الحروب وإن هم نشروا الديمقراطية في العالم يضمنون بذلك أمنهم أكثر، لأن الأنظمة الديمقراطية لا تتحارب فيما بينها ويقصدون بذلك لا تشن حروبًا عليهم أو تخالف إرادتهم. لكن الوقائع تحدت هذه الشعارات!
التأمل في التجربة الديمقراطية الغربية يظهر أنّ قسمًا كبيرًا من عملية الوصول إلى السلطة يعتمد على القدرة المالية.. لذلك ترون في الانتخابات الأمريكية أنّهم يتكهّنون من سيأتي رئيسًا حين يرون أن حملته الانتخابية جمعت الكثير من المال أو ما يسمونه بالتبرعات.. حتى في السلطة نلاحظ أنّ المسؤولين الأساسيين الذين يتحكمون بمقدرات البلاد ومناصبها هم أيضًا آتون من مؤسسات وشركات ضخمة جدًّا. وهذا لا يتجلى في الدعايات الانتخابية فحسب، بل في التعليم أيضًا، حيث يتم قولبة الأفراد بشكل يضمن مصالح الرأسماليين الكبار. وهنا نحن مدعوون لقراءة هذه التجربة أكثر من أي جانب آخر.
يعتقد الغرب إذا استطاع أن ينشر الديمقراطية في البلدان الإسلامية أو أي بلد آخر سوف يحصل على حلفاء في هذه البلدان، لأنّه وراء الديمقراطية الغربية يوجد قيم مبنية على رؤية كونية موجودة لديهم... الرؤية الكونية المادية التي ينبع منها مجموعة قيم هي التي أسست للديمقراطية الغربية، وأي إنسان يريد تبني هذه النظام حكمًا سوف يتبنى هذه الرؤية الكونية المادية... هنا تكمن خطورة هذا الموضوع حيث تظهر الديمقراطية للوهلة الأولى نظامًا سياسيًا لكن في العمق والحقيقة هي رؤية وعقيدة للحياة. حين تكون المواجهة مع الدين الإسلامي يتصورون أنّ الديمقراطية سوف تأخذ المجتمع نحو مواجهة مع الدين نفسه!
يعتقد الغرب أنّه متفوقٌ علينا بالقيم، ومنها قيمة الديمقراطية.ويعتقد أنّه إذا استطاع أن ينشر الديمقراطية سوف يؤمّن مصالحه ويحقق كل شيء يريده، لأنه يعتبر أن كل القيم المستندة عليها الديمقراطية ترجع إلى القيم التي هو مؤمن بها والتي تتماشى مع رؤيته الكونية، كقيمة الحرية والعدالة والتعددية.ولكن حين ننظر إلى هذه القيم بعمق نجد أنها تفتقد إلى شيء أساسي يشكل الفاصل الكبير بين ديمقراطيتنا وبين ديمقراطية الغرب. أين هي نقاط ضعف الغرب في هذا المجال؟
كل الناس يتحدثون عن الاضطهاد والظلم الذي يلحق بنا، فحجم الاضطهاد والمظلومية الذي نعيشه في هذا الزمن يفوق الوصف.لكن حين نذهب إلى تحديد وتحليل الأسباب التي أدت إلى هذا الاضطهاد، نجد أن قلة قليلة من الناس يفكرون في هذه الأسباب أو يستطيعون الوصول إلى الأسباب الصحيحة.. لماذا؟
يوجد نوع من الأجواء أو الثقافة التي تشكلت في المجتمعات الغربية تسهل عمل الحكومات والإدارات وأجهزة الإعلام في مجال تهمة الإرهاب التي تُعتبر اليوم أكبر تهمة يمكن أن تُلصق بأي شخص أو منظمة أو دولة.في المقابل، نحن نتعامل مع ما تنقله وسائل الإعلام في بلادنا عن وضع هذا أو ذاك على لائحة الإرهاب وكأنّه أمرٌ عادي.إن استخفافنا بهذا الأمر يساعد الغرب على تحقيق ما يصبو إليه داخل مجتمعاتنا شيئًا فشيئًا.لذا نحن بأمس الحاجة إلى بلورة معنى الإرهاب وكيفية تشكله في النفوس.إنّنا بحاجة للمواجهة الحضارية.
من أهم عوامل تقهقر وتخلف المجتمعات أن تُبتلى بالحروب وتبقى في حال اضطراب وعدم استقرار أمنيأعداء الأمة يعلمون أن هذه الشعوب تمتلك استعدادات عظيمة إذا أتيح لها فرصة تفعيلها واستخراجها ستتمكن من امتلاك القدرات اللازمة لحماية استقرارها وثباتها. وهذا ما يعتبره المستعمر خطًا أحمر
المواجهة الأخيرة مع أمريكا شكلت نوعًا من الصدمة لعدد كبير من الناس.حين تحصل مواجهة مع الآخر وتقوى وتشتد تبدأ الناس تطرح أسئلة عميقة أنّه: لماذا حدث ما حدث؟هل نستحق ما يجري علينا؟كيف وصلت أمريكا إلى ما وصلت إليه من إمكانات وتفوق نوعي؟هل قطع أيدي المستعمرين عن بلادنا هو الهدف الأسمى لحركتنا، أم أنّ هناك هدفًا آخر؟كيف يمكن أن نحقق ذلك الهدف الأسمى في مواجهتنا مع العدوّ من دون أن نقع في فخ التقليد الأعمى له الذي يؤدي إلى دمارنا؟