الحسين يحفظ قيمة الحياة الحقيقية... حين تصبح الشهادة حياة الأمّة
تقديم النفس في سبيل الله لا يعني تحقيرها والاستخفاف بها أبدًا. قد يشعر المؤمن بالحقارة الذاتية حين يغلب عليه النّظر إلى تقصيره وأخطائه، لكنّه لا يمكن أن يستخف بنفسه التي هي أعظم أمانة بين يديه. وفي قوانين العشق، العاشق لا يُقدّم لمعشوقه إلا أغلى ما لديه وأنفس وأجمل. أي شيء أقل يعني عدم وجود العشق الحقيقي. ولذلك حين نطل على مدرسة العشق التي تجلّت في أعلى مظاهرها في عاشوراء، نجد الإمام الحسين (ع) وأصحابه، وفي الوقت الذي كانوا فيه مقبلين على الموت، بل ويتسابقون إليه، إلّا إنّهم سعوا حتى الرّمق الأخير لبذل كل ما يمكن أن يبذله الإنسان في الحياة من جهد وتدبير ونفس.