
تحقيق الشرط الأول للظهور
اجتماع قلوب الموالين
الكاتب والمفكر السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب هل اقترب الوعد الحق
"وَلَوْ أَنَّ أَشْيَاعَنَا وَفَّقَهُمُ اللَّهُ لِطَاعَتِهِ عَلَى اجْتِمَاعٍ مِنَ الْقُلُوبِ فِي الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ عَلَيْهِمْ لَمَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ الْيُمْنُ بِلِقَائِنَا وَلَتَعَجَّلَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا عَلَى حَقِّ الْمَعْرِفَةِ وَصِدْقِهَا مِنْهُمْ بِنَا".[1]
إنّ التأمل في البيئات الشيعية العامة مثل بيئة البحرين والعراق والحجاز ولبنان وإيران وغيرها أو البيئات الخاصة مثل التنظيمات والمؤسسات والحوزات العلمية يعطي انطباعًا دقيقًا بوجود تشتت قلبي يظهر في عدم التوافق على الأولويات. قد يعتبر البعض هذه الرواية عن الإمام المهدي بمثابة دليل لا يحتاج إلى تأمل، فلو أنّ القلوب مجتمعة لتعجل الظهور وبالتالي ما كان يؤخر الظهور على مدى العصور هو تشتت قلوب الذين يُفترض بهم أن يكونوا مجتمعين متحدين على قضية الإمام.
لا شك بأن ما تحقق داخل المجتمعات الشيعية على صعيد العقيدة يُعد إنجازًا عظيمًا، نظرًا لطبيعة التحديات والتهديدات التي عانت منها هذه المجتمعات على مر العصور. إنه لمن الإعجاز أن تتمكن جماعة واحدة من حفظ عقائدها الأساسية في الوقت الذي تتعرض له لأبشع أنواع القمع والتنكيل من قبل سلطات تستغل الدين وتستعمل سلاحه الماضي لتصفية معارضيها. ورغم قدرة العقيدة العجيبة على توحيد الناس أكثر من أي عامل آخر، إلا إنّ ما تحقق لحد الآن لم يكن كافيًا؛ ذلك لأن العقائد تتطلب العمل ولا تريد أن تبقى في خزانة العقل. بعبارةٍ أخرى، ما لم تصل العقيدة إلى المستوى المطلوب من الاعتقاد فإنها لن تكون نافعة، أو يكون نفعها قليلًا جدًا لا يفي بحاجات الإنسان الأساسية للعيش الحر والكريم. لذلك كان على ورثة الأوصياء أن يستمروا في جهادهم العظيم من أجل تعميق العقائد بين الناس لتثمر وتثمر وتكون أروع ثمراتها وحدة القلوب واجتماعها على أهداف وأولويات صحيحة.
هكذا كانت عقيدة المهدوية تنتظر المزيد من العمل التعليمي والتبليغي لكي ترتقي إلى المستوى الذي يتناسب مع دورها المحوري في العالم ولتصنع من الموالين المؤمنين جماعة تعتقد بأنّ قضية الإمام المهدي هي أولوية مطلقة في الحياة وتعمل على أساسها؛ مما سيؤدي إلى تشكّل تلك الجماعة المقتدرة التي ستشق طريقها نحو بناء حضارة لا مثيل لها.
نحن نعلم أنّ غياب هذا المشروع الكبير عن الوعي والذهن وكذلك القلب هو السبب الأول وراء أي تخلف تعاني منه هذه الجماعة في أي مجتمع أو مؤسسة. وبالاستعانة بالقرآن الكريم وهداية آياته نكتشف العامل الأول وراء هذا التشتت من خلال التأمل في قوله تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُون}.[2] يتبيّن في هذا المقطع من الآية الشريفة بوضوح أنّ سبب تشتت القلوب يرجع إلى عدم التعقل أو الضعف العقلي؛ وهذا ما نلاحظه بوضوح في الحياة السياسية لأي مجتمع حين لا يكون العقل حاكمًا، فلا يجتمع أبناؤه على تحديد المخاطر الأساسية وتشخيص العدو الأول والأهم، ممّا يؤدي بصورة تلقائية إلى تحوّلهم إلى جماعات متفرقة وأحزاب سرعان ما تدخل في دوامة التناحر والتنازع الذي يذهب الريح ويبعثر الطاقات.
إنّ التعقل هو السبيل الوحيد لبناء الوحدة وتأليف القلوب وجمعها وتحقيق التآصر القلبي والتلاحم المعنوي؛ لأن الاجتماع على الأهداف والأولويات من شأنه أن يفعل ذلك بالجماعات أكثر من أي شيء آخر، ومثل هذا التوافق والاجتماع لا يمكن أن يحصل إلا في ظل العقلانية.
إنّ احتياج المجتمعات والتجمعات الشيعية إلى جرعات إضافية من العقلانية أمرٌ مفروغ منه عند كل مراقب حصيف. يظهر ذلك في كل ما يتصل بحياتهم وشؤونهم الاجتماعية والسياسية. كما أنّ نزاعاتهم المستمرة واختلافهم حول الأولويات تدل على أنّ العقلانية لم تصبح جزءًا أساسيًا من تكوينهم النفسي. لا يعني ذلك أنّ الأمر سهل، أو أنّ تلك المجتمعات التي حققت مقدارًا معتدًا به منها إنما فعلت ذلك بدون مكابدة طويلة ومعاناة هائلة؛ لكن ما يهون الخطب هو أنّ في عقائد الشيعة وقيمهم الكثير ممّا يمكن البناء عليه والانطلاق منه لترسيخ هذه العقلانية بصورة أفضل وأقوى وأعمق ممّا تحقق في أي مجتمع عرفته البشرية لحد اليوم.
ما نحتاج إليه هنا هو الكشف عن مظاهر العقلانية في تلك الشؤون المختلفة والعمل على ربطها بتلك العقائد والقيم، وهذا ما يتطلب جهادًا عظيمًا يقف رواده بوجه تلك الأعراف والتقاليد التي ترسخت على مدى القرون وأضحت هي المحرك الأول للسلوكيات المختلفة. لو بحثت لوجدت أنّ وراء كل هذه الفوضى وإعمال الهوى وإتباعه قيمًا وعادات ما أنزل الله بها من سلطان، يستفحل أمرها ويشتد خطرها حين تصبح قاعدة ينطلق منها العاملون وأصحاب القرار الذين يُفترض بهم أن يكونوا قادة التغيير والتحول في هذه المجتمعات.
إنّ السبب الأول وراء شدة رسوخ هذه العادات الممتزجة بالأهواء وبطش أهلها هو أنهم يعتبرونها عنصرًا مهمًا للبقاء والحفاظ على المكتسبات والعقائد. إنها الذهنية المحافظة التي تنظر إلى الأمور انطلاقًا من الموروثات ولا ترى العقل أساسًا لتشخيص المصالح والمفاسد، وهذا ما يجعل هذا الجهاد كبيرًا ورواده شهداء.
[1] . بحار الأنوار، ج53، ص117.
[2]. سورة الحشر، الآية 14.

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان
يستخرج هذا الكتاب من خلال الأحاديث الشريفة لأهل البيت(ع) دور ومسؤولية الإنسان المؤمن في عصر الغيبة وواجباته تجاه الإمام المهدي وكيفية التمهيد والإنتظار الحقيقي للظهور الشريف. مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 88 صفحةالطبعة الثانية، 2008مالسعر: 4$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

لماذا الحث على الدعاء للإمام المهديّ (عج) ؟
لماذا هذا الحث الشديد على الدعاء للإمام المهدي عج إذا كان هو إمام معصوم عظيم المنزلة وليس بحاجة إلى دعائنا؟

هل صحيح أن هناك من يرى الإمام المهدي؟
ما هي حقيقة مشاهدة بعض الناس أو بعض الأعلام للإمام المهدي (عج)؟ وهل هو متاح؟

أكبر المواجهات التي ستجري في عصر الظهور... وكيف نستعد لها
لن يكون عصر ظهور الإمام وجهاده عصرًا بعيدًا عن القرآن، بل يبدو أنّه عصر انتشار الاستخدام القرآنيّ لتحقيق المآرب والغايات ودعم الأفكار والأطروحات... فإنّ المواجهة هنا ستكون دقيقة ومعقّدة للغاية، وسوف يستغل المؤوّلون والمنحرفون كل ما يمكن لأجل إظهار الإمام المهديّ وكأنّه يتعرّض للقرآن من أجل إسقاطه وتفريق الناس عنه.

لماذا اقترب الظهور العظيم؟ إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.

قريبًا سيخرج السفياني! ماذا نعرف عن علامات الظهور؟
أيّ مؤمن يسمع بهذا الخبر سيمتلئ قلبه بالبُشرى، رغم ما يمثّله السفياني في الأحاديث المتداولة من إجرام وبشاعة وأحداث مأساوية.. لماذا؟ لأنّ الشائع هو أنّ من أهم علامات ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو خروج رجل قبله بعدّة أشهر، يُدعى السفياني ـ أو يُعرف بانتمائه إلى بني سفيان. ولكن ما الذي يم

الشرط الأعلى لظهور الإمام
تحفل أدبيّات الثّقافة المهدويّة بالحديث عن عوامل وشروط خروج الإمام المهديّ وظهوره العلنيّ الذي سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسير البشريّة. وبالرغم من سيطرة فكرة العوامل الخارجيّة على المهتمّين بهذه القضيّة الكبرى في الأزمنة الماضية، إلّا أنّ تطوّرًا ملحوظًا قد طرأ على تفكير المعاصرين، حيث بتنا نشهد تحليلات رصينة وعميقة تلتقي مع السّنن الإلهيّة الحاكمة على حركة المجتمعات البشريّة.

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟

لماذا لا ينقذنا المهدي (عج) من الكورونا؟
هناك من يطرح:إذا كان هناك فعلًا مخلص للبشرية فهذا هو الوقت الأنسب والأمثل لخروجه ليحرر العالم من وباء كورونا وأنا أول المصدقين؛ وإذا لم يفعل، فإما أنه يبخل علينا بالدواء وإما فكل ما يُقال عنه يجب التدقيق فيه ومراجعته، وعلينا إعادة بناء عقيدة دينية خالية منه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل