
لماذا اقترب الظهور العظيم؟
إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
السيد عباس نورالدين
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.
كانت شعوب العالم على موعدٍ لاكتشاف قدراتها الذاتية، بعد أن خبرت ردحًا طويلًا تجربة رعايا الملك وعبيد الأسر المستبدّة. ولأنّ الشعوب، التائقة للحريّة والمشاركة، لا يمكن أن تتحرّك إلا بالفكر والتطلّعات النظرية الموسومة بأهداف محدّدة، فقد بدأت الأفكار والأطروحات المتعلّقة بأنظمة الحكم تلقى رواجًا منقطع النظير، حتّى في أشدّ مناطق العالم ظلامًا واستبدادًا. ولهذا، لم يعد بإمكان أي نظام ملكيّ استبداديّ أن يعتمد على عنصر الانتماء الأسري ورابطة الدم، لترويج المشروعيّة لحكمه والحفاظ على سلطانه. وهكذا بتنا نشاهد المسرحيات الهزلية لأنظمة شديدة الاستبداد وهي تلجأ إلى عناوين دينية أو قومية لإقناع شعوبها بمشروعيّتها وتمثيلها لتلك القيم.
لم يكن هذا التحوّل الدراماتيكي، الذي بدأ مع انتصار الثورة الفرنسية قبل أكثر من قرنين، لينتشر في العالم بسهولة ويسر؛ فقد لعبت الأوضاع النفسية والثقافية عند مختلف شعوب العالم دورًا أساسيًّا في استقبال هذا التحوّل أو الوقوف بوجهه. وكان العامل الأول، الذي مهّد لهذه التحوّلات العالمية وعبّد الطرق أمامها، هو وجود أطروحات فكرية واضحة مستدلّة، ترتبط بنظام الحكم، وتدّعي إمكانية تحقيق الحلم الأوّل للبشر: "العدالة".
كانت العدالة أصلًا محوريًّا لجميع الأطروحات السياسية، التي شهدتها البشرية منذ فجر العالم الحديث، والتي بدورها انقسمت إلى أطروحتين أساسيّتين تفرّدًا بالمشهد العالمي حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران. الأولى، هي الأطروحة الليبرالية، التي تعتقد بأنّ إطلاق حرية الفرد في كل مجالات الحياة كفيل ببناء نظام العدالة، وأنّ على النظام السياسي أن يحمي ويدعم هذه الحرية إلى أقصى حد. والثانية كانت الأطروحة الماركسية، التي آمنت بقوّة المجتمع، وبأنّ ذوبان الأفراد في كيانه الأصيل هو السبيل لتحقيق الشيوعية، التي اعتبرت أرقى وأعلى مستوى من العدالة المنشودة!
ومنذ ذلك الحين، لم تحد الأطروحات التجديدية التي تكاثرت في الغرب والشرق عن هذين الأصلين، إلا في تقديم نسخ معدّلة في الشكل دون المضمون. فالانقسام الحاد بين القول بأصالة الفرد وأصالة المجتمع، وما تبع ذلك من أشكال وأنواع لأنظمة الحكم المستنبطة من هذين الأصلين، كالديمقراطية الاشتراكية أو الديمقراطية المقيدة وغيرها، لم يكن سوى إعادة إنتاج لهذه الأطروحات بأثواب جديدة، أو تجارب تدّعي الالتزام الدقيق والتحسين في التطبيق.
وبعد سقوط الاتّحاد السوفياتي، الذي كان القوّة العظمى الداعمة للأطروحة الاشتراكية، تراجعت الدعوة، وتراجع معها الحماس لتبنّي مبدأ أصالة المجتمع، باعتبار أنّ تلك الأطروحة كانت المسؤولة عن هذا السقوط والانهيار المدوّي. ولم يطل الزمان حتى بدأت عورات النظام الليبرالي المقابل تظهر للعيان، سواء فيما يتعلّق بحقيقة مشاركة الشعب في تقرير مصيره أو ما يرتبط بصوابية شعار الرأسمالية الأول: "دعه يمر دعه يعمل".
وقد سجّل عام 2008م، أوج الفشل الذي مُني به النظام الرأسمالي، الذي يمثّل الوجه الآخر للنظام الديمقراطي الليبرالي. وتبيّن أنّ البشرية لا يمكن أن تحقّق الجنة الاقتصادية المزعومة، من دون التدخل المستبد للحكومات والأجهزة الخاصّة؛ إلّا أنّ الناتج الأكبر لمثل هذا الفشل تمثّل في عجز جميع العقول الليبرالية عن تقديم أي أطروحة بديلة؛ وما زلنا إلى اليوم نشهد هذا العجز حتى على مستوى تفسير حقيقة ما جرى. فتلك اليد الخفيّة، التي بشّر بها آدم سميث، قد أُصيبت بالشلل أمام الانهيارات المالية العالمية؛ رغم ما شهده العالم الرأسماليّ، ولأوّل مرّة في تاريخه، على مستوى تحرير السوق من معظم القيود التي فرضتها الحكومات الديمقراطية المتعاقبة.
وها نحن أمام مشهدٍ عالميّ فقدت معه معظم شعوب العالم إيمانها أو حماسها لأي دعوة نحو أي نظام سياسيّ بديل. ولا يبدو أنّ بإمكان هذه الذهنية، التي انقطعت عن وحي السماء، أن تنتج أي شيء جديد في هذا المجال..
إنّه عصر نهاية الأطروحات والرايات، وعصر صعود راية وحيدة، ما زالت ترفرف منذ حوالي أربعين سنة، وتدعو إلى تحقيق أعلى درجات المشاركة الشعبية في تقرير المصير، إنّها راية حكومة السيادة الشعبية الدينية.
إنّ دراسة مستوعبة ومعمّقة لهذه التجربة الفتية، تبيّن أنّها لا تعاني من أي خلل بنيويّ، على مستوى النظرية والرؤية الكونية التي قامت عليها، وإن كانت لا تزال تواجه منذ انطلاقتها سوء فهم عجيب على مستوى المجتمع، الذي يُفترض أن ينهض بها. ولهذا، يمكن القول أنّ هذه الراية ما زالت لحدّ الآن في طور التشكّل النظري في بيئتها الحاضنة، التي تخوض غمار المواجهة الحضاريّة منذ انتصار ثورتها.
أن ينطلق العقل الغربيّ والشرقيّ نحو فهم واستيعاب هذه الأطروحة، بالاعتماد على أصوله العلمانية والدنيوية ويعجز عن ذلك، ليس بالأمر العجيب؛ لكن أن تعجز الذهنية، التي تنطلق من الإيمان بالله وحضوره وتدبيره وشرعة دينه عن فهمها، لهو أمرٌ يستوقفنا كثيرًا. وأغلب الظن أنّ هذه الذهنية ما زالت أسيرة تلك المنطلقات الفكرية للشرق والغرب، وهي تعجز عن فهم حقيقة التباين الأصوليّ بين الإسلام وغيره.
إنّ إحدى مميّزات هذه الأطروحة الدينيّة هي كونها تنطلق من قضيّة الإمامة الإلهية ومن ضرورة وجود الإنسان المعصوم ذي العلم الكلّيّ والقدرة الاستثنائية في الحياة البشرية؛ لهذا، فهي في حقيقة أمرها ليست سوى راية من رايات الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، لأنّها تدعو إليه أيضًا، وتعتبر الوصول إلى حكومته أحد أهم أهدافها العليا.
نحن نعتقد أنّ هذه الأطروحة لم تُطبّق لحدّ الآن إلا بشكلٍ جزئيّ، ولم يتحقّق منها سوى بعض المراحل الأولية؛ ولهذا، فهي وفق الحسابات الإلهية ما زالت تمتلك الفرصة لتثبت نجاعتها وقدرتها على تحقيق ما لم تحقّقه تلك الأطروحات الدنيوية الأخرى. ففي نظام العالم، قضى الله تعالى وقدّر أن يعطي لكل أطروحة ودعوة وراية فرصة لتثبت نفسها، حتى يسهل أمر الإقناع على الإمام المهدي في نهاية المطاف؛ وذلك كما جاء في الحديث المعروف عن الإمام الصادق عليه السلام:
"ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد وُلّوا على الناس، حتى لا يقول قائل:" إنا لو ولينا لعدلنا"، ثم يقوم القائم بالحق والعدل".[1]
لم يعد أمام الناس، بعد كل تلك التجارب الفاشلة، سوى تجربة حكومة السيادة الشعبية الدينية، التي تقوم على دعامتين أساسيّتين وهما: قيم الدين، وحكومة الشعب. ولأنّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) سيحكم على هذا الأساس، فإنّ هذه الأطروحة ليست سوى أطروحة مهدويّة مستترة تسعى لإثبات نفسها بواسطة الممهّدين المخلصين. فنحن نعيش في عصر بات الظهور وفق هذه القاعدة أقرب ما يكون إلى الحياة من أي وقت آخر. وهذا القرب لا يعني تحديد الزمان والتوقيت، لأنّ ثبات هذه الأطروحة ونجاحها في تقديم نفسها للعالم قد يتطلّب سنوات طويلة من النضال والكفاح. فالنجاح يرتبط بالعاملين وبجهادهم وإخلاصهم ومعرفتهم؛ وهو أمرٌ لا يمكن لأمثالنا تحديده أو التحكّم به.
إن استطاعت البشرية في الأيام المقبلة أن تقدّم أي أطروحة جديدة للحكم العادل، يمكن لقائل أن يقول إنّ وقت الظهور لم يعد وشيكًا؛ ولكن بحسب معرفتنا بالأصول الفكرية والعقائدية والفلسفية السائدة في كلّ العالم، فمن المستبعد جدًّا أن تتشكّل أي أطروحة لا تشبه سابقتيها بفروعهما المختلفة ونسخهما المعدّلة.
[1]. بحار الأنوار، ج 52، ص 244.

الفرار من الأسر
إن كنت تبحث عن كتاب أخلاقي تعليمي للمبتدئين يعرض لاهم الأفكار التي ترتبط بتهذيب النفس والتكامل فسوف يكون هذا الكتاب ما تبحث عنه بالتأكيد. ولمساعدة الطالب والاستاذ يقدم مع نهاية كل درس مجموعة من التمارين المساعدة والهادفة الفرار من الأسر الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 19.5*19.5غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الثانية، 2008م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

خطة الإسلام 2
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم وللبشرية والمصير.. فكيف كانت هذه الخطة تطبق على يد الأنبياء منذ بداية عصور الرسالة، وإلى أين وصلت مع مجيء خاتم الأنبياء وبعثته. وماذا حل بهذه الخطة بعد وفاته وإلى يومنا هذا.. هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب ويضعنا أمام سياق تاريخي مفعم بالأمل. خطة الإسلام 2 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 144 صفحة الطبعة الأولى، 2011م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

خطة الإسلام 1
يهدف هذا الكتاب إلى عرض الدين كما جاء به رسول الله (ص) : خطة إلهية محكمة تهدف إلى تغيير العالم وتبديل الأرض وإيصال الناس إلى سعادتهم المطلقة.. فكيف يمكن أن تظهر هذه الخطة الإلهية في الاسلام. خطة الإسلام 1 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 40 صفحة الطبعة الأولى، 2009م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

خطة الإسلام 3
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم، فما هي مبادئ هذه الخطة وأصولها؟ وكيف يمكن لنا أن نكتشف التفاصيل المهمة التي ترتبط بتطبيقها في زماننا وفي كل زمان.. كتاب يعمّق الوعي بشأن أعظم قضية في الحياة. خطة الإسلام 3 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 208 صفحات الطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

لماذا يجب أن نعرف أولويّات إمام الزمان؟؟ إنّها نقطة الإيمان المركزيّة
للبشريّة مع قضيّة حضور الله في الحياة قصّة معبّرة.. حين شرع الإيمان بالله يشقّ طريقه في أي تجربة دينيّة عند أي شعب من الشعوب، بدأت معه التفسيرات المرتبطة بكيفيّة حضوره وتدبيره لهذا العالم. فصارت قضيّة الربوبيّة أهم قضايا الإيمان.

قريبًا سيخرج السفياني! ماذا نعرف عن علامات الظهور؟
أيّ مؤمن يسمع بهذا الخبر سيمتلئ قلبه بالبُشرى، رغم ما يمثّله السفياني في الأحاديث المتداولة من إجرام وبشاعة وأحداث مأساوية.. لماذا؟ لأنّ الشائع هو أنّ من أهم علامات ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو خروج رجل قبله بعدّة أشهر، يُدعى السفياني ـ أو يُعرف بانتمائه إلى بني سفيان. ولكن ما الذي يم

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

دور القرآن في ظهور الإمام
إنّ إقامة القرآن في الحياة تعني تطبيق خطّة الله التي تهدف إلى إيصال البشريّة إلى مقام القرب والكمال. فقد احتوى كتاب الله العزيز على كلّ البرامج الاجتماعيّة والفرديّة التي تحقّق السّعادة في الدارين، إلّا أنّ التّعامل الناقص معه جعل هذه البرامج تختفي أمام الأنظار، ليتحوّل هذا الكتاب المجيد إلى مجرّد وسيلة لتحصيل الأجر والثواب في التلاوة.

الشرط الأعلى لظهور الإمام
تحفل أدبيّات الثّقافة المهدويّة بالحديث عن عوامل وشروط خروج الإمام المهديّ وظهوره العلنيّ الذي سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسير البشريّة. وبالرغم من سيطرة فكرة العوامل الخارجيّة على المهتمّين بهذه القضيّة الكبرى في الأزمنة الماضية، إلّا أنّ تطوّرًا ملحوظًا قد طرأ على تفكير المعاصرين، حيث بتنا نشهد تحليلات رصينة وعميقة تلتقي مع السّنن الإلهيّة الحاكمة على حركة المجتمعات البشريّة.

نزول عيسى من السّماء... كيف سيغيّر العالم؟
من الأحداث الكبرى التي ستجري في عصر الظهور المبارك: نزول نبيّ الله وروح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) من السماء. وقد أجمع المسلمون على هذه الواقعة العظيمة، وإن حصل بعض الاختلاف في تفاصيل القضيّة. كما أنّ هناك اعتقادًا شائعًا بين أهل الكتاب، حول عودة المسيح أو ظهوره في آخر الزمان ليقيم ملكوت السموات على الأرض. فظهور عيسى بن مريم يكاد يكون مجمعًا عليه بين أهل الشرائع السماويّة التوحيديّة.

من هو المنتظِر الواقعي للإمام؟
إنّ انتظار الفرج ليس مجرّد شعور وإحساس، بل هو أحد الأعمال الكبرى كما يظهر من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. ولكي يكون عملٌ ما من أفضل الأعمال لا بدّ أن يتفوّق على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والصدقة بأنواعها وغيرها من الأعمال الاجتماعيّة، التي ندب إليها الإسلام وفرضها على المسلمين. لهذا يجب أوّلًا أن نفهم المعنى الدقيق لانتظار الفرج حتى ندرك السرّ في كونه أفضل أعمال الأمّة.

أعظم القيم في المهدويّة... كيف تساهم العقيدة المهدويّة في نشر القيم العظيمة؟
القيم هي أعمدة أي مجتمع وأصول بنائه. يمكننا أن نحدّد ماهيّة المجتمعات البشريّة وهوّيّتها الحقيقيّة من خلال النظر إلى القيم السائدة فيها. وكلّ تغيير مُرتجى ينبغي أن يبدأ من القيم وينطلق منها. أمّا الأحداث الكبرى والوقائع المصيريّة، فإنّها ليست سوى عامل مساعد لكل من يعمل على ترسيخ القيم؛ فإن لم يكن من عاملٍ جادّ يتمتّع بالحكمة، فلن تكون تلك الأحداث سوى ذكريات عابرة في تاريخه.

العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

كيف يصلح الإمام العالم؟ كيف تؤثّر هذه المعرفة بسلوك الممهّدين؟
إن كان هناك أمرٌ يقينيّ واحد بشأن دور الإمام المهدي وإنجازاته فهو ما يتعلّق بالمقولة المشهورة التي وردت في العديد من الأحاديث والأدعية وهي أنّه "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْما".[1]كلّ المحبّين لهذا الإمام العظيم والمؤمنين به، يعلمون أنّ المهمّة العظمى الملقاة على عاتقه تكمن في القضاء على كل أشكال الظلم والجور على هذه الأرض من خلال نشر العدالة وبسطها، وبالطريقة التي لا تسمح بعودة الظلم مجدّدًا إلى هذه الحياة الدنيا.فما هي طبيعة تلك العدالة التي سيحقّقها؟ وكيف ستنعكس على حياة البشر؟

عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.

ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!

لماذا ما زلنا نجد من لا يؤمن بالتمهيد؟ وما هي الأسباب التي تدعو البعض إلى معارضة الممهّدين؟
بعد مرور أكثر من ألف سنة على غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ما زلنا نشاهد أفرادًا وجماعات تعتقد بأنّه لا يجوز العمل بأي نحو من أجل التمهيد لظهوره وخروجه؛ هذا، بالرغم من ادّعاء هؤلاء الاعتقاد بوجوده وإمامته!

في شهر رمضان نتعلّم التمهيد... كيف يساهم صومنا في تعجيل الفرج؟
التأمّل العميق في معاني وأسرار هذه ليلة يكشف لنا عن كونها ليلة استفاضة خليفة الله من علم الله. إنّها الليلة التي يتعرّف فيها ولّي الله الموكل بقيادة رسالة الله إلى ما ينبغي أن يقوم به في العام القابل. إنّها ليلة تلقّي ورقة المهمّات المرتبطة بدوره الكبير في هداية العالم.

ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟
انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟

لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...