
العالم عشية الظهور
أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
السيد عباس نورالدين
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.
لهذه الجبهة مواصفات عدّة تتمحور حول معرفة الإمام في مقامه ودوره الربّاني؛ ولا بدّ أن تتجلى هذه المعرفة في واقع أهل هذه الجبهة وسلوكيّاتهم بالسعي والجهاد والتمسّك بالقيم الكبرى التي يدعو لها القرآن الكريم.
ولا شك بأنّ هناك نسبة معيّنة من أهل هذه الجبهة ممن يدّعون هذه المعرفة أو يرفعون شعارات المهدويّة وهم في واقعهم النفسيّ بُراء منها. ولهذا، يأتي دور التمحيص والاختبار الذي ينتج عنه تبلور هذه الجبهة ككتلة متراصّة قويّة قادرة على المضيّ مع الإمام حتى النهاية.
فبظهور الإمام الثاني عشر ليس مسموحًا لأي فشل، لأنّه يمثل آخر الخلفاء الإلهيّين، وبتعبير البعض الطلقة الأخيرة في مخزن النبوّة والرسالة.
ولأنّ وعد الله حقّ لا خُلف فيه، ولأنّ تحقق الوعد الإلهيّ مشروطٌ بوجود خليفة معصوم هو قائدٌ ربّاني عادل، فلينتظر العالم آلاف السنين إن لم تتحقّق الشروط الأساسية لنصرته وتحقيق الأهداف الكبرى بقيادته.
إنّ أحد أهم أسباب تأخّر ظهور الإمام وطول عصر الغيبة يرجع إلى هذه النقطة بالذات. فلا يمكن أن يكون آخر آمال العالم ممّن يجرّب مع الناس ويفشل. ولهذا، فهو ـ عليه السلام ـ يعمل منذ مئات السنين على بناء هذه الجبهة الثابتة القوية.
يمكن القول بأنّ كل ما جرى في العالم منذ بداية الدعوة الإلهية، وما يجري اليوم، إنّما يتمحور حول بناء هذه الجبهة حتى تكتمل؛ وبمقدار ما نتعرّف إلى خصائص ومميّزات هذه الجبهة، يمكننا أن نفسّر أحداث العالم الكبرى واستشراف العديد منها! كل هذا بالطبع بمعزل عن توقيتها وتحديد مواعيدها، لأنّ التحوّلات الاجتماعية والسياسية والأمنية، وإن كانت تقع في نطاق الزمان، بَيد أنّ سرعتها وما فيها من متغيّرات وعناصر هي أخفى من أن يحيط بها سوى من شاء الله.
تكوين هذه الجبهة كمًّا ونوعًا، وتمحيصها، وتثبيتها بما يتناسب مع الاستحقاق والتحدّي الكبير، هي الأعمال الجادّة التي كان يقوم بها الإمام طيلة غيبته. وهذا ما يؤدّي حتمًا إلى تلك التفاعلات والانفعالات المختلفة حولها ممّا يساهم أيضًا في بنائها وتقويتها.
وتحدث هذه التفاعلات أوّلًا في بيت الموالين والمحبّين، ثمّ في الدائرة المسلمة من أهل الاستضعاف، ثمّ في نطاق ناصبي العداء والمخالفين، ثمّ في دائرة أهل الكتاب. ويكون هناك عددٌ كبير من الناس في العالم ممّن قيّضهم الله تعالى لاستثارة واستفزاز الذين كفروا من أهل الكتاب أو إلهائهم أو إشغالهم عن الموالين لبعض الوقت.
إنّ كثرة عدد المحايدين، الذين لا يعيشون أي نوع من ردّات الفعل تجاه حركة الإمام والرسالة، يكون بحسب بعض الاعتبارات الإلهية من أجل التخفيف عن المسلمين والموالين. فلو أنّ الذين كفروا استفردوا بهم لأبادوهم عن بكرة أبيهم، لما فيهم من الضعف والتشتّت.
تصوّر لو أنّ الأوروبيين لم يتقاتلوا ولم يقتلوا أنفسهم بالملايين في حربين عالميتين، فتفرّغوا للمسلمين، الذين كانت الحروب الداخلية والمجاعات وكل أشكال التخلّف والانحطاط قد انهكتهم، فهل تظن أنّه كان سيبقى للمسلمين أو الموالين من باقية؟!
تصوّر لو أنّه لا يوجد قوى كبرى، مثل الصين التي باتت تؤرق شيطان هذا العالم الأكبر وتأخذ حيّزًا كبيرًا من جهوده وتوجّهاته ومخطّطاته وإنفاقاته، فربما لحمل أمريكا على المسلمين حملة واحدة لتجتثّهم من الأرض!
ويتميّز معسكر الكفّار، الرافضين للإسلام والمعلنين العداء للرسالة المحمّدية الشريفة، بأنّهم كلّما تحرّكوا لمحاربة الإسلام جعل الله تعالى نتاج سعيهم ومكرهم وإجرامهم لمصلحة الموالين. كما شاهدنا في عراق صدّام أو أفغانستان طالبان وغيرها.
والميزة الأخرى لهذا المعسكر البئيس هي أنّه يستنفر معسكر الموالين ويحرّضهم ويرفع من هممهم وتوجّهاتهم واهتماماتهم ووعيهم، حيث يفرض عليهم ضرورة تطوير جبهتهم والنظر إلى الأمور من منظارٍ عالميّ والتفكير البعيد والتخطيط الاستراتيجي، وهي أمور لم يكن هؤلاء الموالون قد تربّوا عليها يومًا أو أدركوها في ثقافتهم، التي ابتعدت بمسافة ما عن عمق تراث الإسلام وأهل البيت عليهم السلام.
لهذا، كانت المواجهات المختلفة التي حصلت منذ انتصار الثورة الإسلامية وإلى يومنا هذا بين الموالين ومعسكر الشيطان الأكبر وأذنابه من الأوروبيين والصهاينة تنتهي دومًا عند تقوية معسكر الموالين وتطويره. ولم يسجّل التاريخ المعاصر أي مواجهة مع الكفّار أدّت إلى تراجع جبهة الحقّ وتقهقرها.
ومن حينٍ إلى آخر، يؤدّي التحالف أو التنابذ بين الشيطان الأكبر وناصبي العداء المخالفين من المسلمين، إلى فضيحة هؤلاء وتراجعهم وازدياد حماقاتهم وانكشاف مدى بعدهم عن الإسلام وعدم تمثيلهم الحقيقي للمسلمين ومقدّساتهم. فكأنّ الله تعالى جعل هذا الحقد، الذي يكنّه المخالفون لأهل البيت في صدورهم، وسيلةً لتثبيط كل مؤامراتهم العلنية والخفية ومنع تشكّل جبهة منافقة بين المسلمين.
إنّ من أهم مميّزات وخصائص ناصبي العداء والمبغضين لأتباع أهل البيت هي مسارعتهم إلى التحالف مع الشيطان الأكبر. وسبب ذلك يعود إلى تشكّل تلك العقائد والأفكار التي جعلتهم يصفون محبّي أهل البيت باليهود وإلصاق تهمة "أنجس من اليهود" بهم. فمثل هذه الأفكار الحمقاء والحقودة كانت تدفعهم إلى التعامل والتحالف مع من هم أقل نجاسة منهم (بحسب تفسيرهم)، أي اليهود والكفّار من أهل الكتاب! وبهذا تتوفّر مقدّمات فضيحتهم وانكشاف مدى بعدهم عن تعاليم الدين وقيمه العظيمة.
غالبًا ما كان هذا التحالف سببًا لتخلّي هؤلاء المتعصّبين الحقودين عن بعض القيم الإسلامية التي يدّعون احتكارها. فتراهم يسارعون إلى أشكال الفسق والفجور والسلوكيات المخالفة لأحكام الإسلام الضرورية أو المشهورة؛ ممّا يؤدّي إلى سقوط شرعيّتهم المزعومة التي بنوها على مدى سنوات من النفاق المستمر.
وحين يُعرف المنافقون يحصل التميّز والتزيّل ويزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في أعين المسلمين من غير الموالين الذين لم يتسنَّ لهم معرفة حق أئمّة العدل. وبذلك تسقط أيضًا أهم عناصر قوّة هؤلاء المنافقين التي قامت على أساس ادّعائهم تمثيل الإسلام ومشروعه ورسالته وأطروحته للحياة.
إنّنا نشهد اليوم سقوط آخر مشاريع تمثيل الإسلام الاجتماعي السياسي وسط هذه الدائرة الواسعة من المسلمين. ويومًا بعد يوم يتبيّن مدى خواء هذه التيّارات والمذاهب على مستوى فهم الإسلام بعمق تعاليمه وأطروحته.
إنّ هذا التمايز أمرٌ ضروريّ، لأنّه يساهم في بلورة أطروحة جبهة الحقّ، التي عاشت ردحًا طويلًا من الزمن على هامش تيّارات مخالفة، وإن تمايزت عنها بأصول عقائدية أو بفهمها للإمامة السياسية. لكن هذا التمايز الجوهري لم يكن كافيًا لظهور الفارق الكبير الذي تتمتّع به على صعيد الإمكانات الفكرية والعقائدية والفقهية الكامنة. وكأنّنا كنّا على مدى التاريخ على موعدٍ مع نوعٍ من المبارزة يطرح كل فريق فيها كل ما عنده، ويضطر بعدها إلى الاستمداد بكل ما يمتلكه من ذخائر مستودعة في تراثه، ثمّ يعيد تقليبها وتشذيبها وبلورتها مرّات ومرّات، حتى لا يبقى أي شيء يمكن أن يقدّمه إلا وقد طرحه وقدّمه.. وهكذا يصل الدور إلى المنازلة النهائية التي لا بدّ أن تحسم الأمور لصالح الأقوى والأفضل.
وقد قيّض الله تعالى أن تكون هذه المنازلة بمعظمها بتحريض ومشاركة من الذين كفروا من أهل الكتاب، حتى يعلم المسلمون مدى حرص أتباع أهل البيت واهتمامهم بهدايتهم ومصالحهم. وفي هذا عاملٌ كبير لظهور مدى ثراء الفكر الحقّ وصوابية أهله.
إنّ الحرص الشديد على الوحدة الإسلامية، والذي لا نشاهده إلا في جبهة الموالين لأهل بيت العصمة والطهارة، لهو من أهم الدلائل على مدى تمسّكهم بالدين الحق. وإنّ شدة عدائهم للذين كفروا من أهل الكتاب وعدم استعدادهم للتحالف معهم حتى حين تسنح لهم الفرصة للانتقام من الذين نكلوا بهم ضمن دائرة المسلمين الواسعة، لهو أحد أكبر الأدلة على مدى ارتباطهم بالدين وتعاليمه السماوية.
لم تكن جبهة الحق على مدى التاريخ تتمتّع بمثل هذا الوعي والتماسك والانتباه إلى قضية الإمام المهدي ودوره، مثلما يحصل اليوم على مستوى الكم والعدد، أو بتحديد أدق على مستوى النسبة. فإذا كان المسلمون بحاجة إلى نسبة من الواعين المخلصين لينبّهوهم ويأخذوا بأيديهم ويقودوهم ويواجهوا أعدائهم، فيبدو أنّنا بتنا نشاهد ازديادًا كمّيًّا يتّجه نحو النسبة المطلوبة.
إنّنا لا نتحدّث عن كمٍّ محدّد، بل عن نسبةٍ لا يعلمها إلا الله تعالى. وهذه النسبة كانت دومًا أمرًا أساسيًّا في أي حركة اجتماعية إصلاحية. وغاية ما نعلمه هنا أنّ جبهة الحق سائرة نحو تأمين هذه النسبة بإذن الله.
التفاعلات التي تجري داخل دائرة محبّي أهل البيت والمتعاطفين مع العترة المطهرة، والتي ينبغي أن تصب في تشكيل الجبهة الواعية البصيرة القوية هي: إحدى أهم التطوّرات التي اتّخذت مسارًا متسارعًا بقيادة الإمام الخميني (قدس سرّه). فقد أحدث هذا العارف الفقيه هزّة قوية داخل وجدان هذه الدائرة وحملها على إعادة النظر في دورها ومسؤولياتها الكبرى، وعلى رأسها مسؤولية التمهيد الواعي للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
وفي هذا المجال يجري نقاش دائم حول ما إذا كان هذا السير في حالة تسارع بعد مرور عدّة عقود على رحيل الإمام الخميني، أو أنّه قد ابتُليَ بنوعٍ من التباطؤ والجمود، الذي لا يمكنه الخروج منه إلا بتحوّلات ثورية ومزلزلة. فهناك رأي يميل إلى أنّ جبهة الحق تسير قُدُمًا؛ ويقدم أصحاب هذا الرأي مجموعة من الشواهد السياسية والعسكرية والجغرافية لتأييد نظريتهم. فيما يناقش آخرون منهم أنّ مثل هذه التطوّرات لا تصيب عمق المتطلّبات ولا تحقّق الشروط اللازمة للتسارع والتطوّر الحقيقي.
ومن الصعب حسم هذا النقاش دون التأسيس الدقيق لمعايير نقيس بفضلها التقدّم الاجتماعي الواقعي. ولا يقول أي واعٍ بصير أنّ الانتشار الجغرافي أو الانتصارات العسكرية هي مؤشّر قوي يمكن الركون إليه في هذا المجال.
إنّ جلّ ما يشغل بال المهتمّين في جبهة الحقّ هو تلك الشروط اللازمة لتحقّق الخصائص المطلوبة على صعيد فهم دور الإمام ونصرته والثبات معه في عملية تغيير العالم التي ستتساقط معها كل أشكال النفاق والكفر بين المسلمين وخارجهم.

الامتحان الأخير
بحث شيّق يتناول أهم الفتن التي سيواجهها المؤمنون في عصر ظهور الحجة المنتظر والامتحانات التي سيتعرضون لها في تلك المرحلة. الامتحان الأخير إعداد: مركز باء للدراساتالناشر: الدار الإسلاميةحجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 96 صفحةالطبعة الأولى، 2001م ISBN: 9953-22-027 السعر القائم: 4 $ سعر المبيع على حسم 50% (على سعر صرف 4000 ل.ل.) = 8000 ل.ل.

الخميني القائد
البحث عن السيرة القيادية للإمام التي ظهرت في كل أفعاله ومواقفه، وكانت العامل المحوري لجميع إنجازاته ومفاخره. فشكلت أعظم الدروس القيادية التي يمكن تشييد مدرسة كاملة عليها. ما هي أهداف الإمام الخميني وما هي أهم انجازاته وكيف حقق ذلك على مدى عمره وكيف أسس لأعظم انجاز حضاري عرفته البشرية في العصر الحديث.. الخميني القائد الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 448 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$

الخامنئي القائد
في هذا الكتاب، تتمثّل لنا تجربة عالمٍ فقيه وهو يقود مشروعًا حضاريًّا كبيرًا فنسعى للبحث في طيّات كلماته ومواقفه عن معالم هذا المشروع ومراحله، وما هي العقبات التي تواجهه والإنجازات التي تحقّقت بفضل الجهاد الكبير. وفي هذا المعترك الواسع، نشاهد هذا القائد وهو يعمل ليل نهار من أجل المحافظة على إنجاز سلفه، الذي تمثّل بإحضار الناس إلى الميادين الاجتماعية، وإقناعهم بأنّهم أصحاب الدولة الواقعيون، وأنّهم قادرون على إنجاز المستحيل. الخامنئي القائد الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 400 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

أعظم طريقة لنشر القيم
يحفل تاريخنا الإسلاميّ بشخصيّات عظيمة تجسد تعاليم الإسلام وقيمه وأطروحته الكاملة. وحين نتأمّل في أفضل الطّرق والبرامج المؤثّرة في مجال نشر هذه القيم وترسيخها وتحقيق تلك الأهداف والوصول إليها، لن نجد ما هو أفضل من الشخصيّات المجسّدة لها.

ما معنى أن نزور أولياء الله؟
أن تزور النبيّ أو الإمام المعصوم يعني أن تنحرف عمّن سواه إليه. فالزّور هو الانحراف عن الشّيء إلى شيءٍ آخر؛ وحين ترى الشّمس تزاورعن كهفهم،[1] فهي لا تقترب إليهم وإن كانت تشعّ على غيرهم.

ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!

تعالوا نجتمع على مشروع تغيير العالم
بالنسبة للمهتمّين بمصير مجتمعهم، والعارفين بما يعنيه مصطلح السّير الاجتماعيّ التّقدّمي، لا شك بأنّ وجود أطروحة شاملة هو العنصر الأوّل عندهم. أن تصبح مهتمًّا بمصير مجتمعك، فهذا دليل على وجود نوع راقٍ للحياة التي تسري فيك؛ هذا يعني أنّ عقلك يفكّر بما هو أوسع من ذاتك وشؤونك المحدودة؛ هذا يعني أنّك تبحث عن الأسباب؛ هذا يعني أنّك إنسان منطقيّ عقلانيّ. هنيئًا لك!

الشرط الأعلى لظهور الإمام
تحفل أدبيّات الثّقافة المهدويّة بالحديث عن عوامل وشروط خروج الإمام المهديّ وظهوره العلنيّ الذي سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسير البشريّة. وبالرغم من سيطرة فكرة العوامل الخارجيّة على المهتمّين بهذه القضيّة الكبرى في الأزمنة الماضية، إلّا أنّ تطوّرًا ملحوظًا قد طرأ على تفكير المعاصرين، حيث بتنا نشهد تحليلات رصينة وعميقة تلتقي مع السّنن الإلهيّة الحاكمة على حركة المجتمعات البشريّة.

دور القرآن في ظهور الإمام
إنّ إقامة القرآن في الحياة تعني تطبيق خطّة الله التي تهدف إلى إيصال البشريّة إلى مقام القرب والكمال. فقد احتوى كتاب الله العزيز على كلّ البرامج الاجتماعيّة والفرديّة التي تحقّق السّعادة في الدارين، إلّا أنّ التّعامل الناقص معه جعل هذه البرامج تختفي أمام الأنظار، ليتحوّل هذا الكتاب المجيد إلى مجرّد وسيلة لتحصيل الأجر والثواب في التلاوة.

عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.

من هو المنتظِر الواقعي للإمام؟
إنّ انتظار الفرج ليس مجرّد شعور وإحساس، بل هو أحد الأعمال الكبرى كما يظهر من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. ولكي يكون عملٌ ما من أفضل الأعمال لا بدّ أن يتفوّق على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والصدقة بأنواعها وغيرها من الأعمال الاجتماعيّة، التي ندب إليها الإسلام وفرضها على المسلمين. لهذا يجب أوّلًا أن نفهم المعنى الدقيق لانتظار الفرج حتى ندرك السرّ في كونه أفضل أعمال الأمّة.

ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟
انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.

لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...