
المشروع الحضاري للتعليم العام
كيف ننزل هذا المشروع في قالب المناهج المدرسية
السيد عباس نورالدين
السؤال الأساسي هنا هو أنّه كيف يمكن أن نجعل من المشروع الحضاري الكبير الذي نؤمن به منهاجًا دراسيًّا، بل محورًا أساسيًّا في التعليم العام، بحيث يمكن الوصول بالمتعلم إلى مستوى من الفهم والإيمان والتبني والمسؤولية تجاهه، حتى ينتقل إلى الحياة التخصصية والمهنية وقد جعل ذلك كله قائمًا عليه ومتوجهًا إليه.
برأيي لا ينبغي للمتخصصين في مجال إعداد المناهج التعليمية أن يجدوا صعوبة في هذا العمل، وذلك نظرًا إلى:
- أنّ هذا المشروع يمتلك من المقومات الفكرية والقيمية ما يمكن أن يلهم مئات الأدباء والمفكرين الذين يمكن أن تكون أعمالهم الذخيرة اللازمة لصياغة أي نوع من المناهج التعليمية. فالغفلة عن مضمون ومحتوى وأصول وجذور ومقومات وأبعاد وأهداف ومبادئ هذا المشروع الكبير قد تجعلنا نتساءل ونحتار.
- العجز عن تحويل مشروع بهذه الأهمية والشمولية والعمق الفكري والعقائدي والقيمي والأخلاقي والعملي والجمالي لا ينشأ سوى من الجهل به. أما العارف المتعمق والمتخصص المتبحر في مشروع بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، فسوف يجد فيه أفضل أرضية لإطلاق أكبر وأعلى مشروع للتعليم، يستوعب كامل المنهاج المدرسي من السنوات الأولى وحتى الأخيرة.
ولأجل ذلك نحتاج:
- قبل أي شيء إلى تفكيك هذا المشروع، والتمييز بين أصوله وجذوره من جهة، وبين فروعه ونتائجه وأبعاده، التي ينبغي أن تظهر في كل أنماط العيش؛ كما أننا بحاجة إلى التمييز الدقيق بينه وبين المشروع المقابل الذي يملأ الأرض صخبًا وضجيجًا ويستحوذ على جميع المناهج التعليمية في العالم، وهو الذي يخفي حقيقة المبادئ والقيم التي قامت عليها الحضارة الغربية.
- وبعد مرحلة التفكيك، يجب أن نحدد القيم الأخلاقية الإنسانية الاجتماعية الإلهية، التي يقوم هذا المشروع على أسسها، والتي ستمثل الخطاب الأساسي وتستحوذ على المضمون الجوهري، والتي يُفترض أن تُصاغ بصورة دروس منهجية وتعليمية في أي مدرسة أو تعليم أولي.
إنّ القيم الأساسية لهذا المشروع الحضاري هي التي ينبغي أن تصبح المرشد والدليل السياحي لكل من يريد أن يؤسس حياته ومعيشته على قاعدة الحياة الطيبة وفق النظرة الإسلامية. ويجب العمل على ترسيخ هذه القيم في نفوس المتعلمين منذ اللحظة الأولى التي يبدأون فيها الدراسة الواعية؛ لأنّ هذا الإنجاز هو الذي سيحقق الانسجام التام والتبني المطلق لهذا المشروع ومتطلباته ومسؤولياته.
ولأجل ذلك فنحن لسنا بحاجة إلى عرض هذا المشروع بصورة مباشرة كقطعة واحدة، ولسنا بحاجة إلى تسمية أشيائه كما هي.. فما إن تترسخ تلك المعارف والمبادئ والقيم (التي يقوم عليها هذا المشروع) حتى يصبح المتعلمون أنفسهم ـ وهم في مقتبل العمر ـ منسجمين مرتبطين بهذا المشروع، وكأنّه يعبر عن طموحاتهم وآمالهم وكل ما يتطلعون إليه في هذه الحياة.
فالفن الأكبر في إعداد المناهج هو ما يدور حول الكشف عن هذه القيم، وتنزيلها بحسب ما يتناسب مع المراحل العمرية المختلفة. ففي مرحلة عمرية معينة، يمكن للأطفال أن يدركوا بعض القيم التي تتوافق مع إدراكاتهم الذهنية وأوضاعهم واستعداداتهم النفسية، في حين يمكن تأجيل الحديث عن قيم أخرى إلى مرحلة أعلى، من أجل أن يتحقق البناء المنظومي لشبكة القيم. وقد يتطلب الأمر أحيانًا التأسيس لقيمة معينة بواسطة مجموعة من الحقائق الوجودية، مثلما أنّنا سنعمد إلى تجزئة هذه القيمة نفسها وتقديم بعض أجزائها في مرحلة، وتكملة ذلك في مراحل تعليمية أخرى. فالحرية التي هي عمود أساسي لهذا المشروع الحضاري الكبير، قد لا يمكن تصورها بالكامل في مرحلة عمرية معينة، لكن ذلك لا يعني أن لا نبدأ بترسيخ بعض معانيها وأبعادها؛ حتى يتمكن المتعلم من التمييز الدقيق بين حرية الانطلاق في فضاء الكمال المطلق والتفلت والتحرر من كل القيود والضوابط.
من القيم الأساسية التي يقوم عليها هذا المشروع الحضاري هي قيمة العزة، ببعديها الفردي والاجتماعي. فإنّ قسمًا كبيرًا من المنبهرين بالغرب والمنساقين له قد خضعوا واستسلموا نتيجة عدم تبنيهم لقيمة العزة كأولوية في هذه الحياة الدنيا؛ فهناك من لا يرى لكرامته الإنسانية شأنًا، حين يتعارض ذلك مع حاجاته ورغباته الشهوانية والوهمية؛ فتراه يضحي بها لتأمين بعض متطلبات العيش والحصول على بعض المشتهيات الحيوانية. لأجل ذلك، ينبغي ترسيخ قيمة الإنسانية أولًا، وقيمة الكرامة ثانيًا، وما معنى أن يكون الإنسان إنسانًا، حتى إذا جاء الحديث عن العزة كركن أساسي في هذا المشروع الحضاري، وجد آذانًا صاغية وقلوبًا واعية ورأى المتعلم النجيب ذلك جزءًا أساسيًّا من هويته الفردية والاجتماعية.
ولكي ننجح في ترسيخ معنى الإنسانية وأبعادها العميقة، نحتاج إلى تعميق الفوارق الجوهرية بينها وبين الحيوانية.ففي تعليم اليوم تقلصت المسافة الفاصلة بين الإنسانية والبهيمة، بل بتنا نجد تغليبًا لقيمة البهيمية على الإنسانية تحت ستار الرفق بالحيوان والإحسان إليه.. وبدل الارتقاء بالإنسان وجدنا الدعوة العامة هي تنزيله إلى مستوى الحيوان؛ فإذ بالكلب يصبح عنوانًا ورمزًا للوفاء بدل أن يكون الإيمان بالله تعالى والروح الإنسانية السامية أفضل أنموذج لتحقيق الوفاء والصفات الأخلاقية الرفيعة. وهكذا تسقط الإنسانية وتضيع في لجج المناهج الحديثة من دون أن يشعر أحد؛ ومعها تضيع فرصة بناء ذلك الوعي والشعور اللازم لإدراك أهمية المشروع الحضاري وعظمته.
ومن طرق تشكيل الوعي المرتبط بالمشروع الحضاري الكبير العمل على بناء الوعي التاريخي، الذي يفترض أن يقدم للمتعلم ويعرض له مسيرة البشرية من بدء نشوء المجتمعات على أساس أنها تفاعل مع هذا المشروع. فيقرأ المتعلّم تاريخ العالم باعتبار وجود مشروع إلهي كبير حمل الله تعالى رسله وأنبياءه مسؤولية تحقيقه، واستمر على مدى العصور، وهو لا يزال قائمًا، وقد وصل إلى درجة من التقدم والكمال. ولأجل ذلك، يجب العمل على ترسيخ معاني التقدم والتطور الحقيقي والارتقاء الجوهري للتمييز بينه وبين مظاهر الحضارة الشكلية والسطحية.
فالتقدّم الحقيقي الذي يجب أن ننشده ونصبو إليه هو ما يتمثل برسوخ القيم الإنسانية الإلهية في الحياة البشرية، والتي يمكن البناء عليها لتشكيل تلك الجماعة القادرة على تطبيق وإقامة هذا المشروع الحضاري الكبير (مشروع سعادة البشرية وخلاصها). فحين نتمكن من عرض الواقع الاجتماعي الكبير وحركة البشرية عبر التاريخ وفق هذه الحقيقة، التي تمثل المحرك الجوهري للمجتمعات، ونظهر الفارق النوعي بينه وبين الظواهر المختلفة، مثل صعود الدول وسقوطها، ونشوء الإمبراطوريات وأفولها، وبناء الأهرامات والأسوار والقلاع والحروب والمعارك والأزمات، فسوف يدرك المتعلم حينها أنّ البشرية، وإن انحرفت وأخطأت وارتكبت الكثير من الفظائع، لكنّها كانت في الوقت نفسه تراكم في داخلها مجموعة من القيم الإيجابية، التي لا بد أن تصل يومًا إلى مستوى يكون عاملًا أساسيًّا لقيام الجماعة الصالحة التي ستنهض بأعباء هذا المشروع وتوصله إلى غايته.
حين يتمكن المتعلم من رؤية الحياة كما هي في الحقيقة، لن ينخدع بعدها بهذه الظواهر: ناطحات السحاب، التكنولوجيا، الطائرات، العدد الكبير لسكان دولة، الدخل القومي الكبير.. فكل هذه المدنية وهذا العمران وهذه الآلات والأدوات لن تكون عاملًا يصرف ذهن هذا المتعلم عن حقيقة ما يجري، وسوف يجد نفسه منخرطًا بسهولة في المكان والموقف الحق الذي يعمل بصدق ووفاء على تحقيق صلاح البشرية والأرض.

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كربلاء مدرسة القيم
الإسلام دين القيم العظيمة، وكربلاء هي عصارة الإسلام في تقديمها لقيمه بأجمل صورة وأخصر طريقة. فالذين يتعلمون القيم من مدرسة كربلاء يتعرفون إلى الإسلام من بابه الأوسع..

كيف نجعل المدرسة مرحلة إعدادية للحياة؟ تعديل أنظمة التقويم أولًا
يُقال إنّ أفضل وضعية للمدرسة في بيئتها ومناهجها وطرق تعليمها وحتى الموضوعات التي تطرحها هي أن تكون إعدادًا للحياة الواقعية أي نموذجًا مصغَّرًا عنها، هكذا نعدّ أبناءنا في المدرسة للتعامل مع الحياة بحكمة ومهارة وقدرة. إلا إن الحياة الواقعية، مليئة بالفرص وتمنح الإنسان إمكانية الإصلاح دائمًا ولا تضع حدًّا لتكامل الإنسان وعطائه وارتقائه، وهذا ما ينبغي أن يعيشه التلميذ في المدرسة

مراحل التعلّم وأهدافها
إذا أردنا أن نعرض للأهداف التربوية، وتصورنا أنّ كل إنسان يمكن أن يمر بثلاث مراحل أساسية في التعلم، وتوجهنا إلى الهدف الأسمى من وراء رحلة الإنسان التعلّمية في هذه الحياة، وذلك بالنظر إلى روح الإسلام وتعاليمه، التي تؤكد على أنّ التفاعل الإيجابي البناء مع عالم الوجود بكل مراتبه وأبعاده وتقسيماته هو الذي يضمن للإنسان اكتشاف حقيقة الحضور الإلهي في الوجود، ويؤدي ذلك حتمًا إلى معرفته والخضوع له وعبادته، التي تُعد وسيلة الإنسان لبلوغ مقام العبودية ومقام الكمال المطلق الذي شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الإنسان مظهرًا تامًّا له؛ بالنظر إلى ذلك ينبغي أن تتوجّه أهداف كل المراحل التعليمية إلى هذا الهدف الأسمى، وأن يكون التعليم وسيلة لتفعيل حضور الإنسان في هذا الوجود مثلما أنّه يكون وسيلة لتفعيل حضور الوجود في مدركات الإنسان أو قواه الإدراكية من العقل والقلب وحتى الحس والخيال.

أفضل وسيلة لتقويم شخصية الطالب المدرسي
تكاد مدارس اليوم تقف عاجزة تمامًا أمام اجتياح الأفكار والتقاليد الغربية للشباب؛ فجيل اليوم يتعرض منذ بداية حياته لكل أنواع الغزو الثقافي الذي يستهدف عقائده وقيمه وسلوكياته، من دون أن يمتلك أي قدرة على المقاومة. كل ذلك لأنّ هذا الغزو كان يتسلح بشتى أنواع المغريات والجاذبيات التي تخاطب الفطرة وتستنفر الغريزة، وتقدّم نمطًا للعيش البادي بالفرح والسعادة والحيوية والبهجة والانطلاق.هذا في الوقت الذي تفتقد برامجنا ومناهجنا للقدرة التنافسية في مجال الفرح والنشاط.إنّ عجزنا عن تقديم نمط العيش البهيج المليء بالأمل والاندفاع، يمثل أكبر ثغرة يمكن أن ينفذ منها الفكر الغربي بأدواته المختلفة.

حول أسلمة العلوم التطبيقية والطبيعية... مبادئ أساسية لإعداد المناهج
لا ينظر المؤمنون بالإسلام وقيمه إلى الحركة العلمية الغربية بارتياح عمومًا، ومنها ما يرتبط بالعلوم التي تمحورت حول دراسة الكون والطبيعة والإنسان؛ هذه العلوم التي عبّرت عن نفسها بمجموعة من الاختصاصات والفروع، وظهرت بنتاج هائل استوعب جهدًا كبيرًا للبشرية، فأصبح بسبب ضخامته وحضوره مدرسة عامة يتبنّاها العالم كلّه. فالمنهج الغربيّ في التعامل مع الطبيعة والكون والإنسان هو المنهج المعتمد اليوم في كل بلاد العالم دون استثناء. إلا إنّ المؤمنين بالإسلام متوجّسون من حركة الغرب عمومًا، لا سيّما حين ينظرون إلى نتائج هذه العلوم على مستوى علاقة الإنسان بربّه. لقد أضحت هذه العلوم علمانية بالكامل، ليس أنّها لا ترتبط باكتشاف مظاهر حضور الله وعظمته وتدبيره وربوبيته فحسب، بل أصبحت سببًا لحصول قطيعة بين الإنسان وخالقه؛ في حين أنّ هذه العلاقة هي أساس سعادة الإنسان وكماله. أضف إلى ذلك، الآثار الهدّامة المشهودة لهذه العلوم على مستوى التطبيق والتكنولوجيا.من هنا، فإنّنا ندعو إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، والعمل على تأسيس مقاربة أدق وأوسع وأشمل تجاه الكون والإنسان والوجود تنطلق من فهم فلسفة الوجود وغايته، فتكون عاملًا مساعدًا لتحقيق الأهداف الكبرى.

لماذا يجب توجيه التعليم نحو بناء الحضارة؟ وما هي مستلزمات ذلك؟
أحد الأهداف الكبرى التي ينبغي أن يتوجه التعليم المدرسي إليها هو ربط المتعلم بالمشروع الحضاري الكبير الذي ينبغي أن تتكاتف جهود الجميع وتنصب باتّجاه تحقيقه؛ الأمر الذي يقتضي قبل أي شيء جعل مجتمعنا قويًّا ومنيعًا، يحقق استقلاله في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

الدور المصيري للمدرسة كيف نعدّ أبناءنا للتعامل مع قضايا الحياة الكبرى؟
كل إنسان بحاجة إلى الحكمة للتعامل مع قضايا حياته المختلفة، فالحكمة ترشدنا إلى قوانين النجاح والفشل، والحكيم هو الذي يتّخذ المواقف المناسبة انطلاقًا من فهمه وإدراكه لهذه القوانين.

دور المدرسة في تقوية الفطرة
لكي يتحرّك الإنسان على طريق الكمال، يحتاج إلى عاملين أساسيين؛ الأول تشخيص الكمال الواقعي، والثاني الاندفاع نحوه. وقد تكفّل الله تعالى بتأمين هذين العاملين حين نفخ في الإنسان من روحه. فتشعّب هذا الروح إلى هاتين القوتين المسمّاتين بالعقل والفطرة.

المدرسة المثاليّة ... وأهم مخرجاتها
هناك عدّة أمور تحتّم علينا تطوير مدارسنا، بدءًا من الشكل والبناء، وانتهاءً بالمناهج، مرورًا بالبيئة والأساليب والإدارة. وأحد أهم هذه الأمور هي التحدّيات المفروضة علينا، والتي لم نبدأ يومًا بمواكبتها ومواجهتها بواسطة التعليم العام وفي جبهة البيئة المدرسيّة.

المدرسة الواقعية.. كيف ستكون مدرسة المستقبل
حين يكون المجتمع حرًّا ويمتلك أبناؤه الوعي الكافي لتقرير مصيرهم، هكذا ستكون المدرسة.إنّ أفضل إطار تنظيمي للمدرسة يتمثل في الأبعاد القيمية التي تضمن نموًّا حقيقيًّا وسريعًا للشخصية؛ وذلك بأن تكون المدرسة نموذجًا مثاليًّا للعالم الذي يُفترض أن يعيش فيه الإنسان لكي يتكامل ويحقق أفضل وأعلى مستوى من التفاعل مع عناصره ومكوّناته.

أفضل مناهج دراسة الطبيعة، لماذا يجب أن نعيد النظر في تعليم هذه المواد؟
عرفت البشرية طوال تاريخها المديد منهجين أساسيين لدراسة الطبيعة. وقد انتصر ثم هيمن أحد هذين المنهجين بعد صراع لم يدم طويلًا. كان الأول يعتمد على فلسفة البحث من خلال طرح الأسئلة المرتبطة بالموقعية الوجودية لأي كائن أو عنصر طبيعي والبحث عن سر وجوده وعلاقته بغيره.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.

تعرّف إلى: مؤلّفاتنا في التربية والتعليم
المدرسة النموذجيّة، المدرسة الإسلامية، التربية الروحيّة
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...