
أفضل مناهج دراسة الطبيعة
لماذا يجب أن نعيد النظر في تعليم هذه المواد؟
السيد عباس نورالدين
عرفت البشرية طوال تاريخها المديد منهجين أساسيين لدراسة الطبيعة. وقد انتصر أحد هذين المنهجين، ثمّ هيمن، بعد صراعٍ لم يدم طويلًا. كان الأوّل يعتمد على فلسفة البحث، من خلال طرح الأسئلة المرتبطة بالموقعية الوجودية لأي كائن أو عنصرٍ طبيعيّ والبحث عن سرّ وجوده وعلاقته بغيره؛ كل ذلك انطلاقًا من خارطة طريق رسمته هذه الفلسفة أو تلك. أمّا الثاني، فقد قام على التحليل الكيفيّ لعمل هذه الكائنات والعناصر، من أجل الاستفادة منها وتسخيرها (بمعزل عن الغايات والمآرب).
يُقال أنّ المنهج الأوّل، وهو المعروف بالفلسفة، قد أدرج دراسة الطبيعة ضمن عملية بناء الأطروحة الفلسفية العامّة، باعتبار الطبيعة جزءًا من الوجود أو مرتبة خاصّة منه؛ والوجود العام يشكّل موضوع الفلسفة نفسها. فالطبيعة، بحسب هذا المنهج، تمثّل أحد مظاهر الوجود، وهي بحسب هذه النظرة وجودٌ مقيّد.. ولأنّ موضوع الفلسفة الأول هو الوجود المطلق، فمن اللازم أن يصل البحث عند الفيلسوف إلى عالم الطبيعة في النهاية.
الفيلسوف يسلك طريقًا خاصًّا هنا؛ وذلك بالبدء من السعي لبناء التصوّر الصحيح أو العقلي أو المفهومي عبر تعريف أي شيء طبيعي وتحديد ماهيته (ما هي)، لكي ينتقل إلى مرحلة السؤال التالي (لما هي). ويكون ذلك مقدمة مساعدة لمعالجة (كيف هي). فما لم نبنِ التصوّر الصحيح حول أي عنصر طبيعي، يصبح السؤال عن لمّيته وكيفيته ـ بحسب هذه الرؤية ـ بلا طائل، أو غير منتج.
أما المنهج الثاني، والذي اشتُهر بالمنهج التجريبيّ، فقد انطلق من الملاحظة الميدانية والمعرفة الحسية؛ ولكنّه سرعان ما ارتبط بالنتائج الملموسة والمحسوسة وركب قطار التسخير؛ الأمر الذي كان له دورٌ بارزٌ في ثورة التكنولوجيا الهائلة.
إنّ انتصار المنهج الثاني وشيوعه، يعود بالدرجة الأولى إلى عنصر الاستخدام والتكنولوجيا (ولهذا قصّة تفصيلية طويلة). ولو لم تدخل العلوم الطبيعية الثلاثة (الفيزياء والكيمياء والأحياء) في مسار الاستخدام والتسخير الواسع والمفرط، لكان الكثير من الاكتشافات والاستنتاجات، التي نسمع عنها اليوم، غير حاصل ولا متحقّق. فالاشتغال الكبير والواسع، سعيًا وراء أيّ استخدام (نافعًا كان أو ضارًّا، حكيمًا كان أو عبثيًّا)، أدّى إلى اندفاع قطار الاكتشافات الطبيعية بسرعة جنونية، حيث ظهر قطار الفلسفة متخلّفًا جدًا بل عديم النفع تمامًا. فهنا قيل: "ما نفع التفكير بماهية الحديد، إن كان لن يعطينا كل هذه الفوائد والاستخدامات اللامتناهية التي قدّمتها التجربة؟"
هكذا تعامل الذهن العلميّ العام والسائد مع عالم الطبيعة؛ وهكذا، أصبحت المدرسة الحديثة أسيرة ومحكومة لمنهجٍ واحد، لم يعد بإمكان الطلّاب تصوّر منهجٍ آخر معه.
إنّ أحد أكبر الآثار الخطرة على الحياة البشرية، يكمن في الاستخدام العشوائيّ والعبثيّ وغير الحكيم والظالم والمدمّر لعناصر الطبيعة. وقد أتاح المنهج التجريبيّ لأيٍّ كان، أن يمارس هذا التسخير والسيطرة، ولو كان شخصًا أو مؤسّسة أو حكومة شيطانية. ولو كان للسحرة في الأزمنة القديمة من حلم يتوقون إلى تحقيقه ليل نهار، على صعيد تسخير عناصر الطبيعة، ينبغي أن نقول لهم إنّ هذا الحلم قد تحقّق اليوم بأضعاف ما كان يتصوّر؛ وذلك كلّه بواسطة المنهج التجريبيّ. وما كان يُعتبر خطرًا كبيرًا يهدّد البشرية والحياة في الماضي القديم، أصبح اليوم يمارَس على نطاقٍ واسعٍ في كلّ العالم.
لقد انفلت عقال التعامل مع عناصر الطبيعة، بفضل الإمكانات العلمية والتقنية الهائلة (التي تحقّق قسمٌ منها عبر الإنجازات العلمية نفسها). وكانت العلوم الطبيعية الجديدة وفروعها، التي أضحت تتكاثر كالفطريات، عاملًا أساسيًّا هنا.
لم يعد الناس بوارد مناقشة هذا المنهج ومحاكمته، وذلك لهيمنة ثقافة "تغليب الإيجابيات على السلبيات" (علمًا بأنّ هذا الأمر بحدّ ذاته يحتاج إلى مناقشة وفيه ما فيه)؛ وأصبح الجميع مقتنعين بسلبيات تلك العلوم، لكنّهم لا يتصوّرون التخلّي عنها، بعد ما قدّمته من خدمات "جليلة" للجنس البشريّ. فانتقل البحث في عصرنا هذا إلى محاكمة المبادئ الأخلاقية، التي يُفترض حضورها في التجربة والبحث والاستخدام العملي، مع علم الأغلبية الساحقة باستحالة تحقيق أي إنجاز حقيقيّ على هذا الصعيد. ذلك أوّلًا وقبل أي شيء، لما يرتبط بالكثير من الاستخدامات، التي لا يمكن معرفة مضارّها ومخاطرها إلا بعد مدّة طويلة. ولأجل ذلك، لا يمكن ضبط هذا المسار بواسطة الوازع الأخلاقيّ. فما الذي يمنع من استعمال دواء أثبت فعاليته في تحسين الحالة العصبية للمصابين بالكآبة (بعد مئات بل آلاف التجارب والاختبارات)؟ ثمّ تمر عشرات السنين ليتبيّن، بفعل التجارب نفسها، أنّ آثار هذا الدواء على صعيد الأمراض القلبية والشرايين والسكتة الدماغية تفوق بدرجات آثاره الإيجابية.
إنّ التجربة نفسها، مهما كانت مؤطّرة ومذعنة للنوايا الحسنة والأخلاق الحميدة، لا يمكن أن تشكّل منطلقًا سليمًا للتعامل مع عالم الطبيعة. فالأمر لا يدور بين التسخير وعدمه، حتى يُقال إنّنا غير قادرين على إعادة عجلة الزمان إلى الوراء، وإنّ هذا المارد الكبير قد خرج من قمقمه، ولا يمكن حبسه مجدّدًا، وإنّ علينا كبشر أن نتعامل مع هذه الآثار بالتخفيف قدر الإمكان من مضارّها وسلبياتها (الأمر الذي يبدو أيضًا أنّه غير ممكن!!).
إنّ الحديث عن منهجٍ سليم لدراسة الطبيعة ومعرفة أسرارها، لا يعني أن نفقد القدرات العظيمة الكامنة فيها (إنّ ذرّات قليلة من عنصر اليورانيوم كفيلة بإضاءة مدينة بأكملها). ولأنّ المعركة اليوم، بل الصراع العالميّ، يقتضي التزوّد بالقدرات والإمكانات (والطبيعة بالنسبة للكثيرين هي المصدر الأوّل للقدرة)، فعلينا أن نلحق قدر الإمكان، وبأيّ شكلٍ ممكن، بقافلة المقتدرين؛ الأمر الذي توفّره تلك العلوم الطبيعية نفسها.
فهناك طريق آخر للاقتدار؛ وهذا الطريق يبدأ من معرفة مواقع ومواضع العناصر والكائنات، ثمّ يتكامل بالسعي لوضعها مواضعها (الاستخدام الحكيم). ونحن نعتقد بأنّ عالم الطبيعة هو مظهر القدرة الإلهية المطلقة، ومحل تجلّي القوّة الإلهية العظيمة، وواسطة إفاضة القدرة من الله على أوليائه وعباده المقرّبين؛ وما عليهم إلا أن يسلكوا هذا الطريق بعناية ومعرفة وحكمة وسعي وعمل وجهاد.
إنّ عالم الطبيعة يصبح مددًا للقدرة، فيما إذا عرفنا نظامه الكلّيّ الواقعيّ (لا بعض أنظمته وقوانينه)، وعملنا على بنائه وتنظيمه واستخدامه بحسب أهداف ذلك النظام، الذي أراده الله تعالى ليكون مظهر قدرته المطلقة وحكمته اللامتناهية.
أولئك الذين يسعون لجعل عالم الطبيعة عالمًا ظاهرًا بالعظمة الإلهية، ومرآةً جلية للصفات الربانية، ومحلًّا آمنًا لسير الإنسانية في مراتب المعارف الشهودية، هم الذين سيمتلكون قدرة التسخير الأعظم والاستفادة القصوى وستكون لهم الغلبة في النهاية. ولا شك بأنّ هذا كلّه يعتمد على روحية علمية مخلصة سليمة تجمع ما بين النظرة الفلسفية والتجربة والانفتاح على معطيات الوحي وإرشادات السماء. ولا يمكن تشييد مثل هذا البناء العظيم، إلا في ظلّ تجربةٍ اجتماعية، تتكامل فيها جميع الطاقات الإنسانية وتتفاعل فيما بينها، بعيدًا عن التنافس السلبيّ والقتل والتدمير والسيطرة وتكديس الثروات.
ما لم تتضافر جميع القوى الإدراكية للإنسان (عقل، قلب، حس)، لا يمكنه أن يفهم الطبيعة ولا نظامها ولا أسرارها على طريق بناء السعادة ونيل الكمال. ويجب أن نعمل على استعادة منهجي العقل (الذي كان للفلسفة فيه دورٌ بارز)، والقلب (الذي كان للوحي فيه الدور الأبرز)، وبناء التعليم المدرسي للعلوم الطبيعية على تلك الأركان الثلاثة من أجل تحقيق الأهداف الكبرى للإنسانية.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الدور التربويّ والتعليميّ للقرآن الكريم... سيذهلك ما يمكن أن يحقّقه هذا الكتاب
إنّ إدراكنا للدور التربويّ والتعليميّ لكتاب الله المجيد ينبع من فهمنا ومعرفتنا بماهيّته وحقيقته. ولأنّه كلام الله، ولأنّ كلام الله عين إرادته، ولأنّ إرادة الله عين صفاته وأسمائه، ولأنّ الإنسان قاصرٌ عن الإحاطة بصفات الله وكنه أسمائه، فلا يمكن لأحدٍ أن يحيط بحقيقة القرآن ويستوعب ما يتضمنّه؛ إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ البشر قاصرون عن فهم الكثير من مراتب تنزّله وعاجزون عن معرفة كلّياته وما يمثّله.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

طريق النجاح في العلوم الطبيعيّة... ما هي المهارات اللازمة لإتقان العلوم الأساسيّة؟
إنّ الهدف الأساسيّ لتدريس العلوم الأساسيّة والطبيعيّة في المدارس هو إعداد الطالب للتخصّص الجامعيّ، سواء في مجال الرياضيّات أو الفيزياء أو الكيمياء، وفي فروع هذه العلوم التي تتكثّر كالفطريّات، أو في مجال الطب والهندسة بفروعها كافّة.

الدور المصيري للمدرسة كيف نعدّ أبناءنا للتعامل مع قضايا الحياة الكبرى؟
كل إنسان بحاجة إلى الحكمة للتعامل مع قضايا حياته المختلفة، فالحكمة ترشدنا إلى قوانين النجاح والفشل، والحكيم هو الذي يتّخذ المواقف المناسبة انطلاقًا من فهمه وإدراكه لهذه القوانين.

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

المنهاج التربويّ للقرآن الكريم... كيف نحقّق الأهداف القرآنية؟
إنّ جميع الأهداف القرآنيّة أو الغايات الفرديّة والاجتماعيّة، التي أُنزل هذا الكتاب الإلهيّ من أجلها، إنّما تتحقّق في ظلّ السّعي الحثيث لتطبيق القرآن في الحياة. وهذا ما يحصل بعد اكتشاف المنظومة العامّة أو الخطّة الإلهيّة الشاملة التي فصّلها الله فيه.

دور المدرسة في تقوية الفطرة
لكي يتحرّك الإنسان على طريق الكمال، يحتاج إلى عاملين أساسيين؛ الأول تشخيص الكمال الواقعي، والثاني الاندفاع نحوه. وقد تكفّل الله تعالى بتأمين هذين العاملين حين نفخ في الإنسان من روحه. فتشعّب هذا الروح إلى هاتين القوتين المسمّاتين بالعقل والفطرة.

ضرورة إصلاح نفقات التعليم، لماذا يعجز التعليم العام عن مواكبة التطورات؟
حين قررت الدول القومية جعل التعليم عامًا غير مقتصر على الطبقات الغنية تم اختراع الصفوف الدراسية والمدارس كما نعرفها اليوم؛ أماكن تستوعب أعدادًا كبيرة من الطلاب ضمن مراحل دراسية تتناسب مع المراحل العمرية، وتنسجم مع الرؤية الغربية لسن الرشد المحدد بالثامنة عشر.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

كيف نفعّل العنصر الأوّل في التربية؟ هل سمعتم عن الأمل والاندفاع
لا شيء يمكن أن يضاهي دور الأمل والاندفاع والرّغبة في مجال تحصيل الفضائل المختلفة والمهارات العلميّة والوصول إلى الحقائق والمعارف. ومع أنّنا قد لا نشك بهذا العنصر، إلا أنّنا قلّما نلتفت إليه، ويندر أن نجد من يعرف كيفية تفعيله في وسط العملية التعليمية الرائجة.

تعرّف إلى: مؤلّفاتنا في التربية والتعليم
المدرسة النموذجيّة، المدرسة الإسلامية، التربية الروحيّة

2. من أين ننطلق لنصنع المجتمع العلميّ؟
هل تعلم أنّ المجتمعات البشرية تعاني كثيرًا من الجهل؟ المجتمعات الإسلامية اليوم لا تمتلك الكثير من المعارف والعلوم التي تحتاج إالها في إدارة شؤونها وتحقيق التقدم والازدهار.. هل تعلم أنّ القرآن الكريم يتضمن كل ما تحتاج إليه البشرية من معارف وإنّه المصدر االوحيد للعلم فكيف نصل إلى معارف القرآن؟

5. ضرورة الإنتاج الفكري في المجتمع العلمي
يحتاج المجتمع العلمي إلى المفكرين لأنّهم يقومون بتطبيق مبادئ الإسلام والاجتهاد وأصول الشريعة على الواقع المُعاش والقضايا الزمانية، ففي كل عصر وزمان هناك مقتضيات تنشأ من التطوّر والتحوّل الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي، وكل هذه تؤدي إلى نشوء قضايا تحتاج إلى عملٍ فكريٍ أصيل.

6.لا طبقيّة في المجتمع العلمي
إن تقسيم المجتمع الى طبقتين عالمة وعامية له جذوره في الرؤية التي سادت في أوساط أهل العلم طيلة قرون من الزمن، باعتبار أن العلم الذي ينبغي الوصول إليه حكر على عدد قليل من الذين يتمتعون بالمقدرة العلمية والذهنية، وعلى باقي الناس أن يعملوا وفق ما تقوله هذه الفئة القليلة. لكن الرؤية الصحيحة للعلم تبيّن أنّ العلم متاح للجميع ويمكن لهم أن يصلوا إليه بسهولة فتنتفي الطبقية العلمية التي هي أحد أسوأ أنواع الطبقيات في تجارب التاريخ.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.

3. أركان المجتمع العلمي، دور المفكّر في بنائه
لكي يتحقق المجتمع العلمي لا بد من تشكّل سلسلة من الحلقات تبدأ من المنبع الحقيقي لتصل إلى الإبداع والفن فما هي هذه الحلقات وكيف تتصل وتتواصل؟

6.مدى تأثير المجتمع في التكامل
للبيئة الاجتماعية تأثير كبير على شخصية الإنسان ومصيره. وحين تكون البيئة الاجتماعية مادية تعطي الأولوية للدنيا والاعتبارات الدنيوية، فسوف تتعرض الروحانية لضربات موجعة. فكيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع هذه الظروف والاوضاع الاجتماعية بحيث لا يتأثر سلبًا بل يتكامل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...