
لماذا يموت الحب مع الشيخوخة؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب شركاء الحياة
يقترن الحب في أذهاننا بالشباب والنضارة، ونستبعد أن يتمكن المسنون من الحب، بل إننا قد نشمئز ونستهجن اهتمامهم وإقبالهم على الحب إن فعلوا. هل لأنّ الحب في نظرنا عبارة عن أمواج الصحة وذبذبات الشهوة؟ أو لأننا لم نعرف حقيقة الحب، فلم نر له ظهورًا إلا في علاقة المرأة والرجل حين يكون الجنس متأججًا؟
من عرف حقيقة الحب لن ينكر وجوده بين الأصدقاء والإخوان كبارًا وصغارًا. ومن أدرك معنى الحب، يعلم أن القلب يتسع لحب الناس جميعًا. بل هذا هو الحب في الواقع. فمن أحب حقًّا، أحب الأمثال حتمًا. إن أحببت امرأة لجمالها، فأنت عاشق للجمال الأنثوي ولا تثريب عليك إن أحببت كل جميلة، لأنها مثال ذلك الجمال المحبوب. فإن أحببت الإنسان لأنه مخلوق الله ومظهر إبداعه وعظمته، فمن الطبيعي أن تحب كل إنسان يمثل هذه الآية.
أدنى الحب أن تشتهي، بل هذا ليس بالحب أصلًا. فإذا أحببت من تلتذ به ومن يزيل عنك ألم الحرمان، فأنت عاشق لنفسك التي ظهرت لك بصورة اللذة فقط. لا يعترف الناس بمثل هذا الحب وإن جهلوا مصاديقه. الحب يبدأ حين يخرج الإنسان من نفسه؛ أي حين نحب بعيدًا عن المصلحة والشهوة واللذة.. يكون الحب حقيقيًّا وصادقًا كلما طهر من الأنا والذات.
حسنًا، وهل هناك فرصة أيسر من الشيخوخة والهرم لنفي الذات والأنا؟
حين يهرم الإنسان ويشيخ وتضعف شهواته وربما يقل طمعه وحرصه على الأشياء، يُفترض أنه قد تحرر من الكثير من الأنا؛ هذه الأنا التي كانت على مدى عهود الشباب عبارة عن تلك اللذات والشهوات. فبزوال الشهوات أو ضعفها تزول تلك الأنا المتجذرة في النفس، وتنبعث الأنا الحقيقية التي هي نفخة الروح الإلهي فينا. وبرجوعنا إلى الروح نكتسب حياةً حقيقية هي غاية في القوة والنشاط.. وباختصار، كلما هرم الإنسان وكبر، ينبغي أن يصبح أكثر شبابًا واندفاعًا وطاقة، حتى لو خالفه الجسد، "فما ضعف بدن عما قويت عليه همة" (كما قال الإمام علي عليه السلام).
إنّ إصرارنا على حصر الحب في الجنس ـ حيث اشتهاء الجنس الآخر في الطبيعي، والمماثل فيمن انحرفت طبيعته ـ يجعلنا بعيدين كل البعد عن الحب الحقيقي. إنّ تحدي المتزوجين الأول هو أن يكتشفوا هذا الحب الروحاني (ولا يكون الحب إلا روحانيًّا) خلف جدران الحاجة وأسوار الشهوة. وهو أمر عسير جدًا على من لم يدرك أي قيمة أو لذة في غير الشهوة.
إنّ توجسنا من حب الصديق والأخ هو المانع الأكبر من أن نعيش تجربة الحب الواقعية. فضيق وعاء القلب يصعّب علينا أن نحب مثيلنا في الخلق. عصبياتنا وتصوراتنا الخاطئة عن الدين الإلهي تمنعنا من أن نرى الخير في الآخر.
أسباب عديدة تحجبنا عن إدراك الحب الواقعي وراء العصبيات والمصالح والشهوات والجهالات. ولذلك، نسعى لتحجيم الحب وتقييده في الشهوة، عسى أن لا يضيع. وبذلك نتسبب في ضياعه وفقدانه.
يريد العجوز أن يحب لكنه اعتاد على الحب الجنسي؛ ولأن قواه الجنسية ضعفت أو زالت، فلا يبقى معنى للحب في حياته. ربما في هذه الحالة لا يستطيع أن يحب زوجته التي جمعته بها عقود من المودة والرحمة والفضل.
من عاش تجربة الحب الحقيقي يتسع قلبه، ويتجاوز حدود الجسد، فلا يبقى الجسد قادرًا على التعبير عن ذلك الحب. وحين نتجاوز الأبدان نسمو بالأرواح. هناك حيث الحب الذي لا نهاية له. ذلك الحب الذي تطلبه أرواحنا التي تصرخ من أعماق نفوسنا طالبة محبوبها الحقيقي الأبدي.

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف نفسر الحب من طرف واحد؟
في الحديث أنّ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ: "الرَّجُلُ يَقُولُ أَوَدُّكَ، فَكَيْفَ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَوَدُّنِي؟ فَقَالَ: امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ يَوَدُّكَ". ولكن كيف نفسر الحب من طرف واحد؟

الحب في زمن المراهقة
من الأفضل أن نقول: كيف يؤدّي الحب في المرحلة العمرية الشبابية الأولى إلى المراهقة، أي إلى إرهاق الشباب بمتاعب وأعباء تفوق قدراتهم في العادة؟بالنسبة لنا كأهل وأولياء أمور إنّ همّنا الأكبر هو تجنيب أبنائنا هذا النوع من الإرهاق الذي يؤثّر سلبًا على الكثير من أنشطتهم التكاملية كالدراسة والعبادة واكتساب المهارات وغيرها. ولكن ما ينبغي الالتفات إليه هو أنّ تصعيد الاحتكاك السلبي بيننا وبين أبنائنا بخصوص هذه القضية لا يُنتج شيئًا مفيدًا.

التجربة تبين أن الإيمان والتوافق لا يولد الحب، فما الحل؟
المؤمن عندما يقدم على الزواج فإن خياره يكون وفق معايير ايمانية، ولكن بالتجربة قد تبين أنّ الايمان والتوافق بين الزوجين قد لا يولد حبًا متبادلًا، وفي هذه الحالة قد يكون الحب من طرف واحد، أو جفاف عاطفي من الطرفين.السؤال: كيف يمكن العلاج في مثل هذه الحالة، بأن يدرك أحد الزوجين او كلاهما أن حياته الزوجية مستقرة وناجحة لكن ينقصها الحب، سواء كان الجفاف العاطفي من الطرفين ام كان الطرف الآخر يحبه ويغدق عليه بالعطف والحنان والود، الا انه لا يتأثر بهذه المشاعر بل قد ينزعج منها احيانا؟

حول لعنة الحب في سنّ المراهقة... كيف نتعامل مع هذه التجربة الحسّاسة؟
للحب روعته ولذّته التي لا تضاهيها لذّة؛ فهو أجمل ما يمكن أن يحدث للإنسان في هذه الحياة. بل إنّ الحياة بدون حبّ لا تساوي شيئًا. ولو قيل أنّ الله خلقنا للحب، لما كان في هذا الكلام أي مبالغة! ولكن لماذا نجد الكثير من البشر يعانون في الحب؟ وكيف يمكن أن نجنّب أبناءنا تجربة الحبّ المرّة في سنّ المراهقة؟

إلى أين يذهب الحب حين يموت؟
إلى أين يذهب الحبّ حين يموت؟ أظنّ أنّه سؤالٌ مشروعٌ خاصّة بالنسبة لنا نحن الذين نؤمن بالحياة بعد الموت وبالجنّة والنار. لكن هل أنّ الحبّ كائنٌ حي حتى نتساءل عن مصيرٍ غير عدميّ له؟

كيف نصل إلى الحب الحقيقي؟
ما هي المقدمات للوصول إلى الحب الحقيقي؟ ثلاث خطوات يشرحها السيد عباس نورالدين

لماذا يحب أن نتدرّج في الحب؟
ما هي الحقيقة التي تختفي وراء هذه النصيحة ؟هل شعرت أنها اتّضحت من وراء كلام السيد عباس نورالدين؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...