
لماذا يجب التركيز على الآخرة في التربية؟
السيد عباس نورالدين
لكل إنسان سير وتحوّل وتطوّر يحصل في نفسه. ولهذا السير الأنفسي بداية هي نقطة ظهور الإرادة والوعي فيه ونهاية حتمية لا مفر منها، وهي التي يُعبّر عنها بلقاء الله تعالى كما قال عز وجل: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}،[1]وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببية بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.
وفي هذه القضية سيتّضح أنّه لا يوجد غاية أو هدف في هذه الحياة يمكن أن يضاهي المصير الأبديّ أو يكون بديلًا عنه، وكيف يكون كذلك، والأبديّ اللامتناهي لا يقارَن بالمحدود المقطوع.
يحكم العقل بأنّ أي نوع من المقارنة بين المطلق والمتناهي ليس سوى حماقة وسفاهة. فالمحدود الزائل هو كلا شيء أمام المطلق الدائم. ومن هنا كان المحور الأول للتربية العقلية عبارة عن ترسيخ حضور الجنة والنار كغايتين حتميتين لحياة الإنسان وسلوكه، مع ما يعنيه من مسؤوليات وروابط مباشرة.
ولا شك بأنّ لكل غاية طريقًا يوصل إليها؛ وقد تبيّن هنا الرشد من الغي بأوضح ما يكون، وعُرف صراط الهداية من طريق الغواية. فمعالم الصراط المستقيم بيّنة واضحة، وقد ألهم الله تعالى كل نفس هداها. ولأنّ العقل هو مصباح كشف الحقّ من الباطل والخير من الشر، فقد عُرّف في كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنّه: "ما عُبد به الرحمن واكتُسب به الجنان".
إنّ الدور الأكبر للعقل هو الدلالة على الخير وتمييزه من الشر. وكل خير حقيقي هو ما يدلّ على الخير المطلق ويوصل إليه، والخير المطلق هو الجنّة. وكل شر واقعي هو ما ينتهي إلى الشرّ المطلق وينتهي عنده، وهو جهنّم. وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، وَمَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ".[2]
المرض شر، لأنّه نقص في الصحّة والسلامة؛ لكن إن كان وسيلة أو سببًا للاقتراب من الجنة، فلن يكون شرًّا. وكثرة المال خير، لكن إن كانت سببًا للدنوّ من النار فهي ليست خيرًا. وإنّما تنتصر التربية وتنجح حين ترسخ هذه العقلانية في نفوس المتربّين، فتصبح منطلق قراراتهم ومواقفهم في هذه الحياة وقاعدتها الأساسية. وهذه هي ملّة أبينا إبراهيم (عليه السلام) التي قال الله عنها:{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}.[3]
العاقل الحقيقي هو الذي يتّخذ قراراته على أساس النفع والضر الواقعيّين. والنفع الواقعيّ هو الذي ينتهي إلى الجنّة، التي هي محل النعيم واللذة والخير المطلق. أمّا الضرر الواقعيّ فهو الذي يؤدّي إلى النار والعذاب الأليم. وكل هذا قد ذُكرت تفاصيله وروابطه بأروع ما يكون داخل التراث الديني وبُنيت أركان بصيرته على يد مفكّري الإسلام الكبار.
كل فعل يمكن أن نقوم به له تفسير واضح على مستوى الأثر الأخرويّ. وما علينا إلا أن نتفقّه في الدين حتى نتعرّف إلى هذه المنظومة الرائعة.
إنّ التربية على الجنة والنار ـ وهي التربية العقلية الحقيقية ـ ليست بالأمر الصعب، وإن كانت تتطلّب فنًّا. فبالإضافة إلى هذا التراث الدينيّ الغنيّ الواسع، نجد أنّ كل شيء في هذه الحياة بأبعادها الاجتماعية والمكانية والزمانية، يمكن أن يساهم في تفعيل تعقّلنا لقضية الآخرة والمعاد وآثارها الكبرى.
وأوّل شيء ينبغي أن يستمد منه المربّون من هذا التراث هو كتاب الله المجيد، الذي ورد أنّ ثلثه يتناول المعاد والحياة الآخرة والمصير بصورة مباشرة؛ وما بقي منه يرتبط بهذه القضية أيضًا. فالقرآن أعظم وسيلة لذكر الآخرة واستحضارها في كل تفاصيل الحياة؛ وكلّما اشتد حضور القرآن في حياة المتربّي قوي حضور هذه القضية الهادية وبرزت آثارها في النفس والعمل.
كما إنّ تراثنا الدينيّ المنقول عن أهل بيت العصمة والطهارة، حافلٌ بذكر المعاد ووقائعه وما يجري فيه وما يؤدّي إليه، بحيث يمكن أن يصل المرء من خلال التبحّر في هذا التراث إلى حالة من اليقين تكاد معها تلك الحقائق الكبرى تتجسّم أمامه.
وفي هذه الحياة سيواجه أبناؤنا قضية مهمّة ترتبط بالآخرة وتحثّهم على التفكّر فيها؛ وهي قضية الموت التي عاجلًا أو آجلًا ستحضر بفقد عزيز أو قريب أو صديق. وقد شاهدنا الكثير من الشباب ينهضون من سُبات غفلتهم ويفيقون من سكرة طيشهم في مثل هذه الحالة.
هذا، ولا ننسى أنّ كل هذا التغيّر والتحوّل المستمر الذي يجري على كل ما في هذا العالم، لا يمكن فهمه وتفسيره واستيعاب مغزاه إلا على ضوء وجود غاية حكيمة تكون أعلى وأسمى من هذا الوجود المادّي المحدود.
وباختصار، إنّ لقضية المعاد حضورًا قويًّا واسعًا في هذه الحياة. ولدى المربّي الكثير ممّا يمكن أن يستعمله في هذه التربية العقلية. ومع ذلك يمكن أن يغفل المتربّي عن الآخرة أو يعرض عن ذكرها والاعتبار منها؛ خصوصًا إذا غلبت جهة المجهول المظلم عليها، وتصاحبت مع الشكوك والشبهات. فلماذا يجتنب الناس الحديث عن الموت وذكره ومناقشته؟ ذلك لأنهم لا يعلمون حقيقة ما ينتظرهم بعده. وإنّما يسيطر هذا الجهل حين يعجزون عن ربط حوادث الحياة المصيرية بعواقبها ونتائجها.
مرة أخرى ليست القضية في الفكر فقط
إنّ أحد أسباب الغفلة عن المعاد يرجع إلى تقديم الإنسان للّذائذ العاجلة على اللّذات الآجلة. وإنّما يحصل ذلك حين تغلب الشهوة ما لديه من عقل؛ وإنّما يسقط العقل أمام الشهوة بسبب تقييده ومحدوديته، ممّا يستوجب تقويته والعمل على تحصيل المزيد منه.
فالعقل فيض إلهي يمكن للإنسان أن يستزيد منه، مثلما أنّ أفعاله السيئة يمكن أن تُنقص منه.
لأجل ذلك يجب العمل على تنمية العقل وتقوية حضوره إلى الدرجة التي يستطيع معها أن يجسّم العواقب والنتائج الحاصلة للأفعال الاختيارية، بحيث تقوى على الأثر النفسي للالتذاذ بالشر وتتغلّب عليه. فالفكرة الجميلة لوحدها لا يمكنها أن تقاوم اللذة الخيالية؛ بل تحتاج إلى عنصرٍ نفسيّ قويّ أيضًا يرتبط بهذا العالم الخياليّ الوهميّ، وهذا ما يمكن أن يحقّقه العقل في درجاته العليا. وذلك لأنّ لاختيار الجنة على النار، وسلوك صراط الخير، واجتناب طريق الشر، مستلزمات عملية وسلوكية كبيرة، تجعل الإنسان في مواجهة ضارية مع شهواته وأهوائه وسطوة أنانيته. ولا يقدر على الفوز في هذه المواجهة إلا من تسلّح بتلك المرتبة من العقل الفعّال.
لكن ما يهوّن الخطب هو أن هذه المواجهة لا تتم دفعة واحدة، بل تحصل بصورة تدريجية من المرتبة الضعيفة إلى القوية؛ ومعها يكون للإنسان فرصة التدرّج في تقوية عقله ونفسه للمواجهة الشديدة. وهنا يأتي دور التربية أيضًا. فمن المهم أن نواكب أبناءنا منذ بداية هذه المواجهة بين العقل والشهوة والهوى، ونستفيد من هذا التدرّج لتدريب نفوسهم وترويضها. فإذا كان لتأجّج شهوة البطن أكبر الأثر في مجموعة كبيرة من الاختيارات السلبية في الحياة المقبلة، فلماذا لا نبدأ مع أبنائنا منذ الطفولة في تمرينهم على السيطرة على هذه الشهوة وضبطها. وكل نتيجة تتحقّق في الطفولة سيكون لها آثار عميقة وراسخة على مدى العمر.
فإذا كان لشهوة السلطة والرئاسة والجاه وحبّ البروز أثرًا كبيرًا في مجموعة من الاختيارات المهلكة والجهنمية في المستقبل، فلماذا لا نبدأ مع أبنائنا في سنٍّ مبكرة بعملية تكشف هُراء وسخافة هذه الأمور ونعمل بالتالي على إسقاط لذّاتها الوهمية.
أجل، ستكون التربية على موعدٍ مع مواجهة شرسة، ليس فقط مع شهوات النفس، بل مع محيطٍ كبير وشديد الإغراء والحضور والنفوذ، وهو هذه البيئة المادية المستفحلة والمتسلّلة إلى كل تفاصيل الحياة، بإعلامها وأدبياتها وفنونها ونمط عيشها؛ لكن الخطر عظيم ولا يجوز الاستسلام أبدًا.
يحتاج المربّون إلى الاطّلاع على التراث الأخلاقيّ المعنويّ الإسلاميّ الذي يتجسّد أيضًا في شخصيات عظيمة تصلح لتكون أفضل قدوة وأسوة لأبنائنا في مجال الآخرة والعقل والمصير.. ففي معركة المقارنة بين زعماء الجاه والشهوة والشهرة والمجد المادي وبين أولياء الروحانية والزهد والتواضع سيكون الفارق النوعيّ بارزًا جدًّا، ولن نحتاج إلى جهدٍ كبير لكي نظهره ونكشفه لأبنائنا. فلطالما اعتبرتُ من مصير أولئك المشاهير في السياسة والفن والعلوم والثروة، ووجدت في حياتهم وعاقبة أمرهم الكثير من الدروس الواعظة، فنفرت نفسي من طريقة عيشهم وأسلوب حياتهم وعاداتهم وأفكارهم. مثلما أنّني أُخذت بروعة الشخصيات الروحية العظيمة وحياتهم المفعمة بالحب والطمأنينة والكمال والحكمة والمجد والإنتاجية و.. فصارت حياتهم قدوة لي وأسوة.
[1]. سورة الانشقاق، الآية 6.
[2]. الكافي، ج8، ص 24.
[3]. سورة البقرة، الآية 130.

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

ما هي حقيقة مرض التوحّد؟
ما هي حقيقة مرض التوحّد؟ وهل منشؤه نفسي أم عضوي؟ وكيف يمكن للأهل اكتشافه في أبنائهم، وكيف يبنغي لهم التعاطي معه؟

ابنتي تعاني من اكتساب الأصدقاء في المدرسة!
لدى ابنتي من العمر ٩ سنوات وهي في الصف الرابع.. تعاني في المدرسة من عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء.. في السنة الماضية لم تكن تعاني حيث كان لديها أصدقاء مقربين...هذه السنة معظمهن انتقلن إلى مدرسة أخرى أما هي فبقيت في المدرسة نفسها.. وهي حاليًا تواجه مشاكل مع زميلاتها كل يوم.. باختصار هي غير قادرة على بناء علاقة صداقة مع أي منهن.. لم يمض على المدرسة شهر حتى الآن.. ولكن تعود إلى البيت كل يوم محبطة وتشعر بالضيق لأنّه ليس لديها رفاق ولا أحد يمشي معها في الملعب، نصف البنات في الصف لبنانيات والنصف الآخر بحرانيات ويبدو أنّهن منقسمات إلى مجموعتين، وهي كانت جدا معترضة على هذا الانقسام، لأنّها تحب فتيات من المجموعتين، ولا تريد أن تُحرم من أي منهما، فكانت نتيجة هذا الأمر أن كلا المجموعتين نبذنها.. وأنا محتارة بماذا أنصحها.. وكيف يمكنني أن أساعدها على بناء صداقات جديدة.

ابنتي تتكاسل في الذهاب إلى المدرسة
أنا أعاني كثيرًا مع ابنتي، هي في الصف الثاني، تبقى تذهب وتجيء وتصل حافلة المدرسة وهي تكون ما زالت غير جاهزة، رغم أنّني أحرص على إيقاظها باكرًا. اخوتها يجهزون وينزلون لانتظار الحافلة أما هي فلا تكترث للأمر أبدًا. ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها نشيطة ومتحفزة؟

ابني خجول منطوٍ في المدرسة.. حيويّ متفاعل في المنزل
شخصية ابني تختلف كلّيًّا بين البيت والمدرسة، ففي المدرسة يخجل من كل شيء: يخجل من المشاركة في الصف، لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام تنمّر رفاقه، ولكن لديه ذكاء ويحفظ دروسه جيّدًا .. أمّا في البيت فتفاعله جيّد جدًّا لا سيما مع رفاقه. ما هو تفسير هذا الأمر؟ وكيف يمكن لي معالجته؟

كيف نزرع الطموح في أبنائنا؟
ينبغي قبل أي شيء أن يكون لدى الأهل تصور حول معالي الأمور حتى لا يختلط الأمر بين الأمور العليا العظيمة الشامخة الحقيقيّة والأمور الوهميّة.

كيف أجنب أبنائي التأثّر بنقد الآخرين؟
قسمًا مهمًّا من التربية ينبغي أن يكون منصبًّا حول إعداد أبنائنا للتعامل مع الخارج أو المجتمع أو أي ظرف من الظروف.

اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟

كيف أصحّح مفهوم ابنتي حول بابا نويل؟
ابنتي لها من العمر خمس سنوات ونصف ومنذ سنتين حين دخلت المدرسة تعرفت على أجواء الميلاد والزينة وبابا نويل. كانت في السنتين الماضيتين تسألني عن هذه المناسبة وأجيبها إجمالًا وأقول لها أن ما يقام ليست من عادات المؤمنين.هذه السنة بالذات صادفت هذه المشكلة وهي أن المعلمة ربطت هذه المناسبة وأجواءها بأسلوب ديني وهو مولد النبي عيسى (ع)وقصت لهم قصة يتوهم الطفل من خلالها أن بابا نويل يهدي الأطفال إلى حب النبي عيسى (ع)، عادت طفلتي لتعاتبني انه لماذا لا نزين لولادة النبي عيسى. سؤالي هو :كيف أفهمها أن شجرة الميلاد وبابا نويل ليسوا من عادات المؤمنين مع انه ظاهرها حسن وخيّر!

ابني لا يستجيب للتعليم سوى بالصراخ
تشكو إحدى الأمهات من كون ولدها مشاغبًا، كثير الحركة، عنيد، لا يستجيب لمسألة الدراسة، لا يتفاعل معها سوى بالصراخ والتهديد.. فما هو الحل؟

ابني يسيء الأدب.. ماذا أفعل؟
التأديب مسألة مهمّة جدًّا وهي أساس استقامة الشخصيّة. فالأدب يعبر عن وعي الإنسان تجاه محيطه ومخلوقات العالم.

أولادي في بلاد الغرب أخشى عليهم الانحراف.. هل أعود؟
بمعزل عن الحكم الشرعي أولًا حيث لا يجوز أن يتواجد الإنسان في بيئة يمكن أن يخسر فيها دينه، بمعزل عن ذلك يوجد بعض الناس لديهم مبررات للتواجد في تلك البيئة، أو أنّه لا يوجد لديهم بديل سهل ذلك. فما العمل؟

كيف نزرع الثقة في نفس الطفل؟
ينبغي الالتفات أنّ للثقة منشأ عقلائي، إذا لم نعمل وفق سيرة العقلاء لا نكون نتجه نحو بناء ثقة سليمة.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه.

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

دور التربية في تنمية العقل
من منّا لا يحلم بأن يكون أبناؤه قادرين على إدراك كل قبيح أو شر أو باطل في أي قضية يواجهونها في حياتهم، سواء في علاقاتهم المختلفة مع الوالدين والإخوة والأصدقاء والزملاء أو في الدراسة وطلب العلم أو في المهنة والعمل؟ فكل الأخطاء التي نرتكبها أو الشرور والأضرار التي نتسبّب بها لأنفسنا ولغيرنا ترجع بنحوٍ ما إلى عدم التفاتنا إلى طبيعتها وماهيتها وآثارها. وقد قيل إنّ المعصوم هو ذاك الإنسان الذي يصل في إدراكه ومعرفته لقبح المعصية والذنب والخطأ إلى درجة يصبح كأنّه يراها متجسّمة أمامه كجيفة نتنة؛ فهل شاهدنا إنسانًا عاقلًا يُقبل على جيفة كهذه؟!أجل، إنّ قلوبنا المفعمة بحبّ الأبناء لا تريد لهم سوى السعادة، وهي تعتصر ألمًا كلّما أوشكوا على الوقوع في أي ضرر أو ألم؛ ولكن كيف يمكن أن نساعدهم على سلوك سبيل السعادة وتجنيبهم سبل الهلاك والشقاء؟

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

كيف نجعل أبناءنا يملكون تصرّفاتهم؟ خطوة مهمّة على طريق الإصلاح
إنّ رصيدنا الأكبر في التربية هو تلك الفطرة التي أودعها الله تعالى في كلّ إنسان. وبالنسبة للأطفال والناشئة، وحتّى الشباب، تكون موانع هذه الفطرة قليلة أو ضعيفة، خصوصًا إذا انعقدت نطفهم من صلب ورحم طاهرين (وهو ما نعبّر عنه بطهارة المولد).

اللقاء الحواري الثالث حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف ينبغي للأهل التعامل مع الطفل العنيد؟هل من الممكن أن يرسخ الاهل القيم لدى الطفل بطريقة خاطئة؟هل من السليم أن يجلس الطفل أمام التلفاز لساعات؟ وإذا كان الجواب بالنفي فما هو البديل؟ما هي الوسائل التي يمكن أن نعتمدها لزرع حب الإمام المهدي(عج) وانتظار الفرج في نفس الطفل؟كيف ينبغي التعامل مع الطفل الذي يفسّد كثيرًا (السعاية)، مما يتسبب بمشاكل أحيانًا كثيرة بين أفراد الأسرة؟ما هو رأيكم بالتعليم المنزلي؟قد يخطئ الأهل أحيانًا ويعمدون تبرير أخطائهم أمام الطفل بحجة أن لا يخسروا ثقته بهم؟ كم من السليم أن يستخدم الأهل مثل هذا الأسلوب؟ وهل تحبذون أن يعترف الأهل لأبنائهم بأخطائهم؟

اللقاء الحواري السادس حول تربية الأبناء ـ حوار نجيب فيه عن أهم الأسئلة الحسّاسة حول تربية الأبناء
- هل تشدد الأب مع ابنته صحيح؟- كيف أقدم مفهوم الموت لطفلي؟- كيف أجعل طفلي مؤثّرًا لا متأثرًا؟- ابني لا يحترم كبار السن

اللقاء الحواري الأول حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:ما هو هدف التربية؟ما هي أهم مقوّمات التربية؟ما هي مسؤوليّة الأهل في التربية؟ما هي خصائص وميّزات المرحلة الأولى؟اتركه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعا، هل هذا الحديث يعني ترك تأديب الطفل في المرحلة الأولى؟ وماذا لو لاحظ الأهل سلوكيات وصفات سيئة عند الطفل في هذه المرحلة؟كيف يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم على الطفل؟هل للعامل الوراثي تأثير على شخصية الطفل؟بعض الأهل حين يكتشفون صفات أو طباع سيئة في الطفل، أو يستشعرون إمكانية ظهور مثل هذه الطباع (بسبب العامل الوراثي) يعمدون إلى دفع الطفل بشدّة للقيام بخلاف ما يقتضيه هذا الطبع، كأن إذا شعروا بأن لديه جبن فإنّه يدفعونه للقيام بأعمال لتخطي هذا الأمر؟ هل هذه الشدة في التعامل مع الطفل صحيحة؟كيف نتعامل مع كثرة الشجار بين الأولاد؟أنا أم أحرض على إطعام طفلي الأكل الصحي، ولكن ماذا لو أصر على تناول بعض المشتريات غير الصحية؟ابنتي لها من العمر ١١ شهرًا وبدأت ألاحظ عليها بأنّها تضرب يدها وتبكي أثناء اللعب.. وإذا أرادت شيئًا ما تبدو عصبية.. كيف يمكنني أن أجنبها أن تنتهي لتكون عصبية؟

اللقاء الحواري الرابع حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف نفسّر اختلاف الأمزجة بين الأطفال، حيث نرى طفلًا سعيدًأ، وآخر كثير البكاء والنق؟لماذا تختلف ردات فعل الأولاد على فقدان الوالدين: فمنهم من يصبح انطوائي، ومنهم من يصبح عدائي، ومنهم من يصبح شديد الخوف والقلق من خسارة من بقي من والديه؟هل تختلف تربية الأبناء عن البنات؟ابني انطوائي.. ماذا أفعل؟ابني لا يتواصل معنا بشكل جيد بحجة أنّ لديه الكثير من النشاطات الإسلامية؟ ما الحل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل