
حين يراد للزوجة أن تكون عماد الأسرة
* كلمة ألقيت بمناسبة يوم المرأة
في رسالة منقولة عن أمير المؤمنين (ع) إلى ولده الحسن (ع) قال: "لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنَ الْأَمْرِ مَا يُجَاوِزُ نَفْسَهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا وَأَرْخَى لِبَالِهَا وَأَدْوَمُ لِجَمَالِهَا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ؛ وَلَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا، واغْضُضْ بَصَرَهَا بِسِتْرِكَ، وَاكْفُفْهَا بِحِجَابِكَ، وَلَا تُطْمِعْهَا أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا فَيَمِيلَ عَلَيْكَ مَنْ شَفَعَتْ لَهُ عَلَيْكَ مَعَهَا، وَاسْتَبْقِ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً، فَإِنَّ إِمْسَاكَكَ نَفْسَكَ عَنْهُنَّ وَهُنَّ يَرَيْنَ أَنَّكَ ذُو اقْتِدَارٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَرَيْنَ مِنْكَ حَالًا عَلَى انْكِسَارٍ".[1]
سنتعامل مع هذه الرواية، باعتبار صحة نقلها عن الإمام (ع)، ونتأمل فيها من باب تبيين بعض جوانب الرؤية الإسلامية المرتبطة بحياة المرأة حين تكون زوجة بالدرجة الأساسية، ومسؤولية الرجل (الزوج) تجاهها. ولكن حتى يُفهم المراد الدقيق من هذه الرؤية ينبغي أولًا أن نقدم لرؤية الإسلام للحياة بشكل عام، سواء كانت الحياة الدنيا أو الآخرة.
بحسب الرؤية الإسلامية، من المعروف والواضح أنّ الآخرة هي الحياة الحقيقية: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ}،[2] أي الحياة الواقعية؛ وبحسب هذه النظرة ليست الدنيا سوى امتحان وممر مقارنة مع ذلك العالم، "الدنيا مزرعة الآخرة". لذا، فإنّ أي كرامة أو فائدة أو خير يصبو إليه الإنسان لا ينبغي أن يحصره بهذه الدنيا، بل كل ما يحصل عليه في هذه الدنيا يجب أن يفكر به باعتبار ما يمثّله في الحياة الآخرة؛ فالكرامة الواقعية هناك لا هنا، والكمال الواقعي هناك لا هنا. لذلك فإنّ كل الكرامات والعزة والشأنية لأي إنسان ـ كان رجلًا أو امرأة ـ في هذه الدنيا ينبغي أن يُفهم على ضوء الكرامة الأخروية. فإذا نظر الناس إلى بعض الأعمال وبعض الشؤون وبعض الإنجازات في هذه الدنيا على أنّها هي الكرامة النهائية والاعتبار الوحيد للإنسان والعزة التي يمكن أن يبلغها، فقد ارتكبوا خطأ كبيرًا.
كل شيء ينبغي أن يُقاس بالآخرة، هذه هي النقطة الأولى والأساسية؛ وإذا لم تُفهم، لا يمكن أن نفهم بقية تفاصيل الرؤية الدينية الإسلامية بشأن حياة الإنسان، فكيف بقضية المرأة؟!
بحسب الرؤية الإسلامية، تكون الأعمال في الدنيا عبارة عن وسيلة ومقدمة لتحقيق أمر أساسي يُعبَّر عنه بالتقوى والعبودية وطاعة الله عز وجل؛ وكرامة الإنسان الكبرى تكمن في إعداده واستعداده للحياة الآخرة، {تزودوا فإنّ خير الزاد التقوى}.
الإنسان الذي يريد أن يكون سعيدًا في الآخرة وتترشح سعادته على الدنيا، فإنّه بذكائه وفهمه لمعنى الحياتين يدرك جيدًا أنّ السعادة الحقيقية والفوز الأكبر يكونان في تقوى الله. فلذلك يركّز المؤمن الواقعي الذي فهم معنى الحياتين على أن يكون تقيًّا قبل أي شيء آخر، وإذا تعارضت التقوى مع العزة الدنيوية، فإنّه لا يتردد لحظة واحدة في تقديم التقوى.
لنفترض أنّ التقوى أو النجاة أو الفوز كان في أن يلزم الإنسان بيته طوال الحياة، فلا بأس بذلك؛ بل هذه هي النجاة؛ أو لنفترض أن التقوى أو التكليف الإلهي اقتضى أن يكون الإنسان تابعًا لغيره بمعزل عن كفاءاته، فإنّه لن يتردد في اتخاذ مثل هذا القرار وبسهولة تامة إذا ما فهم هذه الحقيقة.
إنّ الخضوع للآخر أو ملازمة البيت أو أي شيء من هذه الاعتبارات والأمور التي ينظر إليها أهل الدنيا على أنّها مسكنة وخسارة وتضييع، لا تكون كذلك في نظر المؤمن التقي إذا ما وجدها منسجمة مع التقوى، بل إنّه لن يتردد لحظةً واحدة في القيام بها، رجلًا كان أو امرأة.
إنّ قضية التبعية أو الولاية أو الخضوع والانقياد ليست مختصة بالمرأة كما يُتصوّر. فالقول بأنّ المرأة يجب أن تكون ذليلة في الدنيا، حتى تكون عزيزة في الآخرة، بينما على الرجل أن يكون عزيزًا في الدنيا والآخرة، كلام غير صحيح بتاتًا. فقد يكون تكليف الرجل أن يكون تابعًا أو خاضعًا أو منقادًا لشخصٍ آخر كما يحصل في الترتيب الموجود في سلم الولاية؛ بالإضافة إلى أنّ الخضوع للآخر لا يكون سلبيًّا دائمًا، فالخضوع لمن هو أهم أو أعلم أو أكمل هو عين العقل والسبيل الصحيح للتكامل.
مشكلة الفكر الغربي اليوم هي أنّه يعتبر مجرد الخضوع إلى إنسان آخر أمرًا مضادًا للحرية والكرامة. وعند التأمل البسيط يتبين مدى حجم استغلال هذه المقولة؛ حيث نجد أنّ أولئك الذين يتحدثون عن الحرية المطلقة يمتلكون أعتى أنواع المؤسسات الهرمية الاستبدادية، التي تفرض أشد أنواع القوانين وتُخضع الإنسان من دون مبرر أو سبب أحيانًا؛ (كما يحصل حتى في المؤسسات البسيطة، كبعض المطاعم، حيث يلزمون روّاد المطعم بلباس معيّن، وهو أمر لا علاقة له بأي منطق عقلي أو إنساني). وحين يجري الحديث عن قضية المرأة نجدهم يتحدثون عن حريتها وعن ضرورة إطلاق العنان لها. لكنّنا نفهم جيدًا أنّ وراء هذه الدعوات نية مبيّتة، يفصحون عنها أحيانًا وتتجلى في أعمالهم وفي كل مسلكهم، وهي أن تصبح المرأة أداة وألعوبة بيد الرجل.
حين تتحرر المرأة بهذا النحو، لن تكون سوى طريدة وفريسة سهلة لأتباع الشهوات. إنّ وراء استخدام هؤلاء لقضية الحرية وإطلاق العنان وتمكين المرأة وإيصالها إلى أعلى المراتب الاجتماعية، التي تتوافق مع فطرة الإنسان الطالبة للحرية، خدعة كبيرة. لكن بالنسبة لمن فهم قضية الحياة الآخرة وقضية التقوى لن يرى في التزام الإنسان بيته أو خضوعه لإنسان آخر مخالفة للحرية أو التقوى أو الحياة الصحيحة الموصلة للسعادة الأبدية.
الأمر الآخر في هذه الرؤية الإسلامية هو ما يرتبط بالأعمال أو المهام والمسؤوليات المطلوبة في هذه الحياة الدنيا، ووجود نوع من التفاضل فيما بينها.
حين تفككت الأسرة في المجتمعات الغربية تحت وطأة التحديث والصناعة وأولويات الحرب، وفقدت أولويتها ومحوريتها كان من الطبيعي أن يتم التركيز على دور آخر للمرأة خارج اطار الأسرة. وهكذا نشأت قيم أو أريد لها أن تكون قيمًا تفتخر بالمرأة العاملة المستقلة وتحتقر أو تقلل من شأن المرأة الأم أو ربة المنزل. وهكذا بتنا نشهد هذا التعظيم البعيد عن منظومة القيم الحقيقية لعمل المرأة حتى لو قامت بأسوأ الأعمال وأبشعها كأن تكون مديرة لكازينو أو ضابطًا في الجيش، تقتل بيدها وتمارس العنف بحق شعوب أخرى؛ فطالما أنّها في مقامٍ اجتماعي مرموق وقد حققت ذاتها، بتعبيرهم، فهي بالنسبة لهم أفضل من تلك التي تؤدي دورًا يرتبط بتماسك الأسرة والاعتناء بها والزواج وما شاكل.
أمّا الرؤية الإسلامية التي نفهمها، فإنها تقف على طرف نقيض من ذلك . فوفق منظومة القيم الإسلامية، لا يوجد عمل أهم وأولى من الاعتناء بالأسرة وتشكيلها وحمايتها وصيانتها وتكبيرها وتوسعتها؛ بل ينبغي أن تصب جميع الأعمال الدنيوية في بناء هذه الأسرة وتمتينها، سواء كان ذلك قتالًا لأعداء الله أو طبابة ومعالجة للمرضى أو أي شيء آخر، إلا إذا كان يؤدي إلى حماية الأسرة وتدعيمها.. فلو كان لدينا آلاف الأطباء والمهندسين والضباط والمتخصصين في عالم الكمبيوتر والحسابات والتجارة، وكان لدينا أسر مفككة فهل هذا يحقق السعادة والهناء والازدهار على المستوى النفسي، أو حتى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي؟! لذلك لا مجال للمقارنة بين الأعمال التي يقوم بها الناس على الصعيد الدنيوي، وبين العمل المرتبط بالأسرة؛ فكل تلك الأعمال هي مقدمة لهذا العمل (حفظ الأسرة). وحين يخرج الرجل من بيته متاجرًا أو مجاهدًا أو مزارعًا أو لأي سبب آخر، ينبغي أن يعود عمله ونشاطه وسعيه على الأسرة دعمًا ورعاية وحماية وتوسعة.
الأسرة القوية هي المدماك الأساس للمجتمع والهدف المنظور لجميع الأنشطة والأعمال والمشاريع التي تجري فيه. أما المجتمع السعيد فليس سوى مجموع الأسر السعيدة.
وهكذا فإن شرافة كل الأعمال تتبع هذا الأصل. وحين يتم الحديث عن مسؤوليات المرأة الأساسية داخل الأسرة، فإنّ ذلك لا يكون من باب التحقير أو الحديث عن شيء دنيء أو قليل القيمة، بل على العكس.
وإذا وضعنا الأسرة وخدمتها، بدءًا من الزوج ومرورًا بالأولاد وما ينتج عن ذلك على مستوى توسعة الأسرة، في الدائرة العليا للأعمال والمسؤوليات، يمكن أن نفهم طبيعة الدور المنشود للمرأة داخل هذه الأسرة؟
بالتأمل في هذا الحديث والعديد من النصوص الدينية الأخرى، نجد أنّ الإمام عليًا (ع) يريد أن يجعل المرأة أكثر فاعلية داخل الأسرة، كون هذا الدور هو أفضل وأشرف دور لها والأكثر تأثيرًا في حياتها؛ وذلك من خلال تأمين الراحة النفسية لها أولًا (كانت زوجة أو أم)، وأن تكون في أفضل حلّتها وبهائها وجمالها على المستوى الجسدي والهيئة ثانيًا. فما يريد الإمام قوله ها هنا هو أنّه كلما قدّمنا لهذا الكائن اللطيف ما يجعله مرتاحًا، فإنّ ذلك سينعكس إيجابًا على الأسرة وسيكون أفضل لها. فلماذا تحمّلون الزوجة مسؤوليات تؤثر على دورها الأساسي كأنثى؟ فالمرأة بجمالها ووداعتها وعذوبتها وحالتها النفسية المستقرة هي أفضل رصيد للأسرة؛ وتكون بمنزلة مصدر الطاقة الكبير الذي يستقر بسببه الرجل والأولاد، وتنعم الأسرة بأفضل حياة معنوية وحتى مادية.
إذًا نحن حين نفهم ماهية المرأة أولًا، وأنّ لديها هذا الرصيد وهذه الإمكانيات الهائلة التي تتمثل بالأنوثة بكل معانيها، فلماذا نعطّل هذا الرصيد أو نهدره؟ حين تكون الأم مرتاحة البال، فإنّها ستعطي العاطفة المطلوبة للأولاد، فلماذا نرهقها بمسؤوليات تربية الأولاد ونحمّلها تبعات مشاكلهم وأخطائهم ومشاغباتهم، في حين أنّ ما يحتاج إليه الأولاد هو الأم العطوف؟
فلنترك مثلا مسؤولية التأديب والحزم والهيبة إلى الأب، وهكذا تكتمل الأسرة بأن يكون فيها هذان القطبان: قطب جاذب وقطب طارد. لا يعني ذلك أن لا يكون الأب عطوفًا أيضًا، لكن ما يظهر من جانب الأب من تأديب وحزم هو جانب الجلال، وما يظهر من الأم الزوجة هو مظهر الجمال، وبذلك تكتمل الأسرة وترتقي.
إذا فهمنا هذه المبادئ، عندئذ نفهم جيدًا ما كان يوصي به هذا الإمام العظيم بشأن المرأة: حفظها وصيانتها نفسيًا وعاطفيًّا وجسديًّا لكي تبقى على تألقها وعلى تقديم هذا النوع من الخدمات المؤثرة جدًّا في الحياة.
بعد ذلك، ما يشير إليه الإمام بشأن قضية استمداد المرأة للقوّة أو الطاقة، إنّما يكون أيضًا بفضل قدرة الرجل على حفظها وصيانتها وبقائه أيضًا على قوّته وقدرته. وما يريد الإمام أن يوصي به الرجال ها هنا هو أنّهم ينبغي أن يمثلوا الجانب الذي يصون الزوجة ويشعرها معه بالقوة والاقتدار والراحة النفسية والحصانة.
فلا تتخلى أيها الرجل عن دورك هذا، ولا تُقلل من شأنه، ولا تظهر بغيره! إياك أن تُشعر زوجتك بأنّك ضعيف أو مستخف ببعض أمورها وأحوالها ومشاعرها. فليكن لك الإحاطة والاستيعاب لهذه الزوجة؛ فهذا ما تحتاج إليه المرأة حتى تتألق أكثر فأكثر
[1]. الكافي، ج5، ص 510.
[2]. سورة العنكبوت، الآية 64.

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

سفر إلى الملكوت
المبادئ الأساسيّة لبناء حياة معنويّة رائعة.كتاب يتحدّى تفكيرنا ويحثّنا على إعادة النظر بما كنا نعتبره من المسلّمات أو الأمور التي لا تحتاج إلى تعمّق وتدبّر. سفر إلى الملكوت الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 406 صفحاتالطبعة الرابعة، 2017مالسعر: 10$ تعرّف أكثر إلى الكتاب من خلال الكاتب يمكنكم شراء الكتاب عبر موقع جملون على الرابط التالي:

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

هل انجذاب المرأة المتزوجة إلى من ترى فيه كمالا يُعد من المشاعر المحرمة؟
تحدثتم عن كيفية تحصين المرأة المتزوجة نفسها من الوقوع في المشاعر المحرّمة، ولكن بناء على ما تقدمتم به حول الحب وعلى أنّه انجذاب الإنسان نحو كماله وأنّنا نحن ننجذب فطريًّا إلى كل كمال، فهل يُعدّ انجذاب المرأة المتزوجة إلى رجل لرؤية كمالات فيه هو من المشاعر المحرمة؟ فالمرأة تشعر بالذنب اتجاه زوجها في حال شعرت بانجذاب إلى رجل غيره، وتشعر أنّ في ذلك خيانة للزوج وإثم كبير. وفي الوقت نفسه مثل هذا الإنجذاب قد يحصل بنحو لا إرادي وفطري رغم مراعاة الضوابط والأحكام الشرعية. فماذا على المرأة أن تفعل في هكذا حالة؟

إذا رأت المرأة كمالها في غير زوجها، فهل هذا يعيق تكاملها؟
إذا وجدت المرأة المتزوجة في رجل آخر سبيلًا لتكاملها، هل أنّ كونها متزوجة من غيره يعيق كمالها؟

ما هو النشوز؟ وهل ينطبق على المرأة دون الرجل؟
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}، ما هو النشوز؟ لماذا تحدث القرآن الكريم عن نشوز المرأة وما يستلزمه ذلك من تأديب لتقويمها، ولم يتم ذكر نشوز الرجل، ألا يوجد نشوز لدى الرجل؟ أوليس التأديب من أجل حفظ العلاقة الزوجية؟

أنا امرأة عاطفية، كيف أصون نفسي من الوقوع في مشاعر محرمة؟
ما هي الخطوات التي تساعد المرأة المتزوجة العاطفية على تحصين نفسها من الوقوع في المشاعر المحرمة؟

القوّة الحقيقيّة للمرأة (للنساء فقط)
المرأة القويّة ذخرٌ وكرامة للمجتمع. وكل من يسعى لإضعافها فإنّه يعمل على إضعاف المجتمع نفسه بذكوره وإناثه. القوّة للمرأة حصانة وصيانة، والمرأة الضعيفة عُرضة لكلّ أشكال الأخطاء. لكن أين تكمن القوّة الحقيقيّة للمرأة؟ وكيف يمكنها أن تحصل عليها؟

متى تُخفق المرأة؟
حين يغفل أي مسلم عن المهمّة الأولى لدينه، فلا يُتوقّع أن يدرك روح الإسلام في حياته. ولهذا، فإنّ استحضار الموضوع التربويّ في الإسلام والشّعور الدائم بوجود هدفٍ تكميليّ من وراء جميع أحكامه وفرائضه يمّثل الفرصة الكبرى لكلّ مسلم يريد أن يعيش روح الإسلام.

زواجنا بين الحقوق والمودّة (للرجال فقط)
"يقول محمود: حين دخلتُ البيت وجدتُ زوجتي منشغلةً باستقبال رفيقاتها وكأنّها أمّ العروس؛ لقد كنتُ جائعًا ومتعبًا واحتجتُ إلى السكينة التي اعتادت زوجتي إلقائها عليّ بمجرّد رجوعي من العمل. لقد كان الفرح الظّاهر على زوجتي من وجود رفيقاتها أكبر ممّا يحصل لها حين تستقبلني بعد غيابي، وكأنّها كانت في أسعد لحظات حياتها! كانت تعلم أنّني أحتاجها الآن، لكنّها لم تبدِ أي إدراك لذلك، بل تابعت شؤون ضيفاتها العزيزات وكأنّ شيئًا لم يكن"

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ أهم أسرار نجاح الزواج وتكامله بين يديك
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...