
لا تقعوا أسرى الإعلام، مهما كان
كيف ينبغي أن نفكر في زمن القلاقل
السيد عباس نورالدين
ما يجري في لبنان والعراق وحتى في اليمن من أزمات وحروب وقلاقل سيكون له تأثيرٌ كبير على مصير هذه البلاد وشعوبها.
بعض المخاطر المحدقة تصل إلى حد التهديد الوجودي، فإمّا أن نبقى وإمّا أن نزول. وما يؤسف له حقًّا هو أن لا يكون البعض واعين لما يجري ولا مواكبين ومتابعين. والمؤسف أكثر هو أن لا نكون منخرطين ومتحملين للمسؤوليات الإلهية الشرعية الملقاة على عاتقنا كمسلمين في مثل هذه الظروف والتحديات. ولكن، لا بأس أن نعيد النظر قليلًا في حقيقة ما يجري ونتأمل فيه مليًّا ونتعرف إلى حجمه الواقعي قياسًا بكل التحديات الأخرى، لنحدد بعدها ما يتناسب معه من متابعة ومواكبة وعمل.
وأول ما يخطر على بالي هنا حين أنظر إلى كل هذه الأحداث ـ المصيري منها والمهم ـ هو أنّ فيها جانبًا سلبيًّا ومضرًّا للغاية لا يتمثل في الخسائر البشرية والمادية، بل في توجيه طاقات هذه الشعوب باتّجاهٍ واحد، يبعدها كل يوم عن السير على طريق التقدم والازدهار.
مهما كانت هذه التهديدات تحمل من فرص لشعوب المنطقة وتساهم في ازدياد وعيها وبصيرتها والكشف عن طبيعة عداوة أعدائها ومؤامراتهم، فهي من جهةٍ أخرى مشغلة للعقول والأرواح عن أمورٍ هي أكثر أهمية في هذه الحياة؛ خصوصًا أنّنا نعيش في عالمٍ كبير، تتفرغ فيه شعوب وأمم بأسرها للتقدم والعمران والأمن والعلوم والفنون، وتقدّم الكثير من النتاجات التي تظهرها في موقع التفوق الحضاري؛ حتى إذا جاء زمان النصر المؤزّر، وخرجت شعوبنا ظافرة على مؤامرات أعدائها، وجدت نفسها فارغة من كل ما تحتاج إليه للتميز الحضاري الذي يحفظ هويتها وثقافتها، وعادت من جديد لتسقط في فخ التبعية والانبهار الذي هو أساس مآسيها.
مثلما أنّنا ننظر إلى هذه الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية ـ التي أسس لها أعداؤنا وسهروا على إنضاجها وجعلها شغلنا الشاغل ـ على أنّها محطات مهمة في حياتنا، وسوف يكون لنتائجها أكبر الأثر على مصيرنا، فإنّ علينا أن ننظر إلى ما يجري في العالم المحيط بنا كتحدٍّ كبير وتهديدٍ محدق وكامن ومرتقب وقريب أكثر ممّا نتصور.
إنّ الانتصار في هذه المعارك الحالية وكما يبدو هو أمرٌ حتمي ـ هكذا يقول قادتنا الحكماء قبل خبرائنا ومحللينا الأذكياء؛ فإذا كان الأمر كذلك، لنا أن نسأل ماذا أعددنا لما بعد الانتصارات؟
أثّر بي كثيرًا في طفولتي ما عرفته عن الثوار الفيتناميين، أثناء حربهم الوجودية ضد المحتل الأمريكي الغازي، أنّهم قد أقاموا مدارس وجامعات تحت الأرض وفي الكهوف، حتى لا تعاني بلادهم بعد النصر من نقصٍ فادح في الاختصاصات والخبرات.. فما فائدة الانتصار إن كان سيضعنا مرة أخرى في مأزقٍ أكبر!
ولهذا، فإنّني أرى أنّ الهدف الاستراتيجي الأكبر لأعداء هذه الشعوب المسلمة في هذه المنطقة يتمثل في تضييع طاقاتها وإلهائها وإشغالها بأكبر قدر ممكن من الأزمات، وإن خرجت من كل أزمة ظافرة ومنتصرة (فنحن لسنا في حلبة ملاكمة مستمرة). فهذا الاشتغال المستمر يفقد الشعوب الإحساس بشيء غاية في الأهمية، يرتبط بموقعها الحضاري، ومسيرها على هذا الطريق.
الأمم الذكية هي التي تفكر وتخطط وتعمل للمستقبل، في الوقت الذي تواجه تحديات زمانها بحنكة وذكاء، وهي واعية لمؤامرات أعدائها الذين يجنون أكبر الفوائد من وراء إشغالها المستمر بدوامة المآزق.
ولا شك بأنّ القادة والمفكرين الاستراتيجيين هنا سيقعون تحت ضغط المطالب اليومية وأحداثها التي تحفل كل لحظة بشيءٍ جديد، تقوم وسائل الإعلام المحلية (المقلِّدة للإعلام الأمريكي) بتضخيمه، وإعادة إنتاجه كل ساعة لكي يملأ الفراغات ويثبت قوة الحضور.
إنّ الطريقة التي يعمل على أساسها هذا الإعلام سوف تجعلنا نشعر بالحاجة الشديدة لمتابعة كل حادثة مهما كانت صغيرة، على مدار الساعة وفي كل تقرير ونشرة، فنضطر إلى التسمّر أمام الشاشات طوال الوقت، حتى لا يفوتنا شيء مهما كان، فيستوي عندها الصغير والكبير، ونفقد قدرة التمييز بين تصريح مواطن عادي وزعيم ذي تأثير، ولا نعرف الفارق مثلًا بين تحليل جريدة عبرية (الله أعلم ما قصتها) وموقفٍ لمسؤول رفيع في الكيان الشرير.. كل ذلك فقط وفقط لأنّ هذا الإعلام أو ذاك وجد في ذلك الموقع العبري الحقير شاهدًا على ما يريد تغطيته وتضخيمه وتسليط الضوء عليه.
رغم أهمية المواكبة وضرورة المتابعة، لكن، ينبغي أن نعلم أولًا أنّ الكثير الكثير ممّا يعرضه الإعلام لا طائل وراءه ولا أهمية له، بل هو ممّا يندرج ضمن إطار التضليل والإلهاء (وإن لم يكن متعمدًا)؛ وثانيًا، ينبغي أن نسعى لامتلاك القدرة التحليلية المناسبة للتمييز بين الغث والسمين (ولا أقصد هنا بين الحق والباطل، لأنّه أمرٌ بديهي)؛ فحديثي هنا هو عن الإلهاء الذي تستلذه النفوس الكسولة الباحثة عن أي ذريعة ومبرر للالتهاء والانشغال عن المهمات والأعمال الضرورية.
خوفي أن تصبح هذه المتابعات الزائدة عن حدها سببًا لحرماننا من الكثير من الفرص الجميلة الرائعة في هذه الحياة، والتي ترتبط قبل أي شيء بنمونا المعنوي والفكري والعلمي، وما يستتبعه من مساهمة كبرى في الإنتاج الحضاري.
فيا أيها المتعبون المثقلون بهموم الشارع وحوادثه! لا تنسوا أنّ هناك أمورًا أكثر أهمية وسط كل هذا الصخب والضوضاء والآلام والمشاكل، التي قد تندمون بعد انقضائها على فقدانها؛ والأخطر أن نكون قد أضعنا الفرصة المناسبة لبناء مستقبل أوطاننا.
إنّ نضالنا السياسي لا ينبغي أن يغفل عنصرًا أساسيًّا للقوة والاقتدار وهو حياتنا الحضارية التي هي جوهر هذا الصراع كله.. فكل شعب يتمكن من إظهار تميزه وتفوقه الحضاري في أيام الأزمات والصراعات يكون قد بعث برسالتين واحدة إلى الداخل وأخرى للخارج.
فأمّا الداخل فيصبح أكثر تمسكًا بنضاله حين يدرك عظمة ما يدافع عنه.
وأما الخارج فيشعر باليأس جراء ما يراه من قوة فينا، لا يمكن لأي سلاح أن يقضي عليها.

أسس النهضة الاجتماعية
أطروحة تسعى لتقديم المعالم الرئيسية للنهضة الاجتماعية وأسسها ومقومات بنائها. وفي طيات ذلك يعرض لأهم العوامل التي أدت لتخلف المجتمعات المسلمة وسبل الخروج منها. وفي الكتاب عرض لمشروع شامل لتأمين مستلزمات هذه النهضة ويحدد المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الطبقة المتعلمة وقادتها. أسس النهضة الاجتماعيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2010مالسعر: 8$

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف نستفيد من التاريخ؟
لقد كشفت كل الشواهد التاريخيّة عن حقيقة كبيرة وهي أنّ جميع الشعوب التي عانت من البؤس والحرمان والعبودية والذل والفقر، إنّما عانت من ذلك لأنّها لم تتّخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. ولا يمكن لأي إنسان أو أي شعب أن يعرف الموقف المناسب للوقت إلّا بمعرفة مساره الزمنيّ وكيف تطوّر على مرّ الزمان، وهذا ما توفّره لنا دراسة التاريخ. كيف نستفيد من التاريخ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 128 صفحةالطبعة الأولى، 2018مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مبادئ العمل الثقافي
الثقافة هي المحرك الأول لكل المجتمعات البشرية؛ وهي تستحق الكثير من الحديث والبحث العلمي. ولأجل ذلك كان هذا الكتاب في سعي للمساهمة في تفعيل الحوار بين المفكرين والمهتمين بهذه القضية الحساسة من أجل الوصول إلى المبادئ الأساسية التي ينبغي أن ينطلق منها كل نشاط ثقافي فعال. مبادئ العمل الثقافي الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 128 صفحةالطبعة الأولى، 2006م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: 1- النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

كيف أجعل مجتمعي قويًا؟
في ظل هذا المجتمع المنيع يتمكن الشاب المسلم من الحفاظ على قيم دينه الذي أنزله الله ليكون أعظم هدية لكل مجتمعات العالم وشعوبه التي تتوق إلى الانعتاق من قيود الظلم والضياع. فما هي مكونات المجتمع القوي، وكيف يمكن للشباب أن يجهّزوا أنفسهم ليشاركوا في أجمل الأعمال وأكثرها تشويقًا. كيف أجعل مجتمعي قويًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أكون ناشطًا سياسيًا؟
الحياة هي النشاط والتفاعل والشعور والتكامل واللذة والحركة والاندفاع. وللحياة مراتب ودرجات، وحين تكتمل بمراتبها يصبح الإنسان مستعدًا للحياة الجميلة الأبدية. وفي هذا الكتاب نتحدّث عن الحياة الاجتماعية، الذي يمثّل النشاط السياسيّ أحد أبرز وجوهها وأركانها وأكثرها تأثيرًا، فما لم يبلغ الإنسان مثل هذا النشاط، فإنّ الدرجات الأعلى لن تكون من نصيبه، لأنّ كل درجة حياة موقوفة على سابقتها؛ فإذا اختلّت أو ضعُفت الحياة الأدنى، لم يتسنَّ للإنسان التمتّع بالحياة الأعلى. كيف أكون ناشطًا سياسيًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف ندعو للاستقلال ونحن تابعون لإيران؟
شاب يشكل أنّه كيف نحن ندعو لاستقلال لبنان ونحن تابعون لإيران؟ ألا يُعد هذا نوع من التناقض بين هذه الدعوة والتطبيق؟

ما هو الموقف الأصح تجاه الحراك الحالي في لبنان؟
هل الوقوف مع المظاهرات والتظاهر شيء جيد مع العلم أنها ليست في سبيل الله (كل ما خلا الله باطل). هل يمكننا تفسير ذلك؟ هل معارضتها والسكوت على الفساد هو الخيار الأصح، أم يكون الصمت هو الخيار الأفضل في الوضع الحالي؟

هل يمكن أن ننتصر على الطائفية؟
الطائفية في بلد صغير كلبنان أساس المصائب والبلايا. فأي إصلاح سياسي أو إداري سوف يرتطم بصخورها المنيعة ويتكسر متبعثرًا في الهواء كما يتبخر الماء. معظم اللبنانيين يرون المشكلة ويعرفون السبب، لكن من النادر أن نجد من يسمح لنفسه في دراسة هذه الظاهرة وتحليلها بعمق، عسى أن يجد لها حلًّا ومخرجًا.

إنّها معركة الإعلام يا ذكي! في الإعلام المواجهة الحقيقية بين القيم
اكتشف لبنانيون أنّ كل تلك الشتائم والسباب الموجه لشخصيات لبنانية يعتزون بها ـ والتي تعمدت محطات إعلامية بثها وتضخيمها ـ كانت تهدف إلى تصوير الحراك بعيدًا عن تيار المقاومة التقليدي المعروف. وقد نجح هذا الإعلام فعلًا في جعل مؤيدي المقاومة ينظرون بتوجس وشيء من الاشمئزاز إلى كل من يشارك في هذا الحراك. فلا شيء عند هؤلاء يمكن أن يبرر كيل الشتائم سوى أنّها في سياق أجندة معادية، حيث كل أصابع الاتّهام كانت موجهة إلى أمريكا طبعًا. والمضحك في ذلك الإعلام أنّه، ولكي يستهزئ بهذه المقولة، عمد إلى جعلها شعارًا وحيدًا للمتوجسين، وهو القول بأنّ الناشطين "الثوار" يقبضون من السفارة الأمريكية.

عن نقص العقلانية في مجتمعنا... ابحث عن الخراب والفقر في المكان الصحيح
يعاني مجتمعنا من نقصٍ حاد في العقلانية، حتى في درجتها الدنيا التي ترتبط بالسيرة العقلائية. فأدنى درجات العقل أن يدرك الإنسان المصالح والمفاسد ويبني على أساسهما في قراراته المختلفة في الحياة؛ في حين أنّنا نجد تغليبًا واضحًا للقوة الشهوية والغضبية على حساب هذا العقل في مختلف زوايا وقضايا مجتمعنا.

لماذا الانتصار في الداخل أصعب!
هل يمكن لقوة معينة أن تنتصر على عدوٍّ خارجي ولكنّها تُهزم في الداخل؟ هل يمكن لحزب أو جبهة مقاومة أن تمتلك ألف ميغا طن قدرة حين تواجه عدوًّا غازيًا مدججًا بأحدث الأسلحة المتطورة، لكنّها تصبح بقوة عشرة ميغا طن حين تتعامل مع تحديات داخل وطنها؟ هل يختلف إعمال القوة حين تقاوم عن إعمالها حين تخاصم؟

عن النفوذ الإيراني في لبنان
الحديث عن النفوذ الإيراني في لبنان وإن كان مادة للمهاترات السياسية وممارسة الضغوط المكشوفة على المستوى المحلي، إلا أنّه لم ينفك يومًا عن لعبة الصراع العالمي الذي تتزعم أمريكا أحد أقطابه. ولأنّ هذا الحديث يمثل فرصة مهمة للتعمق الفكري والسياسي، فمن المهم أن تناقشه عقول الأذكياء وتعمل على بلورته إعلاميات النبهاء.

عن قوة لبنان في ضعفه... كيف نرى الضعف اللبناني؟
إنّ الانشطار الثقافي بين الطوائف اللبنانية مبني بالدرجة الأولى على صراع المكتسبات لا الحوار أو الصدام الثقافي. فلا يوجد أي نوع من الحوار الثقافي الجاد بين اللبنانيين، الذي يُفترض أن يبحث عن المشتركات (وما أكثرها) ويبني عليها الهوية الوطنية التي هي أساس قوة لبنان وتماسكه.

الثورة لكي تنتصر
أجل، كل الأنظمة السياسية تحتاج إلى ثورات شعبية حتى تتبدل. والثورة الشعبية تعني رفض الأغلبية الساحقة لا الأكثرية الديمقراطية (خمسون زائد واحد) للنظام القديم؛ لأنّ تغيير النظام سيطال كل شؤون الحياة، وليس فقط الاقتصاد والمعاش. لكن ما الذي يمكن أن يجمع هذه النسبة الكبيرة على مثل هذا التغيير؟ أهو مجرد السخط على الأوضاع؟ أم امتلاكهم رؤية واضحة موحدة للبديل؟ وكيف يعبّر الشعب بعد اجتماعه عن مطالبه؟ وكيف يطبقها بعد انتصاره؟

هل يمكن أن تقوم ثورة في لبنان؟
ربما لا يوجد لبناني واحد يشك بأنّ النظام الطائفي هو أسوأ نظام سياسي شهدته البشرية؛ لكن قد يختلف اللبنانيون فيما بينهم أشد الاختلاف في مقاربة التغيير وأساليبه، وقد آن الأوان لتعميق البحث بشأن هذا المطلب الحساس، عسى أن نضع بعض القواعد الثابتة للتلاقي والائتلاف.

فرصة الأحداث الكبرى المميزة.. لماذا يجب إنتاج الخطاب؟
غالبًا ما تكون الأحداث الكبرى ـ خصوصًا ذات الطابع التهديدي ـ فرصة مهمة للتعرف إلى عنصرٍ محوري في حركة المجتمعات والنهضات، وهو أمر قلما يُشار إليه في ساحاتنا الثقافية، يمكن أن نطلق عليه إنتاج الخطاب. ولعل المقصود من هذا المصطلح هو تلك الأدبيات والأفكار التي تظهر أبعاد قضيةٍ ما في الواقع المعاش، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بالقيم والمبادئ الأساسية لأي جماعة بشرية. لكن تحول هذه الأدبيات إلى مستوى الخطاب يتطلب شيوعًا يظهر على الألسن والأذهان والشعارات.

أكبر مخاطر الثورات الحديثة
في العصور البائدة كانت الثورات الشعبية تمتلك فرص النجاح أكثر من زماننا هذا، وذلك لسببين أساسيين: الأول: يتمثل في صعوبة تدخل القوى الخارجية فيها؛ والثاني: يعود لانحصار فئة المنتفعين من النظام الحاكم بمجموعة قليلة من الناس.أما في عصرنا هذا، فإنّ ما تمتلكه القوى الأجنبية من تأثير على الداخل ـ وذلك عبر النفوذ الثقافي الذي حققته في مجتمعنا ـ يتمثل بهذا العدد الكبير من الكادر السياسي وغير السياسي المتواجد في الكثير من مفاصل المجتمع ودوائره ومؤسساته؛ وهو الكادر الذي يتبنى نمط عيش تلك القوى ورؤيتها للحياة والإدارة والسياسة والاقتصاد وطرق التفكير.

هل العلمانية حل للطائفية؟
هناك شريحة معينة من الشباب اللبناني يتيح لنفسه التفكر العميق في الأحداث التي تجري في بلاده، وهناك من يتعاطى مع هذه الأحداث بنحو اعتباطي، وهناك من يندفع بدافع السخط على الأوضاع ويرى أن رد الفعل الوحيد على هذا الظلم يكون برفع الصرخة، ولكن كما نعلم أنّ أحداث العالم ووقائع الشعوب والدول لا تكون وليدة التحركات العفوية والاعتباطية، هناك الكثير من الأوضاع التي يتوصل إليها الناس إنما يصلون إليها نتيجة التخطيط الدقيق والنظرة الاستراتيجية والعمل الدؤوب، ولبنان ليس استثناءً من هذه القوانين الكونية... إذا كنا نريد تغيير بلدنا نحو الأحسن والقضاء على الفساد بالإضافة إلى رفع الصوت عاليًا، لا بد أن يكون هناك رؤية بعيدة المدى وعقلانية حكيمة لبناء هذا المجتمع بصورة افضل.

تهديد ينبعث من الحراك
ما يحصل في لبنان هو تهديد جديد لجبهة المقاومة، من أهدافه تفريغ هذه الجبهة من عناصر قوتها المختلفة ومنها الشعبية. هناك من يسعى ليجعل المقاومة داعمة للفساد وتحميلها مسؤولية الفساد في هذا البلد.نحن إذًا أمام هذا النوع من التحديات والتهديداتكيف يستطيع أهل الحق الاستفادة من هذا التهديد وتحويله إلى فرصة؟

لبنان على طريق الإفلاس
كيف تُصنع القرارات الأساسية في الإدارة الأمريكية؟يوجد مؤسسات راكبة بطريقة حين يُتخذ القرار بمستويات عالية نتيجة اللوبيات سيتنفذ ويصبح قرارات مستمرة ومنها قضية المال والحصار الاقتصادي.استطاع الأمريكان إنشاء نظام مالي عالمي يتحكمون من خلاله ببننوك العالم؛ بعدها كانوا قادرين على السيطرة على أي بلد من خلال بنوكه ومصارفه من خلال سياسة الإقراض المعروفة. فأنت حين تقترض المال ستكون مضطرًا لدفع الفوائد، وإذا لم يكن لديك قدرة على دفع الفوائد، ستصل إلى مرحلة غير قادر على تسديد الديون فتعلن إفلاسك، هل من الصعب معرفة هذه السألة في هذا الزمن؟لذلك لبنان ليس بعيدًا عن الإفلاس.كيف نغيب مثل هذا الأمر عن أنظارنا وهو يحصل ويُنفذ؟!

كيف منعمل استقلال للبنان؟
تشكل لبنان بعقلية أن يكون هناك نفوذ دائم للقوى الكبرى، إقليمية أو عالمية...يعيش لبنان مشهد أن القوى العالمية غير قادرة على تحديد ماذا تريد من لبنان، حيث يوجد نوع من التعارض بين القوى يجعل كل منها تنتظر ماذا تفعل. هذه فرصة كبيرة للبنانيين لتحقيق الإنجازات. لكن الإنجاز الأكبر يكون بتحرير لبنان من تدخل القوى الخارجية أي إيصاله إلى مرحلة الاستقلالية السياسية التامة، غير ذلك لا يمكن أن نحلم بأن يكون لدينا نظام سياسي حقيقي يعمل على مصلحة اللبنانيين أولًا، ويستطيع أن يقول للقوى الخارجية أن لا تتدخل به ثانيًا. هذا هو الإنجاز الأكبر لأي مجتمع أو شعب.. هل هذا الإنجاز ممكنًا؟ وما هي مستلزمات تحققه؟ هل يمكن تحقيق النظام السياسي المستقل من دون تحقيق النظام الاقتصادي المستقل؟ ما معنى أن يسقط حكم المصرف أو الحاكم المصرفي الفلاني؟ إذا كان اقتصاد لبنان قائمًا على المال، فما هي الرؤية البديلة؟ هل يوجد لدينا رؤية بديلة تحررنا من التبعية الاقتصادية والارتهان للخارج؟

ثورات تُدار من بُعد
يوجد شيء معروف في حياة البشر يرتبط بقوة التلقين وتأثيره على الإنسان. حين ينظر الإنسان إلى الموضوع السياسي، الإنسان في ظل السخط والغضب وكل هذا الفساد والإحباط الموجود لانعدام الفرص والبطالة، يصبح مستعدًا لتصديق الكثير من الأشياء.الإنسان الساخط يكون لديه استعداد ورغبة لتصديق أي شيء عن عدوه.يوجد قضية ينبغي أن نبدأ نعيها أكثر فأكثر، عبر التاريخ وفي العصر الحديث وهي أنّ التحكم بالشعوب وبالأكثرية وبالعوام، كان جزءًا أساسيًّا من أجندات وأعمال الأجهزة المخابرتية، لكنه أصبح اليوم أكثر خفاءً لأنّه يتعامل مع الإنسان من دون أن يشعر بأنّ هناك من يتواصل معه بشكل مباشر، وبالتالي فإنّه يحافظ على شعوره بأنّه حر وصاحب قرار وأنّه بكامل اختياره ينزل إلى هذه المظاهرات ويُطلق هذه الشعارات.أتمنى أن تضعوا هذا الأمر ببالكم وأن تتأملوا فيه لا من أجل اتهام هذا الحراك أو ذاك وإنّما أعتقد أنّ الأهم من كل ذلك هو النظر كيف نستطيع الخروج من هذه السيطرة وأن نستعيد حريتنا وإرادتنا بحيث إذا أردنا المشاركة في أي حراك أو نشاط سياسي أن نكون ملتفتين بأنّنا لسنا مدفوعين بتأثيرات خارجية غير مشهودة.

طيب كيف منعمل نظام اقتصادي سليم؟
لا بد للنظام السياسي المستقل أن يقوم على اقتصاد مستقل.بينما نتجه نحو الاقتصاد المستقل ينبغي أن نعلم أنّ نمط العيش الذي نتبعه في حياتنا سيكون له أكبر الأثر على نشاطنا الاقتصادي، الذي يحدد كم وكيف ننفق في حياتنا، وهل أننا سنحتاج إلى أكثر من إمكاناتنا الداخلية الذاتية أم لا؟بمجرد أن نعيش بطريقة تتطلب إنفاقات أكبر من اقتصاد البلد، من الطبيعي أن ندخل في دهاليز وحالات سلبية جدًا ونفشل في نهاية المطاف على المستوى الاقتصادي.إذًا يوجد علاقة وطيدة بين نمط العيش والاقتصاد.فلنفكر من الآن بهذه القضية ونعمل معًا على توعية هذا الجيل الذي سيستلم هذا البلد، المتوقع أنّ يكون على مستوى مهم من النظافة الاقتصادية، لكن ستواجهنا مشكلة أنّنا غير مهيئين للعيش بالمستوى الاقتصادي المرتبط بهذا البلد، لذا نحتاج لأن نؤسس كيف يستطيع الإنسان أن يعيش بحيث لا يجعل اقتصاد بلده تابعًا للاقتصادات الخارجية وبالتالي مرتهنًا سياسيًّا لغيره.لذا إذا أردنا أن نذهب بالاتجاه الصحيح نحتاج لأن نفكر كيف يمكن أن يكون نمط العيش على مستوى العلم والطبابة والترفيه والأكل والشرب والتنقل وكل المسائل التي نستخدمها في يومياتنا وكيف نتجنب الإسراف.

فرق كبير بين النظام الديني والطائفي
ما معنى أن النظام في لبنان هو نظام طائفي؟ هل النظام الموجود هو نظام طائفي أو علماني وقبلي؟ هل أن الذين يصلون إلى السلطة يعملون وفق ما تمليه عليه طوائفهم وينطلقون من رؤيتهم الدينية للحياة وقيم الدين أم من مصالحهم الخاصة؟ هل يوجد دين في لبنان يدعو أتباعه للظلم والاعتداء وسرقة أموال الناس؟ ماذا تعني العلمانية؟ هل يمكن أن تكون العلمانية حلًّا؟ هل التغيير ممكن من دون مراقبة الحكام والتغيير في عقليتهم؟ كيف تعمل السياسة في لبنان؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...