قرأت لك: الشريعة والحقيقة

الشريعة والحقيقة تحرير "رسالة الولاية"
السيد عباس نورالدين
بيت الكاتب
الطبعة الأولى ـ 2005 م
112 صفحة من الحجم الوسط

إعداد: سوزان فلحة

إن شئنا أن نعرف حقيقة ما تدور حوله رسالة الولاية للعلامة الطباطبائي فلا يسعنا سوى التأمل بهاتين المتلازمتين: الشريعة والحقيقة. عنوان يحكي بالضبط عن مضمون الرسالة ومفرداتها. وكتاب تطالعنا هويته قبل أي شيء آخر، ليكون القارئ على بيّنة من أمره. زوده السيد عباس نورالدين، بمقدمة قيمة بيّن فيها أنه رغم إجماع العرفاء والمحققين على أن الطريق الوحيد للرجوع إلى الله والخلاص من هوى النفس يكمن في العبودية، إلا إنّ المشكلة تأتت من عدم الوقوف على مقاصد الشريعة، لأسباب تاريخية وظروف اجتماعية عاشها المسلمون، أدت بهم إلى فقدان المعيار الذي تُقوَّم به البرامج وتقوم. فصار المنهج معقدًا، وخفي أشد ما كان واضحًا في الشريعة وهو الجهاد، الذي يمثل روح الولاية، فبإقصائه ضاع مشروعها الإصلاحي. ومن ثمّ عاد وعلّل سر إقدام العلامة على كتابة هذه الرسالة، حيث إنها أتت في وقت كانت العلوم والأفكار المتعلقة بالأبعاد الروحية والعرفانية في المجامع العلمية مرفوضة من قبل البعض، ما دفع بالعلامة الطباطبائي إلى العمل على التأسيس النظري للأصول التي تنطلق منها مجموعة كبيرة من المفاهيم الماورائية والباطنية.

وعلى الرغم من الأخطاء المطبعية التي شابته، فقد نجح الكتاب في عملية التحرير التي هدف إليها، والتي عرّفها في المقدمة على أنها تعديل في صياغة الجمل والمعاني، موضحًا أنه أقدم على تغيير بعض الألفاظ لتتناسب الجمل مع اللغة المعاصرة وتكون مأنوسة للأذهان التي ما اعتادت على النمط القديم في الكتابة، وحاول فتح ما أُغلق من عباراته. ونضيف أنّه أصلح الخلل الحاصل في بعض الجمل إما لخطإٍ مطبعي أو غيره، وأوضح بعض ما كان سكت عنه العلامة وما أُبهم من عبارات.

فخرجت رسالة الولاية بحلة جديدة، وقالب قشيب، أكثر جاذبية وأسهل منالًا. وبالجملة كان عملًا موفقًا في سبيل المحافظة على التراث الأخلاقي، وتقديمه ببيان مواكب لمقتضيات العصر.

تناول الكتاب الفصول التالية:

الفصل الأول: في أن لظاهر هذا الدين باطنًا

الفصل الثاني: ما وراء نظام الاعتبار

الفصل الثالث: باب الكمال المطلق مفتوح للجميع

الفصل الرابع: ما هو الطريق إلى الكمال المطلق

الفصل الخامس: ما يناله الإنسان بكماله