
في ظل الجمود الفكري
وفي ظل الحاجة إلى أجوبة عن أسئلة حساسة
أين هو المنهاج العلمي الفريد؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
كل من يشرف على مراكز الإعداد والتعليم الإسلامي يفكر مليًّا في البرامج المُثلى التي تصنع المفكّر والعالم القادر على تعميق الوعي العام تجاه قضايا الإسلام الكبرى.
أشهر الرؤى في هذا المجال هي تلك التي ترى في دراسة الفلسفة مقدمة ضرورية لا غنى عنها لتحقيق هذا الهدف. الغالب على هذه الرؤية تبنّي مدرسة الحكمة المتعالية لصدر المـتألهين الشيرازي لما فيها من مميزات تمنح الذهن قدرات عالية وزوايا فريدة للإطلالة على العالم. وينبغي أن نعترف هنا بأن التطور النوعي الذي شهده الفكر الإسلامي في القرن الأخير وأدى إلى انبعاث صحوة إسلامية عامة، إنما يرجع بالدرجة الأولى إلى جهود علمية اغترفت من هذه المدرسة وبنت أفكارها عليها.
من النادر اليوم أن نطّلع على شخصية علمية رائدة لم تكن مدينة في قوة علمها وبُعد نظرها للملا صدرا وحكمته المتعالية؛ حصل ذلك بدون واسطة أو مع الواسطة. وأغلب الظن أن الذين يتبنون هذه الرؤية المرتبطة بإعداد وبناء الطاقات العلمية الدينية تسيطر عليهم المقارنة بين مدرسة الحكمة المتعالية وغيرها من التيارات أو المدارس الإعدادية الأخرى (وهي غير كثيرة). وبغض النظر عن المقارنة بين برامج أي مدرسة، يجب أن نولي النتائج والأهداف العناية اللازمة، إن نحن أردنا محاكمة برامجها. فالأمر لا يتعلق بأن هذه المدرسة أفضل من تلك، بل يرتبط بتحقيق أهداف وحصول غايات لها علاقة وطيدة بواقعنا ومستقبلنا والتحديات.
حسنًا، يمكن للوهلة الأولى الاعتراف لمدرسة الحكمة المتعالية بالتفوق النوعي على صعيد شحذ الذهنية المهتمة بالتراث، ولكن هل تكفي هذه المدرسة لتناول قضايا الإسلام الكبرى على ضوء تحديات العصر؟
إن نظرة عامة على قضية المهدوية ـ التي لا يشك أحد من أبناء الحكمة المتعالية بأنها تقف على رأس قضايا الحياة ـ تبين لنا حجم الفراغ وعدد الأسئلة التي ما زالت دون أجوبة شافية. يُفترض بقضية المهدوية أن تشكّل أرضية لتفوُّقٍ نوعي على مستوى فهم الدين والعالم والمصير، ويُفترض أن تكون أدبياتها باعثة على نهضة كبرى وتحوّلات مذهلة في السلوكيات المرتبطة بالجهاد والعمل الاجتماعي والدولي، ومع ذلك تبقى أسئلتها ومسائلها غير المحلولة سببًا لضعف إنتاجها مقارنةً بما هو مطلوب ومُتوقع.
إن هذا الأمر القريب من العقم الفكري يرجع إلى أن تلك الأصول التي تأسست في الحكمة المتعالية ما زالت عاجزة عن تحقيق هذا الهدف، وأن علينا البحث عن أصول أخرى لإعادة بناء منهجٍ بحثي قادر على التوغل في مثل هذه القضية الحساسة.
إن تلك القضايا التي كانت أمام ناظري صدر المتألهين وهو يشيد صرح الحكمة المتعالية، كانت في الأغلب بنات فكر وتفاعل ذهن بعيد عن قضايانا الخاصة بمذهبنا ومشروعنا الحضاري. وقد أجادت هذه الفلسفة دورها في استيعاب تلك المذاهب والمدارس الفلسفية والكلامية وتشكيل سد منيع أمام شبهاتها، لكن هذا شيء، والانطلاق من عمق تراثنا شيء آخر.
يختلف المشهد حين يقوم الفيلسوف بالاستشهاد بآية أو رواية على مبدأ فلسفي توصل إليه، وحين ينطلق من عمق التراث مجتنبًا أي نوع من الإسقاطات عليه. في المشهد الأول نتوقع أن لا يحصل تعارض بين العقل والنص، وفي المشهد الثاني نتوقع أن تُبنى معارف ويُكشف عن حقائق لم تكن لتخطر على عقولنا أبدًا.
صحيح أن العديد من الفلاسفة انطلقوا من آية أو رواية لكشف حقيقة وجودية، لكننا هنا بصدد بناء منهجٍ بحثي عميق وسلوك طريق علمي جديد. الكشوفات الجليلة التي تحققت بفضل عقول فلاسفتنا لا تُعبّر عن هذا المنهج. تبقى عملية الإسقاط حاضرة، ويبقى الذهن الفلسفي حاكمًا ومهيمنًا مهما حاولنا التجرد.
الاستفادة من التراث في مجالات الحقائق الوجودية تقتضي استقصاءً وتمحضًا وذوبانًا وتعبدًا لا أتصور أن بإمكاننا تحقيقه في ظل الارتهان لذلك المنهج الفلسفي الذي يُقدم العقل ويجعله مصباحه الأول.
وهذا ما يأخذنا إلى إعادة البحث في دور العقل وعلاقته بالوحي وإمكانية تجاوز العقل الفلسفي في رحلة الوصول إلى حقائق الوحي وثمراته. لكن أحد الأجوبة التي يمكن أن تُقدَّم في هذا النقاش هي حين يتم عرض معطيات وكشوفات فريدة توصّل إليها من خرج عن مسار الفلسفة التقليدية وهو يبحث عميقًا مُسلّمًا متعبدًا لنصوص الوحي وثماره. فالمعطيات التي تُمثل أجوبة عن أسئلة عويصة سيكون لها كلمتها حين يعجز هذا العقل الفلسفي، الذي يُقر بدوره بضرورة عدم الانحياز وذر الأجوبة في بقعة الإمكان.
لا يدور الأمر بين أجوبة مُستدل ومُبرهن عليها وبين الجهل؛ هناك علم يبقى العقل حائرًا بشأنه، ثم يصبح ذا قيمة وثمرة في لحظات الفراغ والحاجة. تتأكد قيمة هذا العلم على قاعدة "قبح ترك الناس في ضلالة مع طلبهم للحق".
الإصرار على منهج العقل الفلسفي لا يبدو منسجمًا مع العقل الفلسفي نفسه. روعة هذا العقل اعترافه بالعجز واحترامه لما لا يرفضه الدليل. بقعة الإمكان التي تحدّث عنها الفلاسفة ليست بصغيرة، وذلك حين يأتي دور الوحي ومعطياته. يمكن للأمة الإسلامية أن تغتني كثيرًا إن اكتشفت هذا المنهج الذي تُقام صروحه على الوحي الأصيل ومشروعه الحضاري الفريد.

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

هل صحيح أن هناك من يرى الإمام المهدي؟
ما هي حقيقة مشاهدة بعض الناس أو بعض الأعلام للإمام المهدي (عج)؟ وهل هو متاح؟

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

بين حكومة الأمير وحكومة المهدي... أكبر الدروس المستفادة
تعتبر تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل مفسّر وكاشف لأسباب الغيبة وإطالة أمدها، وبالتالي أفضل مبيّن لكل ما يلزم من شروط لتحقق الظهور. ذلك لأنّ الإمام المهدي هو آخر أمل للبشرية، ولأنّ وعد الله لا بد أن يتحقق في وراثة الصالحين للأرض (أي تحقق النهاية السعيدة لهذه الحياة)، ولأنّ الله لا يخلف الميعاد، فلا يجوز ولا يُعقل أن لا يحقق ظهوره ما كان ينبغي أن يتحقق. وعليه، يكون السبب الأول لكل هذا التأخير والتأجيل هو عدم اجتماع الشروط اللازمة لذلك. فإن أردنا أن نتعرّف إلى هذه الشروط، وجب علينا أن نجعل من تجربة حكومة جده الأمير قضية للاستنباط والاعتبار.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...