
متى تصبح المطالعة رائجة؟
الأمر نفسه ينطبق على الكتاب
السيد عباس نورالدين
تكابد معظم حكومات العالم ومجتمعاته لأجل الحفاظ على مكانة الكتاب أو تعزيزها، إن وُجدت. فالكتاب هو أفضل وسيلة للحفاظ على الثقافات المحلية؛ والمطالعة هي أسلم الهوايات وأكثر الأنشطة الإنسانية نفعًا.
الخطر الأكبر على الكتاب يأتي من وسائط التواصل الاجتماعي التي تملأ أوقاتنا بالكثير من المطالعات السطحية؛ فنشعر بالانتفاخ الذهنيّ من دون أن نلامس العمق الذي يضفي على حياتنا المعنى الذي ينسجم مع إنسانيّتنا.
إنسان اليوم ربما يقرأ من الكلمات أكثر ممّا كان يقرأه أي إنسان على مدى التاريخ؛ لكنّه لا يشعر بما يجري تحت قدميه ولا يلتفت إلى ما يشبه المؤامرة الحقيقية التي تستهدف العنصر الأساسيّ في إنسانيته، ألا وهو قدرته على التفكّر العميق في قضايا الحياة والوجود.
لقد كان الكتاب وما زال الوسيلة الوحيدة لطرح الأفكار العميقة ومناقشتها بأسلوبٍ يسمح لجميع القوى الإدراكية بالتفاعل المناسب معها. ففي مطالعة الكتب ينطلق تفكيرنا المجرّد بعيدًا عن التأثيرات السلبية للواردات الحسيّة والخيالية.
تختلف المشكلة بين المجتمعات التي جرّبت الكتاب وخبرته، سواء على مستوى الكتابة والطباعة والنشر والمطالعة والمؤسّسات الداعمة، وبين المجتمعات التي لم تتمكّن من اللحاق بهذا القطار أثناء انطلاقه. فلا شك أنّ أي مجتمع يريد اليوم أن يجعل للكتاب مكانته المميّزة والضرورية، عليه أن يبذل جهودًا مضاعفة ويستثمر كثيرًا في الإبداع والذّكاء والإمكانات اللازمة لهذا الأمر؛ لكن البداية ينبغي أن تكون من النقطة الصحيحة، وإلّا لم يثمر أي شيء من هذه الأعمال. ونقطة البدء هي ما يرتبط بإنتاج الكتاب نفسه. فاحترامنا وتقديرنا ودعمنا للأعمال الانتاجية من الكتابة والتأليف والتحقيق والبحث وحتى الطباعة والنشر، هو البداية الصحيحة التي لا بد أن تحدث الآثار الطيبة على مستوى الإقبال على الكتاب والمطالعة والانتشار.
إذا أردنا أن نسأل عن وضع الكتاب في أي مجتمع، ينبغي أن نسأل عن وضع الكتّاب أوّلًا. مثلما إذا أردنا أن نسأل عن وضع الزراعة، فإنّ علينا أن نسأل عن وضع المزارعين. فالزراعة لن تنشط ولن تحقّق الاكتفاء الذاتيّ المنشود من دون دعم المزارعين وتيسير أمورهم.
ما هو الشيء الأوّل والأهم الذي يتمنّاه كل كاتب على الأرض؟ إنّه أمرٌ بسيط وواضح؛ وهو أن يعرف الناس بكتاباته ويشاهدوا كتبه. بالطبع، بشرط أن يجري ذلك في أجواء وبيئة تتناسب مع شرف الكتاب ومنزلته.
لا يحتاج الكتّاب والمؤلّفون إلى دعم مالي أو تشهير إيجابي أو تعظيم وتفخيم؛ لأنّ هذا كلّه أو بعضه يحصل بشكل تلقائيّ، فيما إذا أصبحت كتبهم معروفة ومنتشرة بين الناس. وفي عصر الدعاية التي يسيطر فيها الرأسماليّون على وسائلها وأدواتها، يتم التحكّم بكل المواد والسلع الاستهلاكية، سواء على صعيد خلق الحاجات الوهمية عند الناس أو على صعيد تركيز اهتمامهم وتوجّههم نحو سلعة دون أخرى.
لقد غرّمت الدول الأوروبية شركة غووغل مبلغًا ضخمًا، ناهز المليارات الثلاثة، بعد اتّهامها بأنّها تتحكّم بنتائج البحث على محرّكها المشهور، وبالتالي فهي تضع في الأولويات ما تريد دون أن تعتمد الأمانة العلمية؛ وهذا يكشف عن أنّ أي وسيلة إعلانية (مباشرة أو غير مباشرة) ستتحكّم على المدى المتوسّط بالتوجّهات والرغبات والأفكار وما ينتج عنها من استهلاك. وقد باشرت شركات التواصل الاجتماعي كفايسبوك وانستا وتويتر وغيرها بوضع ألغوريثمات تتناسب مع هذه الأغراض.
إنّ وصول الكتاب إلى متناول أعين الناس أصبح التحدّي الأكبر الذي يواجه أي ناشر أو كاتب، حتى في المجتمعات التي لها تاريخ عريق مع النشر والتوزيع. فكيف إذا لم يكن هناك وسائط تقليدية راسخة في بنية هذا المجتمع وثقافة أبنائه؟
لقد كانت المكتبات جزءًا أساسيًّا في حياة أبناء المجتمعات، التي شهدت التطوّرات العلمية والمعرفية؛ بينما لا نجد للمكتبة في مجتمعاتنا الحد الأدنى من الحضور التاريخيّ والحاليّ. فأنا أعيش في منطقة يبلغ عدد سكّانها ما يزيد عن المليون نسمة، ومع ذلك لا يوجد فيها مكتبة واحدة أستطيع أن آخذ إليها أبنائي ليتصفّحوا الكتب ويجولوا في أروقتها ويتحسّسوا روعة الكتاب وغنى المعرفة البشرية، ويشعروا بوسع هذا العالم الفسيح الذي يفوق كل شيء خبروه في حياتهم.
إنّ محبّي الكتاب لا يجدون الفرصة أو الوسيلة المناسبة لمتابعة آخر الإصدارات، حتى لو كان عمرها عدّة سنوات. وفي تجربتنا على صعيد النشر، نلاحظ الدهشة المستمرّة في الوجوه والتعبيرات حين نشارك في المعرض السنويّ، حيث يكتشف زوّاره الكثير من العناوين لأوّل مرّة.
ما لم نؤسّس للكتاب في كل قرية وحي معلَمًا جميلًا جذّابًا، فلا ينبغي أن نتوقّع لهذه الوسيلة الحضارية ـ بل صانعة الحضارات ـ أن تزدهر.

كيف تصبح محبًا للمطالعة؟
كيف تصبح محبًّا للمطالعة؟ إعداد: مركز بقيّة الله الأعظم (مركز باء للدراسات)الناشر: الدار الإسلاميةحجم الكتاب: 14.5*21غلاف ورقي: 64 صفحةالطبعة الأولى، 2000محالة الكتاب: نافد

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

أنا والكتاب
لا شيء يضاهي قراءة كتاب ممتع مثل حديث قارئ نهم عن تجربته مع الكتاب والمطالعة.. وفي هذا الكتاب عرض لأهم كلمات الإمام الخامنئي حول المطالعة والكتاب ودوره في بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، ومسؤولية العاملين في مجال الفكر والثقافة على مستوى ترويج المطالعة في المجتمع، وغيرها من النصائح المفيدة والممتعة التي ترتبط بأهم نتاجات الفكر البشري.. وقد قدم للكتاب المترجم السيد عباس نورالدين بعرض أطروحة تختصر هموم الكتاب. أنا والكتاب الكاتب: الإمام الخامنئيترجمة: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 152 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 8$

الكتاب صانع الحضارات.. كيف يصبح الكتاب عاملًا أساسيًّا في هذه المهمّة؟
إذا أردنا أن نكون جزءًا من المشروع الكبير لبناء الحضارة الإسلاميّة الجديدة، ينبغي أن نتعرّف إلى كل عامل له إسهام وتأثير فاعل في تحقيقها. ولا شك بأنّ الكتاب هو أحد أهم هذه العوامل وأكثرها تأثيرًا.

هل اكتشفت الثّراء الحقيقيّ؟ الحياة الغنيّة في عالم الكتاب
حين تتّصل بعالم الكتاب وتشعر بأنّ لديك قدرة الوصول إلى المعارف والحِكم والمعاني اللامتناهية المبثوثة فيه من قِبل مئات آلاف الكتّاب والمفكّرين، ستشعر أنّك غنيٌّ حقًّا، وأنّ حياتك متّصلة بالفرص الواسعة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...