
حول عداء الغرب للمسلمين
هل اتفقنا على أخطر القضايا التي تواجهنا؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
هناك حقيقة كبرى ثابتة وراء كل الرطانة الإعلامية واللغة الدبلوماسية لبلدان الغرب الأوروبي الأمريكي وهي تلك المتعلقة بالالتزام المُطلق بدعم الكيان الصهيوني وحمايته والحفاظ عليه. إن لم يكن مثل هذا الدعم والتأييد لكيانٍ ارتكب أبشع الجرائم بحق المسلمين ومقدساتهم عداءً سافرًا للمسلمين، فماذا يمكن أن يكون؟!
ما يُضحك الثكلى هو تردُّد المسلمين أنفسهم في الإعلان عن عداء الغرب اللدود لهم.
قُدّمت تفسيرات لمثل هذا النكوص، بعضها قد يعود إلى واحدة من هذه الأمور: منها غلبة هذا الشعور عند المسلمين بالحاجة المُبرمة إلى الغرب للوجود والازدهار والتطور؛ ومنها التفكيك السائد في الذهنية العامة بين الحكومات الغربية وشعوبها، حيث يُقال إنّ الحكومات هي المعادية أمّا الشعوب فهي محبة ومسالمة؛ ومنها الخوف من تبعات إعلان هذا العداء والتصريح به على الملأ لما يتركه من احتقان وحقد في نفوس الجماهير، قد ينجر إلى ما يُشبه الحرب الشاملة، وهو أمر يراه البعض ذا نتائج كارثية.
أول ما ينبغي أن نُشير إليه هو أنّ التصريح بوجود عداء من طرفٍ ما تجاهنا، لا يعني أبدًا ضرورة مواجهته بأعمال عسكرية حربية أو أساليب عنفية. إن قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنُوا الْيَهُود}،[1] لم يكن يعني وجوب قتالهم وقتلهم. للقتال أسباب أخرى أهمها الدفاع ضد الأعمال العدائية الأمنية والعسكرية. كان الخوارج يُعلنون عداءهم ورفضهم لأمير المؤمنين، لكن أمير المؤمنين لم يواجههم إلا حين جيّشوا الجيوش وبدأوا بارتكاب الجرائم الحربية المباشرة.. لا ننسى أنه في بعض الحالات يكون فضح طبيعة عداء طرف ما عاملًا مهمًّا في إحراجه وتراجعه عن القيام بحماقات كبرى.
يبدو أن تشكُّل العداء للمسلمين في الغرب المسيحي عمومًا يرجع بالدرجة الأولى إلى غلبة تلك الذهنية الاستبدادية ذات الطبيعة التطهيرية التي سادت في القرون الوسطى خصوصًا، وترسخت عبر فتاوى وأحكام الكنيسة التي رأت أنّ من واجبها الديني وجوب تبديل البشر إلى مسيحيين بكل السبل المُتاحة ومنها القتل والإبادة!
إن لرسوخ بعض العقائد التي كانت عبارة عن تأويل لنصوص الكتب المقدسة هي التي جعلت من غير الممكن تقبُّل الآخر والانفتاح عليه، وقد أشار الله في كتابه الحكيم إلى هذه النزعة: {وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.[2]
وهناك من يرى أن ذلك كله قد جاء كردة فعل على الاستفزاز الذي قامت به جماعات وتيارات مسلمة، قامت بدورها بتأويل آيات القرآن الكريم لنشر هذا العداء كحاجة للتوسُّع والفتوحات والغنائم. وأنّ التيارات التكفيرية التي ظهرت في هذا العصر ما كانت سوى استرجاع لتلك العقائد السابقة.
كذلك هناك من يعتقد أنّ هذه الفكرة هي السائدة بين عامّة المسلمين ولا تُصرّح الأغلبية بها خوفًا من نتائجها، وأنّ علينا قبل انتزاع ذلك العداء الكامن في صدور المسيحيين أن ننتزعه من صدورنا كمسلمين، وهذا ما يتطلب تعمقًا في كل التراث المتعلق بموقف الإسلام من الآخر وخصوصًا أتباع الديانات التوحيدية.
وبمعزل عن وجود مثل هذه الذهنية لدى المسلمين وما يمكن أن ينجم عنها من مواقف، يجب أن نتفق على هذه الثابتة المتعلقة بعداء الغرب للأمة الإسلامية، والذي يتجلى بأبرز مظاهره بدعمه المُطلق لكيان يُمعن في جسدها تمزيقًا وتنكيلا.
هل بتنا بحاجة إلى فهم طبيعة وجود هذا الكيان وممارساته وفلسفة وجوده بعد كل هذا الغسيل المتواصل للأدمغة على مدى أكثر من ثلاثين سنة؟ سيما بالنسبة المسلمين الذي يعيشون خارج منطقة الصراع المباشر، ربما.
لا نحتاج إلى استعادة ذلك العداء التاريخي بين اليهود والمسلمين، خصوصًا في الصدر الأول للإسلام، إلا إذا كان ذلك يقدم دروسًا للحاضر يمكن تطبيقها بعيدًا عن التفسيرات السطحية والتأويلات الضعيفة. حتى لو كانت هذه الاستعارة من التاريخ مفيدة على مستوى ترسيخ الحواجز النفسية التي نحتاج إليها لمواجهة زحف تطبيع الحكومات، فإنها على ما يبدو لن تصمد أمام فنون الهجمات الإعلامية الثقافية المضادة؛ فهي غالبًا ما تتحول إلى ورقة لإحراج المسلمين وتصويرهم على أنّهم عنصريون معادون للسامية.
لقد استغل فُجار اليهود العلمانيون كل ما كان بحوزتهم من أوراق الدين لأجل تحقيق مآربهم الدنيوية التوسُّعية. هكذا ركبوا الشارع الديني حتى انقلب عليهم. العداء الذي يتغذى على الاختلافات الدينية ليس جديدًا، لكن ركوب ظهره يُمثل مُخاطرة كبرى.
مهما كان الكيان بارعًا في استخدام الديانة لترسيخ مزاعمه والدفاع عن نفسه أمام عالم غير متسامح، فهو في النهاية كيان علماني بالكامل تحكمه توجهات دنيوية خبيثة لا تعرف أي نوع من الضوابط والمعاني الإنسانية. إنّ فكرة سيطرة هؤلاء اليهود على العالم الإسلامي ليست خيالية إن كنا نعرف ماذا فعل هؤلاء في معظم الدول التي تسللوا إليها. فرنسا الإمبريالية العظمى قد تحولت إلى أداة طيعة تنفذ سياساتهم كما هي. وهكذا أضحت الولايات المتحدة في جانب يعنينا من سياساتها الخارجية.
بالنسبة للمهتمين برسم سياسات وتشكيل خطابات في التعامل مع هذا الغرب، ينبغي أن يعلموا أن الحديث عن عداء هذا الغرب وكشف أبعاده وأفعاله وأهدافه ورموزه، لن يكون بالضرورة دعوة لحرب شاملة أو القيام بالأعمال العدائية الإرهابية؛ بل هو إعلان يساهم في تقوية الجبهة الداخلية في هذه المواجهة الحضارية التي تبدأ من الأبعاد الثقافية، وينتهي بإحباط الكثير من الخطط التآمرية ضد شعوبنا المسالمة؛ هذه المؤامرات التي بدأت منذ أكثر من قرن واستغلت السذاجة والانشقاق وغيرها من نقاط الضعف الكبرى لدى المسلمين الذين لم يتصوروا طبيعة ذلك العداء وما يمكن أن يؤدي إليه.
لمن يريدون فهم هذه الحقيقة ننصحهم بقراءة أهم الكتب التي نُشرت حول تقسيم الشرق الأوسط ومجريات سايكس بيكو والسياسات الأمريكية تجاه المنطقة منذ بدايات القرن العشرين.
إنّ إدراك حجم هذا العداء وأهدافه يساهم في توحيد الأمة المسلمة وتشكيل مشروعها الحضاري الذي جزء منه تحديد الموقف الدقيق تجاه هذا الغرب. والتعامل بواقعية مع الآخر لا يعني إغفال الأهداف الكبرى للدين الحنيف والتي على رأسها هداية البشرية وإنقاذ انسانها الضائع ومد يد العون لأولئك الغارقين في وحول المادية الغربية العمياء.
[1]. سورة المائدة، الآية 82.
[2]. سورة البقرة، الآية 120.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

كيف نقضي على العنجهية الغربية؟
ذكرتم أنه ما لم نجعل القضاء على العنجهية الغربية هدفًا أساسيًا للمواجهة الحضارية، فإن هذا الغرب لن يرتدع... فكيف نعمل للقضاء على عنجهيته؟

إذا كان الغرب هو النموذج للعيش الكريم لماذا لا نعيش هناك؟
أخي بات مقتنعا أن الحل لتحسين حياته و للعيش بكرامة هو الهجرة إلى كندا أو بلاد مماثلة ، ويقول أنها نموذج قدمه الغرب للعيش الكريم ، بالمقابل أين النموذج الذي قدمه المسلمين الذين ينتقدون هذه الدول.. بماذا أجيبه؟

أهمية إدانة الغرب.. لماذا يجب تسليط الضوء على الاستعمار؟
لكلمة الاستعمار في الضمير الغربي تردّدات سلبية لا تتناسب أبدًا مع الادّعاء السائد فيه بأنّه قد تخلّى عن هذه النزعة الوحشية والمنحطة. فالأغلبية الساحقة للشعوب الغربية تظن أنّ استعمارها لشعوب العالم وأراضيه كان خطأ فاحشًا، ويجب الاعتذار منه؛ حتى إنّ هناك تيارات تدعو إلى التعويض لمن لحقه الأذى والضرر منه. يتصور الكثيرون من أبناء تلك المجتمعات ونخبها أنّ دولهم وحكوماتهم قد تخلت عن هذه النزعة إلى غير رجعة؛ خصوصًا عند من أدرك بعض الآثار الوخيمة للاستعمار على المستعمر نفسه، نفسيًّا وثقافيًّا وحتى اقتصاديًّا، هذا بالرغم من الثروات الهائلة المنهوبة التي يمكنك أن ترى آثارها في كل شوارع ومباني ومتاحف ومصانع وجامعات الغرب ومشاريعه الكبرى.

كيف يتآمر الغرب على بلاد المسلمين.. ولماذا نرفض نظرية المؤامرة؟
يقارب الغرب مصالحه في بلاد المسلمين انطلاقًا من طبيعة براغماتية مطلقة، لا يمكن الانحياز عنها نحو أي نوع من العقائد والميول مهما كانت قوية. فلا شك بأنّ هناك تيارات دينية نافذة في بعض دوائر الحكومات الغربية تسعى لفرض أجندتها، مثلما أن هناك تيارات اسلاموفوبية

لماذا نكره الحضارة الغربية؟
نظر المؤمنون بالإسلام والأحرار في العالم إلى الحضارة الغربية من موقع العداء، لكن قد تتفاوت أسباب عدائهم. وهنا يتقدم السيد عباس نورالدين لتقديم رؤية موضوعية بعيدًا عن العداء الشخصي. وبهذه الطريقة نتقدم خطوة مهمة نحو فهم هذه الحضارة التي تسعى للهيمنة على العالم وإبادة ثقافات الآخر.

الأسس الفكرية للديمقراطية الغربية
إذا أردنا أن نعرف من أين تنبع نزعة الاستعلاء الغربية، فلنتعرف إلى الداورينية والماركسية والآدم سميثية.

لماذا يمعن الغرب بظلم الشعوب؟
يوجد عنصران أساسيان تبلورا في ذهنية الإنسان الغربي تجعله يدعم التحركات المشؤومة لحكوماته:1- يرى حكومته من منظار ما تقدمه له من امتيازات معيشية.2- الصورة التي يحملها عن شيطنة الآخر والتي رسختها وسائل الإعلام والأدبيات والتعليم في ذهنه على مدى سنوات.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...