
لماذا نفشل في تربية أبنائنا دينيًّا؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب تربية الأولاد
لم يكن ما جذب جيلنا نحن الآباء والأجداد إلى التديُّن مشاهدة تجربة روحية مميزة في الصلاة أو الصيام أو المظهر؛ كان جيلنا منجذبًا إلى الثورة والمقاومة التي تجلت بقوة في شخصية الإمام الخميني وتلامذته ومن يمثل نهجه.
يحتاج الشباب إلى قضية كبيرة تشغل بالهم وتستولي على اهتماماتهم وتوجّه طاقاتهم. وبما أنّ جيلنا قد فرغ من المقاومة أو اعتبرها أمرًا مفروغًا منه، فقد ثنى عطفه نحو الصلاة والمظهر والاختلاط واعتبر هذه الأمور قضايا كبرى بدأ بإسقاطها على أبنائه مريدًا لهم أن يعتبروها كذلك، ويعيشوها باعتبار أنّها أهم ما في حياتهم.
عنصر مهم في تحوُّل الجهاد السياسي والعسكري إلى قضية كبرى في حياتنا يرجع بالدرجة الأولى إلى ما عاينّاه قبلها من تخبط وهزائم وانحطاط واستشراء للظلم في مجتمعنا، فكانت المقاومة والجهاد يمثلان انتفاضة ورفض وخلاص وتحرُّر من ذلك المأزق وتلك المآسي التي كنّا نعيشها. فجيلنا قد عاش هذه الظّروف التي شكّلت دافعًا قويًّا له للانخراط في قضية كبرى تحمل معها الكثير من الإثارة (أو الأدرينالين كما يُقال اليوم) والتي تتناسب مع عمر الشباب.
التقيّد بضوابط شرعية في الاختلاط لا يضفي أي إثارة على حياه الشباب، بل على العكس من ذلك هو بحد ذاته أمر مثبّط لهم (خصوصًا في ظل تعقيدات الزواج والعلاقات).
الصلاة التي لا يوجد نماذج قوية لها في حياة الشباب لا يمكن أن تتحول إلى قضية كبرى محفزة. وهكذا أكثر الأمور التي جعلها الآباء همًّا أكبر وأولوية كبرى في دعوتهم للأبناء وتربيتهم لهم.
صحيح أنّ جيلنا كان مقاومًا مجاهدًا لكن قوة جهاده لم تأتِ من الدعوة والتربية والموعظة بقدر ما جاءت من المعايشة والتجربة والمعاناة التي ترتبط بشكل أساسي بالظروف الدافعة والمحرّكة.
كان لدى جيلنا تحدٍّ يتناسب مع خصائص مرحلة الشباب التي تجري فيها عملية المساءلة والمحاكمة لحياة الآباء وأحيانًا كثيرة ولحسن الحظ التمرُّد عليهم. فقد كان آباؤنا بشكل عام رافضين لنهج المقاومة خوفًا على عيوننا من المخرز. لكن ماذا لو أدّت تربيتنا وتصرّفاتنا (وبالخصوص عجزنا عن تفهُّم ظروف أبنائنا) إلى تمرُّد أبنائنا علينا ونحن ندعوهم إلى العفّة في العلاقات والمظهر المحتشم (خصوصًا العباءة الزينبية) والاهتمام بالصلاة والطهارة والوضوء. بالتأكيد سيتجلّى هذا التمرُّد بالإهمال واللامبالاة والتقصير تجاه هذه الأمور التي سنراها بدورنا فاجعة كبرى، ممّا قد يزيد من تشدّدنا معهم: ابنة مجاهد عريق تخلع العباءة، أو ابن مقاوم شهيد لا يصلي أو يقطع في صلاته!
بالنسبة لنا وقد نشأنا على أنّ ترك الحجاب يمثل رذيلة كبرى وأنّ السهو عن الصلاة بمثابة الكفر، لن يكون الأمر محمولًا بأي وجه. فقد نرى حينها أنّ كل تضحياتنا وجهادنا الذي بُذل فيه دماء وأنفس قد ذهب سدى. هذا بعد عجزنا عن إلزام أبنائنا بهذه القيود والأحكام.
وما بين التحسُّر والتفجُّع من جهة، والإحباط والغم من جهة أخرى، دارت معارك كبرى ظنّ بعض الآباء أنّهم انتصروا فيها حين أكرهوا أبناءهم على ما يريدون، وهم لا يعلمون أنّ الإكراه لا يزرع سوى بذرة النفاق التي يمكن أن تتحوّل في مستقبلهم إلى ما يشبه الردّة والكفر.
إنّ إكراه الآباء أبناءهم على الدين في عصر التحرُّر الفكري والاختلاط الثقافي الواسع ليس سوى خطأ آخر يُضاف إلى تلك الأخطاء التربوية المسؤولة عن ضعف التديُّن والانحرافات السلوكية المختلفة عند الأبناء.
معظم الأخطاء التي ترتبط بالتربية الدينية ترجع إلى الفهم الخاطئ لأولويات الدين والجهل بمنظومته القيمية التي كان جیلنا يطبقها دون وعي (نتيجة أولويات المقاومة والجهاد).
إنّ التسامح تجاه الآخر في مجتمعنا كان نتاج هذه الأولوية الجهادية في الأغلب، ولم يكن عن وعيٍ دقيق لمنظومة الدين. الترحيب بغير المتدين في محافلنا كان بسبب إقباله علينا واعتباره غنيمة استقطابية في المستقبل القريب، ولم يكن ناشئًا من ترتيب أولويات الدين في عقولنا.
مارسنا الجهاد وبذلنا في سبيله الكثير من العرق والدماء، لكننا لم نلتفت إلى علاقته بمختلف أحكام الدين بصورة واضحة. بقيت تلك الأمور المرتبطة بالاختلاط والطهارة والصلاة معلقة أمامنا، يأتي من يضخ في أذهاننا مدى أهميتها وخطورتها دون أن يعطينا فكرة واضحة عن علاقتها بالجهاد والعمل الاجتماعي والسياسي وما فيها من هذه الأبعاد.
وهكذا بقيت حكمة الإمام علي (ع) الخالدة مجهولة حين أوصانا قائلًا: "لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".[1]
حين يتراءى لأبنائنا قضية كبرى من خارج منظومتنا مثل ثورة تشرينية ضد الفساد فسوف يندفعون نحوها وهم ينظرون إلينا على أنّنا لم نعد نمثل أهم ما في هذه الحياة.
[1]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج20، ص267.

تربية الأولاد
هذا الكتاب عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.إنه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى. تربية الأولادالكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبالطبعة الأولى، 2019حجم الكتاب: 17*17عدد الصفحات: 396نوع الغلاف: ورقيISBN: 978-614-474-082-8للحصول على الكتاب خارج لبنان، يمكن طلبه عبر جملون على الرابط: https://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/37164097او عبر موقع النيل والفرات على الرابط:https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb321957-312703&search=books

أولادنا..أسئلة حسّاسة، تحدّيات معاصرة
إنّ الهدف الأول .. هو مساعدة المربين على تبيّن المبادئ الأساسية التي تختفي وراء المعالجات المختلفة للمشاكل والأمور التي فرضتها الحياة المعاصرة.. وقد أردنا أن يكون هذا العرض نموذجًا ووسيلة لتعميق مقاربة هذه القضايا من زاوية المبادئ والأصول بدل الاعتباطية والسطحية. وكل رجائنا أن نكون قد ساهمنا في تفعيل الخطاب التربويّ بالاتّجاه الصحيح. الكتاب: أولادناالكاتب: السيد عباس نورالدينبيت الكاتب للطباعة والنشر والتوزيعالطبعة الأولى، 2019الحجم: 17*17عدد الصفحات: 396isbn: 978-614-474-083-5يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا
في عالم اليوم حيث تتلاقى الحضارات وتتصادم الثقافات، تبرز الأديان كمحور أساسي في كل هذا التفاعل. وما أحوجنا إلى تقديم ثقافتنا الأصيلة في بعدها العملي المعاش الذي يطلق عليه عنوان نمط العيش.وفي هذا الكتاب سعى المؤلف إلى عرض القيم الإسلامية المحورية في قالب الأسلوب والنمط الذي يميز حياة المسلم الواقعي الذي ينطلق من عمق إيمانه والتزامه بمبادئ الإسلام وقيمه السامية. كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 288 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-037-8 السعر: 12$

هل أتسبب بأن يكره طفلي الصلاة؟
منذ ولادة ابن أختي، وأنا أهتم به وأعامله بحب، الآن وقد أصبح له من العمر سنتين، يكره أن يراني أصلي أو أعمل، فيبادر إما لضرب الكمبيوتر أو لنزع ثوب صلاتي.. من أجل أن أبقى بجانبه. فهل عدم استجابتي له يمكن أن يجعله يكره العمل والصلاة لأنها الأسباب التي تشغلني عنه؟

ابنتي تكلفت ولا تلتزم بالصلاة!
ابنتي اقتربت من سن التكليف متحمسة جدًا للبس الحجاب، لكنها لا تلتزم بالصلاة إلى الآن، تلتزم ليوم أو اثنين ومن ثم تتوقف، بقي 20 يومًا على تكليفها ولا أعلم ماذا ينبغي أن أفعل؟

أختي تكره الحجاب
أختي تبلغ من العمر 12 سنة، التزمت بالحجاب في سن التكليف. لكن حين علمت أنها ستتكلف في الصف الثالث، طلبت منا أن نسمح لها بإعادتها إلى الصف الثاني حتى لا تتحجب. علمًا أن أسلوب الوالدين ليّن وبعيد عن القمع. بدت في الفترة الأخيرة كثيرة التذمر من الحجاب، وتردد دائمًا "لن أحجب أولادي" و"الحجاب بشع"، وما زاد الأمر سوءًا اضطرارنا (بسبب الظرف المادي) لنقلها إلى مدرسة لا تراعي الضوابط الإسلامية، كيف يمكن مساعدتها؟

متى نضرب الأبناء على الصلاة
هناك حديث عَنِ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْر. كيف يمكن أن نطبق هذا الحديث في زمننا هذا، في حين نعلم أنّ من شأن ذلك أن ينفّر الطفل من الصلاة؟ وكيف نفسّر ضرب الولد على شيء ليس بواجب بالنسبة له طالما أنّه لم يبلغ سن التكليف بعد؟

ما رأيكم بمن يشجع الفتيات على خلع العباءة أو الحجاب للدراسة في الخارج؟
منذ مدة أسمع بأناس ينصحون فتيات لبنانيات بخلع العباءة أو الحجاب إذا ما أردن الدراسة في الغرب لأن ذلك يصعب عليهن الدراسة والعمل.. في الوقت نفسه نرى فتيات يدرسن ويعملن في الغرب ويجاهدن من أجل هذه القضية.. هل يوجد تفسير لمثل هذا التناقض؟

صديقتي خلعت الحجاب!
امراة في الثلاثين من عمرها ام لطفلين سافرت الى الخارج للعيش. بدأ دينها يتراجع شيئا فشيئا حتى خلعت الحجاب. مع انها انسانة جدا جيدة ولكن يبدو ان محيطها يؤثر عليها وترى انها لم ترتكب أي خطا بل هي تتماشى مع طريقة العيش هناك. السؤال هو كيف نستطيع ان نساعدها لترجع الى الطريق القويم مع العلم ان الكلام معها كان كثيرًا.

أخي الصغير يتثاقل من أداء الصلاة، كيف نعالج الأمر؟
أخي الصغير لا يحب الصلاة ويتثاقل من ادائها. حاولنا معه باللين دون فائده واضطررنا الى استخدام العقوبات؛ فبات يخدعنا بأنه يصلي وذلك بالاختباء او الذهاب الى غرفته عدة دقائق ليوهمنا بأنّه أدى الصلاة وأحيانا يغضب من إلحاحنا عليه لتاديتها فيتعمد تاخيرها .. والان قد دخل سن التكليف وهو على هذه الحال، فما الحل ؟؟

أخشى إن أنا تحجبت أن أعود وأخلع الحجاب
أنا غير محجبة، وأؤمن بأنّ الحجاب فرض واجب، ولكن كلما فكرت بالإقدام على الأمر تراودني أفكار وتجارب الآخرين الذين انتزعوا الحجاب بعد لبسه، فأتراجع عن الأمر خوفًا من أن يحصل معي الأمر نفسه، فلا اثق أبدًا أنني سأثبت عليه. لا أعرف كيف أزيل هذه الأفكار من رأسي.

الحجاب بين الحياء والتهتّك.. متى يكون الحجاب سفورًا؟
يبدو أنّ التّركيز الإعلاميّ على ظاهر "الحجاب" قد سمح للكثيرين أن يتلاعبوا به ويحوّلوه إلى عاملٍ مضادٍّ لحقيقته. فالحجاب بحسب المصطلح الشائع هو ذلك الغطاء الذي يكمّل عمليّة إخفاء تفاصيل البدن باللباس، ولذلك صار أمرًا مختصًّا بالنساء.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى