
خطورة الإكراه على التعلُّم
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب التعليم في المستقبل
تمثّل القيم الأعمدة والأركان الأساسية التي تُبنى عليها الشخصية. بمقدار ما تكون القيم الجميلة راسخة في نفوس أبنائنا يجب أن نتوقع منهم الخير الكثير. تأتي عملية التعليم والمعرفة بأساليبها المختلفة كمعين على ترسيخ هذه القيم. جميع السلوكيات الحسنة إنّما تنبع من عالم القيم.
على رأس القيم الجميلة يقف العلم. مع العلم يُفتح الباب أمام قدوم جميع الكمالات إلى النفس. وبمقدار ما يبتعد الإنسان عن العلم يفسح المجال لكل أشكال الشر. وحتى يصبح العلم قيمة راسخة ينبغي أن يكون محبوبًا، الأمر الذي يأتي مع الفطرة. لا حاجة لتحبيب أبنائنا بالعلم، لكن علينا اجتناب كل التصرفات والأساليب التربوية التي تنفّر منه. مثل هذه الممارسات الفظيعة ليست قليلة خصوصًا إذا أعطينا المدرسة حصّة الأسد في هذه التربية التعليمية!
تعجب بعض خبراء التربية من بقاء بعض الإبداع في خرّيجي المدارس. أحد الأدباء الكبار قال إنّه استطاع أن يصل إلى ما وصل إليه من خلال تجنُّب كل تأثيرات المدرسة. قد يبدو الأمر مبالغة، لكن نظرة فاحصة تبين لنا فظاعة ما يرتكبه النظام التعليمي العالمي بحق قيمة العلم؛ يساعده على ذلك جهل الآباء بهذه القضية.
الثقة العمياء التي نحملها تجاه المدرسة تجعلنا نعتقد بأنّ أولادنا إذا تلقّوا تعليمًا مميزًا، فسوف تكون النتيجة ضمان الحصول على مهنة محترمة. لا يوجد أي تصوُّر هنا لما تعنيه قيمة العلم. تغيب القيم حين تضعُف التربية وتبتعد عن أصولها.
إذا أردنا أن نقرّب المسألة إلى الأذهان، نذكر الفارق الجوهري بين حب العلم والعلم. فلو افترضنا شخصًا لا يمتلك سوى الكثير من المعلومات، وآخر لا يمتلك سوى حب العلم لكان الثاني أفضل من الأول وأرجى عاقبةً بكثير. حب العلم يدل على بقاء الفطرة الأصيلة وهي الوديعة الإلهية التي يُفترض أن نسلّمها لصاحبها يوم القيامة. وجود معلومات كثيرة في النفس لا يدل على أكثر من كونها خزانة. ومع عدم تقدير قيمة هذه المعارف يمكن أن يتم استخدامها بألف طريقة خاطئة. الإنسانية هي الأرضية الصلبة التي تنطلق منها الخيرات. وأول خطوة لتقدير العلم هي حب العلم والفرح به واعتباره أمرًا جميًلا، وأجمل منه أن نعدّه نعمة عظيمة من الله.
المربون الذين ينطلقون من الرؤية الكونية الإسلامية يعلمون أنّ هدف التربية الأصلي هو ربط الإنسان بالله الذي هو منبع وأصل كل الكمالات. ليست الكمالات سوى مظهر للرب المتعال وبواسطتها يحصل التوجه والارتباط به. وإنّ ما يُحقق الرابطة الأساسية بين الكمال ومصدره ومعدنه هو كونه محبوبًا لدى الإنسان. بواسطة هذا الحب للكمال يحصل الانجذاب والتوجه نحو مصدر الكمال سبحانه وتعالى. لا يمكن أن يبحث الإنسان عن مصدر العلم بشغفٍ ولهفة واندفاع ما لم يكن محبًّا لهذا الكمال.
فإن دار الأمر بين حب العلم والعلم (أي تحصيل المعارف والمعلومات)، فلا شك بأنّ الأول هو الذي يحقق الأهداف التربوية المنشودة لا الثاني.
يخاطر الآباء والأمهات كثيرًا حين لا يلتفتون إلى أهمية بعث هذا الحب في نفوس أبنائهم، وذلك بحجة ضرورة امتلاك الأبناء لمجموعة من المعارف والمهارات العلمية بأي شكل كان. بالنسبة لهم يكفي أن يكون الأبناء على مستوًى جيد في اللغة والعلوم الأساسية لكي يشعروا بالثقة بالنفس ويتمكنوا من اجتياز مصاعب المرحلة الثانوية والإعدادية التي تهيئهم للانتساب إلى الجامعة التي يرغبون. قد تنجح هذه الطريقة في بعث هذه الثقة وتؤدي إلى التعامل الميسر مع متطلبات الدراسة الجامعية وما قبلها دون أوجاع الرأس المضنية. حين نجبر أولادنا على اكتساب مهارات اللغة والرياضيات، فسوف يمكنهم تجاوز عقبات مهمة غالبًا ما تسبب الكثير من الإحباط والخيارات الخاطئة. لكن لو تأملنا قليلًا في أساليب الجبر لوجدنا أنّ النسبة العظمى من الذين خضعوا لها لم يتمكنوا من تجاوز تلك العقبات، ولو حصل ذلك فإنّ الناتج منها لا يبشر بخير.
من الذي يشك بالآثار الوخيمة للإكراه على التعلّم؟! ومن الذي لا يلاحظ الآثار الطيبة للاندفاع والرغبة في التعلم؟! الإكراه يؤدي إلى النفور والاندفاع ينشأ من الحب.
ولأنّ عالم اليوم والغد سيكون عالم المبدعين، فإن أردنا لأولادنا مستقبلًا مُشرقًا مفعمًا بالحياة والأمل علينا أن نركز على هذه القيمة الأساسية المرتبطة بالعلم. المبدعون في المجالات العلمية هم الذين سيقودون العالم ويتمكنون من تحسين حياتهم والحصول على أفضل الشروط لأعمالهم.

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

ابنتي تتكاسل في الذهاب إلى المدرسة
أنا أعاني كثيرًا مع ابنتي، هي في الصف الثاني، تبقى تذهب وتجيء وتصل حافلة المدرسة وهي تكون ما زالت غير جاهزة، رغم أنّني أحرص على إيقاظها باكرًا. اخوتها يجهزون وينزلون لانتظار الحافلة أما هي فلا تكترث للأمر أبدًا. ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها نشيطة ومتحفزة؟

ابني خجول منطوٍ في المدرسة.. حيويّ متفاعل في المنزل
شخصية ابني تختلف كلّيًّا بين البيت والمدرسة، ففي المدرسة يخجل من كل شيء: يخجل من المشاركة في الصف، لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام تنمّر رفاقه، ولكن لديه ذكاء ويحفظ دروسه جيّدًا .. أمّا في البيت فتفاعله جيّد جدًّا لا سيما مع رفاقه. ما هو تفسير هذا الأمر؟ وكيف يمكن لي معالجته؟

حين يكون التعليم عدوّ التربية 2
لكي يعطي التعليم النتائج المطلوبة، ينبغي أن يحصل ضمن بيئة تفاعلية إيجابية تقوم على إيجاد الوعي العميق بين الطالب والعلم.. وما دامت أساليب التعليم تقوم على إخضاع المتعلّم وإكراهه على اتّباع نمط محدد في التلقي والدراسة والأداء، فمن المستحيل أن يتحقق هذا الوعي؛ خصوصًا إذا عرفنا أنّ لكل إنسان نمطه الخاص في التعلّم.

حين يكون التعليم عدوّ التربية... لماذا يجب تغيير التعليم لإنجاح التربية؟
تعاني المدارس الإسلامية بشكل خاص، والمدارس العلمانية بشكل عام، من مشكلة كبرى تكمن في أنواع الخلل التربوي الذي يجتاح نفوس الطلاب وينذر بكوارث نفسية ومعنوية وأخلاقية ومسلكية كبرى. وفي المدارس الإسلامية قد يتحول التأزم النفسي والأخلاقي إلى نوع من التمرد على أهم ما تمثّله هذه المدارس وهو الدين؛ فنجد في بعضها حالات من الإلحاد والزندقة وإنكار الدين، لا لشيء سوى لأنّ هذا يُعد أفضل طريقة للانتقام من المؤسسة التي مارست أشكال القمع والكبت والضغط باسم الدين بحسب ما يراه طلابها.

لماذا تنحسر المؤسّسات الإسلامية التعليمية؟
نسمع عن مؤسّسات تعليميّة إسلامية تصل إلى مرحلة تضطر معها للتخلّص من معلمين ومعلمات، امتلك بعضهم خبرات سنين متمادية، لا يمكن تحصيلها بسهولة في أي معهد إعدادي.ومن جانبٍ آخر، لا أحد ينكر أنّ مجتمعنا مازال يعاني من نقصٍ حاد فيالخبرات التعليمية والعلم وتأمين التعليم المناسب. إنّ مشكلة التعليم سواء في مجال المهارات أو المعارف هي مشكلة متفاقمة، لأنّ معظم المدارس الحالية لا تؤمّن الحد الأدنى اللازم من التعليم المطلوب.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...