العلوم والمعارف التي تنشأ من محاربة الشيطان
والخدع والأضاليل الشيطانية التي يذكرها ابن العربي
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب الله في العرفان
في قوله تعالى: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرين}.[1]
يقول محي الدين ابن العربي في فتوحاته بأنّ المنازل السُفلية هي الجهات الأربع التي يأتي منها الشيطان إلى الإنسان، وذلك لأنّ الشيطان من عالم السفل، فلا يأتي إلى الإنسان إلا من المنازل التي تناسبه وهي اليمين والشمال والخلف والأمام.
وأهم ما يستعين به على الانسان هو الطبع، أي عالمه الطبيعي أو طبائعه المتشكلة من نشأته الدنيوية، لأنّها المساعد له فيما يدعو إليه من اتّباع الشهوات. ولذلك أُمر الإنسان أن يقاتله من هذه الجهات، وأن يحصنها بما أمره الشرع حتى لا يجد الشيطان للدخول إليه منها سبيلا.
ويذكر ابن العربي ما ينجم عن طرد الشيطان من الجهات الأربع من علوم ومعارف. فيقول إنّك إذا طردت الشيطان من بين يديك، لاحت لك من العلوم علوم النور، وهي على قسمين: علوم كشف، وعلوم برهان صحيح بفكر. وعلوم البرهان ما يثبت به الحقائق مثل الرد على المعطّلة الذين سدوا طريق معرفة الله تعالى، وإثبات وجود الإله، ويدل على توحيد الإله من كونه إلهًا وبه يرد على من ينفي أحكام الأسماء الإلهية وصحة آثارها في الكون.. وأما علوم الكشف فهو ما يحصل له من المعارف الإلهية في التجليات في المظاهر.
وإن جاءك من خلفك وهو ما يدعوك إليه الشيطان أن تقول على الله ما لا تعلم، وتدّعي النبوة والرسالة وأنّ الله قد أوحى إليك، فإن طردته لاحت لك علوم الصدق ومنازله وأين ينتهي بصاحبه. ولما كانت القوة صفة هذا الصادق، حيث قوي على نفسه فلم يتزين بما ليس له والتزم الحق في أقواله وأفعاله وأحواله، أطلعه على القوة الإلهية التي أعطته القوة في صدقه الذي كان عليه. ويحصل له علم تعلق الاقتدار الإلهي بالإيجاد، ويحصل علم العصمة والحفظ الإلهي حتى لا يؤثر فيه وهمُه ولا غيره فيكون خالصًا لربه.
وإذا دفعت الشيطان من جهة اليمين، فإنّه إذا جاءك من هذه الجهة الموصوفة بالقوة، فإنّه يأتي إليك ليضعف إيمانك ويقينك ويلقي عليك شبهًا في أدلتك ومكاشفاتك؛ فإنّ له في كل كشفِ أمرٍ يطلعك الحق عليه أمرٌ من عالم الخيال ينصبه لك مشابهًا لحالك الذي أنت به في وقتك، فإن لم يكن لك علم قوي تُميّز به بين الحق وما يخيّله لك التبس عليك الأمر.
وإن جاءك الشيطان من جهة الشمال بشبهات التعطيل أو وجود الشريك لله تعالى في ألوهيته فطردته فإنّ الله يقويك على ذلك بدلائل التوحيد وعلم النظر. فإنّ الخلف للمعطّلة ودفعهم بضرورة العلم الذي يعلم به وجود الباري.
فالخلف للتعطيل والشمال للشرك واليمين للضعف ومن بين أيديهم التشكيك في الحواس.
[1]. سورة الأعراف، الآية 17.
الله في العرفان
لمن يحب أن يتعمق في معرفة الله ويسبر أغوار الحقائق الإلهية. كتاب يختصر المعارف العرفانية العميقة التي تُعد آخر ما وصل إليه الفكر البشري في مجال معرفة الله وصفاته وشؤوناته، ويتعرّض لمعاني الاسم الأعظم والمقامات الإلهية والاسم المستأثر الذي حارت بشأنه عقول الخلائق. ويطرح طبيعة العرفان والشهود وما يميز هذه المدرسة عن غيرها من مدارس الإلهيات.وقد استفاد الكاتب من أهم ما كتبه الإمام الخميني وذكره في القضايا المذكورة وتعرّض لذلك بالشرح والتفصيل. الله في العرفان الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21.5غلاف ورقي: 272 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 8$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
إذا كان الخوف من علامات المؤمنين، فكيف نفسر خوف الشيطان من الله؟
يذكر الله تعالى أنّ الخوف من علامات المؤمنين {وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين} ومن خاف الله فله الجنة {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتان} فكيف نفسر كون الشيطان كان يخاف الله ولم ينقذه خوفه هذا {كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَريءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمين}؟
يوسوس لي الشيطان بأني مشرك!
لدي وسواس بأنني مشرك، كلما ذكرت الله يوسوس لي الشيطان بأنني مشرك، كيف يمكنني أن أتخلص من هذه الحالة؟
لماذا نطلب من الله استنقاذنا من الشيطان إذا كان مغلولًا؟
ورد في دعاء الامام زين العابدين اذا دخل شهر رمضان عبارة:"وان اشتمل علينا عدوّك الشيطان فاستنقذنا منه" و عبارة "و جنبنا .. الانخداع لعدوّك الشيطان الرجيم" و في المقابل وردة في خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان أن الشياطين مغلولة في هذا الشهر. فما تفسير ذلك؟
كيف يميز السالك إذا كان سلوكه صحيحًا أو إلى بيت النفس والشيطان
كيف يميز الإنسان إذا كان سالكًا بشكل صحيح؟ وكيف يحترز من أن يكون سيره نحو بيت النفس والشيطان؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...