العمل الأهم
على طريق بناء الحضارة الإسلامية الجديدة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب المدرسة النموذجية
لبناء حضارة جديدة لا بد أن يندفع أفراد الشعب نحو هذا الهدف العظيم. مثال هذه الحضارة الكبرى يجب أن يكون متصوَّرًا كبديل أفضل وأعلى. تصوير هذا المثال الأعلى في الأذهان العامة هو أهم عمل يجب أن يتولّاه القادة والرواد. جزءٌ مهم من هذه العملية الإقناعية يعتمد على المقارنة الدقيقة مع الحضارات السائدة والمهيمنة من أجل اكتشاف الميزات الأساسية للحضارة المنشودة.
في كل حضارة هناك بُنى تحتية وقواعد تقوم عليها أبنيتها الفوقية. البُنى التحتية تتمثّل بشكل أساسي في الثقافة التي تعرض رؤية كونية للوجود والمصير والإنسان والخالق والرب والمعنى والنظام والسلوك. أما البُنى الفوقية فهي أشكال العمران والعلوم والفنون والتكنولوجيا.
المقارنة بين البُنى الفوقية أمرٌ صعب جدًّا على الناس، في ظل عدم وجود نموذج واقعي مُعاش. مجرد انتقاد البُنى الفوقية للحضارات المقابلة أيضًا غير كاف وضعيف التأثير على العموم.
ما لم نتمكن من إجراء مقارنة دقيقة وعميقة بين البُنى التحتية التي نمتلكها (ونعتبرها أساس انطلاقة عملية بناء حضارتنا الجديدة) وبين البُنى التحتية عند الآخرين، فلن نقدر على تحفيز الأتباع والمستعدّين للمشاركة الفاعلة. وهذا ما يتطلّب اكتشاف جوانب العظمة المتميزة في ثقافتنا.
تتميز ثقافتنا بمجموعة من العناصر التي تجعلها متفوقة جدًّا وشديدة الجاذبية؛ منها ما تحتويه من منظومة أحكام وقوانين وتشريعات للحياة والسلوك والعلاقات؛ ومنها احتواؤها على غنًى روحي شديد الجاذبية؛ ومنها رؤيتها الكونية العرفانية ذات العمق والاتساع الفريد.
لكن هذا التراث الجامع لهذه العناصر لم يكن في أي يوم من الأيام أمام استحقاق العرض العام. كان حكرًا على أهل العلم والخواص، وبعضه كُتب بلغة رمزية للحماية والوقاية من تهديدات الداخل. جزءٌ مهم من هذا التراث أيضًا أُنتج في بيئة معادية ورافضة.
لم يكن التعليم العام مطروحًا عند أي من السلطات التي تعاقبت على حكم المسلمين منذ القرون الأولى. أي تعليم مطلوب كان لأجل تثبيت أنظمة الحكم وتأمين الاستقرار الداخلي. لم يكن هناك أي شيء تحت عنوان بناء حضارة ونموذج. الحضارة العباسية والعصر الذهبي الإسلامي كان كالصدفة.
ومع عدم وجود استحقاق التعليم العام، تقوقع هذ التراث وانحسر أكثر فأكثر. في المقابل، كان الغرب يعيش استحقاق تعليم الأطفال منذ السنوات الأولى وتثقيف الجماهير عبر مختلف الوسائل والأساليب. هذا ما سمح بإظهار عظمة العناصر الذاتية في ثقافته في الوقت الذي باتت هذه العظمة في ثقافتنا خافية حتى على أهلها.
لا يمكن منافسة الغرب في مضمار العلوم والمدنية والعمران والتكنولوجيا من دون انطلاق همم الشعوب ومشاركتها الفاعلة. أي منافسة هنا دون النظر إلى بناء الحضارة الذاتية ستؤدي إلى المزيد من الانبهار بالغرب والتبعية له. المنافسة المطلوبة يجب أن تجري في البنى التحتية بشكل أساسي. وهذا ما يتطلب إقناع الجماهير بعظمتها الفريدة.
إنّ اكتشاف جوانب العظمة والفرادة في الثقافة الإسلامية ليس بالأمر السهل، وعرضها من أصعب الأمور. الأسباب ترجع إلى أنّ ظهور العظمة لا يكون إلا في ظل الاهتمام بالعرض العام والتبيين والإقناع للناس، وهذا ما يتجلى في محاولات إقناع الأطفال أولًا.
إذا كنت تريد الكشف عن عظمة فكرة الهباء وعالم العماء في الرؤية الكونية العرفانية، فلا بد أن تضع أمام ناظريك عالم الأطفال. إن لم تتمكن من عرض هذه الأفكار على هذه الفئة العمرية، تأكد أنك لم تكتشف هذه العظمة بعد.
عوالم الوجود شديدة الجاذبية والسحر في الرؤية العرفانية، لكنها تفقد سحرها حين يُراد تنزيلها إلى الأفهام العادية. يتطلب هذا العمل مهارات متميزة، بل إعادة تنظير وتبيين!
عملية التنزيل تعني وجود مراتب. لا يمكن تنزيل الحقائق المُكتشفة في العرفان الإسلامي دفعة واحدة. نحتاج إلى وضعها في مراتب بحسب الأفهام. حاول ابن العربي في بدايات فتوحاته المكية أن يعرض العقائد على أربع مراتب؛ مرتبة العوام ومرتبة الخواص ومرتبة أخص الخواص وذكر أنّ المرتبة الرابعة يصعب بيانها بشكل مباشر، فبثها في الفتوحات بطريقة رمزية وخفية.
محاولة جديرة بالدراسة لأنّ الأمر يتعلق بالمضمون لا بالأسلوب فحسب. كيفية ارتقاء الإنسان في مراتب المعرفة بحسب مراتب قواه الإدراكية لا بحسب فهم العبارة أمر ملفت جدًّا.
التعليم العام بأساليب المدرسة والإعلام يُحتم علينا أن نضع عناصر ثقافتنا المتميزة في مراتب ودرجات من أجل الوصول إلى هذا الهدف وهو: اكتشاف الناس لعظمة ثقافتهم التي تبعثهم على الانطلاق في عملية بناء حضارتهم الجديدة. في غير هذه الحالة، التعويل على تحقيق ازدهار اقتصادي وعمراني واستقرار أمني ومعيشي سيكون في غير محله. هذا حلم الكسالى ومن لا يقدر ذهنه على إبداع الحلول لواحدة من أعقد مشاكل العصر.
عملية الإقناع بالعناصر الجميلة المتميزة العظيمة في ثقافتنا تتطلب تحديد درجات تُعرض في كل واحدة منها أفكار ومعانٍ تكون مقدّمة لما بعدها من أجل الوصول إلى اكتشاف الناس لتلك العناصر، حيث يتحقق الجزء الأساسي في عملية الانطلاق. لحد الآن يمكن القول إنّ هذه العملية لم تبدأ.
روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$
المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$
المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$
مهارات الحياة المرحلة الأولى
هذا هو الكتاب الأول من سلسلة "مهارات الحياة" التي تهدف إلى سد الفراغ الحاصل في المناهج المدرسية على صعيد المفاهيم الأساسية. مفاهيم الحياة الأساسية هي التي تشكّل الدعامة الأولى لرؤية الإنسان للحياة ولمسؤولياته فيها. وجدنا أنّه من الضروري تناول الموضوعات والقضايا التي سيكون لها أكبر الأثر في نظرة الطالب إلى هذا الوجود ودوره فيه. ونحن نعتقد أنّ طرح هذه القضايا سيحفّزه على التفكير والاهتمام، ويساعد على بناء التوجهات الفطرية السليمة، التي تصونه من العبثية أو الضياع أو اللامبالاة بقضايا الحياة الأساسية. إنّنا نؤمن بأنّ تفاعل التلميذ مع القضايا الكبرى في مرحلة عمرية مبكرة من شأنه أن يفعّل كل الطاقات الإيجابية الأخرى في وجوده. ونحن نثق تمامًا بأنّ هذه هي الخطوة الأولى الأساسية في مواجهة الاجتياح العبثي على أفكاره وفطرته. وأملنا أن يكون عرضنا وتناولنا ومعالجتنا لهذه القضايا عاملًا مساعدًا لتحقيق هذه الأهداف. كما نأمل أن يكون عرض هذه القضايا ملهمًا لكلٍّ من المعلّمين والمربّين والطلاب لكي يُبدعوا في تناولها ومناقشتها وطرحها على الآخرين.
إنتاج العلم.. شرط بناء الحضارة أين نحن منه؟
لدى المسلمين اليوم نوعان من العلوم: علوم مستوردة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التبعية والاستيراد من الآخر؛ وعلوم نابعة من ثقافتهم وتاريخهم، ميّزتهم على مدى القرون عن غيرهم من الحضارات ومنحتهم قوّة حفظ الهوية التي هي أكبر مُستهدف في صراع الحضارات وتفاعلاتها. وما لم يتحقّق الاستقلال العلمي في النوع الأول، يبدو أنّ هذه العلوم لن تزيد المسلمين إلا تبعية للآخر المهيمن المتفوق في مجالاتها.
لماذا يجب توجيه التعليم نحو بناء الحضارة؟ وما هي مستلزمات ذلك؟
أحد الأهداف الكبرى التي ينبغي أن يتوجه التعليم المدرسي إليها هو ربط المتعلم بالمشروع الحضاري الكبير الذي ينبغي أن تتكاتف جهود الجميع وتنصب باتّجاه تحقيقه؛ الأمر الذي يقتضي قبل أي شيء جعل مجتمعنا قويًّا ومنيعًا، يحقق استقلاله في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.
أسس بناء المناهج التعليمية
تحدي التعليم العام كيف نعمل على المتعلم لتحقيق أعلى النتائج المرجوة؟ كيف نفعل القوى الإدراكية لدى الطالب ليكون متعلمًا قويًّا سريعًا منتجًا؟ أولًا: لا بد من تفعيل فطرة حب العلم ثانيًا: لا بد من امتلاك الطالب للوعي العميق تجاه العلم كيف نشكل وعي الطالب تجاه العلم؟ المرحلة الأولى: أن تكون تجربة العلم لذيذة حل أ. أخطر ما يحصل هو قتل بذرة فطرة حب العلم المرحلة الثانية: معرفة مناهج الوصول إلى العلم أ. التعرف إلى تجارب البشر في اكتشاف الحقائق المرحلة الثالثة: إتقان مناهج البحث العلمي أ. امتلاك مهارات البحث العلمي المرحلة الرابعة: الإنتاج العلمي أ. امتلاك روح النقد العلمي ب. امتلاك مهارة التعبير عن الإنتاج العلمي
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...