
إنتاج العلم شرط بناء الحضارة
أين نحن منه؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
تُعد الذخائر العلمية التي تُستخدم في حياة ومسيرة أي مجتمع عنصر قوّته الأساسية. بعضها يتحوّل إلى آلات وتقنيات وأجهزة يُفترض أن تزيد من قوّته الإنتاجية وثرواته القومية، وبعضها يؤمّن التماسك واللحمة في النسيج الاجتماعي، كتلك العلوم التي تدعم البُنى العقائدية للشعب وقيمه وثقافته المحلية، وتكون منشأً لشرعية نظامه السياسي ودستوره وغير ذلك.
لدى المسلمين اليوم نوعان من العلوم: علوم مستوردة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التبعية والاستيراد من الآخر؛ وعلوم نابعة من ثقافتهم وتاريخهم، ميّزتهم على مدى القرون عن غيرهم من الحضارات ومنحتهم قوّة حفظ الهوية التي هي أكبر مُستهدف في صراع الحضارات وتفاعلاتها.
ما لم يتحقّق الاستقلال العلمي في النوع الأول، يبدو أنّ هذه العلوم لن تزيد المسلمين إلا تبعية للآخر المهيمن المتفوق في مجالاتها. بالحد الأدنى ما زالت هذه العلوم عامل تعزيز الانبهار بالغرب وثقافته، وسبب ضعف الثقافة الذاتية.
النوع الثاني يساهم في تعزيز هوية الانتماء للإسلام، لأنّه ينبع بصورة أساسية من القرآن الكريم الذي ترفض الثقافات الأخرى الاعتراف به أو تقديسه. إنّ قوة حضور العلوم الإسلامية في حياة المسلمين تعتمد على مدى فاعليتها في تأمين متطلبات الاستقلال بكل أبعاده الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
التشريعات التي تنظم حياة الناس بطريقة توفر السعادة والأمن والاستقرار والازدهار هي فرع مهم من العلوم الإسلامية، رغم الإذعان بوجود نقص فادح في الأبعاد الاجتماعية للتشريع والقانون. هنا تأتي تشريعات الآخر وقوانينه لملء الفراغ وسد النقص، ويحصل الانفصام والازدواجية التي تمزق النسيج الاجتماعي، كما حصل مع بدء عصر الاستعمار والحداثة.
رغم هول الكارثة، لا يبدو أنّ المسلمين استطاعوا معالجة مشكلة نقص القوانين والنظم الاجتماعية والإدارية في معظم بلادهم ومجتمعاتهم. إيران تقدمت خطوات مميزة نحو أسلمة التشريعات بدءًا من الدستور الذي لا يخالف في بنوده روح الدين الإسلامي؛ ومع ذلك يبدو أنّ صياغة دستور ينبع من الإسلام بالكامل يتطلب ثورة أخرى.
هناك اعتقاد يُفيد بأنّ تمحيض العلوم الإسلامية سيكون آخر إنجازات المسلمين على طريق بناء حضارتهم الشامخة. محوضة العلم الإسلامي تعني انبثاقه بالكامل من القرآن الكريم ونزاهته من أي نوع من الانحراف عن روح الدين وأصوله. كان سعي علماء المسلمين على مدى التاريخ تقديم هذا العلم المحض. لكن التأويلات الانحرافية التي نشأت من عوامل نفسية وذهنية وقصور وتقصير، سدّت باب الرجوع إلى القرآن كما كان مرجوًّا. هكذا نزلت الويلات والمصائب بالأمّة المسلمة وأدت إلى إضعافها وتمزُّقها.
|| العودة إلى الطريق الصحيح هو المقدمة الضرورية للبدء بعملية بناء حضارة إسلامية حقيقية.
لدى المسلمين نهجان بارزان في عملية استنطاق القرآن والنصوص المعصومة:
الأول يتمثل في عرفان ابن العربي الذي عصر تجربة السير المعنوي والسلوك الباطني،
والثاني ظهر في تراث الفلاسفة الحكماء الذين تمسكوا بالمنهج العقلي كمبدأ للاستنباط، وعلى رأس هؤلاء صدر المتألهين الشيرازي صاحب الحكمة المتعالية.
يتميز النهج الأول بتراث غني عجيب مذهل عابق بالروحانية والغرائب والعظمة التي تجعل أي مسلم يطّلع عليه يفخر بإسلامه وقرآنه والنبوة، وهو يرى كل تراث آخر صغيرًا متواضعًا. تعزيز الهوية الإسلامية بأقوى صورة ممكنة يمكن أن يعتمد على هذا النهج في الوقت الحالي. لا يمكن لأي مدرسة أو ديانة أو فلسفة أو مذهب أن يصمد أمام عظمة وجبروت وعمق وقوة عرفان الشيخ الأكبر. لكن تبرز هنا مجموعة من المشاكل والعقبات التي تجعل فهم وانتشار هذا النهج صعبًا جدًّا على مستوى العموم، هذا إن لم يكن مستحيلًا عمليًّا.. ورغم محاولاته الحثيثة لشرح آليات توصُّله إلى تلك المعارف والعلوم، فإن ابن العربي كان يعترف دومًا بأنّ فهم الكثير منها صعب وغير متيسر حتى للخواص.
هل كان ابن العربي بصدد تأسيس حكومة النجباء والنقباء؟
وهل يكفي وجود فئة خاصة تقود المجتمع نحو أهدافه الكبرى؟
جاذبية نهج ابن العربي مبنية على عظمة الكشوفات التي يدّعيها ووفرة الحقائق الغيبية التي يُقدمها، والتي تعرض لإنسان خارق القدرة، يفوق كل ما قدمته أذهان أصحاب الخيال العلمي.
النهج الثاني وصل إلى أوجه على يد صدر المتألهين الشيرازي الذي سعى للنهل من القرآن والسنة والعرفان وتراث الفلاسفة العقليين، باعتماد منهج عقلي متحرر ازداد قوة بفعل اتصاله بالوحي والطهارة. لكن هذا النهج سرعان ما يبدو صغيرًا أمام ما يقدمه عرفان محيي الدين، وقد يبدو هزيلًا إن أجرينا مقارنة كمية أيضًا. ومع ذلك أثبت هذا النهج أنّه أسهل على صعيد التعليم والانتشار، ويمكن أن يوفر لنا منهاجًا واضحًا لنسلك فيه.
لو عرضنا النهجين في قالب التعليم الحديث، لتخطّى نهج العقل الفلسفي نهجَ العرفان الأكبري بسرعة، وذلك نظرًا لما يتمتع به نهج الحكمة المتعالية من تماسك بحثي ووضوح منهاجي. يمكن لأي طالب أن يصل إلى الإحاطة والتخصص بمدرسة صدر المتألهين مع بذل الجهد والتحصيل.
المتخصصون في الحكمة المتعالية يبلغون المئات، والمتخصصون في عرفان ابن العربي يُعدون على الأصابع. محاولات شرح علوم ابن العربي ونشرها على نطاق واسع ابتُليت بانحرافات لا يرضاها. تم تقديم عرفان فلسفي لا يؤمن به هذا العارف الكبير، بل كان يحذر منه مرارًا.
هذان المجالان اللذان يمثلان قوة كبرى للمسلمين على صعيد تمتين العلوم الإسلامية، يقفان اليوم أمام تحديات حضارية جدية. ليست المشكلة في العمق بل في النقص. بناء الحضارات يعتمد على مجموعة من المجالات المعرفية التي للآخرين يد طولى فيها كما يظهر جليًّا حين ندخل نطاق التعبير الشعبي العام. حتى أتباع الحكمة المتعالية لا يدّعون أنه تم شرح أفكاره وتبسيطها بالكامل. مئات الشروحات التي كانت تفكك العبائر وتحلل الاستدلالات؛ قليل منها تجاوز صدر المتألهين ليقدم شيئًا جديدًا. إذا أردنا أن نعبر عن تراث صدر المتألهين بالكم، فإن أتباع مدرسته لم يزيدوا عليها ما يصل إلى العشر. هذا قريب من العقم. الحكمة التي لا تزدهر تعاني من ضعف الأصول. هل كانت المشكلة في تقوقع أتباعها وعدم انخراطهم في مواجهة تحديات الحضارة؟
إن تم حل مشكلة النشر والانتشار (وهي مشكلة ليست بالبسيطة أبدًا) نفترض أنّ بناء حضارة على تراث أو منهج يعني أن يكون هذا النهج ملهمًا أساسيًّا لجميع الأعمال الفكرية والأدبية التي تتجلى في حوارات الناس وفنونهم وتوجهاتهم ومشاعرهم. لا يدّعي أحد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة أو قريبًا منها. المنشغلون بالهمّ الحضاري يتحدثون دائمًا عن الغزو الثقافي الذي يقوم به الآخر. وفي حالة الدفاع نرى غلبة الانفعال واحتجاب الأصول.
بعد عبور مرحلة الاستيعاب والشرح والنشر، يأتي دور الإبداع والإنتاج الذي يُفترض أن يتلازم مع مشروع بناء الحضارة. جزء من هذا الجهد العلمي سيُصرف على الدفاع، لكن يجب الاهتمام الأكبر بالبناء. تعريف حضارتنا برفض الآخر ونقضه لا يكمل صورة الحضارة المطلوبة. الجزء الأكبر يرتبط بالإبداع والتميز.
الجاذبية الملفتة لتراث ابن العربي سرعان ما ستضع النهج الفلسفي أمام مأزق يجب أن يتعامل معه. الكم يحكي كلمته هنا. عدد مسائل الحكمة المتعالية قد لا يتجاوز الخمسة بالمئة من مسائل الفتوحات المكية للشيخ الأكبر. في النهاية ما يهم هو المعارف والكشوفات والحقائق، وليس عدد الأدلة والبراهين التي تُقام عليها.
اعتبار منهج صدر المتألهين وليد منهج ابن العربي غير دقيق البتة. يعتبر المتخصصون في عرفان ابن العربي أنّ محاولات الفلاسفة لشرحه أدت إلى تحريفه وطمس معالمه.
حين نعرض النهجين على مشروع بناء الحضارة يبدو أنّ الحكمة المتعالية ستكون أكثر فائدة لقدرتها على المناورة في مجالات المجتمع والتعليم والإقناع، والأهم من كل ذلك الأصالة. يمكن أن تفوز الحكمة المتعالية في معركة ادعاء الانبثاق من أصول الإسلام، وبذلك قد تتمكن من تشكيل توافق كبير بين أهل الفكر. هذا التوافق أساس انطلاق المشاريع الحضارية كافة.
عرفان محي الدين قريب الأفق من الآخرة والمعاد. الكثير من الحقائق التي يكشفها لا ترتبط بعالمنا الأرضي إلا بالتأويل والتمثيل المغرق. هنا أيضًا قد يفوز منهج الحكمة المتعالية، مع ضرورة إكمال مشروعه الفكري في إنتاج فلسفات مضافة.
يسحرنا ابن العربي فتتوق أنفسنا إلى عالمه السماوي، ننبذ هذه الدنيا فننبذ معها هذه الأرض دون انتباه. يمكن لمنهجه أن يتعايش مع أصعب الظروف الاجتماعية وأشدها قسوة. لا يمكن للثقافات الغربية المغرقة في الإلحاد والضلالة المادية العمياء أن تتحدى تراث ابن العربي. لكن قد تكون النتيجة هي نوع من التعايش. هل يمكن للتعايش بين الحق والباطل أن يكون أساسًا لبناء حضارة؟

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

هل استغل العلماء نتائج الفيزياء في الفلسفة؟
هناك من يشكل هذا الكلام أن العلماء scientists لم يكن هدفهم إثبات عدم وجود إله لهذا العالم وإنما هم يدرسون هذه الظاهرة ويحللونها ويقومون بالتجارب لمعرفة أسرارها وهم لم يتعدوا بحثهم إلى المسائل الفلسفية وإنما الفلاسفة هم الذين استفادوا من تجارب العلماء ليدعموا نظرياتهم الفلسفية وراحوا يناقشون هذه لنتائج من ناحية فلسفية، فما قولكم في ذلك؟

كيف أحدد العلم المطلوب والعلم غير المطلوب؟
هل يمكنني التهرب من تعلم علم معين حتى لا أتحمل تبعات مسؤولياته، كأن لا أتعلم قيادة السيارة حتى لا أُستنزف من قبل العائلة في تلبية طلباتهم وإيصالهم إلى هنا وهناك؟

ما هي مسؤوليات طالب العلم الدينية؟
ما هو تكليف العصر فيما يختص طلب العلم الديني؟ هل أنكب على الكتب الفقهية والاصولية او على الفلسفة والامور العقائدية ؟ كيف امكن نفسي لمتطلبات العصر لاسيما الفلسفة الغربية

أين يُعد التحصيل العلمي أفضل في أوروبا أو لبنان؟
هل الحياة في بلدان أوروبا والغرب من الناحية المعيشية هي حقًا أفضل من العيش في البلدان العربية بحيث يتفرغ الشخص للتحصيل العلمي والعمل البحثي بشكل ينمي شخصيته العلمية؟ وهل من الصحيح ان أذهب إلى هناك لطلب العلم؟ حيث يشكل البعض أنك سوف تتلقى العلوم القائمة على الرؤية الغربية و بذلك سوف تتبنى رؤيتهم، لكننا نحن في بلدنا ندرس المناهج الغربية أيضًا في حين أن جودة التعليم هناك أفضل، فما العمل؟

ألا يكفي وجود العلماء حتى لا تسيخ الأرض بأهلها؟
احد الادلة على وجود الامام المهدي يستند الى الحديث القائل لولا الامام لساخت الارض باهلها.. اي ان بقاء الارض منوط ببقاء الانسان الكامل لكن ماذا عن ازمان الانبياء السابقين ؟ فاذا كانت تحفظ الارض بوجودهم فلماذا لا تحفظ في هذا الزمن بالعلماء والاولياء والحديث

اختناق مسيرة العلم في المجتمع.. هل هي سبب الأزمة الحالية؟
“ما زال هناك الكثير مما يمكن أن يقال ويكتب حول الإسلام”، المرشد الأعلى آية الله العظمى الخامنئي حين نتأمل في عمق الثورة الإسلامية في إيران ـ والتي اعتُبرت أعظم حدث وقع في القرن العشرين، ما زالت تردداته مستمرة وستستمر إلى وقت طويل ـ فإننا نلاحظ بأن هذه الثورة كانت انفجارًا وقع بعد أن تهيأت إحدى مقدماته الأساسية، والتي قلما يشار إليها في أدبيات الثورة ـ سواء من قبل محبيها أو أعدائها. وهذه المقدمة الأساسية كانت عبارة عن حدوث طفرة نوعية في إنتاج ونشر الفكر الإسلامي داخل المجتمع الإيراني. ولم تكن هذه الطفرة سوى ثمرة جهود متضافرة لمجموعة من المفكرين والعلماء الذين أعادوا النظر إلى الإسلام من زواية المجتمع والسياسة.

بين القيادة العلمية والقيادة الذرائعية
لعله لا يوجد نعمة أهم وأعظم من نعمة القيادة المخلصة لأي مجتمع بشري. ففي ظل هكذا قيادة يمكن أن نرجو للمجتمع أن ينهض ويزدهر ويصل إلى أعلى مراتب القدرة؛ وفي ظل غياب هكذا قيادة، فإن المجتمع، وإن كان يتوافرعلى جميع أنواع الإمكانات والاستعدادات البشرية والطبيعية والمادية والتاريخية والثقافية، لن يسير إلا نحو الانحدار والتخلّف والخسران المبين.

عن أولوية العلم في مجتمعنا.. كيف يجب أن تكون العلاقة بين القيادة والعلماء؟
لا ينحصر النقاش حول العلم في أهميته ودوره وتأثيره على صعيد إدارة المجتمع، ولا ينحصر هذا النقاش في حقيقة العلم وتمييزه عن الجهل، وإنّما يتعدى ذلك إلى قضية ذات أهمية فائقة ترتبط بأولوية العلم على صعيد اهتمامات قادة المجتمع وإدارتهم. إن فرغنا من تثبيت قيمة العلم كسلطانٍ وقدرة، واستطعنا أن نتفق على المعنى الدقيق للعلم، يبقى الكلام بشأن موقعيته ضمن دائرة الأولويات؛ وذلك لأنّ العلم لا يأتي لنجدة القادة والمسؤولين كيفما شاؤوا، وإنّما يتطلب منهم سعيًا وطلبًا وتدبيرًا واجتهادًا.

معضلة العلم الكبرى
كل من يتأمّل قليلًا في أحوال المجتمعات الاقتصاديّة والأمنيّة والمناخيّة والبيئيّة، يدرك أنّ هناك مشاكل كبرى يصل بعضها إلى حدّ التّهديد بالفناء والكارثة العظمى. هذا، بالرّغم ممّا يُقال عن بلوغ البشريّة شأوًا عظيمًا في العلم والمعرفة. وقد أطلق بعض المفكّرين على هذا العصر عصر العلم، باعتبار أنّ المجتمعات البشريّة باتت تلجأ إلى العلم والعلماء لحلّ مشاكلها أو تحقيق مآربها المختلفة.

حين يكون المجتمع مقبلًا على القيم.. ماذا عن حياة العلماء!
المجتمع الذي يُكرم العلماء حقًّا هو المجتمع الذي يشعر بحضورهم في حياتهم، من خلال التنعُّم بعلومهم وتقدير هذه القيمة التي يضيفونها إلى حياته ومسيرته، وهي قيمة لا يمكن أن يُستغنى عنها بوجه.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.

في ظل الجمود الفكري وفي ظل الحاجة إلى أجوبة عن أسئلة حساسة.. أين هو المنهاج العلمي الفريد؟
كل من يشرف على مراكز الإعداد والتعليم الإسلامي يفكر مليًّا في البرامج المُثلى التي تصنع المفكّر والعالم القادر على تعميق الوعي العام تجاه قضايا الإسلام الكبرى.. ولكن نظرة عامة على قضية المهدوية يبين لنا حجم الفراغ وعدد الأسئلة التي ما زالت دون أجوبة شافية.

ثورة العلم الحقيقية.. الطريق الأقصر لإصلاح المجتمع
إنّ الطريق الوحيد لنشر الفضائل في أي مجتمع، والحد من مخاطر الرذيلة وانتشار المعاصي، يكمن في أمرٍ واحد وهو: رواج روحية طلب العلم؛ فالعلم هو الخير الفريد الذي يمكن أن يشبع روح الإنسان إلى الدرجة التي لن يشعر معها بالرغبة في طلب الدنيا ومتاعها الزائل؛ ومتى ما انعدمت هذه الرغبة الدنيئة وزالت دوافعها المنحطة انقطع معها أصل الخبائث واستؤصل جذر الرذائل.

5. ضرورة الإنتاج الفكري في المجتمع العلمي
يحتاج المجتمع العلمي إلى المفكرين لأنّهم يقومون بتطبيق مبادئ الإسلام والاجتهاد وأصول الشريعة على الواقع المُعاش والقضايا الزمانية، ففي كل عصر وزمان هناك مقتضيات تنشأ من التطوّر والتحوّل الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي، وكل هذه تؤدي إلى نشوء قضايا تحتاج إلى عملٍ فكريٍ أصيل.

6.لا طبقيّة في المجتمع العلمي
إن تقسيم المجتمع الى طبقتين عالمة وعامية له جذوره في الرؤية التي سادت في أوساط أهل العلم طيلة قرون من الزمن، باعتبار أن العلم الذي ينبغي الوصول إليه حكر على عدد قليل من الذين يتمتعون بالمقدرة العلمية والذهنية، وعلى باقي الناس أن يعملوا وفق ما تقوله هذه الفئة القليلة. لكن الرؤية الصحيحة للعلم تبيّن أنّ العلم متاح للجميع ويمكن لهم أن يصلوا إليه بسهولة فتنتفي الطبقية العلمية التي هي أحد أسوأ أنواع الطبقيات في تجارب التاريخ.

2. من أين ننطلق لنصنع المجتمع العلميّ؟
هل تعلم أنّ المجتمعات البشرية تعاني كثيرًا من الجهل؟ المجتمعات الإسلامية اليوم لا تمتلك الكثير من المعارف والعلوم التي تحتاج إالها في إدارة شؤونها وتحقيق التقدم والازدهار.. هل تعلم أنّ القرآن الكريم يتضمن كل ما تحتاج إليه البشرية من معارف وإنّه المصدر االوحيد للعلم فكيف نصل إلى معارف القرآن؟

3. أركان المجتمع العلمي، دور المفكّر في بنائه
لكي يتحقق المجتمع العلمي لا بد من تشكّل سلسلة من الحلقات تبدأ من المنبع الحقيقي لتصل إلى الإبداع والفن فما هي هذه الحلقات وكيف تتصل وتتواصل؟

أهمية التفكر العلمي في قضايا الوجود
رحم الله امرئ عرف من أين؟ وفي أين؟ وإلى أين؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل